عرض مشاركة واحدة
  #5 (permalink)  
قديم 28-09-2009, 16:35
الصورة الرمزية مياس
مياس مياس غير متصل
سعلةٌ, وبعدها تستشهدُ
 
بداياتي : Jul 2009
الـ وطن : عند أنتهاء الرقم الاخير
المشاركات: 108
تقييم المستوى: 0
مياس is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: هكذا ينزلُ المطر !

بعد الموعد /




تحتاج الأنثى منا وقتاً طويلاً لكي تستوعب حجم الدمار الذي قد حل ببكارة قلبها ما بعد الموعد بدقائق.

لم أستطع أن أجمع كل ما حدث في عقلي في فيلمٍ قصيرٍ حتى .

برغم قصر الدقائق التي أنتجت هذا الموعد لكن المشاهد مازالت مبعثرة في قلبي قبل ذاكرتي .

مازلتُ متسمرة أمام سجل الهاتف أتمعن في وقت المكالمة :



الوقت: , 4:31am

المدة : 00:09:12




تأخر دقيقة عن موعدنا و أنقص دقيقة عن اكتمال العاشرة !

الرقم 12 تكرر مرتين ؛ في نهاية رقمه و في آخر الثواني للمكالمة .



برغم تفاهة التفاصيل إلا أني كنت أستعذب استخراجها و سردها على نفسي .

أغلقت الهاتف ومازلت مشوشة من آخر كلامه , تركيز ضحكته عالٍ جداً في محلول عقلي



لا أكاد أنفك أسمعها تباعاً و أسمعه يقول : يا بنت !

وكم كانت هذه الكلمة تأسرني كتابةً و قيدتني نطقاً.

كنت أحب جداً أن يناديني يا بنت , أشعر أني طفلته المدللة .



وأجمل حين كان يقولها وهو غاضب : يا بنت ألم أقل لك أن لا تليني في الكلام مع أحدهم .



لا شعوريا أي جملة بعد كلمة يا بنت أوافق عليها بدون تردد !

أشعر أنني الفرس التي يخبئها في إسطبله له وحده .

هذا كله كنت أشعر به وهو يكتبها كتابةَ , أما النطق فقد كان أشبه بالخضوع له.



كنت أفكر كيف أنه سيهزمني لو دخلنا في نقاش بكلمة واحدة فقط وهي " يا بنت " .

وكنت أفكر كيف أنني سأخفي عليه هذا السلاح لكي لا يستعمله ضدي , وفي نفس الوقت كنت أحب الاستمتاع بتعذيبه إياي بهذه الكلمة .



نحتاج نحن الإناث أن نستشعر الحنان أحياناً من صلب غاضب أكثر .

وقع الحنان الذي تأخذه الفتاة من غضب ورجولة يكون أشد طغياناً على قلبها من الحنان المستهلك و الكلمات المعلبة لكل يوم .



الرجل حين يغضب حباً يكون حبه أصدق من أن يحب بدون غضب .

فنحن نتعرى أمام الغضب . غيرة الرجل الثائرة حين تأتي بقسوة تكون صادقة و مملؤة بالحب حد الشغف.



ما سُمي نزار قباني بشاعر المرأة عبثاً فقد كان الأكثر قرباً لقلب المرأة حين قال عن الحب :




هُوَ أن نَثُورَ لأيِّ شيءٍ تافهٍ

هو يأسنا .. هو شكنا القتالُ




الموعد بدأ يخف ثقله عن عقلي قليلاً لكن القلب في ازدياد مستمر ,



حسناً , كذبت ..!



حتى عن عقلي لم يخف . فقد أمضيت ساعاتي بثقل عظيم , لكي أنام احتجت لساعاتٍ لم أعتد أن أسهر لحينها , أتقلب في مضجعي ذات اليمين و ذات الشمال و أتذكر قوله لي أن توسدي قلبي حين تنامي .



أضحك على الحليب لأني لم أشربه , وكأنني ارتكبت خطيئة ما و أريد أن أعاقب عليها و بشدة منه . دائماً يهيأ لي أن عقابه سيكون لذيذاً.



أضع السماعات في أذني أصغي لأغنية , موسيقى , شعر أي شيء , كلها ينتهي بي المطاف فيها له وأصنع سيناريوهات على إثرها أبطالها هو و هو فقط !

مؤلم هذا الوضع , أن تريد أن تفر وتكر ولكن لا مفر .






الآن بدأت تلوح لي خفايا الموعد الأول . الفلم بدأ ترتيبه في عقلي !

و لأني ككل فتاة بعد الموعد الأول حين تبدأ ترتيبه في داخلها , تقول لنفسها :

حسناً المرة القادمة سأستعد أكثر ! وتبدأ في البحث عن أجوبة في أبجديات الفوضى للأسئلة التي سألها إياها في الموعد السابق !



لا تستطيع الفتيات التكهن بقلب الرجل , لذلك تَراهُنَّ يبحثن في الأرشيف !

وكأننا نظن أن الموعد القادم سيكون كما الأول !

برغم معرفتنا انه لن يكون ولكن نأخذ الأجوبة معنا كإجراء احترازي وغالباً جداً نرجع محملين بها ولا تفيدنا إلا بثقل جثومها في عقلنا وتشتيتها إيانا .






للموعد القادم ســـ ...



آوووه, متى سيكون الموعد القادم ؟

لم أخذ منه موعد ؟

متى سألقاه ؟



إنها كارثة أن لا تعرف الفتاة متى موعدها القادم مع رجل !

فالفتاة من بعد الساعات القليلة من الموعد الأول وحين يبدأ عقلها و قلبها استيعاب الركلة القوية التي رُكل بها يبدءان بالاشتياق والحاجة لجرعة صوت أخرى !

يشق على الرجال فهم الحاجة الملحة للفتيات لأخذ جرعة منهم كل ما اشتقن !



يظن الرجال أنه حب مفرط ولا داعي له بينما الأنثى تظن انه وبكل بساطة (الحب ) !

بدأت أشتاق !.. أمسك الهاتف أريد أن أهاتفه أتذكر قول أحدهم : لا تذهبي له فحين يريدك سيأتي !

وبما أنه لم يأتِ فهو لم يريدني بعد !






اهدئي يا جنى اهدئي...

يجب أن يتوقف قلبي عن القفز كلما تذكرت ضحكته ,



يجب لشفتي أن تكف عن الابتسام فقط لمجرد تذكر صوته , فهذا المنظر يشي بالغباء للأناس الذين من حولي. فتاة وحيدة وتبتسم بعنف شديد ؟! لابد إنها بلهاء أو تدعي شيئاً . المنظر قبيح جداً اهدئي يا جنى .



على تنهيداتي أن تخف كلما تذكرت كلمة يا بنت ! كثرة التنهيد تفضح المرء.



يجب أن أعرف متى الموعد ! لأني قررت أن ألتقيه و أنا في أوج زينتي ,

أؤمن بالإيحاء النفسي و تأثيره, ربما تعثرت في طريق الموعد الأول لأنني لم أجهز له !

كأنني استشعرت أنه ينظر لكلي وتعثرت.

سأتكحل, ألبس شيئاً من الأحمر الداكن و أتعطر وألقاه .

سأتهيأ لكي يشعر بي جيداً و أشعر به أكثر

فقد آمنت بما قرأته ذات مرة على لسان قلم أحلام حين قالت :



وأصدق تمامًا مصممة الأزياء "شانيل" التي كانت تنصح المرأة بأن تغادر كلّ يوم بيتها وهي في كل أناقتها, وكأنها ستلتقي ذلك اليوم بالرجل الذي سيغير حياتها, لأن ذلك سيحدث حتما في يوم تكون قد أهملت فيه هيأتها!



لكن متى هو الموعد الثاني !

غداً في الرابعة بعد النصف !

لماذا ؟ لأني و ككل الفتيات نعتاد على الحب وعاداته .

وأني لأرها عادة لابد منها : النصف بعد الرابعة .


____________________________________

" مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن
لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً
والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ ،
يشربني على مَهَلٍ ،
رد مع اقتباس