كم كنت احتاج لتلك اللحظه الخاصه
الخاليه من ضوضاء الانوار
وضجيج الافواه , وتحركات البشر
احتاج لخلوه شرعيه مع الراحه
ان ادون مايخالجني
في جنبات وطبطبات ماء بارد
والثلج وبَرَد ..
اشمر ساعدي / اتنقى واتطهر
بماء زلال .. سلس الملمس / عنفواني بعفويه
كانه مليء بالتحنان والعاطفه الاصدق / الامثل ..
يغمرني , ويلامس مسامي , ويجعلني استنشق
فحوان الايمان , وبضع تراتيل , وآيات سكينه وسلوان
اتوضأ ..
واملء كفي واغمرهما
واجعل رذاذ الماء .. يلامس وجنتي
التان حرقهما دمع متكابل من كثير
استشعر بصفاء الوقت
هدوء حقيقي / سكينه الروح
والحاجه الى افراغ ترسبات مختلفه ..
امسح رأسي
واغلغل اصابعي بهدوء / برغبه في نزع الافكار السوداويه
وتجاهل تلك اللحظات
وطرد الشحنات السلبيه , ومحاوله لاعاده الاتزان
احتاج لنسمات الهواء البارده
عندما امشي وحيدا في طريق هادئ
يحوي انارات خافته , وبضعه اصوات ممتزجه
من فحيح اغصان , استيقاظ طيور , وتثاوبات الصباح
اضم يدي من البرد
واتجه نحو الدرجات الرخاميه
افتح الباب الذي لم يغلق يوما / المرحب / الحاضر رغم الغياب
اقف لاغمر هواء النقاء في رئتي
هواء طيب المكان وحسن الجوار
ورائحه اغلفه قران كريم
احتاج لهذه اللحظه ..
ان اترك كل ماتبعني في اوقات حياتي
خارج هذا الباب , استديرهم وراء ظهري
ارتميهم ورائي ..
بتكبيره استرجاء
بصوت خاضع / اختنق من ازدحام / من تأجيل / من فساد
الله آكبر
ولايوجد هم كبير , الم كبير , جرح غائر كبير
خيانه .. سوء تقدير , ادعاء كاذب , ظلم وتجني
كراهيه وحقد , تجاوزات , امنيات , غدرات
لايوجد اليوم شي ..
انا صحفه بياض نقيه , فارغه من التلطخ
اسمى من دنس بضعه كائنات
وحقاره بشر ..
اتلو ايات قصيره , على كبر مقامي البسيط
اركع .. واسجد تلك السجده
التي انهارت اكتافي منها , ودفعتني
ووجدت بها كل التكتلات تتوارى .. وتنزاح عن كاهلي
اتمتم .. واشهق .. واشكي .. وادعي .. واطلب
واحاول استدراج دمعي
بكيت كثيرا في السابق , على امور نسيتها
احتاج البكاء الآن على امور لا استطيع نسيانها
استعطف .. اعتصر .. مكنوني
واطلق سراح نفسي
ها انا في هذه اللحظه منقطع عن العالم
في لحظه زمنيه خاصه ..
في جوار من احبه
لانه خلقني .. ويعلم سري وهواني
ولا احتاج ان ادعي , اتجمل واتزخرف
فقط ان اكون كما انا
انسان مجرد من طبقات التصنيف
وتعنت القبليه , وازدراءات , وغدرات كثيره
اخرج مكنوني ..
المثقل بكميته , والمثقل بوزنه
واراني اطيل .. واتكلم .. واتنفس ارتياحا وشهيقا
مع كل حرف يخرج
لا احتاج لتقمص دور خاص / للمحاوره بعدد احرف معينه
ها انا في مساحه حريه شاسعه
اطرق كل ابجدياتي , باسهلها , لا احتاج لاعاده صياغتها
لمحاوله تنسيقها , فقط تنساق من شفتي كما هي
وتندفع من وراء روح ..
واجد تناغما رهيبا / وسلام داخلي لم اعهده
فقدته منذ زمن , كأني ابتعثت من جديد
اجدده , وادمج به الروابط واغلغله في الشرايين
كم كنت احتاج هذه المواجهه الخاصه
هذه اللحظه الربانيه الخاصه ..