.

4 فبراير ..

ولآ زآلت أتسآئل يآ فبراير ..

ترى بمآ سأنتهي منك ..؟!

رغم التعب .. وتشنجات القولون الـ لم تهدأ .. وتلك الأدوية والمحآليل التي لم ثمر بـ شيء .. سوى زيآدة التشنجات هيجآناً وايلاآماً ..!

رغم الوجع .. الإرهآق .. التعب النفسي .. وتلك التراكمات الـ لم أجد معها حلاً يسلخها من جذورها ..

رغم الإزدحام المحيط .. رغم الألم ..

إلا أن الرابع من فبراير تآريخ لآيمكن تجآهله ..

فـ تآريخ كهذا يمثل ذكرى الشهر الخآمس من فقدي لـ أخي .. توأم الروووح .. حبيبي .. عمآر قلبي .. وفرحته ..!

أخي وحبيبي ..

خمس أشهر مرت .. لآ أعلم كيف هي مرت .. لكنهآ مرت .. فيها لم أرك .. ولم أسمعك .. ولم أشاركك أي شيء ..

فقط مارست بكائك .. وثكلك .. ورثائك .. والنوح عليك .. والأنين على أيام مضت .. والحنين لـ رفقة كآنت وأخوة كآنت ..!

خمس أشهر مرت .. هجرت فيها غرفتي وأنتقلت لـ غرفتك .. هجرت سريري وأنتقلت لـ سريرك .. هجرت ملآبسي وأرتديت ملآبسك .. علّي أروي بعضاً من عطشي لك ..!

خمس أشهر مرت .. هجرت فيهآ الصديقآت .. الزيارات .. مواعيد الفرح مع كل بيآض أحاط بي .. ابتعدت فيهآ عن هوآيتي المفضله .. المشاوير / المقآهي .. المطآعم .. التسوق .. الهدآيآ .. التفآصيل الصغيرة وكل شيء مبهج قد كآن ذآت يوم ..!

خمس أشهر مرت .. هجرت فيهآ حيآة بأكملها .. ليس عمداً مني .. لآبل عجزاً وشلل .. صدمة وفجيعة الجمتني وأسكتتني وشلّت قدرتي عن الحيآة .. الحديث .. الكلآم .. وحتى الفرح ..!

خمس أشهر مرت .. هجرت بهآ حتى عقلي ..!
فلم تعد أختك تلك هي الـ حآضرة البديهة دائماً .. أصبح الشرود ملازمني .. لم تعد أختك تلك الرقيقة التي تهتم لـ مشآعر الآخرين .. حضورهم .. غيآبهم ..!
أصبحت اللامبآلاة رفيقاً لي .. ولم يعد أحداً يهمني .. فـ طآلما هم أحياء يتنفسون ويرزقون فـ الحمدلله ..!

قالت لي صديقة ذآت يوم .. اشعر أنك منهكه حد أنك التزمتي الخرس ..!
ترى .. لم أخترتي لفظة الخرس بدلاً من الصمت ..
هل لأني فعلا بت خرساء .. لآيعنني شيء ..!
لآيهمني شيء .. لآيحرك بـ شعوري سآكن ..!

بُت بين ليلة وضحآها ذآك الشخص الأخرس الذي فقد قدرته على الكلآم ..
مستمع فقط .. ولآشيء آخر .. مستمع لكل شيء محيط به .. لكنه أخرس لآيبدي رأي .. ولآ يحكي شيء ..!

فقط يسمع ولآ شيء آخر ..

خمس أشهر مرت يا أخي .. لم أتأقلم بها على حيآتي الجديدة ..

خمس أشهر مرت .. وّلدت بداخلي شعور .. { طآلمآ راحوا شرايين القلب ..فـ مآعآد به شي يهم ..!


4 فبراير ..

أنت اليوم المكمل لـ ذكرى الغياآب / الوجع / الفقد / الفجيعة / الموت / المشيب في عزّ الشبآب ..!

ولآزآلت فجرية الرآبع من سبتمبر حآضرة ببآلي .. بأدق وأصغر تفآصيلها ..
ذآت الحرقة .. ذآت الفجيعة .. ذآت البكآء .. ذآت الجمرة التي تلتهب ايسر الصدر .. ذآت التشنجآت المزمنة التي شعرت بها في قولوني .. ذآت الدوار الـ يسحبني للأسفل وكأني سأهوي بأي لحظة .. ذآت الأصوات .. البكآء .. وصمتي الشآحب .. ونظرتي الفآرغة .. وترديدي وعلامات الفجيعة على وجهي .. جزاك الله خير .. جزاك الله خير .. الله يرحمه ويغفر له .. اجرنا وأجرك .. جزاك الله خير .. الخ الخ الخ ..!

4 فبراير وَ 2 فبراير

فقط أنتمآ { وجهآن لعملة وآحدة ..

إذن موعودة أنا مع غرفتي وسريري .. وظلامي .. وشبآكي ودموعي ونواحي وثكلي وأنيني .. وحرقة شوقي الـ سأصرخ بها ذآت لحظة هشيم لـ مشآعري ..!

ترى .. هل أنا موعودة أيضاً مع السمآء ..!
هل ستبكيك السمآء يا أخي .. معي ستبكيك .. أم أني سأبكيك وحدي .. وستظللني سمآئي وإن لم تشآركني نوحي .. لكنها ستظللني بخشوع .. وتستر دمعي .. وتكتم نوحي ..!

4 فبراير ..

خمسة أشهر ابتلعت حيويتي للبعيد ..
خمسة أشهر أغلقت مداخل الفرح .. سدّت مسام الارتياح .. بعثرت مفاهيم الأمان
خمسة أشهر كفّنَتنِي بِجوارك حيث لا انفصال ..

____________________________________

أطيّر لك حمام البآل وَ أفقد كل ليله سرب ..!*

.