هُوَ لكِ وحدَكِ يا غرِيبَة .. وحَدَكِ , ولِقَلْبَكِ الموجُوعِ كثِيراً ..
لرُوحكِ الّتِي أرهقَهَا فقدَ الحبيب , والشَوقُ إليه ,والحاجَةُ ولو لِلقَاءٍ واحِد ,
يُطفِئُ الحَنِينَ لِبُرهَة منَ الزمَن !
الحنِين الّذِي سيبقَىَ طوِيلاً .. يُأرجِحُ مشاعِرَكِ بَيْنَ الذِكْرىَ والفَقْد .. !
تتصَفَّحِينَ الأورَاقَ الماضِيَة , تتفقّدِينَ زواياه , ويكُونُ لِكُلّ بُقْعَةٍ ذِكْرَىَ ..
يُخالِطُكِ شعُورٌ بِوجُودِهِ حَولِكِ , في كُلّ الأماكِن ,
يتّجِهُ نداءٌ مِن صَوْتُكِ المَبْحُوحِ إلَيْهِ فَلا يُجِيب ,
ترتَجِينَ لو أن تَسْمَعِي صوْتَهُ مِن جَدِيد , وتحْتَضِنينَ خياله , ويعْلُو صَوتُ النَحِيب بـِ :
أَخَيُّ هَلْ حَقْاً تَرْكَتٌكَ فْيِ الثَرَىْ وَأْهَدَيِتَ هَذْاَ الَقَبْرَ أنْفَسَ مَاَيُهُدَىَ !!
ويكُونُ اللّيْلُ هُوَ وَحْدَهُ الرّفِيقُ , ويكُونُ صَدْرُ السمَاء هُوَ الصَدْرُ الأكثَرُ رحَابَةً ودفئاً !
وَ وحْدَهُ خالِقُ السمَاء يُنصِتُ لِلوَجَعِ المخفِيّ بينَ الصُدُور ,
غرِيبَة ,
كُلّ نفْسٍ ذَائِقَةٌ المَوْتُ , ولا غُرْبَةَ كَغُرْبَةِ فَقْدِ الأحِبَّة ,ولا وَجَعَ كَوَجَع الحَنِين .. الحنين !
مِن فَلْسَفَةِ المَوْت يجِب أن نُدْرِكَ أنّ ورَاءَ هذا العالمِ الكبير , مساحَة ضيّقَة مُعتِمَة , ه
وَ الآن بِأمسّ الحاجَة لِدُعاءٍ مِن قَلْبٍ صَادِق , كأنتِ , ليُنِيرَ لهُ مساحَتَهُ ..!
غرِيبَة ,
يُخلَّدُ الميِّتُ فِي ذاكِرَتِنَا بِقَدْرِ مَعْرِفَتنا له وقُرْبنَا مِنه !
فَأسْألُ مَن أرتَجِيهِ دائِمَاً أن يزيدَ حُبّي لِمَن أحِبّ حبّاً فوقَ حُبّي ..
أسْألُهُ أن يُهْدِئَ هذا القَلْبَ الموجُوع ,
وأن يُهدِئَ جَمْرَ الشَوقِ والحنِين .. وأن يُمنّ على قَلْبِكِ بالسَلوَىَ ..
قَرأتُكِ مِراراً ,
وَ وجَدْتُنِي أبكِي كثِيراً ,
لأنّي ذَكَرْتُ أمرأةً فقَدت كُلّ من تُحبّ فِي يومٍ واحِد !
أنتِ يا غرِيبَة أقْرَبُ مِنِّي لِمَعْرِفَةِ مِقْدَارِ ألَمِهَا !!
أنتِ يا غرِيبَة أكثَرُ قُدْرَةَ على الإصْغاءِ لِوَجَعِهَا المُمتَدّ عبْرَ الأزْمِنَة الغابِرَة !
لأنّكِ ذُقتِ الفَقْدَ وَ مِقَدَارَ الوَجَع !
أوَتَعْلَمِينَ ,
هِيَ مِنّي إلَيْكِ : استَمِدِّي صَبْركِ مِن صَبْرِ زَيْنَب .