أصبح الحديث عن الموت من منغصات الفرح ياصديقتي ..
أصبح الكل يتصنع نسيانهم ويتصنع الصبر والسلوان على فقدانهم ..
نعد محاسن موتهم ونعيش لحظات وأوقات نتمانهم يدخلون من أحد الأبواب ونخمن من أيهم سيكون !
لنصبح الأقرب لنا حين دخولهم .. نهرب من واقع رحيلهم ..
لكن ما أن نقف أمام المرآة لنوضب بقايا حزننا عليهم من وجوهنا حتى نجد لهم ملامح تذكرنا بهم ..
وأصبحنا نراهم في ضحكاتنا .. في تعجبنا .. في صمتنا .. في حزننا .. حتى في دمعنا !
ليت الموتى يأخذون معهم صورهم وأشيائهم وأسمائهم ليتهم يفرغون ذاكرتنا منهم ..
ليتهم يأخذون روائحهم من ملابسهم ..
ليتهم يستأصلون خلايا الشبه بيننا وبينهم ويتركونا مجردين منهم تماماً ..
وليت أماكنهم لاتشعرنا بفقدهم !

يا صديقتي لنا ذاكرة مترفة بأدق تفاصيلهم تختزن آلاف الصور لهم ..
أحياناً تبهجنا وأحياناً أخرى تصبح مؤلمة جداً جداً ..
وأحياناً تصبح الذكريات بلسماً وأحيانا نارا تشتعل وتلتهب لتحرق كل مافينا
لنصبح رمادا أختلط بتراب مقبرة حوت أجسادهم !


الغريبة في مكانها ..
هذه المره صعد [ عمّار ] إلى الله قبل أن ينزل إليه
والله معه الآن كما هو دائماً ..
وهو بخير .. وسعيد بتلك الدعوات التي أحاطته وزفته إلى الجنة بإذن الله ..
وروحه تبتسم في السماء وتلوح سعادة بالجميع ..
ويفاخر بكم بين الملائكة .. أن هؤلاء كُل أحبتي في الله ..!
وبإذن صانع الوجود وموجد الخلود ..
سيكون عمّار ووالدك وزوجة أخيك بانتظارننا على بوابات الفردوس
وتحت سدرة المنتهى ..