هُناك أمور تستهلكنا كثيراً ، وقد نعطيها أكثر من حقها
أو أقل بكثير من عظمتها ! كأنا عندما بدأت الكتابه
عنك وعن غيابك وخيبتي بك والفراغ الذي خلفتهُ
أكون قد دونت هامش الوجع وقلصت حجمه
لاشيء ينسيني أنت ولايريحني منك
ألم يشعرك الجرح بصدر أبي ولا ملامح أمي
التي سبقت أمي عشر سنوات ولا الشروخ
التي خلفها طريقتك بالرحيل عظمتك بقلوب أحبائك ؟
ياتُرى هل المذنبين نحنُ ؟ هل نحنُ ضحيتك أم أنت ضحيتنا
أم جميعنا ضحية القدر الذي علقت عليه ما فعلت ؟
وكُل هذا الذي جعلنا نعاني جنته يداي القدر وليست يداك ؟
لا عليك أمي تقول الله يفرجها وأنا أقول الله كريم
وأبي يقول الله يصلحك ندعو لك وما استطعنا أن ندعي عليك
حتى أبي عندما يتحدث بغضب أب مقهور من فلذة كبده
يسارع بالإستغفار ....
وبالمرات القليله التي زُرتنا بها خلسه عن والدي
ونقابلك بجمود الذي ودعته بنا أنت ونحن نبكيك !!
تُلقي كلماتك المسمومه بوجه أمي وتغادر تاركها خلفك
تبكي رحمها الذي حملك وحليبها الذي ارضعتك وقلبها الذي
أنت منه ورائحة نفسك وسنين عمرك تتركها تبكي
طفلها الرجل الذي أودعت بهِ الأماني بكل مره تمسح
شعره بكفها أو تحصنه بها ....
حتى أنا التي اخترت عروساً لك وتخيلتها تقف بجانبك
وأنت تنظر لي بإمتنان لحُسن اختياري مازلت كلما
أراها اختنق وأود أن اذهب واُعزيها لفقدانها
حلم لم يُراودها بأكبر أحلامها
كيف وأنت كجنه كنت ؟
واظن لو حصل وتوجت عروساً لك
ستنطق بذهول لن تستطيع ان تخفيه المسكينه
هل أنا مازلت فوق الأرض ؟
وربما كان ما كان خيراً لها
من حلم لم يُراودها
ورغبه لم أستطيع أنا تحقيقها .
____________________________________ إذا بالغتُ في الماضي بِحُبّي ... فلستُ عليه أندَمُ رغمَ
بؤسي ... و لِي ندمٌ وحيدٌ : ليت أنّي ... كما أحبَبتُكمْ ..
أحبَبتُ نفسي
ميسون سويدان