. . 27 من ربيع الثآني ..
العآدة جرت .. بإن يتردد في أنحاء المنزل دووي صوتك في هكذا يوم من السنة ،
مردداً بإن اليوم ميلادي فـ أين هي هدايا المهندس .. والأخ الصغير .. والصديق المقرب ..!
مممم .. منذ أصبحت وأنا أحاول جاهدة بإن أتجاهل التاريخ ومايحمله ..
والاصوات والذكريات والتفاصيل الصغيرة ..!
وكأن الساعات تعلم مايجول في نفسي ..
وكأنها تتحداني .. بعد أن أمسيت على حدث أحتار بتسميته ..!
لـ ربما هي طعنة .. أو هي كآرثة .. أو أنها أشر البلّية الـ يضحك ..!
لآيهم .. الأهم أن تلك الطعنة نجحت بإن جعلتني أنفجر أمام هذا الفيض من التفاصيل ..!
وخلفتني في فرآغ الملم تلك التفاصيل الجميلة / الاحداث / البسمات / الفرح / وكل شيء جميل سبق وأن بدر منه عمّر قلبي بوجوده .....
ومن هنآ .. حتى أستوعب حجم هذا الفرآغ .. ومضي سبعة شهور على فقدي له
الرجل الأجمل والأوسم والألطف الأحن والأعظم ..
تسعة عشر عاماً فقط أخذت أنا منها مايساوي عمره..
أخته المدللة والتي تغضب منه كثيراً ليتمادى في تدليلها أكثر..
سبعة شهور وأنا يتبلّد الإحساس في جسدي..
سبعة شهور وأنا كلما أدخلت الطعام إلى فمي أحسسته مراً , مراً وكأنه صنع من موت..
سبعة شهور أضحك نهاراً بتصنع لأغرق في النحيب ليلاً بعيداً عن أعين الجميع الذين رأوني إمتداد لرجل
رحل وحاملة لمجد الأخ المغادر فجأة..
وأتذكر على مضي نصف عام من الفقدان حديثاً لطيفاً بعيداً عن عينيه
أكاد أختنق لفكرة أنها مرت نصف سنة بدونه..
وتؤلمني خيالاتي بقدر ألم إختناقي وتشنجي وأنا أكتب..
لكنّه حق عليّ أن أسكبه كي لا يؤذيني..
27 ربيع الثآني ..
ليس بيدي سوى إلا ان امشي على تلك العآدة التي سبق وأن جرت .. بإن افرح / أبتسم / أضحك / أمارس كآفة طقوس الفرح .. الاحتفال .. الجنون ربمآ .. وإن كآن ذلك كله على الاطلال ..!
فـ السآبع والعشرون من ربيع الآخر هو اليوم الذي أطلّ به طفل كالقمر سبق وأن سميته اخي الجديد وأنا في غمرة فرح ولآدته ومحاولة تقبل قدوم شخص أصغر مني ..!
وفعلاً كآن هو أخاً جديداً ، إذ جعل كل يوم بحيآتي وكأنها حيآة أخرى جديدة لم يسبق لي عيشها ..!
لاَ رَعَى اللّه صَبَاحْاً قَاسِياً
قَدْ أَرَاني كُلَّ أَحْلامي سُدَىَ*
ابراهيم ناجي