الموضوع: صيف ,
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 16-07-2010, 18:55
الصورة الرمزية هديل .
هديل . هديل . غير متصل
.
 
بداياتي : Oct 2008
المشاركات: 3,847
تقييم المستوى: 19
هديل . will become famous soon enough
Arrow صيف ,





أصابعي يا أصدقاء ‏،
ساخنة جدا ك ذكريات الطفولة ..
والكلمات التي تتزاحم في فمي ،
تتهافت بحثا عن ظل جدار مجعد الحنين !
وحنيني يا أصدقاء ..
مرهق ، كيوم ولدتني أمي باردة وسمراء .




الصيف ..
حكايا أمي عن الحب ,
تلميحاتها الوجلة لأن يكون سبب رفضي خاطبا ورى الآخر ,
خوفها أن أحرمها بهجة البكاء فرحة بي في فستان أبيض .. حزنا على صباح سيسرفونه بدون صوتي يصطدم في جدران منزلنا !

الصيف ..
وعود أبي الكثيرة ,
إخلافه لأغلبها التي نقضتها أشغاله الإضطرارية !
تعويضه المحبب لأنفسنا , بنزهة تباغت فرط الملل الذي نرفل به ..
إفراطه في إنفاق ماتهبه أعماله على مشترواتنا بسبب وبدون سبب ليتخلص من شعور الذنب ربما .

الصيف ..
قهوة جدتي بدون جدي ,
دلتها السابعة صيفا , مقعدها السابع صيفا ,
مسجلتها التي هي ف الأصل مسجلة جدي المبحوح صوتها من فرط نشيجها عليه صيفا سابع !
وندبها السابع لإنشغالنا عن وحدتها بعده إن غلبها حزن ب : " الله يرحمك يابو صالح , كلن إلتهى بعمره وكبني للهجاد بذا الغريفة اللي ضاقت بي " !

الصيف ..
منار .. توأم شقاوتي ,
ابنة خالتي التي ارضعتها أمي ف وهبتني بهجة اخوتها !
سفرها لشهر إلا ست أيام ,
تقليمي أظافر الحنين شهرا إلا ست أيام ,
تصفيف جدائل الوحشة شهرا إلا ست أيام ,
ست أيام من شهر ستغادرني به , تغص بي دمعاته ف ابتلعها .. وابتسم لحقائبها التي تسخر مني !

الصيف ..
صديقتي التي ماعادت صديقتي ..
إتمام ذكرى لقائي بها سنتها الأولى ,
إتمام فراقي عنها سنته الأولى ,
إنشغالي بخسارات صدري بعدها .. عن صداقاتها التي تعقدها أمام عيني !
أطراف اصابعي , التي تشي برائحة خطوط يدها .
أزمنة لاتمر * ، تسد الطريق إليها !
مكان , صافحت عينها فيه ازوره بعدها لأجلد فجائع غيابها المتسلقة نياط قلبي بسوط !
صورتي , طفلة بفستان زهري وقلب زهري .. وتطلعات زهرية , وهموم زهرية , دستها في حقيبتها وكأنها يقينة من كونها لن تستطيع رؤيتي بعدها !
صورتها , تتوسد كرسيا أحمر البهجة والأمنيات .. دسستها في صدري , وكأني أعلم أي وداع سينفي ملامحها عن أوطان عناقي !

الصيف ..
لعنة ذكرياتهم الرطبة ,
اوستن .. لوس انجلوس , و .. إنتهينا !
كذبة نسيان .. تسكن قلبي الأبيض ك القطران !
أطفال أحلام , أهرب عن سؤالهم : أين بابا ؟
بنات أمنيات .. ينتظرن دمى ترتدي فساتين بيضاء سيأتي بها أبوهن المسافر حيث لاتدري ماما ..
يتيم أفراح , يشدني من ثوبي لأنشغل عن غسل أواني الإنتظار بحيرة أفكاره : لما ياماما لا أملك ولا أب , وابن جيراننا ينام بين أبوين إثنين !!!
كفر غياب , يثبط إسلامي بفرضية أني لا أجيد حياكة أزارير قمصان السعادة .. بخيط لم تناولني إياه يدك !
وحشة تتفشى ك سرطان في دم تركض به أحرف اسمك .
خوف , أن تفضح ملابس صيفية ترتديها وحدتي , أي خاوية أمآل أنا !
إرتدائي ضحكات , يتشنج منها صدر يكتض بالحزن المنمق على رفوف ذكرياتك التي أمسح عنها غبار اليأس كل ليل طوييييل بجهد عظيم , فتفسدها رياح سفرك التي تغتسل عليها كل صباح !

الصيف ..
إفراطي ف التأنق لتجمعاتي العائلية ,
أنا .. وأخي الحزن .. وأختي الذكريات ,
ابنة عمي الوحدة , وابن عمي الغياب !
ابن خالي الحقائب , وابنة خالتي المطارات ..
ابنة جيراننا الحنين , ونادل مقهانا الإنتظار !
فساتين خيبتي التي ارتديها للقائهم , أساور فجيعتي من تنكر صديقنا القديم الفرح , خلاخيل غوايتي العابثة لصاحب طفولتي راحة البال !
أحمر شفاة أرتديه لتتعثر الكلمات من فرط قسوة أحاديثنا ,
ظل للعين , أدس تحته ضجري عن حرارة شمس رغبة الصراخ بهم : افترقوا , تبا لتجمعاتكم الهشة !!
وأحمر خدين , يخفي إحمرار وجنتاي من حرق دمعتين سقطتا خلسة !

الصيف ..
كوب قهوة يلفظ السكر ,
قطعة شوكولاه اختارت الذوبان في أحضان الحرارة , يدفعها يأسها من إشتهاء فمي !
وطاولة تزدحم بأيادي عشاق اجتمعوا وآخرين افترقوا , تسللوا إليها ذات عطر !
صوت أبي نورا يغازل ليل الصيف الطويل ليشغله عن تسلية تسريب الحزن الرتيب لنفوسنا مناديا : " ياليل خبرني عن أمر المعاناة "
ورجل في أرذل العمر يبحث في وجوهنا التي ترتدي قناع الشباب , عن أبناء أفنى عليهم نضارة ملامحه ف وكلوه للتجاعيد !

الصيف ..
صوت حارتنا القديم , أغنيات أزقتها المخضبة بأقدامنا ..
وجدران منازلها التي تفوح بشقاوتنا !
بقالة " أكبر " , الذي هو سر تشبثنا بحلم أن نزور الهند !
و " دكة " عم سعد التي توزع السعادة على فضول النساء المتحلقات حول النوافذ يسترقن السمع لأحاديث الرجال .

الصيف ..
تمردنا على الليل والنوم , ومصاحبة السهر !
خصامنا الصامت مع الشمس .. وتضامننا الهادئ لمظاهرة " لن نكون دجاجا بعد اليوم " , الذي حرضه قولهم لمن ينام مبكرا : " تنامون أول الليل ؟ عسى ماشر , الأخوان دجاج .. " !!

الصيف ..
طرق وعرة , تعاندها عجلات رغباتنا المتحفزة !
محطات عتيقة , نتكدس بها كتب قصص قصيرة .. تقصها ملامحنا العابرة , والمتأملة بعجل .
حقائب وعود , نعقد نوايا الوفاء بها ..
في صدور تشكك بهذا !
و تذاكر .. نقطع معها خيط الوصل الذي يتدلى في يد وطن سكننا .. وننوي الهرب به ، عنه .
صافرات .. نصم بها صوت صلوات يتلوها من يودعنا بأن نرجع عن الغياب , ونتدثر أعينهم بدل الطريق .

الصيف ..
حزني المتخثر على براويز الصور ,
خلجاته المختبئة في قلب أفراح وأدوها بعد أن ماتت !
وصوت جدي .. الذي لاتخفت نبرته في أذني حتى أجاريه في قبر !
عيني التي فقأتها ب اصبع بكاء ,
و كفي الذي خضبته ب ترقب دموع مؤجلة .

الصيف ..
مشكلاتي الكبيرة , الكثيرة , والتي لاتقبل الحل من اثنين !
إعتراضي , عنادي , ويباسي ك جذع إمتهن الموت .
توتر لحافي , من فوضوية غضبي ..
وأنين المكيفات الخائفة , من سخط حرارة غبني !!

الصيف ..
صوتي المبحوح , يتوسل ...
[ لاتسافر ...
قبل ارتبني ف شناطك ,
] !




[ ]


____________________________________




"أجيب لك قلب ثاني منين؟"

رد مع اقتباس