أنا حزينة ك أم فقدت أطفالها السبع .
أنا حزينة ك أب قتل إبنه أخاه .. الذي هو إبنه الآخر .
أنا حزينة ك العزاء .
أنا حزينة ك الكراسي الحمراء .
أنا حزينة ك عناقيد الأنوار التي تحيط بالدموع .
أنا حزينة ك نياح النساء .
أنا حزينة ك شق الجيوب .
أنا حزينة ك القبور .
أنا حزينة ك أسوار المقبرة .
أنا حزينة ك حراس المقابر .
أنا حزينة ك الطرق المهجورة .
أنا حزينة ك الشوارع المصابة بوعكة .
أنا حزينة ك نوافذ المباني .
أنا حزينة ك الأرصفة المهملة .
أنا حزينة ك عامود الإنارة المتصدع .
أنا حزينة ك طاولات المقاهي القديمة .
أنا حزينة ك فناجين القهوة المثرومة .
أنا حزينة ك كؤوس الشاي المتشظية .
أنا حزينة ك علب السجائر الملقاة تحت الأقدام فارغة .
أنا حزينة ك السجائر التي تغتصبها المنفضة .
أنا حزينة ك أصابع الرجال التي تقدم إشتهائها السجائر لرغبات المنافض .
أنا حزينة ك العجوز في الطابق الثاني .
أنا حزينة ك إطار صورة زوجها .
أنا حزينة ك صور أبنائها المسافرين .
أنا حزينة ك يدها التي تتلقى الصدقة من صاحب المقهى .
أنا حزينة ك منديل رأسها الذي يدس بياض غبنها .
أنا حزينة ك صرير باب حجرة نومها الخاوية .
أنا حزينة ك مسجلتها الفارغ حجار بطاريتها .
أنا حزينة ك بطارية مسجلتها الفقيرة .
أنا حزينة ك مجنون حارتنا .
أنا حزينة ك قدميه التي تهرب به عن حجار الأطفال .
أنا حزينة ك الحجر الذي يرجمه الأطفال به .
أنا حزينة ك رأسه الذي يسيل دمه لأنه نسي أن ينجب عقل .
أنا حزينة ك عقله الذي ماكتب له أن يحتفل بعيد ميلاده .
أنا حزينة ك قلبه الذي يذكرهم به عبث .
أنا حزينة ك صوت نبضاته يخبرنا أنه يشعر .
أنا حزينة ك أوردته التي تضخ الحب فقط لأنه سلم من العقل .
أنا حزينة ك سؤاله : كيف لاتسقط السماء وهي بدون أقدام ؟
أنا حزينة ك دعائه بأن يكون سماء حتى لايسقط حين يركض به خوفه عن حجار الأطفال .
أنا حزينة ك أسرار البيوت .
أنا حزينة ك زوج خائن يحب اللجوء لبيته .
أنا حزينة ك زوجة تتجمل برائحة عطر إشتمتها في قميص زوجها الملطخ بأحمر شفاه لايعنيها !
أنا حزينة ك سريرها المهترئ من الترتيب .
أنا حزينة ك وسادتها التي لاتصلها أنفاسه .
أنا حزينة ك قميصها الذي ضحك من فشل غوايته .
أنا حزينة ك صدره الذي يشتهي الحلال .
أنا حزينة ك أصابعه التي امتهنت الحرام .
أنا حزينة ك مومسه التي تتوق لأسرة وأطفال .
أنا حزينة ك أذنها التي تلعق أصوات جيرانها يتجمعون حول قهوة .
أنا حزينة ك إبتسامتها التي تضرب المواعيد عساها تسرق من إحداها طفلا لن يعترف غيرها به .
أنا حزينة ك طفلها الذي لن يناديها : ماما .
أنا حزينة ك السفر .
أنا حزينة ك الحقائب .
أنا حزينة ك تذاكر الغياب .
أنا حزينة ك شبابيك المطار .
أنا حزينة ك صالات الإنتظار وحكايا قاطنيها .
أنا حزينة ك مكبرات الصوت التي تنادي أن حي على الوداع سنقلع .
أنا حزينة ك .. ك .. ك !
‏
‏
أصابعي تئن .
ربما أكمل غدا قبل أن أموت .
عفوا !
قبل أن تموتوا .
‏
‏
ياااا ويلكم من حزني !!

كتبت بتاريخ أمس ‏‏!‏



[ ]