بين إصبَعَين . مِن رَحِمِ البَيَاض : - مَن أنْت ؟! أنا جُرمٌ صغِير وفيّ انطوىَ العالمُ الأكبَر ! أنا شجَرَةٌ طيِّبَة .. أصْلي ثابتٌ طاهِرٌ , وفرعِي فِي قُلُوبِ المُؤمنِين . أنا زَهْرَةُ ذبلاء تنتظرُ الرَبِيع ! أنا نَوْرسَة تقْطُنُ بَيْنَ السمَاءِ والبَحْر .. أنا رُوحٌ تسكُنُ حيثُ تلكُم الحمائِم . أنا حُلمُ أمِّي .. أنا مِحبَرَة لا تجفّ . أنا صَوتٌ لا يُكتَم .. أنا وعاءٌ لا يضِيق , . [ بينَ إصْبَعَين ] أوصَلتنِي أمّي إليهِ يوماً بإشارةٍ من إصبَعِها , وخطّ حياتِي هُوَ بإصبعِهِ المبتُورة , علّمَني أن أكُونَ كُلّ شيء , وأن أصنَعَ مِن الأشيَاء الصغِيرَة حكايات جمِيلَة , وأنا أعامِلَ النَاس كمَا أحِب أن أعامَل .. وأن أعفُو عند المقدرة .. وأن لا أصمُتَ أمام الباطل , وأن أقُول الحقّ ولو على نفسِي .. وأن أرغب في حُبّ الله , علّمني كيفَ أكُون .. وبذلِكَ أصْبَحْتُ أنَا ! بحُبّهِ أصْبَحْتُ أنا .. - تحدَّث عَن أحْلامِكَ وطمُوحاتِك .. .. أنا مُشتتة الآن وكثيراً , بقيت خُطوة أخيرة قبل تحقق الحُلم .. : ) لذلك لست أتمكن من الكتابة في أحلامي الآن .. اليوم السبت وأنا أنتظِر أشياء كثيرة فاعذروني لتشتتي حتى في الإجابة : ) - أكْتُب " الحيَاة " .. ! الحيَاة كالمرأة , إن عاملتها بشهوتك فَقَط خسرتها .. وإن عاملتها بعقْلٍك فقط خسرتها أيضاً و لم تتمكّن منها .. ! وإن عاملتها بالإثنينِ معاً طابَت .. وطِبْتَ . الحياة كالسماء , فَهي بين قطعُ غيمٍ تَبعثُ مطراً يجعلك ترقصُ فرحاً , وبينَ زعزع وعواصِفَ تجعلُكَ تبكِي حسرةً وحُزنا ! الحيَاة كالبَحْر , إمّا أن يكُونَ موجهُ لُجيَّاً أو هادِئاً , وفيهِ نحنُ سُفُنٌ إمّا هِي قويَّةٌ تصبِرُ على تلاطُمِ المَوْج, أو هشّة تنكَسِرُ ويُلقَىَ فتاتها على الشاطئ عبرةً للناظرين ! الحياة سطْرٌ طوِيلٌ ينتهِي بنُقطة الـ موت , ويبدأً بذاتِ النُقطَة بعدَ انتِهائه ليخُطّ سطراً آخر لا نُقطَة نهاية فيه , ونحنُ فيها ماضُونَ عامِلُون .
.
____________________________________
نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
|