تاسعاً : من ذاكِرَتِك ,
وفِي الذَاكِرَة حكايا مخبُوءَة .. تحمِلُ معَهَا عبقَ شَهْرِ رمضَان ..
- أوهَل فِي ذَاكِرَتِكَ حكايا تودّ أخبارنا بِهَا ؟
في ذاكرتي حكايات كثيرة , شهر رمضان كان لي فرحاً طوال حياتي
ودائماً يحمل المفاجآت في طياته .. : )

- ومِنَ الحكايَا ما يصْعُبُ نِسْيَانهَا ولو بَعْدَ حِين .. نحنُ نسمَعُك .. أخبِرْنَا عَن بعضِ الحكايا الّتِي خُلّدت فِي ذَاكِرَتِك ..

حينما كُنتُ في الصفّ الرابع الإبتدائي , كنت أحبّ معلمة الجغرافيا كثيراً .. وأذكر أنّها أنجبت في شهر رمضَان .. وغابت عنّا , انتقلت لمدرستنا معلمة جغرافيا أخرَى , وتلقيت صعوبة في تقبلها لأني لا أحب أن يحل أحد مكان أحد أحبه , لم يُؤثر ذلك في مستوى دراستي ولكنّي لم أتقبلها أبداً .. أبداً !
في ثاني حصّة دراسية كان الاسبُوع الأوّل من شهر رمضَان .. طلبت منّي المعلمة قراءة الدرس , وكنتُ أقرأ الكلمات بالحركات كما عودتني والدتي , أثارت قرائتي دهشة المعلمة , واتفقت معي على أن أقرأ الدرس يومياً , في الحصّة الثالثة التي تسبق الفسحة, من أحد أيام شهر رمضان , دقّ جرس الفسحة خرجن الطالبات للأكل فيما بقيت في الصفّ , وبقيت معي , سألتني عن سبب بقائي , فأجبتها بأني صائمة , قالت لي بأنّها ستسمي ابنتها سارة لتكون مثلي في كل شيء وأقسمت لي مرتين بأنها ستسميها باسمي , وقالت لي أيضاً : سأدعو من ربي أن تكون كأنتِ .. في كل شيء , وأذكر سؤالها الأبيض حقّاً ! " من علمك كلّ هذا " !
وفي آخر حصة جغرافيا أعطتني لقب بياض الثلج : )
أتمنى أن ألتقيها اليوم , وأرَىَ طفلتها التي تشبهني .. فعلاً هذا الموقف من المُحال أن أنساه أبداً .

- حينَمَا كُنْتَ طِفْلاً , هل أفْطَرْتَ يوماً ؟! أو هل حاَولتَ أن تفطر و تمّ القَبْض عليك مُتلبّساً ؟!
- ما راح أجاوب ..


- هل رأيتَ يوماً أحداً من أقرِبائِكَ يُحاوِلُ الإفطارَ عَمْداً سِرَّاً !؟
لا , ولكنّي سمعتُ أختي تُخاطب أخي قائلة : إذا لم تحضر لي الشيء الفلاني, سأخبر الجميع بأنّك أفطرت في شهر رمضان ..

____________________________________
نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*