03-09-2010, 10:29
|
| | | بداياتي
: Jan 2008 الـ وطن : صندوق موسيقى .
المشاركات: 3,117
تقييم المستوى: 20 | |
محمد حسن عَلوان ( قصيدة صُداع ) وقلتُ : (( إذا ارتادني هاجسُ البوحِ يوماً .. أنادي عليكْ أضمُّكَ في غرفة الغرباءِ .. وأبكي ، كأني تلاشيتُ من دفتر البؤسِ يومَ التقى كتفانا .. وبحتُ ! )) تلعثمتُ في دفتري ساعتينِ ، شممتُ على الورقِ المستبدِّ روائحَ ما بَعَثتها يديْ ! وما بَرِحَ الخوفُ يلقي أمامي جَزُورَ الكتابة ! وكان طريقي اضطهاداً طويلاً ، يمصُّ الدقائقَ من موعديْ جلستُ على آخر السطرِ أحصي خرافي .. وأحملُ في داخل الجرحِ ذاك الثغاءَ الأخيرْ ! ومن أول الجوع ِ مارستُ قبل اكتشافِ الحقيقةِ رعيَ الكلامْ ! ومن أول الإحتقانِ تعلمتُ ، قبل اختراع الكآبة ، كيف أرشُّ الدموع لترطيبِ همي ، وكيف أداعب خدشَ المرارةِ في داخلي كي أنامْ ! وها أنتَ ذا جئتَ تصفعني لتغيِّر فوق الملامح هذي الرتابة ! ها أنت مؤتزراً بالشتاتِ أتيتَ لتفرض فوضاكَ ، أهلاً .. وسهلاً .. ركامَ الركامْ ! تعال احترق هاهنا في بقية مدفأتي قبل أن يسرق السهد ما ظلّ من حفناتِ الرمادْ يقولون إن الرماد على الحزن مثل الظلال على السفحِ ، مثل النحيبِ على الحلقِ ، مثل الحنينِ على عتباتِ البيوتِ القديمة ، مثل المناديلِ .. فوق الزكامْ ! تعال ارتجف ها هنا ، بعضُ جلدكَ يرقص من ضجة القلبِ ، أعلمُ هذا .. وأعلمُ أنكَ آخر خدشٍ يوقِّعه فوق جلدي الزحامْ تعال .. تعال ، وأفرغْ على الجرحِ قِطْراً فلن ينقبوه سوى حين يأذن ربي لقيحكَ أن يفسد الذاكرة ! تعال .. اتكئ فوق رأسي ، وقاوم مؤامرة الصمتِ فوق جبيني ، لئلا يؤممني الغير ذات هجوعٍ ، وأنسى الكلامْ تعال احتضر ها هنا ، في فراغي ، كضوءٍ قديمٍ تلوّى على دكّة الليل ، ثم هوى ميِّتاً .. في الظلامْ تعال انتفض ها هنا .. يا صداعي .. ومت في سلامْ !
____________________________________ ربِّ أخرجني من هذه القرية الظالم أهلها |