الموضوع: طَرحة العيد
عرض مشاركة واحدة
  #2 (permalink)  
قديم 09-09-2010, 21:25
الصورة الرمزية منيرة الإبراهيم
منيرة الإبراهيم منيرة الإبراهيم غير متصل
نَفسي الأبديّة
 
بداياتي : Sep 2008
المشاركات: 893
تقييم المستوى: 17
منيرة الإبراهيم will become famous soon enough منيرة الإبراهيم will become famous soon enough
افتراضي رد: طَرحة العيد





،





كان هُنا رَحمة و أدبَر عنّا رَحمة و سقانا وَصلهُ رَحمة ،
مُذ ليالي كان هُنا يبتسمُ و يدنو من صدورنا كاشفاً عن دعواتٍ رُدِمتْ في ظُلمَتِها ، أضاءَ لنا قنديلَ رحمة لا يَخفتُ فتيلَه لا تنتهي صلاحيته دون أن تَحترقُ أوزارنا ، يتباهى بِنا كُلمّا تسامينا بِ إذلال جباهِنا ، يمسح على رؤوسنا كلّما أفسَد الدّمع أَعينُ التّوبَة و تقوّست الشّفاة بُؤساً .

سَرقهُ الزّمن و أَسبغَنا بِ ( طََرحَةِ عِيد ) !
نوافذُ الأزقَةِ تنتظر كعكَ عيدٍ يَسبقه تغريدُ مُعايدات الأحبّة ، و مباخر العيد تُستَفردُ بِ " كِسرة طيب " تُغدقُ الأَجسادَ بِالرائحةِ ذاتها .
و هُناك بَساتين تزهو بِفساتينِ عيد تَبسطُ الأكفَّ عَصافيراً تُشرّعُ مَناقيرها لشُهبِ المَطر ، تُعشوشبُ بِضرباتِ أقدامهم و تَنبتُ السَوسَنْ حولَ أَكعابَهم كَخلخالِ بدويةٍ كُلّما فاح طابَ النّسيم .

طُرقَ البابُ فَوُجِبَت علينا [ المُعايدَة ]
للمرايا الصديقَة و الجيوب و مسانِد كبار السّن .. للاستراحات و صالات الأعراس و المراجيح .. للفساتين البهيّة و " الكِبك " و " تي شيرتات البراعم " .. للأغاني و تغاريد العيد و قصائده .. للفجر الأوّل و الأذان الأوّل و التكبيرة الأولى .. لحدود الوطن و الخليج العذب و أُمّة محمد .. للصائمين التائبين الفرحين بِ " تمرةِ فطرِ " عيدٍ سعيد .

كان هذا هُناك
أما [ هُنا ] وَطنٌ نُناديه بَوح

و هذه زينة العيد تُغطي هامتَه و في عينيه " بريقُ أَمل " ، يَشدو مع أم كَلثوم " يا ليلة العيد آنستينا " و يردفها بِ " العيد هلّ هلاله كل الفرح يحلاله " و بعد نفسٍ يترنّم " من العايدين من الفايزين " و يُدندن " أتحرى العيد أكثر من طفل "
هذا الوطن يُحيي فينا مراسيم العيد يُعلّمنا كيف نتصافح عن بُعد دون أن يُنقصُ من نشوة المُعايدة ، رسم لنا ملامحنا على صفحاتِ سواده كنُا نُبصر بعض نمتنُّ لبعض نتبادل أُمنيات العيد علناً و نُؤمِّنُ سوياً .
" هُنا وَطن يَستحقُ أنْ نُلبسه طَرحَةَ عِيد "






ـــــــــ
بادلونا حرفاً زهيداً يُلوِّنُ الأجواء بِشذى المُعايدة


____________________________________


مهما تعارفنا يبقى المزيد ممّا نخفيه عن الجميع .

لساني حصاني