الموضوع: - يَومِيّات -
عرض مشاركة واحدة
  #171 (permalink)  
قديم 12-09-2010, 02:18
الصورة الرمزية الطُهر
الطُهر الطُهر غير متصل
.... نَوْرَسَة !
 
بداياتي : Jun 2008
الـ وطن : البحرين
المشاركات: 954
تقييم المستوى: 16
الطُهر is on a distinguished road
افتراضي -

كَانَ العِيدُ أشْبَهَ بِفُقَاعَةِ تُفْرِحُنا وهِي تَخْرجُ من فُوَّهَةِ الزَمَن , وتتَلاشَىَ بِسُرْعَة لتذُوبَ وتُصْبِحُ ذِكْرَىَ جمِيلَة .. كانَ اليَوْم الأوّل ضاجّاً ومُمتَلِئاً .. نسيتُ فِيهِ ذلِكَ الكمّ من الحُزْن بل تناسَيْتُهُ ورُحْتُ بكَامِلِ زِينَتِي أقَابِلُ الوُجُوهَ بِابْتِسَامَةٍ بيضَاء , امتَلأت محفظتِي بالعِيديَّات وامتلأ قَلْبِي فرحَاً لأنّي رَأيْتُ الدُنْيَا بِكامِلِ زِينَتِها أيْضَاً , كُلّنا في العِيد نبدُو كالأطفَال , فقَط لأنّنا نرَىَ بِأعيُنِ الأطفَال , ونضْحَكُ ضحكَاتهُم البريئَة , وننسَىَ أنّنا أولئِكَ الّذِينَ يبكُونَ آناءَ اللّيْل ويتناسون الحُزْن أطْرَاف النهَار !

هذَا العِيد .. تُوفيت في شهر رمضَان من عائِلَتِي امْرأةٌ لا أعرِفُها , لذلِك أغلِقَ المَجْلِس الّذِي أحبّ أن أسمَعَ صَوْتَ تلاوَة القُرآن والتهليل فيه صبَاحَ العِيد احتراماً لوفاتِها , ظنّنْتُ لوهلة أنّ يوم العيد سيُصبِحُ يوماً عادِيَّاً .. يُشْبِهُ أيّ جُمعة أمضِيها في بيت جدّي ولكنّهُ كانَ مُختلف , كان أوّلَ عِيدٍ يبقَىَ فِيه خوالي معنا .. يسخَرُ خالي الأوّل من الأضافِرِ المطليَّة , ويسخَرُ الآخَرُ من ضحكَاتنا العفويَّة , وأضحكُ أنا على ضياعهِم بدون اجتماع الرِجال في مجلِسِهِم العامِر في يومِ العيد .. ويُتمتمُ آخَر : من سُوءِ حظّنا أن نبقى يوم العِيد مع النِسَاءِ وهُنّ يطلينَ أظافِرهُنّ , يتزيَّنَ بِمُبالغَة ويضحكْنَ ويتحدّثْنَ بلا توقّف ! وبالرغم من " ثقالة دمهم " إلاّ أنّ العيد كان مُختلفاً بِقُرْبِهُم , وامتلأت جلستنا بحضُورهِم : )

كان العِيد جمِيلاً صاخباً مُمتلئاً مُدهشاً مُلوّناً مُرهقاً مُتعباً , ولم أشعُر فيه إلاّ بالسعَادَة .. وبَيْنَ تهنِئَة الصدِيقَات والرسَائِل الكثِيرة الّتِي وصَلَتْنِي , والرفيقات الّلواتي أنسانيهُم الزَمَن وذكّرنِي بهِم العِيد , افتقدتُ واحِدَة لم أظنّ أنّني لن أحدّثها ليلة العيد .. ولا زلتُ قلقة عليها كثِيراً .. ولا أعْلَمُ !


ثاني العِيد نكُونُ فيهِ مُتعبين كالعَادَة لأنّنا لا ننامُ ليلة العِيد , ونسهرُ طوِيلاً في يومِ العِيد , لذلك أمضِي صبَاح ثاني العيد في النّوْم .. في السَاعَةِ الحادية عشَر ظُهراً اتّصَلت فيّ إحداهُنّ .. ردَدْتُ على هاتفي وأنا أسمَعُ رنين الهاتف في حُلمِي !.. كُنتُ مُتعبة .. فُوجئت بأنّها المرأة الّتي اتّصلتُ بها زمناً مراراً وكانَ هاتفها مُغلَق ! .. لقد طلَبَت منّي أن أتصّلَ بها حالما أحقّق ذلِكَ الحُلم ويكُون لي ظهُور , وحينما حقّقْتُهُ وظهرتُ اتّصَلتُ كما وعدتها ولكن كان هاتفها مغلقاً ! .. بعد مرور شهرين سئمت الإتصال بها ولم أعاود الإتصال أبداً ..

أخبَرَتْنِي بأنّ هاتفها سرق وبأن لديها رقم جديد , سَألتنِي بعدهَا عن حُلمِي , أخبرتها بأنّي حققته وأخبرتها أنّي اتّصْلتُ بها ولكنّي لم أجدها , أخبرتها بكلّ التفاصِيل , ومَعّ انّي تحدّثْتُ كثِيراً معها إلا أنّي نقمتُ عليها لأنّي كنت متعبة كثِيراً واحتاجُ للنوم !.. عرَفْتُ بعد أن سألتنِي عمّا إذا كان في قلبي رجُل ما , أنّها تتصل لخطبتي ! .. في ثاني يوم العيد وفي الوقت الغير مناسِب ! ..

أنا أحترمها ولكنّي لا أشعرُ بالإرتياح لها .. أحترم فكرها ولكنّي لا أحترم كثير من تصرفاتها , جلست معها ما يقارب الساعتين فقط, واكتشَفْتُ بأنّ أهدافنا تتشابه ولكنّ أفكارنا تختلف تماماً وتصرفاتنا تختلف كليّاً .. هي تكبرني بضعف عُمري ولكنّها تعاملني على أنّي أكبرها عُمراً !! .. وتحترمُني أيّما احترام ..


الدين عند بعض الناس مُجرّد انغلاق عن العالم .. وعندنا هُوَ انفتاح على كُلّ العوالم , الدّينُ والإلتزام الدينيّ لا يعنِي المظهر الخارجي فقط.. لا يعنِي أن أغلّف نفسي بالسواد , ويكون الظاهر هو كل اهتمامي , الدين هُوَ ذلك الشعور الموجود في القلب , هو الاحترام والعفو والصفح والعفّة الداخليّة التي تُؤثر في المظهر الخارجي , لا أن يكون المظهر الخارجي جيّد والداخل خاوي تماماً .. أصفرٌ شاحب ذابل .. الدينُ هو الحياة والحرية والتعاليم الصدق والعزة وأشياء كثيرة .. يحتاج المجتمع لأن يطبقها ..


حينما يكون الدين قضيتنا , يجب أن نمثلهُ نحن لكي يكون قضيتنا فعلاً لا أن ندعي ونزعم بأنه قضيتنا ونحن قد اكتفينا بحب الظهور , والمشاعر الباردة للإسلامنا .. ! متى ما كان حب الظهور يطغي على الفرد تلاشت القيم وضاعت القضية من بين يديه , يجب أن يكون هنالك توازن بين الشيئين .. لذلك كانت اهدافي وإياها تتشابه وأفكارنا تختلف كلياً ..

لم أحدّث والديّ حتى الآن , غداً سأذهَبُ لأستلمَ ورقتِي التي تعبتُ كثيراً من أجلها , غداً ستكون بين يديّ كحلمٍ طويل سأحتضنهُ أخيراً .. هي كُل اهتمامي الآن , هي مصدر أملي , كيف تحنّ الأمّ للقاءِ وليدها ! .. بعدها سَأمضِي للمملكة العربية السعوديّة , لا أعلَمُ لِمَ سأذهَب , ولكنّ ستذهب عائلتي بأكملها , أعمامي ورُبما أحد خوالي , وحتّى الآن لا أعلم ما السبب .. , ولكنّني أعلم بأنّي سأذهبُ صباح الغدّ لاستلام ورقتي وهذا كل ما أعرفه الآن ..

كان ثاني العيد مُدهشا بكلّ ما تعنيه الكلمة فحين انهيت مكالمتي مع صديقتي , اتّصَلت بي خالتي لتخبرني بأنّها ستأتي مع جدّتي وتوأمي وخالي وزوجته للغداء معنا , حينها تزّيْنَتُ كالعادَة , وذهبت وأخبرتُ والدتِي جهّزْتُ كُلّ شيء معها , أمّا زهراء " الدفشة " فكَانت نائمَة !


قضيتُ وقتا مُميّزا معهُم .. لديّ عائلة جميلة .. بالرغم أنّ لا أحد فيها يشبهني , إلاّ أنّني أندمج مع كل فرد منهُم .. في المسَاء ذهبنا لزيارة زوجة خالي المُنهكة ! .. وبعدها خرجنا معاً في نزهة طويلة , حينمَا كنتُ أصعدُ للأعلَىَ كُنتُ أشعُرُ بِأنّ السماء تكَادُ تحتضنني , كنتُ أسترقُ الوقت من حديثهم باللعب لأفكّرُ طويلاً طويلاً في الغد ! .. أشعُرُ بأنّي لا أستطيع أن أهرُبَ منّي ولا من أحلامي ! كانت لحظات جمِيلة قضيناها معاً .. " وأحلى شيّ لمّا كنا بالسيارات " ,


اتّصَلت حوراء في نهاية يومي , لتُخبرني بِأنّها اتفقَت مع زَيْنب بشأنِ نُزهتنا الثلاثيّة في رابع العِيد , وينتظرُون ردّي .. و الورقة تلك ستقرّر عمّا إذا كنت سأذهب للسعوديّة غداً .. و أذهب مع صديقاتي أو لا ,


نسيتُ أن أكتُب بأنّهُ أطلقَ عليّ لقَب " الشاعرة الواعدة " وكنت سعيدة جداً بِه , أطلق اللّقب أحد رُؤساء اللجان التنظيميّة لإحدى المسابقات الشعريّة .. أتمنّى أن يهيّئ الله لي أشخاصاً ليُعلمُونِي أصُولَ الشِعْر .. لأكونَ شاعرة فعلاً , أشعُرُ بوجُود الموهبة الشعريّة أيضاً , ولكنّي أحتاجُ لمن يُعلّمني أصُول الشعر درساً درساً.. ,



يا الله .
رد مع اقتباس