عرض مشاركة واحدة
  #25 (permalink)  
قديم 12-09-2010, 02:50
الصورة الرمزية الطُهر
الطُهر الطُهر غير متصل
.... نَوْرَسَة !
 
بداياتي : Jun 2008
الـ وطن : البحرين
المشاركات: 954
تقييم المستوى: 16
الطُهر is on a distinguished road
افتراضي أوّل العيد . !



كَانَ العِيدُ أشْبَهَ بِفُقَاعَةٍ تُفْرِحُنا وهِي تَخْرجُ من فُوَّهَةِ الزَمَن , وتتَلاشَىَ بِسُرْعَة لتذُوبَ وتُصْبِحُ ذِكْرَىَ جمِيلَة .. كانَ اليَوْم الأوّل ضاجّاً ومُمتَلِئاً .. نسيتُ فِيهِ ذلِكَ الكمّ من الحُزْن بل تناسَيْتُهُ ورُحْتُ بكَامِلِ زِينَتِي أقَابِلُ الوُجُوهَ بِابْتِسَامَةٍ بيضَاء , امتَلأت محفظتِي بالعِيديَّات وامتلأ قَلْبِي فرحَاً لأنّي رَأيْتُ الدُنْيَا بِكامِلِ زِينَتِها أيْضَاً , كُلّنا في العِيد نبدُو كالأطفَال , فقَط لأنّنا نرَىَ بِأعيُنِ الأطفَال , ونضْحَكُ ضحكَاتهُم البريئَة , وننسَىَ أنّنا أولئِكَ الّذِينَ يبكُونَ آناءَ اللّيْل ويتناسون الحُزْن أطْرَاف النهَار !

هذَا العِيد .. تُوفيت في شهر رمضَان من عائِلَتِي امْرأةٌ لا أعرِفُها , لذلِك أغلِقَ المَجْلِس الّذِي أحبّ أن أسمَعَ صَوْتَ تلاوَة القُرآن والتهليل فيه صبَاحَ العِيد احتراماً لها , ظنّنْتُ لوهلة أنّ يوم العيد سيُصبِحُ يوماً عادِيَّاً .. يُشْبِهُ أيّ جُمعة أمضِيها في بيت جدّي ولكنّهُ كانَ مُختلف وغير ما توقعت , كان أوّلَ عِيدٍ يبقَىَ فِيه خوالي معنا .. يسخَرُ خالي الأوّل من الأضافِرِ المطليَّة , ويسخَرُ الآخَرُ من ضحكَاتنا العفويَّة , وأضحكُ أنا على ضياعهِم بدون اجتماع الرِجال في مجلِسِهِم العامِر في يومِ العيد .. ويُتمتمُ آخَر : من سُوءِ حظّنا أن نبقى يوم العِيد مع النِسَاءِ وهُنّ يطلينَ أظافِرهُنّ , يتزيَّنَ بِمُبالغَة ويضحكْنَ ويتحدّثْنَ بلا توقّف ! وبالرغم من " ثقالة دمهم " إلاّ أنّ العيد كان مُختلفاً بِقُرْبِهُم , وامتلأت جلستنا بحضُورهِم : )

كان العِيد جمِيلاً صاخباً مُمتلئاً مُدهشاً مُلوّناً مُرهقاً مُتعباً , ولم أشعُر فيه إلاّ بالسعَادَة .. وبَيْنَ تهنِئَة الصدِيقَات والرسَائِل الكثِيرة الّتِي وصَلَتْنِي , والرفيقات الّلواتي أنسانيهُم الزَمَن وذكّرنِي بهِم العِيد , افتقدتُ واحِدَة لم أظنّ أنّني لن أحدّثها ليلة العيد .. ولا زلتُ قلقة عليها كثِيراً .. ولا أعْلَمُ !