عرض مشاركة واحدة
  #3 (permalink)  
قديم 29-09-2010, 05:32
الصورة الرمزية يارا
يارا يارا غير متصل
صوتك يناديني .. تذكر ..!
 
بداياتي : Sep 2010
المشاركات: 25
تقييم المستوى: 0
يارا is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: ظِلّك مَاتْ يَاظِلّي ...

،

الساعة العاشرة من صباح ذاك الاكتوبر الاسود ..

تحثني امي لانطق .. تبكي امامي تهدء من روعي .. تقرأ علي تارة .. وتحضنني تارة اخرى ..
وانا كـ الدمية التي تتقبل تقليبها ذات اليمين والشمال .. فقط اسمع صوتك ياعزيز ..
وانت تقول لي ..

هممم بإكتوبر ولدت انا .. وبإكتوبر سأتقدم انا لفتاة .. لم يخلق مثلها في البلاد ..

وكنت اشاكسك ضحكاً وخجلا : وهل ستقبل بك تلك الفتاة التي لم يخلق مثها في البلاد ..؟!

فتردفني قائلا : وكيف لا .. وانا من خرق الارض لاجلها وكاد ان يبلغ الجبال طولا لعينيها ..!

وبإكتوبر مُتّ ياعزيز .. بإكتوبر مُتّ ياعزيز ..!

لأشهق بعدها بإسمك بصرخة مكبوته .. صرخة شعرت انها مزقت جلباب صدمتي ..
اذكر اني هويت بعدها في غيابت جب ظلام ..

لم افق الا على صوت اخي .. يقرأ علي بعضا من القران .. ويحاول ان يفيقني .. ويهدئ من روعي ..!

حمدا لله على سلامتك يا يارا ..
ما بال اختي القوية .. لله ما اخذ ولله ما اعطى يا اخيه ..
وإنا لفراقه لمحزونون ..
مابال اختي الصغيره .. اين هي القوية .. اين هي المؤمنه .. اين هي الصابرة عند الصدمة الاولى ..
اين انا لله وانا اليه لراجعون ..

هيا ياحلوتي .. اين اثمن هداياك لذاك العزيز .. اين دعواتك التي سيزف بها الى ربه .. اين تلك الابتهالات التي سيزف بها الى الجنة بإذن الله ..
هيا ياحلوتي .. فا اشددي من ازرك .. واتخذي من ايوب صبراً ..

انها الثالثه .. لايفصلنا عن صلاة العصر سوى نصف ساعة ..

كان مستمرا في تذكيري .. والشد من ازري في هذا المصاب .. وتقوية عزمي ..

ومن بين تلك الجمل المريحه التي كان ينطق بها .. قلت :

سأذهب معكم .. لإصلي عليه .. هذا جل ما اتمنى .. ارجوك لاتقل صلاة غائب ..

نظر اليّ مطولاً ، ثم اردف : لن تذهبي وحدك ، فهززت برأسي ايجاباً ..

وساعدني للنهوض .. كي اغتسل قبل الذهاب للصلاة .. الصلاة عليك ياعزيز ..!

من يصدق ياعزيز .. يقولون لي بإنك مُت .. وانهم سيصلون عليك .. وانك ستواري الثرى .. وسأبقى انا وحدي هنا .. فوق الثرى ياعزيز .. دونك ياعزيز ..!

اسمع امي تعنف اخي بصوت مكتوم .. كيف تقدم على هكذا خطوة مجنونة .. انها لم تفق من صدمتها بعد .. سامحك الله ياعبدالله .. سامحك الله ياعبدالله ..
ليقاطعها عبدالله : لن ترتاح يا امي ولن تصدق الا اذا حضرت بعضاً من مراسم الدفن ..!

ارتديت عبائتي .. فتحت الدرج .. هذا هو دهن العود الفاخر الذي اهديتني اياه ..
{ هذا من ريح الجنة ياجنة الدنيا ..!

خرجت لهم .. اثار الدهشة تعتليهم جميعاً ، اخوتي ـ اخواتي - امي وابي .. الكل مفجوع .. الكل حزين .. عزيز .. قريبي .. حبيبي .. وخطيبي .. فارق الحياة وهو لم يكمل عقده الثالث بعد ..

استنطقت لساني الثقيل بقولي .. : نمشي ؟

اقترب ابي .. احتضنني .. قبل رأسي ويدي .. شهقت وبكييييت بحرقة .. بالقدر الذي لم استوعب معه فراقك وموتك ياعزيز .. بالقدر الذي تأملت وتوسمت بك والدنيا خيراً .. بالقدر الذي كنت اظن اني احيا حياة جميله .. بالقدر الذي احببتك ياعزيز .. وهذيت بك ياعزيز .. وتمنيتك ياعزيز .. بكيت بقدرك ياعزيز واكثر ..

لاكفكف من دمعي .. واقبل رأس ابي .. واقبل يده ظاهرا وباطناً ..
ووضعت به دهن العود .. واردفت قائله .. : عزيز اهداني اياه وقال .. هذا ريح الجنة .. قبله نيابة عني .. وودعه .. وبلغه اني راضية عليه .. واني اشهد الملأ برضاي عليه .. وطيبه بهذا العود .. وجهه وشعره ورأسه ورقبته ..
وادعو له بإذنه بإن يتقبله الله قبولا حسن .. وان يجمعني به في جناته ..

ورميت بخماري على وجهي .. وسبقتهم للسيارة ..

لاصلي صلاة الجنازة عليك ياعزيز ..!

رد مع اقتباس