عرض مشاركة واحدة
  #12 (permalink)  
قديم 02-10-2010, 02:11
الصورة الرمزية يارا
يارا يارا غير متصل
صوتك يناديني .. تذكر ..!
 
بداياتي : Sep 2010
المشاركات: 25
تقييم المستوى: 0
يارا is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: ظِلّك مَاتْ يَاظِلّي ...

،




رفع لي رأسه ونظر لي بعمق ثم ابتسم لي ابتسامة النادرة .. التي تنبئ عن راحة نفسية بين ثناياه
وقال لي : كنت في حضرته قبيل وفاته ب ست ساعات ..وكنت ارى فيه حسناً ونوراً كسا ملامحه
وعقبت على مارأيت ، وابتسم لي بخجل غريب وقال الجمال في عينيك ياعبدالله ..
وحين كنت في حضرته بعد ان فارقته الروح .. رأيت فيه ذات الحسن وذات النور
مع إبتسامة صغيرة .. كإبتسامة النائم حين يكون بضيافة حلم جميل ..!

قبلته عنكِ لكني لم استطع عناقه .. ووشوشته بإنكِ تقرئينه السلام .. والدعوات الخالصة ..
وابلغته رضاكِ عنه .. ثم طيبته نيابة عن ابي .. في وجهه وشعرة ورقبته .. وهمست له بإن هذا
الطيب من خطيبته التي ابت ان يقابل خطيبها ربها الا وهو بإبهى الحلل واطيّب الروائح ..!
واسبلت عينيه وقبلت جبينه قبلة اخيرة وغطيت رأسة ..كما اوصيتني ياحبيبتي ..

كان عبدالله مسترسلا بحديثه حول ماحصل .. وكنت انا منصته له لم اقاطعه ولا حتى بتهيده ..
كانت ادمعي تغسل وجنتاي .. وعبراتي تخنق صدري .. ايييه ياعزيز قلبي من يصدق الذي يحصل لي الان ..
حبيبتك مستوية في جلستها تنصت لحديثهم حول مراسم تكفينك ودفنك .. من يصدق ياعزيز ..
ليتني انا من غسلك ياعزيز .. لأغسل معك قلبي وذاكرتي منك .. وليتني انا من كفنك ياعزيز ..
لاخبيء بين جنباتك احلامي معك .. وامنياتي بقربك .. وليتني انا من دفنك ياعزيز .. لأدفن معك
امان قربك .. ودفء وجودك .. وراحة حبك .. وكل مايتعلق بك .. وبحبك .. وبالعمر الجميل الذي اهديتني اياه
وذهبت .. ليبقى نصلا دائما فيّ لايزول ..

انهى عبدالله حديثه معي بقبلة على جبيني وقال : الا تشعري بتعب .. مارأيك ان تخلدي للنوم ؟
اشرت له برأسي بإن لارغبة لي بالنوم .. عرض عليّ ان يوصلني لغرفة نومي ..
لكني فضلت البقاء هنا وحدي ..خرج وتركني في خلوتي طأطأت برأسي للأسفل لتقع عيني على يدي
بالأخص على بنصر يدي اليمني ..
.. انه خاتمك الذي طوقتني به ياعزيز .. لازال صوتك يرن بإذني
وانت تقول : هالخاتم محله هنا - بعد ان وضعته في اصبعي - كي لايتطفل احد على املاكي الخاصة ..
فأنتِ ملكُ لـ العزيز .. ثم نظر لي وبادرني بإبتسامة : انتِ لي وحدي يآ يارا ..!

انا لك وحدك ياعزيز .. ولن اكن لاحد غيرك .. مهما طال بي العمر لن اكن لسواك ..
رغم مافعلته بي .. لكني سأظل لك وحدك .. رغم فجيعتك لي .. لكني سأظل لك وحدك
رغم رحيلك المفاجئ .. لكني سأظل لك وحدك .. رغم كل شيء سأظل لك وحدك ياعزيز ..
انطويت على ذاتي واحتضنت نفسي وشرعت ابكيك بصمت .. كي لاتصحو امي وتجد ابنتها ثكلى عراها الفقد ..
كي لايصحو ابي ويجد ابنته مكلومه جعد الحزن روحها ..
كي لايصحو اخوتي فيجدون اختهم كسيرة قوستها الفجيعة وشيبتها وهي في عزّ شبابها ..
كي لاتصحو اخواتي ويجدن اختهن ضائعه اوهنها الموت وجعلها متخبطه في غيابت الظلام ..

اكاد اجن ياعزيز .. اينك مني الان .. احتاجك بشدة ..متعطشة لوجودك حتى الموت ..
اين انت .. احتاج ان تهزني وتصرخ بي كفاك احلاما يا يارا .. انه مجرد كابوس ..
احتاج ان تطوقني بذراعيك .. وتشعرني ببعض من امانك الذي بددته فجيعة رحيلك والبستني رداء من الخوف
لاخلع معه ..!
احتاجك ياعزيز لتهدء من روعي .. وتربت على شعري .. تقرأ علي بعضا من ايات الخوف ..
وتطمئني بلهجتك الحانيه أن اهدأي .. انه محض كذب لا اكثر ..
اينك مني ومن ليلي ياعزيز ..
خلت منك الدنيا ياعزيز .. خلا منك كل شيء .. الكون بإكمله خلا منك ..
وانا بأشد حاجتي لك .. لم اخلو بعد .. لم اخلو بعد .. فهل من عودة ياعزيز ..
هل من بشير ياعزيز ..

كنت اهذي بيني وبين نفسي .. ونشيجي لم يهدأ .. حتى ترآئى لي طيفك من بعيد ..
تبتسم لي .. وتمد يدك .. لامد يدي اريدك ان تمسك بي .. بدأت بالضحك من بين ادمعي
ها أنت مجدداً ياعزيز .. كنت جازمة بإنك ستعود .. وان كل مايحصل محض اكاذيب ..
هممت بالوقوف ومددت يدي اليك .. وتقدمت خطوة واحدة .. لتأخذني نحو سواد حالك لانور فيه ..!

____________________________________

،

وينبت على جفني سهاد ..
يذبل ورا صدري الشجن ..
أشقق اوراق الزمن ..
وانام ..
في حلقي الليله جفاف ...


البدر
رد مع اقتباس