05-10-2010, 14:13
|
| نَفسي الأبديّة | | بداياتي
: Sep 2008
المشاركات: 893
تقييم المستوى: 17 | |
رد: أردتُ أَن أَقول سأكتبكَ و ستفهمني أمي تحجبُ سماع صوتك خائفة عليّ منك خائفة أن أتخيّل لون فستاني احتفاءً بعودتك وهي التي أفهمتني أنّ سفرك سيطول و أن حياة الغربة أوصَدَت عليك إحدى أمعائها و هضمتك جيداً حد أنّهم لم يعثروا على رفاتك . رنَّ جهازها المحمول كان الرقم محلي و اليوم عيد و أمي تستقبل اتصالاً كلًّ صباح مُنسابة من رقم غريب ، و كي تَروي قلبي الضامي وتَحلُّ عقد استفهاماتي الشائكة أُخبرتني منذ ثلاث سنوات أنّه صالح على الخط وأنّه في البلد أخيراً ، كنت أبتسم و أميل بإذني على السماعة أشاركها صوتك فتستقبلني بِوكزاتها فأرتمي على كتفها و أبكي " آح عورتيني " . أعذرني هذه المرة كان الجهاز بين يدي و أذني تجوع صوتك و الخوف من الحنين إليك و التعلّق بعودتك أملاً يمنعاني! لم تشكرْ سؤالي عنك فيُحرَمُ عليكَ صوتي . أنا كبرت لو عدت لن تحتمل ثقل حجمي ، لن يغفر لك جدي قبلةً تُعلّقها بين عينيّ ، لن يسمح لك أبي بمجاورتي على كنبةٍ واحدة مُميلةً برأسي على كتفك و في غمرة انهماككَ بتعليمي قراءة الساعة تَطبع قبلة على رأسي هامساً " يا خزنة التاير يا عيون خالك " لن يحتمل قلبك زفرَةُ الصدمة من تخمُّر ملامح ذات الأربعة عشرَ ربيعاً آه ليتك تعلم أنّك مذ غادرتنا غادرتني جدائلي و عادت إليّ بعد أربعة سنوات فهل ستكون هذه بشارة عودتك ؟ في البعد أسمع صوتك أسمعه جيداً استّتر بالبعد لن يسمحوا لنا باللقاء فلا تسرقني أُمنياتاً أَطعمها قلبي ليهدأ ! ذنبك كبير !
____________________________________
مهما تعارفنا يبقى المزيد ممّا نخفيه عن الجميع . لساني حصاني
|