الموضوع: بٌحَةْ
عرض مشاركة واحدة
  #35 (permalink)  
قديم 01-01-2011, 04:41
الصورة الرمزية ريانة العود
ريانة العود ريانة العود غير متصل
ما للنجوم اوطان ..
 
بداياتي : Oct 2010
الـ وطن : بين الاقنعة
المشاركات: 450
تقييم المستوى: 14
ريانة العود is on a distinguished road
افتراضي يامصبر الموعود

،



مدخل ..
صوتك يناديني .. تذّكر
تذكر الحُلم الصغير .. وجدار من طين وحصير
وقمرا ورا الليل الضرير
عند الغدير .. وان هبّت النسمه
تكسّر .. تدكّر ..!


صوتك اليوم يشاغبني ، يثير سكون حنيني الخامد نسبياً ، يتحداني بطريقه او بأخرى ، كل الاشياء اليوم بصفك لاصفي .. كل الاشياء ، الاجواء ، الوجوه ، الضحكات ، الكلمات ، حتى روحي تمردت عليّ واصبحت بصفك
وتحدتني معك ..!

تجبر اصابع يدي للبحث بين طيات ذاك الصندوق العتيق ، ويشاغبني صوتك الحاني
" اشتقت لك كثييير ، كثر مابهالدنيا عيون ..! " فأضحك على تشبيهك واسألك لما عدد العيون بالذات
ليدغدغ مسامعي صوتك الضاحك " لأن كل انسان له عينين ، واذا كان عدد العالم 5 مليار ، انا مشتاق لك 10 مليار مره ..!"

وتجبرني انفرادية طبعك على فتح ذاك الصندوق العتيق ، الكثير من الاشياء بداخله ، اوراق احاسيسك الصغيرة التي اعتدت على دسها لي ، صورك ، بطاقات هداياك ، وبعضا من زهورك ، بقايا من عطورك
وكل شيء محرض للحنين لـ أنت ..!

حتى يداهمني هجوم خارجي من الخلف ، ويحتضن رقبتي .. وكعادته يصرخ بأذني ضاحكاً " تعبت اناديك يامينا* ليه ماتردين عليّ ..!"

ابتسمت له وقلت له : : ماانتبهت لك ياعيون مينا ، اسفه حبيبي .."

وبعد ان جلس امامي ، وانا التي احاول تخبئة دمعي المتناثر ، وصورتك قال " لا كنتِ تشوفين بابا ، وريني اشوفه .. "

بدرت منه ضحكه صغيرة ثم استأنف : شوفي مينا عندو حفرات بخدودو زيي "

هذي اسمها غمزات حبيبي ، مو حفرات ، غمزات تطلع عند الناس اللي وجههم حلووو زيك .."

* وزي بابا ، متى يجي عشان يشوف حفراتي ،؟. "

بيجي ان شاءالله ويشوف غمزاتك قل يارب يخلص ويجي "

اختطف الصوره وركض نحو الباب ، وقال " ابروح اوري ماما وبابا غمزات بابا زي غمزاتي .."

هكذا هو في كل مره ، يختطف الصوره ويريهم شيئاً ما ، ورغم ان تلك الاشياء مكرره الا انه لايكلّ ولا يملّ

وينتظر اللحظة التي اسلمه صورتك ، كي يحتفظ بها ، قال لي ذات يوم : : مينا جيبي زي هذا المربع وحطي صورة بابا زي صورتنا ، نحطها بالغرفه عندنا "

لكني رفضت ذلك ، وعللت رفضي بحجة واهيه وهي انك ترفض ان اضع صورك في اية براويز ..!!

سكت على مضض ثم قال ، هو مو هنا مايدري اننا حطيناها ، اذا جاء نشيلها ومايدري عشان نشوفو كل يوم ..!"

لكني اصررت على رفضي .. اتعلم لماذا ..!!
لأني اضعف من ان اراك كل يوم ، انا اضعف من ان ارى تقاسيمك يوميا ، واتذكر مكانك ومكاني ، والاحداث التي اودت بك الى هناك وصيرتني الى هنا ،

اضعف من ان اواجه دمعي حين اراك ، وانا اجابه شوقي لك ، واباري قلقي عليك ، وخوفي الذي حرمني من نعيم العيش ، ولذيذ النوم ..!

انا اضعف من ان ارى عينيك العميقه كل يوم ، عينيك التي كنت ارى فيها مكاني في قلبك ، عينيك التي كانت تحكي مالاتستطيع قوله حين يتعذر عليك التعبير ، عينيك التي طالما احتضنتي في لحظات صمت مفاجئه ،عينيك التي كنت ارى فيها موطني وانا في عزّ غربتي ..

واضعف من ان ارى ابتسامتك التي كانت تلاحقني في كل مكان ، وترافقني في كل حوار معك ، وتنهي بها كل حديث يخص احاسيسك تجاهي ، واتفاجئ بها حين ارفع رأسي اليك بعد طول مذاكره .
ابتسامتك التي كانت تمثل لي مصدر دفء في برود تلك الغربه وصقيعها ..

انا اضعف من ان ارى شعرك المشبوب بالقليل من البياض ، وقولي لك ضاحكه وانا اشاغبك وافليّ شعرك الغزير الناعم " يالشاااايب ، حتى ابوي مافيه شيب ، اببدأ اناديك جدوو ..، كم شيبه عندك ..؟"
لتمسك بيدي وتسحبني بأحضانك ، " انا شااايب !! ، ايييه مقيووله ، عيرتني بالشيب وهو وقارُ ، ليتها عيرتني بما هو عارُ .."

انا أضعف من أرى عنقك المشرأب ، ومنكبيك العريضين ، وجسمك المفتول ،
انا اضعف من ان ارى كل تفصيل يتعلق بك كل يوم .. اضعف بكثير من ذلك ..

يكفي عليّ دعواتي في كل صلاة التي اختمها بنوبة بكاء مجنونة ، يكفي عليّ ذلك ..

صدقني روحي ضعيفه جداً ، اضعف من طفل خديج ، وأكثر هشاشة من بيت عنكبوت .. ضعيفة جداً نحوك ، وتجاه اي شيء يخصك .. عدا تلك الدعوات ، فقط هي دائي وهي سلاحي ، وهي كل شيء ..!

لك أبن كـ أنت تماماً ، قلباً وقالباً ، سبحان الخالق الذي خلقك وخلقه .. ذات الخلقه والخُلق ..!
كنت ارفضه في ايامه الأولى ، ليس قسوة مني ولاكراهيه ولاجبروت قلب ، لكن هي الفجيعة التي اعملت اثارها في قلبي وروحي ، حتى اتى ذاك اليوم الذي احتضنته وبكيييت ملء حرقتي وفجيعتي ووجعي ..

محُبّ للاستكشاف كـ انت ، لم يبقي على لعبة صالحة ، كل العابه فككها وقام بااعادة تركيبها ... البعض منها يصلح والبعض اخر كان مصيره سلة المهملات ، وحين اوبخه يقول ببراءه : ابعرف شلون تسوي كذا "

له ذات الوجه والشعر والتشابيه ، الا ان لون شعره مختلف عنك ، هو الشيء الوحيد الذي ورثه مني ..!

اتعلم .. انه رغم مرور السنين الا ان والدتك كلما رأت ابنك تبكي ، لازالت تحتضنه وتبكي .. مسكين هو .. يحتمل اكثر مماينبغي ..

قال لي ذات ليله .. " ليه ميمتي تصيح كل ماتشوفني وتقول ياريحة الغالي؟"
لم اجد اجابة تليق لأني بكيت بدوري ، ثم استأنف حديثه قائلاً ، " وشو ريحة الغالي ، بي ريحة انا ..!!؟"

اكثر مايكسرني من اسئلته وفضوله هي برائته المطلقه ..!
يقتلني حين اراه امامي يتحدث عني وعن امي وابي وامك وابيك وعن الجميع عداك انت الذي يسمع عنك ولايعرفك ..!

تكسرني ذاكرته الجوفاء منك ، تذبحني صورتك التي حفرها بمخيلته الصغيره والتي هي بالأصل نتاج مجموع من صورك الفوتوغرافيه فقط ..

كيف لطفلٍ لايجمعه مع ابيه اي ذكريات رغم ان اباه لايزال على قيد الحياه ..!
كيف لطفل لم يحظى بحمل ابيه له بعد ولادته مباشره ، ولم ينعم بهمس ابيه مكبراً بأذنيه ، ولم يهنأ برقة شفتيّ ابيه وهي تقبل خديه وجبينه
كيف لطفل لم يجمعه مع ابيه ذكرى نزهه ، او ذهاب الى البقاله ، ولم يتلقى من ابيه عيديه في العيد ، لم يتمتع حتى بتوبيخ من ابيه ، او ارشاد ، او اي شيء صغير ..!

فقط يعرف منك اسمك ، وماذا تحب وتكره ، ويحفظ صورتك ، وانك مسافر بعيداً وستعود حالما تنهي عملك ..!

حين يغضب مني ، يصرخ بي ويهددني بأنه سيتركني ويسافر اليك ، وباني سأبقى وحيده هنا ،

مسكين هو ، نظرته طفوليه ، فهو لايعلم بأني وحيده مذّ اقتادوك معهم ..!
مذّ ذلك اليوم وانا وحيدة ، وحيدة ، وحيدة ، رغم امتلاء كوني ..
وخاوية ، خاوية ، خاوية ، من كل شيء انا خاويه ، حتى من الأنفاس ،.!
فأذا كانت الأنفاس تبعث بالحياة فأنا خاوية منها .. خاوية من كل شيء حقيقي ،
خاوية من كل شعورصادق ، خاوية من كل احساس عدا المُتصنع منها ..!!

هو الذي اجدته وبرعت به ، واعانني على مجابهة الحياة برفقة بشر اكاد القول عنهم ، خاوين من اي معنى من معاني التقدير للنفس والشعور ..
بشر يدسون انوفهم فيما يعنيهم ومالايعنيهم ، يسائلون عن كل شيء
كل شيء ، ولايهم السؤال ، جارح ام غير جارح ، موجع ، ام لا ، في محله ام لا ، لايهم ، الأهم يشبعون فضولهم فقط لا أكثر ..!
ثم ماذا ، لاشيء ، يذهبون بعيداً ، يمضون في شئونهم .!

سالتني احداهن : كيف تطيقين العيش ياريانة في ظلّ هالظروف ..؟!
نظرت اليها مطولاً باسمه ومسائله نفسي ، ترى بماذا اجيبها .!!
ماذا اقول ، لاجواب لديّ !!
لزمت الصمت ، فعادت عليّ بالسؤال ، تحسبني لم اسمعها جيداً ، لكني لم اعرها انتباهاً ..!
عادت علي بسؤالها ماسكةٌ كتفي ، لكني تركتها وسؤالها السخيف وذهبت عنها ..!

كيف اطيق ! ومن يطيق ، هل تبصرت بطريقةٌ عيشي كي تعرف كيف اطيق ..!
هلاّ نظرت الى مقدار السواد تحت عينيّ ، الى هُزالي ، الى عللي الـ لا تنتهي ، الى سلةٌ الأدويةٌ الـ لم تنفع بشيء ، هل نظرت الى مقدار نومي ..!

هلاّ حملت قلبي عني لساعةٌ واحدةٌ فقط ، ساعةٌ واحدةٌ فقط واقسم بالله انها لن تطيق حمله بين ذراعيها وستعيده أليّ قبل انتهاء الستون دقيقةٌ !!

لو أمعنت نظرها فيّ لدقيقةٌ ستعرف جيداً كيف اطيق ..!
لو وضعت نفسها في مكاني لدقيقةٌ لعرفت كيف أطيق ..!
لو كانت تحمل بين طياتها معنى انسانيه لعرفت كيف اطيق ..!

لاشيء ياحبيبي يصبرني ، سوى دعواتي ، وقوتك وتجلدك ، ورسائلك المتباعدةٌ ، لاشيء يصبرني سوى وجودك بقلبي ،
لاشيء يصبرني سوى ذكرياتي معك ..
لاشيء يصبرني سوى ايماني بالله ثم بك ..!
لاشيء يصبرني سوى ما اقتاته بشكل اسبوعي من رائحتك ، وقراءةٌ اوراقك ، واعادةٌ ملء روحي بعاطفةٌ قديمةٌ لم يُكتب لها ان تُكمل نمّوها وتنضج ..!

لاشيء يصبرني والله ، سوى انت وقولك لي ذات أسر ، افتحي اوراقنا القديمةٌ وانبشي ذكرياتنا وصورنا ، وانظري لمقدار حبي لك ، ومقدار تعلقي وتمسكي بك ، وضاعفيه مليار مره
سينتج معكِ مقداره في قلبي لكِ الآن ..!

لكني اشعر بصبري يتلاشي مني شيئاً فـ شيئاً ، ويغافلني ليهرب وينفذ من بين يديّ ، فعجّل بك .. واغثني .. وزد من صبري وتجلدي ، ومدني بقوه من قوتك ، وروحاً من روحك ، ونفساً من انفاسك

لأستطيع اكمال مسيره الحياه بأنتظار عودتك .. التي اشعر انها طالت ، ومن حولي يشعرون انه لم يتبقى منها سوى القليل ..!


مخرج
وَ ريانةٌ العود .. نادي الليالي تعود ..
بشوق الهوى بوعوود ..
بوجهي اللي ضيعته زمان .. في عيونك السود ..
يا البسمة العذبه .. عنك الصبر .. كذبه ..
وفيك العمر موعود




* مينا هي مفرده جامعه لـ ماما ، وريانه
تقال اوقات الرضا ، لأن في غالب الوقت يرفع الكُلفه !
____________________________________

،

عنك الصبر { كذبة ..!



http://www.formspring.me/ryanah84
رد مع اقتباس