/

لَيلتِي أَشبه بـِ ليآلِي حَزيرآن وَالتِي كآنت لآ تَجمعنِي إلآ بِك. وصَدقيني يـَ عَزيزتِي هِي مِن أجمل السَهرآت ، أَمآ السَمآءْ لَم تَنسى روحِي المُعذبة ، فـَ طّهرتنِي اليوم وَ كَأنّ المَطر المُنهمر عَلى مَوعدٍ مَعي لـِ يُكمل زِينة الليلة ، وَ صَخب السَهرة التِذكآرية. أَنهيتُ دِرآستِي بَآكراً وَ جَهزتُ نَفسِي لـِ لحظآتٍ إِستثنآئِية أخرى ، لـِ شعورِي المُسبق بـِ أن ثَمة صوراً قَديمة سـَ تَستحضر نَفسهآ الليلة عَلى مَسآرحِ السمآء. أَعددتُ كَوبَ الزَنجبيل السَآخن يـَ عَزيزتِي لـِ كلينآ ، وَضعتُ كوبكِ بـِ جآنبي وَ توهمتُ كَثيراً ، وَ لَعب قَلبِي دوره السَرآبِي دون إدرآكٍ مني. وَ لَآ ألومه ، كآن يَفعل فَقط مآ تُمليه عليهِ ذآكرة مَليئة بـِ أريج حضورك الصَآخب وَمزدحمة بـِ أطيآفك السَآكنة ، وَ التِي لم تَنتظر كَثيراً حَتى تَمخضت لـِ تهدينِي وردة عَذبة تَفتحت قَبل أوآنهآ ، لـِ تهديني أنتِ. إننِي يـَ عَزيزتِي أكتب لكِ وَ سآعآتِي مُنتشية بكِ ، كُلمآ دقت الأجرآس وَ أينمآ ذهبت. وَ كيفَ تُفآرقنِي وَمضآتك اللآمعة وَ أنآ الذِي أسكنتهآ جوفِي منذ أزلٍ بعيد. إِنكِ أنتِ الآن نَآئِمة وَ لآ أدري إن كنتُ زآئِراً لكِ فِي أحلآمك أم لآ. فَقط يَنتآبني شعور لا يَكف إلآ وَينكأ الجرح النازف ، رُبمآ حَضرتُ فعلاً فِي حُلمكِ العذري ، وَلكن كـَ بآئِع وَردةٍ مُحمرة أُهديهآ لكِ ، لـِ تقومِي أنتِ بـِ إهدآئهآ له ..!
أُحبكِ كُلمآ عَصفت بِي ريآح الذِكرى العَتية ، أُحبكِ فِي هدوئي وَ فِي ضَوضآئِي ، أُحبكِ فِي سَعآدتِي وَ تَعآستِي ، إِنني لـَ رجلٍ شَقي أنّى له أن يُطرق الأبوآب مُجدداً بَعدمآ أُقفلت لـِ أبدِ الآبدين. فـَ لا تلومين حُبي يـَ آنستِي ، فـَ الآن وَ فقط الآن ، قَد تجآوز الحدود القَديمة ، وَ أَضحيتُ عَبداً لكِ ، وَ لـِ كلِ ذِكرى غَآئِرة تَأتيني بك .

كآنون الثَآنِي
2011