الموضوع: جبل اللوز
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 25-03-2011, 10:44
الصورة الرمزية مدرك
مدرك مدرك غير متصل
.
 
بداياتي : Dec 2010
المشاركات: 117
تقييم المستوى: 14
مدرك is on a distinguished road
افتراضي جبل اللوز



^ جبل اللوز ^

ها انا على سفح جبل

يتهيأ ليلبس ثوبه الربيعي بعد ان

اخذ بالامس حماما مطريا منعش

ا اوقضه من سباتة الشتوي

ليستقبل نسائم الربيع

التي بدأت تداعب سفوحه

فقد اوشك (مارس) المغادره ,,

وانا على سفحه لا يحضرني الا

اغنية فيروز على جسر اللوزيه

ولكن بـ كنّا ولاد كبار

رغم صفاء السماء و افول السحاب

و غماقة الصخر الا ان النسائم البارده تأبا الا ان

تخترق شمس الظهيرة لتبلور ما بداخلي من كلماات.

اتوسل اليك ايها اللوزي ان تعيد لها الحياة ..

اهو صوت طائر..

ام هو الجبل يسأل عن الحكاية ؟

مهما يكن ... فلنبدأ الحوار:

:
:
:

ماذا تريد مني؟

اطلبك لاني اعرف انك قادرا على العطاء .

اي عطاء تقصد ؟

ليس بامكاني غير ان اكتب لك رسائل

فانا لا استطيع الكتماان

لو كنت مكانك لما سألتني بعد اليوم ....

لقد اوشكت ان ابوح بآخر حرفي

و كل حرفي حتى اعلن افلاسي.

آآآه منك يـ شادي ..(..

كم انا مشتاق لك.

تغير لونك كثيرا

واضحيت مطربا و رساما

في الخفاء دون رقيب.

لقد أعدت لي رسمها ... حرفها ...

ولكنك ايها البخيل لم تسمعني لحنها

وتعلم يـ شادي اني لا املك الجرأة

لاطلب ما اريد فقد تعودت العطاء

و العطاء لا غير.

آآآه منك يـ شادي

لقد نسيت كيف تٌحسب الثواني

و تعودت حساب السنين .

ارايت كيف افلست ؟

يا صديقي :

وانا في هذا السفح المصفر لونه

احسّ بصحوة حرفي من سباته

و سأحدثك عن الصداقه .

:
:

لقد جعلتك يوما متفردا بصداقتي

فقد رأفت لحالي و ليس الذنب ذنبك.

آآه انه ذنبي :

حالتي العصبـيه

و ضيقة صدري

حبستـني عن كل صديق

و عن كل رفيق و صاحب

وعن كل من حولي لانفرد بك وحدك

فاضحيت بصداقتي منفردا ...

نديم وحدتي ..

فيها ينتظم نبضي

و تهدأ نفسي

و اتنفس الراحه.

ارأيت كيف انا مفلس ؟

ام هو مرض مزمن !

لست ادري

فقد شقَّ علي جلوسي

مع من آنس مجلسهم ...

لا استطيع وصفي

فقد توقف قلبي و عقلي حسيا

و كانني جسد بلا روح ...

اشبه بالآله

لا تسالني عنه

فهم عبثا يسمونه داء الحب.

انه بالنسبة لي

ورده

لم اشٌمْ رائحتها قط

و لا اود ان اعصي ربي لاجلها.

ايكفيك هذا من وصفي ؟

ام تودني ان اقول

:


انني من تستوقفه كلمه

ليسرح بها و يغرق في تأملها ساعات و ساعااات.

ارأيت كم هو افلاسي!

و ها انا احملق في

جبل اللوز

و كانني اريد استنطااقه.

مررت ساعات

بل تكاثرت الى سنوات

وانا ازداد افلاسا

و كأن

شئوون الوقت لا تعني لي شيئـا

و كان الورق عندي رخيص

لا اعرف كم اصرف منه

فلم احسب كم استخدمت

و كم منه مزققت

و لعل ما مزقته يفوق ما خبأته.

ياااه يـ شادي ...

لقد اوشكت ان تجعلني اقول

انني لم اشتري جريدة قطْ

ولا اهوى غير

حل الكلمات المتقاطعه

فباب الاحتمالات فيهاا كبـير.

ارأيت يا شادي :

اني اقل من مجرد آله ..

اجل آلة توقفت

او ساعة حائط اكل منها الصدأ .

و هاهي بعد عام

بدأت الحراك من جديد

تستضيف التجديد.

اجل ها انا اتحرك

لأغير مكاني

فقد نمّلتْ اطرافي

و آلمتني

هذه الصخرة الملساء

التي عرتها الطبيعة

و لفضهاا جبل اللوز من عاليه.

تـتـسابق الشمس و حرفي للمغيب

و ها انا يـ شادي

احاول جمع افكاري قبل المغيب.

هاهي يدي تجمع الحصى

و تفرك ترابا لوزي اللون

و كاني اود تقشير لوزة

بل لوزاات.

حمد لله

فلم يكن معي

سكينااا

لاسقي جبل اللوز الطاهر من دمي.

آآه يا شادي :

يال السخريه

لقد نسيت لوهلة انني آلة لا تنزف.

ابحث عبثا في ذاكرتي ...

كل ما حدث بالامس

فقد كان المكان يفوح عطراا

اكاد المس رائحته

في اعماق مسامعي

و تـتدحرج من اعلى الجبل :

\
/
|
\
/
|
\
/
\
نسائم باردة

تتحرك اكتافي معانقة مسامعي

و تسري القشعريرة في جسدي

و كان لسان جبل اللوز يدعوني للرحيل

فقد ابت الشمس الا ان تغرب

و حان اوان الرحيل فطريق عودتي

طويل .... طويل .... طويل

ساعود

ل خلوتي

لانفض باقي حشرجة ضاق بها صدري.

آمال و احلام باسمة

في عراك عنيف

في افق بعيد المناال

عراك الواقع و الخياال

فما تزال اصوات عبرات مكتومة

تغلي بحرارة العاطفة الملتهبة

و في ظل الضعف و العياااا

لا يمكن ان يصدر هذا

امرأة

لا وجود للحياة في اعماقها

فهي ك كوكب مضيء

في كبد السمااء

احملق فيه و لا اقدر على ملامسته

و لا حتى احلم بملامسته

فالحلم محضور و محذوف.

احقا كوكب متلالاء

او كما تصرخ في اذني

انها سراج ضئيل

تحتاج يدي لتعبئة زيتا و ترعاه

و تحميه من السقوط و التحطيم !

اهو فعلا صراخها الصامت

ام هو همسها الخفي

قبل ان تخلد الى النوم

و كانها تذكرني

بقهوتي الصباحية

التي يفوح هيلها ارجاء المكاان!

آآه يا حروفي المبعثرة ...

آآه يا نرجـ ــس

كأن الانقطااع يغري بالوصاال!

شيء بعيد

لا اعرف له وصفاا

و لا اسماا

و لكنه داخي موجود

في كل وقت

و في كل مكاان

و كانها قصة

لا اريد لها نهاايه

او معادلة اللانهايه

او مسالة رياضية

تنتظر الحلّ.

أجل .... اجلْ

لا يجب ان ينتهي شيء

ولو لم يكن هناك معادلات تنتظر الحل

ولو لم يكن هنااك مستحيل

لما كان هنا او هنااك

طعم للبقااء.

فرغم انشغالك و انشغاالي

فأنا على وعدي بااقي

و على الوجه الذي تريدينني فيه :

قريب متى تشائين.

ها انا ي شادي :

اعود الى آهااتي

فقد حان موعد الرحيل

و اوشكت ان البس القلم كفنه
لارميه فقد جف حبره

ولم تزل حشرجتي داخلي

و كأن جبل اللوز انتصر لهااا

مدرك 25 مارس 2010م
رد مع اقتباس