عرض مشاركة واحدة
  #14 (permalink)  
قديم 21-04-2011, 05:55
الصورة الرمزية أميرة الخالدي
أميرة الخالدي أميرة الخالدي غير متصل
.............!
 
بداياتي : Feb 2010
الـ وطن : في جوف المعمعة
المشاركات: 709
تقييم المستوى: 15
أميرة الخالدي will become famous soon enough
افتراضي رد: عيناها جنّةُ الله في الأرض / { أُميْ } .

,


أذكر عندما كنتِ ترتبين لي كلماتي تماما ً كما تصففين لي شعري ..
وتنتقين لي من بين ألحانك ماتـُزهرُ له شفتيّ وتتحلى به أذنيّ ..

أذكرُ عندما تمسـدين وجنتي وترمسين رأسي في نسيم حضنك ..
وتقولين : " البنت الأمورة بس هي اللي ماتتعدى ماما "
فتتشكل على محياي " شــرهـة " كبيييرة فأقول لكِ :
" يعني أنا مو أمورة عشان سويت كذا وكذا وكذا وووو "
وأصير أسرد لكِ كـلّ شقاواتي فقط لأكون أمورتكِ ..
و أنت ِ تندهشين لكل مافعلت وتقولين : " والبنت الامورة بعد ما تخبي على ماما "
فأبتسم ابتسامة من عثرت على مفر فأقول : " بس أنا علمتك .. قولي لي أمورة "
فتضحكين قائلة : " بعد اييييييييش يا أمورة "

أذكر عندما اجتمعوا حولكِ يقنعونك بحتميةِ دخولك المشفى ..
وألاّ جدوى من الصبرِ على سقمك ..
وكيف أني و بوجلٍ كنت أدس رأسي مابين أجسامهم لأرى محياكِ العذب الذابل !
وعندما رأيتني نسيتيهم جميعا وقلتِ بعد صمت : " وحبايبي لمين أتركهم "
من رحم هذه الجملة ومن مرجل هذه التنهيدة ..
انولدتْ باكرا و نضجت سريعا داخلي بواكير أحاسيس لم أكن لأحس بها لولاك ِ يا نبضي ...
و أقنوعك في آخر الأمر و ........ ذهبتِ
لم يكن للبيتِ أن يحتفظ بصمودهِ أمام بردٍ يجتاحه ُبعد دفئك فبكى المكان وسـاكنيه ..
عاد أبي وعيناهُ ممتلئتان بحديثٍ لا نعلمه لأننا صغار ولكن كل ما أعلم أنهما
ممتلئتان بل وفائضتان ..
حاولَ أن يسلينا فلا نفكر بفراغكِ الذي تركتيه ..
خيـّرنا بين أن يطبخ لنا .. أو أن نذهب ..
فأجمعنا على الذهاب ففرح كثيرا فكأننا أتيناه ُ بالذي يتمنى ..
إذ لا يريد المكان بعدها لولا أننا فيه ..
مرّ عمر .. عمران .. ثلاثة .. والحقيقه أنها فقط ثلاثة أيام ولكنها بحسباني عـظام ..
افترسني شوقي إليك أريدُ أن آخذك استنشاقا بلا زفير ..
أفكار الصغار يا أمي عجيبة
ذهبت لخزانتكِ و دخلتها ومن ثم أغلقتها إلا من بعضِ نور ٍ يتسسلل ُإليّ
إذ تعلمين أني إلى يومي هذا لا أنام في الظلام ..
كنت ُهنالك أنا و ولهي و ثيابك و رائحتك .. أربعة ٌ لا خامس لنا غير الله ..
نتشاكى لبعضنا و نتمتم أحيانا وأحيانا أخرى نتأوّد ..
حتى غفوتُ على هذا الحال وماتنبهتُ إلا على أصوات أهلي يبحثون عني ..
خرجتُ لهم كمن عاد من عالمٍ آخر
شاهدوني مرتاحين لعثورهم علي و مندهشين للمكان .. ماذا تفعلين هنا ؟!
لم أجاوبهم .. ماذا أقول .. وأنا نفسي لا أدري بالضبط ماذا أفعل !
عرف أبي مبلغ الشوق بي فأخذني إليه وقال .. المساء سآخذك إليها
و أنا في نفسي أقول ..بل أعدها هنا ..
فما أشدّ علي من هذا الشوق لها إلا وداعها من بعد شحيح اللقاء
كم كرهتهم عندما يعلمونا بانتهاء الزيارة !

أحبكِ جدا .. و جدا أحبكِ .. يا أجمل الذي حصل في حياتي
____________________________________

,




يارب اشفي أبوي , يارب ..

رد مع اقتباس