,




حسناً سأكتبك وأنا على يقين أنك لن تقرأ , سأكتبك وأنا أهدي مجاهيل الطرق أرجلاً قابلة للسير عمراً .. أو بعض عمر , ولا لي من النجوم الهادية , إلا دمعة و هدهده
الألم ينهش قلبي بشدة , أحمل كم هائل من الوحشة , الخوف , التعب , التوتر والإرتباك , وكلما سرحت بفكري للوراء أيقنت أنني عشت لأخسر وأخسر ..
وأن حظي يزداد بالخيبة والخذلان , وأني ( محسودة ) على الفرح / الفرج الضئيل في حياتي .

تتعثر فيَّ المآسي لأصبح مجرد مسكينة , مسكينة تهوي في قاع الألم , أبحث في محطات العمر عن قطار لعله يمر ويقلني إلى الجانب الآخر من الحياة فـ يفوتني ..
أصبحت لا أشكل فارقاً في الحياة , تنتابني نوبة مريرة حين أشعر أنني لا شيء على الإطلاق , أصبحت أيامي جامدة , تتوالى بتشابه شديد , لافرق بين اليوم والأمس سوى التاريخ , أصبحت أشعر أن مابيني وبين البشر مواسم فقط .. كالغيم والعشب وكلاهما يولدان ربيعاً يدوسه الناس ويجرف مابقي منه الخريف ..

لم يعد ممكنًا أن أتخلص من كل الأشياء العالقة بي , كان يجب عليَ قبل أن تقرر الرحيل أن أقذف بذكرياتك من نافذةٍ ما , لتسبقك للخارج , لم أكن مجبرة أن أجرب كيف تكون الحياة مع ذكراك !
فيما مضى كنت أجد فيكَ الأمان والحياة , وأجد معنى أن تنعكس معاني الوفاء على قلب عاشقين , يتقاسما فتات الصدق , والأمل , والأنفاس والأحلام والأماني , واليوم أنا أهرب عن كل شيء يضرم نار الشوق والحنين في داخلي , أهرب عنك باحثة عن حصانة عاطفية تكفيني شر ذكرك ..

كنا نكذب على أنفسنا حين صدقنا تفاهه الحياة وهي تلّون لنا السعادة بالزيف , والوهم , وأننا لن نفترق إلا في الموت , ذلك لأننا لا نستطيع أن نمنعه عنا ..
لم تكن سيء لنفترق ولم أكن أنا السيئة , هي فقط الظروف جعلتني المرأة الوحيدة التي لن تحصل عليها , وجعلتك الرجل الوحيد الذي يأتي ويطبع على جبيني هويته و يغادر بي ثم يغدر بي ..

لم يكن يوم وداعك صعباً إذ أنني أنشغلت فيما سيتبقى لكَ مني , حتى في الروح للرجل النصيب الأكبر في الحظ والقسمة , اذ حظكَ أكبر من قسمتي ..
حين الفراق هجرت كل شيء , وسافرت بعيداً وأنا هنا خاوية إلا منك , ونفس هشة وجسد أعياه الألم , أصبحت أبحث عنك في في المطارات , والقطارات , والسماء , وابتسامات الاطفال , حتى أني بدأت أتخيلك خلف الأبواب وعلى حضن أمي ..
لم أستوعب بعد أننا أصبحنا حكاية قديمة على رفوف العاشقين , وقد انتهت صلاحية الوصل بينهم , لازلت اشعر انك انبل العشاق , انبل الرجال والخلق والعباد , أن الكل يذهب عني إلا أنت !!
قل لي كيف لي أن انتزعك من ذاكرتي وأنا التي توسلت لله أن يرزقني نسيانك , أن يمحوك من صدري , أن يأخذ بي عن حياة غير هذه الحياة التي جمعتني بك ..
لا أدري إن كان قد اختلط دمعي بدمي , وأنا أطلب الله يجيء بك , أم أنني طلبته فراقاً لا رجعة فيه , صدقني أنا لا أكتبك وأنا أرغب بعودتك , أنا فقط أكتبك لأني أحبك , أكتبك حتى ترد الروح فيَّ , أكتبك وقلبي يخفق لكَ بالدعاء
أكتبك حتى استشعر أن الشمس لا تظهر إلا حين أكتبك , وأن الهواء هواء ياكل الهوى