عرض مشاركة واحدة
  #9 (permalink)  
قديم 27-04-2011, 22:33
درواس درواس غير متصل
.
 
بداياتي : Apr 2008
المشاركات: 25
تقييم المستوى: 0
درواس is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: ذبابة ارتقت فصارت نحلة (1)

(الجزءالثالث وربما الأخير)
أعذريني يا حبيبتي في شطحاتي التي تعرج على جزء من سيرتي الذاتية , إختياري للرحيل من عالمك تسببت فيه عُقد لا حصر لها من طفولتي وشبابي , لكن لا أعتقد أن عقدة أوديب أحدها , كما لا أعتقد أن (خربطات) فرويد ستصدق يوما ما , فمن سيعشق أمه ويغير عليها من أباه؟! واهم من يؤمن بذلك يا سيدتي واهم , أحد عُقدي النفسية يا حبيبتي أنني مهما كتبت ووصفت في مادة (التعبير) ابان دراستي بالمرحلة الثانوية في شتى المواضيع لم أكن لأحصل على تقدير (ممتاز) , كان يضعني المعلم في قالب واحد على مدى ثلاثة أعوام (جيد جدا) , تصوري ؟ ! الآن أنا أعوّض ذلك بالكتابة , لن ألعن الظلام على سوداويته والأستاذ على جموده والمنهج على رداءته , سأشعل حريقا ً وليس شمعة , النجاح قسمة ونصيب والزواج قسمة ونصيب حتى الحب يا حبيبتي قسمة ونصيب , والرحيل أيضا قسمة ونصيب , يجب أن تفهمي ذلك وتتفهميه . الم اقل لكِ يوما أنك تشبهين الفلسفة , أجد الاضطراب والخوف في شواطئها والأمان والسكون في أعماقها – أي الفلسفة- حين غرقت على شاطئك , قررت الرحيل , حاولت الوصول الى الأعماق لم أستطع كنت أذوي كقطعة ثلج كلما ابتعدت عن الساحل , سامحيني فأنا لا أجيد هكذا سباحة , عدت من حيث أتيت , لم أكرهك بسبب ذلك , لا زلت أحبك مثل الفلسفة , وإن كنت لا أفهكما جيداً !
إحدى عقدي الأخرى من المرأة؟! نعم المرأة لا تستغربين , يبدو أني لم أشعرك أني عملت سائقا لباص معلمات ثلاثة أعوام , لم أكن وسيما بالقدر الكافي , إحداهن رأت خلاف ذلك , قالت لي : أنت تشبه مهند ! ليس معقولا أن لا تعرفينه ؟! الممثل التركي الأشقر (كيفانش تات ليتود), بعد أسبوع واحد وجدتها تركب في المقعد الأمامي بعد أن أوصلت زميلاتهن لمنازلهن, كانت مفاجأة غير سارة لي , وكانت الصدمة الأكبر أن أخبرتني أنها متزوجة , راودتني مرّات ومرّات وتمنعت مرّات , لم تفلح محاولاتي في ثنيها عن الخطيئة , في يوم ٍ لا أذكر تفاصيله ولا أريد أن أتذكر وبعد أن أوصلتها لمنزلها , دعتني للصعود بسرعة , ظننت أن حريقا ً شب بمنزلها- يبدو أنه كان حريقا من نوع آخر- صعدت وزفراتي تتصاعد , وقلبي يلهث , حينما اقتحمت الباب , وجدتها تضحك بصوت عال ٍ , لم أتبين في البدء سبب ضحكتها الهستيرية , حينما أفقت من الفجيعة , كنت أظن أنني أحلم , وجدتها عارية ياحبيبتي , ( لابسة من غير هدوم) كما يقول الفنان عادل إمام , خلعت حياءها وقيمها , وقذفت بها مع آخر قطعة من ملابسها , حاولت الهرب , الانتحار , الإختفاء , كل ذلك لم يكن متاحا ً , حينما شاهدت تراجعي هددتني بإبلاغ (الهيئة) وحينما سمعت بهذا المصطلح ارتعدت فرائصي , تلعثمت , ترى من كان سيصدقني منهم لو أنكرت تهمة (التحرش) بها, بل من سيقبل دعواي لو كانت التهمة عكسية ؟! , بينما أنا كذلك إنقذفت نحوي ككرة لهب !, وجدت نفسي أسبح في محيط من الآهات , والمشاعر الساخنة, تحول حبيبك من تمثال من الشمع الى بركان من نار , لن أشرح لك ِ التفاصيل كما يفعل الروائيون العرب , باختصار :
فكان ما كان مما لست أذكره فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر ِ
في اليوم التالي , إعتذرت لها عن توصيلها للمدرسة , إعتذرت لزميلاتها , تركتهن ورحلت , تبرعت بقيمة التوصيل لهن , كان الفضول يجتاحني من أعماقي , أتصلت بها بعد شهر لأسالها عن السبب والحقيقة , كنت أعتقد أني في حلم؟ لم تجب , ظلت تبكي وتهذي , حاولت أن أساعدها , لم أستطع , وفي نهاية الاتصال كشفت أوراقها وخباياها , فرطت لي الحكاية , قالت كل شيء عنها , وعن زوجها , وعن علاقاته الغرامية , وسفرياته المتكررة وغزواته في مراتع اللهو , خانها مع فتيات الليل , وصبيان النهار ,حاصرته بكل الشبهات التي رأتها عليه فاعترف لها بكل ذلك , تخيّلي ! إنهار من كثرة غواياته وشذوذه , لم تشأ أن تغفر له , قالت له كلمة واحدة : سأنتقم !, رجاها وحاول معها بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة أن تعفو عنه , بكى كطقل صغير , صرخ كجريح , ظل فحيحه يهز أرجاء غرفتها كل ليلة , لكنها عزمت على الانتقام , وفي اليوم المشهود الذي خرج فيه الى عمله , استغلت الفرصة وانتقمت , كنت أنا الفارس المنقذ لتنفيذ هذه العملية , استخدمتني (كومبارسا) لرد الدين .




الإهداء :
من : هـ
ألي : ها
____________________________________

هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا
من قبله فتمنى فسحة الاجل !
رد مع اقتباس