الموضوع: جَنينةُ حُزن .
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 06-06-2011, 01:33
الصورة الرمزية إبرِيل .
إبرِيل . إبرِيل . غير متصل
أشياءٌ مؤجّلة .
 
بداياتي : Mar 2011
المشاركات: 21
تقييم المستوى: 0
إبرِيل . is an unknown quantity at this point
افتراضي جَنينةُ حُزن .




أمّا بعد ليلي / سهَري :
صباحٌ رماديّ مهما تشكّلت الألوان لتُغري جدائلَ حُزني . .
صباحُ الحنين الذي يُمزّقني , يردُّني فارغة إلا من بقايا دموع و شهقة مُعلّقة على أطراف فمي ..
صباحُ الأصدقاء المُعاصرين لدويّ فقدي ..
صباحُ التساؤلات التي تقفُ عند حُنجرة الرّياض ..
صباحُ الأجوبة التائهة بين أفواه الأطبّاء!
صبَاحُ الاحتفاء بالأموات و بحّةُ نداءاتي المخذولة .
صباحُ الشّحوب الرّتيب لملامح أيّامي ,
صباحُ الأرق الذي ما انتزعهُ الصبحُ من ليلي ..
صباحُ المطَر و الذكريات المُبتلّة ,


أهوَ الحُزن بعضًا من جُنون؟ أم أنّهُ طيشٌ مؤقّت؟
أنا اليومَ أهذي حُزنًا و اعذروني , شظايايَ تنفلتُ من بينِ أحرُفي
أحُس بخلايايَ تهدأ , و العُروق التي كانت تضجُ بجسدي , اشعرُ بها الآن تموت ببطئ!
مُصفرّة - و كأنّ الدم هربَ منّي - , عدا عينايَ مُبيضّة من الحُزن ..
من الدّموع التي تسقُط سهوًا في كُوب قهوتي فارتشفُها غير آبهةٍ بملوحتهَا!

أعدُّ رُفوف مكتبتي ( ترجع , ما ترجع , ترجع , ما ترجع . . .
و ينتهي العدُّ : ما ترجع!
أضربُ بكلّ قوتي و أنتحبُ بنشيجٍ يقطّعُ نياطَ قلبي.
و أعود لأعدّ بصوتٍ مُرتجف : ( ما ترجع , ترجع , ما ترجع , ترجع . . .
و أصرخُ مبتهجة!
أستوعبُ ذلكَ و أسقُط مُنهارة ..
وَ أنا التي أتجاهلُ دائمًا فكرَة أن نفترقْ , أو أن يحولَ بيننَا تُراب ..
الآن آمنتُ بهِ بشدّة ,
بيدَ أنّي لا أفهمُ صدقًا ماهيّةُ الموت , و كيفَ عليّ أن أتجرّدُ بعدهُ منكُم ,
في أدبَار صدماتكُم يا أصدقَاء . . أصبحتُ جَنينةُ حُزن ,
أيّامي رذيلةٌ في حقّ عيشي ؛
تسرّبُ أصدقائي بين أصابع حاجتي ..
مزبرقٌ ليلُ وحدتي بالذبول , بالدّموع الواشية بانكساري ,
فارغة إلا من الآه المُزاحمة لأنفاس صدري ..
يا أصدقَاء , موتكُم ندبةٌ على جبين أيّامي ..
أيّامي ثكلى من دون ذكركِم , من دون أصواتِكم العميقة
من دُون سورة طهَ , و يس بأصواتكم العَذبة ,
من دُون الصّباحات الممتلئة بضجيجكم حينَ تُهدونني إياها : صباحُ الفرح يا حُلوتي ,
صباحُ الأماني مكلّلة بالتحقق , صباحُ مغموسٌ من طيب الجنّة . . .
اتسعَ شدقُ جُرحي حينَ مرّت أسمائكم و ذيّلوها ب – رحمها الله - .
بيدَ أنّ ذلكَ أصبح يُريحُني الآن ,
أن تكونوا تحتَ رحمةِ الله , يعني بأنّ الله يُغدق عليكم من هبَاته
بأنّ الله رحمَكُم من المَرض من الغيبُوبة المميتة لأجسادكم و المميتة لعقلي خوفًا!

توخّمُ ذاكرتي بتفاصيل حُضوركم و الغيَاب يُرهقني .,
آه ذاكرتي , ذاكرتي .. تُذبذبُ رِضابَ أيّام الحُضور في كَبدِ الألم ..
آه صديقتي .. يا زفرتي , يا جنينةَ وحدتي
صديقتي التي تقبع على مقربة مني , تُهدهد حزني أناءَ الليل و أطراف النهار
تحيكُ لي السعادة , فَ أدثّرُ بها وجهي عن الأسئلة العقيمة ..
تُهمهمُ لي : أحتاجُك سعيدة !
لتكُوني كذلك!
يصلهَا صوتي المُتهالك :
حُزني كان على مقاسي جدًا , بيدَ أنّهُ يا رفيقتي أصبح فضفاضًا عليّ الآن! ,أهو الزمان يضخّمُ أحزاننا ؟
أفكّر دائما أن أثُور ,لكن على من ؟
لا يدَ لي على الموت / البؤس ..
و بُنيّاتُ حزني عاجزةٌ أن أصفعهُن و لو بلطُف .
وَ يدُ خيبتي طويلةٌ بما يكفي لإغراقي , و لا حيلةَ لي عليها .
هم الذين لا يفتئون عن إغضابك , صح ؟
إذن لمَ لا تقتصّين لي منهم ؟
تقولين لي بهُدوء : أنا الصدر الذي يضمّ عنكِ أوجاعك .
و أقُول لك :
و صدرُك ذا يا صديقتي أخافُ عليه منّي ..
أخافُ أن أملأهُ أضغاثُ أحزان ..

مُتعبة يا صديقتي و الحمدُ لله ..
متعبةٌ من مراسيم العزَاء التي تتكرّر
الحمدُ لله حينَ أضيق ,
حينَ أتيهُ , لا وطنَ و لا منفَى ..
الحمدُ لله حينَ يشيخُ ( الحَكي ) في داخلي
الحمدُ لله حين تهربُ الأدمعُ من صدمتي .
الحمدُ لله حينَ ينثرُ الملح على جُرحي و أبتسم ..
وَ الحمدُ لكَ حين يتلعثمُ لساني بالدّعاء , أن يا ربّي أحتاجُك صبرًا تسكنهُ فيَّ ..
الحمدُ لك لأنّي لا أنكسرُ إلا بينَ يديكَ فقَط .
الحمدُ لله حينَ أدسُّ الحُزن في جيُوب اللّيل , و أصبّحُ عليكِ بالرّاحة ( ":
الحمدُ لله حينَ يجهلُ الأطبّاءُ سببَ مرضنَا
يتقاذفُون الآراء في وجلْ و نبقَى حيارى بينهُم!
الحمدُ لله حين تُمطرني صبرًا يُنبت البسمة على ثغري .



لمَّ اللهُ شعثَ ملامحي .
.. لمَّ اللهُ شعثَ ملامحي .




المُخلصة : مهَا .
إبريل .
____________________________________

.

يا رَب صَديقاتي راحوا للسّماء ..
يا رَب هم بخير ؟
رد مع اقتباس