عرض مشاركة واحدة
  #58 (permalink)  
قديم 07-06-2011, 15:27
الصورة الرمزية بركات الشمري
بركات الشمري بركات الشمري غير متصل
.
 
بداياتي : Feb 2009
المشاركات: 22
تقييم المستوى: 0
بركات الشمري is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: بَركات الشمّري , و ضفافُ شاعر .

- هي قدرة الله وتقديره ، وقدره الذي آمنت به ، و بما كان لي وماسيكون ..
والحمد لله عدد ماكان وعدد مايكون وعدد الحركات والسكون وعدد مايعلمون ومالايعلمون ..
.
.
- عانيت لفترة من الزمن من صداع يجيء ويذهب على فترات في مؤخرة الرأس ، وأصبح يتكرر هذا الصداع والذي يصاحبه بعض الألم بشكل شبه دائم ..
فـ قررت وبعد إصرار من الأحبّه حولي ان أذهب لزيارة استشاري جراحة وأعصاب ، فذهبت لأحدى المراكز الخاصة و وجدت أحد الإخصائيين في هذا المجال ..
وبعد الكشف ومعاينة الأشعة أخبرني بوجود ورم حميد وأخبرني بأن هذا النوع من الأورام قد يتطور ويتحول إلى ورم خبيث وعلينا البدء في إستئصاله !
لم أسأله للأسف ما إن كان هذا الورم هو السبب الرئيسي للصداع المزمن الذي يداهمني دائما ً !
.
.
- بدأت في إجراءات التنويم ( واختلف علماء هذا المركز بطريقة التخدير وما إذا كان التخدير موضعي أو تخدير عام ) !! وبعد عدة مداولات
اتفقوا على أن يكون التخدير عام لخطورة مكان الورم !!
.
.
لاأدري لماذا أصرّت نصوص أمل دنقل المملوءة بالموت والمتشحه بالحياه ان تحاصرني في تلك الغرفة !!
ألأنني أتيت بديوانه معي ، أم لأنني سأشعر بالوحده وأحتاج لان أقرأ أحداً سأشبهه وأهرب بهذا عن مواجهة خطر التنبؤات !
.
.
(( في غُرَفِ العمليات,
كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,
لونُ المعاطفِ أبيض,
تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,
الملاءاتُ,
لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,
قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,
كوبُ اللَّبن,
كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.
كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!
فلماذا إذا متُّ..
يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..
بشاراتِ لونِ الحِدادْ?
هل لأنَّ السوادْ..
هو لونُ النجاة من الموتِ,
لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,
***
ضِدُّ منْ..?
ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ !؟)) *
.
.
بدأ موعد العملية ، قمت بـ إرتداء قميص المرضى الخاص بالعمليات ، كان موعدها صباحا ً وأثناء نقلي إلى غرفة العمليات كنت أمر ّ بين أناس كثر
أتأمل ملامحهم متى ماسقطت عيني عليها وبلحظات سريعه أقرأ بداخلها الكثير من التساؤلات وأحاول أن أدس وجهي ورائها حتى أصل إلى غرفة العمليات
أسمع القليل من التطمينات من بعض كبار السن واللتي تشعرني بسكينة غير قادر على وصفها ..
هل لأنني كنت احتاج وقتها لصوت والدي رحمه الله أن يخترق قلبي ويشعرني بالسكينة والطمأنينة وهو الذي كان يلحّ علي قبل وفاته أن أزور الأطباء
و حينها كان يعاني من داء الكبد الوبائي ويحتاج لزراعة كبد !! وسيقوم برحلة إلى الصين لعمل هذه العميلة في مركز تيانجين وسيقضي أجله هناك في الصين
" إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "[ لقمان:34]
ياه ماأعظم الأباء وماأصغرنا أمام وفائهم !!
لاأدري لماذا أحتجت لأن أذكر مصابي في والدي ، هل لأنني إلى هذه اللحظه لم أستطع أن أخرج كامل حزني عليه أو لأنني لم أستطع منذ عام 2007 أن أكتب نص رثاء له
وأنا الذي أجد أن كل نص أحاول كتابته هي محاولة فاشلة مني لإظهار مايضج به القلب تجاه هذا الرجل العظيم في حياتي !
.
.
جاء دكتور التخدير وهو يختبئ خلف قناع الوجه ليبدأ باللمسه الأولى ، لم أشعر بما فعل بالظبط ، كل ماأذكره أنه بادرني بالسلام وقال :
(( إزيّك يابركوته ، غمّض فتّح تلائي نفسك خلصت )) !!
.
.
لم يكن ماقاله قد حدث ..!!
فقد استيقظت أثناء العملية على صوت أحد الأستشاريين وهو منهمك في العمليه عندما قال لـ زميله :
(( دا مكانه إبن كلـ ..... )) !!
.
.
حينها ، شعرت بكل شئ إلا الألم !!
شعرت بمبضع الجراح وهو يدخل في رأسي وبحركته !
.
.


أستيقظت في غرفتي وحولي اخواني وبعض الاصدقاء !
أخبرت دكتور العملية بما حدث أثناء العميلة وأخذ يتمم ويذم ويعاتب دكتور التخدير على ذلك !
سمح لي بالخروج بعد عدة ايام ..
لم أشعر بفارق حينها ، وبعد عدة أيام أجد أن جرح العملية لم يندمل إلى الآن ، ومازالت الدماء تلطخ وسادة نومي !
برر الدكتور ذلك إلى أن خياطة الجرح لم تكن سليمة وقام بمعالجتها بعملية مصغره في عيادته !
.
.


- لاأستطيع تحريك رقبتي بسهولة !
- أشعر بتعب عندما أقوم بالقراءة !
- مازال الألم يؤرقني !
- (( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ))


.
.


(( وسلال من الورد
ألمحها بين اغفاءة وإفاقة
وعلى كل باقة
اسم حاملها في بطاقة
…………….
تتحدث لي الزهرات الجميلة
أن أعينها اتسعت ـ دهشة ـ
لحظة القطف
لحظة القصف
لحظة إعدامها في الخميلة !
تتحدث لي ..
أنها سقطت من عرشها في البساتين
ثم أفاقت على عرضها في زجاج الدكاكين ،
أو بين أيدي المنادين ،
حتى اشترتها اليد المتفضلة العابرة
تتحدث لي ..
كيف جاءت إلي ؟ ..
( وأحزانها الملكية ترفع أعناقها الخضر )
كي تتمنى لي العمر !
وهي تجود بأنفاسها الآخرة !!
كل باقة ..
بين إغماءة وإفاقة
تتنفس مثلي ـ بالكاد ـ ثانية .. ثانية
وعلى صدرها حملت ـ راضية ..
اسم قاتلها في بطاقة ! )) *






* أمل دنقل





- ياأل البوح
ساأكون هنا بينكم وبكامل جوارحي وحواسي ..
دعوني فقط أشعر بالحياه بينكم ..
وأعتذر لكل من جاء إلى هنا وصاغ من انفاسه حروفا ً ليعطرني بها ..
خابت ظنونكم بي ، أعلم ذلك !
ولكني مؤمن بأن قلوبكم تتسع لظرفي وعذري ..


أحبكم


.
رد مع اقتباس