العودة   مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ > سَـيُحـذفْ المنـقـولْ > مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !!

مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !! مسَاحـةْ مِنْ الحُريَـةْ لِرِوَايَـتُـكُمْ .. و يَومِياتِكُمْ

 
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #2 (permalink)  
قديم 06-07-2008, 20:57
.
 
بداياتي : Jul 2008
المشاركات: 4
تقييم المستوى: 0
هـذرلوجيـا is an unknown quantity at this point
افتراضي مشاركة : [ أحّرَقتِ .. يَدي ّ.. يــا " أُميّ!! ]

( 2 / 2 )


كبر علاوي وكبر معه الأبناء ..
فالآن اصبح عمره الـ 22 ويملك مشاريعه الخاصة ولم يعد في حاجة أحد .. شق طريقه بنفسه .. كان كرهي له يزداد بازدياد خبر نجاحه .. لماذا أبنائي ليسوا مثله ؟ .. لم هذا المعاق أصبح أحسن من أبنائي بمراحل ؟ .. لقد كان ينجز أعماله باستخدام يد واحده فقط .. وأبنائي لديهم يدين ولا يستطيعون انجاز نصف ما ينجزه علاوي .. يالسخرية القدر

كعادتي كنت اجلس على حافة سريري أفكر .. وأحدق في اللاشيء .. قطع تفكيري طرق الباب .. كانت طرقات هادئة لم اعتد على سماعها .. قلت : أدخل .. فتح الباب وتفاجئت عندما رأيت الطارق هو علاوي .. أنتبه إلى نظراتي الإستنكاريه فسارع بالدخول وجلس أمامي على الأرض وهو مبتسم .. وقال : أعتذر يا أمي عن القدوم في هذا الوقت .. ولكن يا أمي لدي أمراً أريد عرضه عليك .. قلت : ماذا تريد يا علاوي ؟ قال مبتسماً : في نهاية الأسبوع سأذهب لمكه المكرمة لأخذ عمره .. فأريدك أن تذهبي ياأمي معي حتى تنالي الأجر والثواب ..

في هذه اللحظة وفي هذه الثانيه أحسست وكأن سكاكين طعنت صدري بكل شراسة ، لم تفعل هذا بي يا علاوي .. كان عرضاً لم أكن أتوقعه ولا حتى في خيال حلمي .. لم أكن في حياتي اللعينة نصوحه له قط .. أحسست بقطرات الدمع محبوسة داخل عيني تحرقني وتشتعل ناراً .. قلت : يا علاوي أنا كبيرة في السن وأعتقد أني سأزيدك تعباً .. قاطعني : لا تقولي ذلك يا أمي .. أقسم أني سأكون أسعد شخص في الدنيا إن ذهبتي معي .. واستطرد مداعباً : ولن تحرميني اجر مساعدتك ياأماه ! .. ابتسمت بابتسامه كانت أقرب للبكاء وقلت : حسناً ياعلاوي .. سأذهب معك .. خرج علاوي من غرفتي وهو فرح جداً .. بينما أخذت مخدتي وغططت فيها رأسي وأخذت أبكي .. كنت ابكي حسرة على أبنائي .. كنت ابكي على كرهي لعلاوي .. لم يفكر احداً من أبنائي أن يعرض عليّ عرضاً فيه خيراً لي .. لم يفكر احدا منهم ان يذهب هو لأخذ العمرة .. ويأتي الذي كنت أعذبه وأوبخه .. وقد كنت سبباً له في عاهته ويعرض عليّ هذا العرض السخي .. آآآه يا علاوي

وفي نهاية الأسبوع كنت قد جهزت حقائب السفر للذهاب مع علاوي .. قضيت هذا الأسبوع في التذكر في ما فعلته له في السابق .. كنت أوبخ نفسي على غباءها وعلى خبثها .. ركبت مع علاوي في سيارته ذاهبين إلى مكة المكرمة .. كان شديد الفرح ويتحدث ويلقي المداعبات الطريفه ويضحك .. وكنت انظر إلى وجهه ثم أنظر إلى يده الوحيدة التي يقود بها السيارة وفي صدري ملايين الطعنات وملايين الصرخات .. أخذت اكبت كل هذا في صدري .. حتى وصلنا مكة .. وأركن السيارة بالقرب من فندق بجانب الكعبة .. نزلنا حتى نحزم الحقائب .. كانت عيني تراقبه وهو يحاول إغلاق حقيبتي .. كان يمسك الحقيبة بيده اليمنى ويحاول بصعوبة إغلاقها بأسنانه ..

ياإلهي .. يااارب
لن استطيع ان استحمل الطعن أكثر .. لم استطع تحمل منظر علاوي في حالته هذه وأنا أعرف أني السبب .. نعم أنا السبب .. !
بلا شعور سقطت على ركبتي وعيني قد فتحت أبوابها للدموع فانهمرت بلا توقف .. أخذت ابكي .. نعم ابكي بحرقه .. أبكي لتلك السنين الماضية .. ابكي لتلك اليد الذي كنت سبباً في إعدامها .. ابكي لهذا الشاب الطيب الذي كنت اشتمه من أمامه ومن خلفه .. كنت أحقره وابغضه .. ترك علاوي الحقيبة وركض باتجاهي مسرعاً ووضع يده على كتفي وهو يقول : أماه .. اماه ... ماذا بك ؟ هل تشعرين بشيء ؟ أخبريني ماذا بك ؟ هل آخذك للمستشفى ؟ اخبريني اماه ؟ .. في هذه اللحظة كنت أتمنى أن تنقسم الأرض وتبتلعني .. لم استطيع تمالك نفسي .. قلت له بصوت مرتجف : ياعلاوي .. سامحني ! قال : اسامحك ؟ ماذا تقولين ياأمي ؟ انتي لم تفعلي لي ضراً قط .. لا تقولي ذلك !! لم أرى منك الا كل خير .. هيا قفي على قدميك أرجوك .. قلت : ياعلاوي .. بلا لقد تسببت في ضرك كثيراً .. أخبرني .. هل تعرف من كان السبب في حرق يدك ؟ هل تعرف ؟ .. قال : نعم ياأمي انها قصة قديييمه عندما كنت طفلاً شقياً .. كان هذا جزاء شقاوتي الزائدة ... قاطعته بصرخه باكية : لا يا علاوي انا كنت السبب في ذلك ..نعم أنا .. لقد رأيتك تلعب حول الفحم وهو يشتعل ناراً .. لم أرد أن ابعدك .. سمعتك تصرخ متألماً بالنار .. فتركتك ! .. انا كنت السبب .. سامحني ارجوك !

سكت قليلاً ثم قال والدمع يملى وجهه : فقط ؟ أهذا مافعلتيه ؟ بسيطة ياأماااه بسيطة جداً .. فداك يدي الاثنتين وتفداك روحي ايضاً .. هيا قفي على قدميك ولا تسمحي لتلك الدمعات بأن تخرج ثانية ً.. لا أريد أن أراك تبكين ياأمي .. انا سامحتك وسأسامحك في الدنيا والآخرة .. فقط لا أريد ان أراك تبكين .. أرجوك يا أمي .. والله سامحتك .. وقفت ورجلي غير متزنه وتكاد ان تحملني والألم أخذني إلى محيط الظلام .. كنت كالأعمى ممسكة بيد أبني علاوي ..

لا أريد أن ابعد يدي عنه ..









...
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1