مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ

مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ (http://www.booo7.org/vb/index.php)
-   مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !! (http://www.booo7.org/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   وَ أبَصرتُه ! (http://www.booo7.org/vb/showthread.php?t=2173)

ع ـبق ذكرى.! 31-12-2008 12:28

وَ أبَصرتُه !
 


الواحِدة وجِزءٌ مِن ظهر كُلِّ يَوم ، أُعانِي لا إرادياً مِن طَلْق مُمِيت ، الوَقت هُو المخاضُ الذِي يأتِي تراجيدياً ، ولا يحتَضر أبداً ، فما كَان لِي إلاّ أن أُحقّنَ ذاتِي إبْرَةَ طَلْقٍ اصِناعِيّ وأدّعِي أنّهُ عمّا قَريب ستُولد اللحظَةِ الأخيِرة التِي تُؤرّخ انتهاء اليَوم الدِراسِيّ المُضنِي .

أزاول يومياً الحركاتِ المُفتَعلة ، أجْلِسُ الجَلسةِ الصحيحة التِي تُلائِمُ تلميذة مُتفوّقة، أفتحُ عينيّ جيداً حتى أستوعِب ما تُتمتِمُ بهِ المُعلمة ، أزاحِمُ الوقتَ قليلاً فأرمِقُ عقارِب الساعة علّها تحرّكت قليلاً ، وأضحكُ كثيراً هامِسة لأناي : " ألن تنقَضي هذهِ الساعة الملعونة ".
أعيدُ ترتيِب الكُتب، أتملّقُ مِن جديد إلى مَلامِحِ المُعلّمة التي اعتراها العَطب ، مُحاولةً عنوة أن أسهَبُ مَع شَرحِها الذِي اعتدنا عَلى بروتوكُولِه – تَقرأُ الكِتاب لِوحدِها - إلاّ إنّنِي مِن غمرةِ اندماجِي الفاشِل أغرقُ فِي عُمقِ الشُرود ، أسدرُ فِي اللاشَيء ، و كُل شيءٍ من حولي يُصبحُ مُجرد ثرثرة مُبهمة ، وضجّة غامِضة المَصدر، فَوضى روتينية ، فَـ أتهاوى .. أتهاوى وأسقُطُ إثرها عَلى " مَيز" الطاوِلة .

رِنّ .. رِنّ !
مَاذا .. حقّاً ؟ أفيقُ مُكهربة إثر زعقِ الجرس بعد إعلانه وُلِادةِ الساعةُ الواحِدة والنِصف، أُسرِعُ كَعادَتِي فِي لملَمَةِ أغْراضِي، اقذِفُ بِها دَاخِل حقيبتِي بِطريقةِ مُبهدلة، ألبسُ عباءَتِي ولا أكترِث مَا إذا أحكمتُ إقفالها أم لا .. المُهم أن أودّع هذا الفَصل بِسُرعة ، أذهَبُ لحمامِ المدرسة الذِي يَعِجُّ بالطالِبات، مِنهُن مَن يَضع تِلك المَساحِيق مُحاولاً أن يُخفِي القُبح ، والبَعضُ يأتِي ليُحدّد مَوعِدِ لقاء ، ويلُوذُ بـِ حماماتِ المَدرَسَة ملاذَاً لـ الذنبِ والخطايَا ,
، أما أنَا أذهَبُ لأغسل وجهِي بالمَاءِ البارد وأطمِسَ بقايا النَوم العالِقة عَلى معالم وَجهِي .إلاّ أنّني مَا إن أفرِغُ مِن رَشقِ الماء عَلى وَجهِي، رافِعةً رأسِي لترتِيبِ حجابِي، تصطدِمُ عينايّ بتلك المرآة الكَبيرة التِي دَائِماً تُذكرُنِي بِقُبحِي ، بِطُولِي الذِي يَلفِتُ لدرجةِ الاشمِئزاز. أخْرجِ ثائِرة من الحمام ألعَنُ القَدَر الذِي جَعلنِي آخِذُ صِفاتَ جدّي الوِراثِية .

أخرِجُ مِن بابِ المَدرسَة مُحافِظة على سُرعَةِ خُطواتِي التِي أورثتني إياهما ساقاي الطويلتان ، وكالعادة يأتِي الأولاد لمُشاهَدةِ الفيلم اليومِي ( فتيات ) الذِي يُبَث مُباشَرة مِن مدرستِي ، إلاّ أنني لا أكتَرِثُ أبداً ، فأمْضِي دُونَ أن أهتمّ لِما يَهمِس بِه الشباب مِن مَعسُولِ الكلم ،فأنا أؤمِنُ جداً بأنّيِ قبيحة.

أتجاوزُ الشارِعَ تِلو الشارِع فِي مُدّةٍ لا تتجاوَزُ الخَمسَ دقائِق .
أستقِرّ بعدها منتظرُة وَالدِي بالقُربَ من مَحل لبيعِ الحَلويات ، وفِي كُلّ يَوم تَطُوفُ جَنبِي ذاتِ الحَافِلة البَيضاء المكتظة بالأولاد ، الغَرِيبُ فِي الأمر أنّ ثمّة شَخص يُخرجُ كِلتا يديه ويُلوّحُ لِي يومياً !

بِدايةً لم أتساءَل يوماً عَن هُويّةِ هذا الشَخص، بَل وَلم أُكلّف عيني أن تَمِدّ بَصرها لتَرمِق كَيانِ الفتى مُستَكشِفة مَا إذا كان يَقْرِبُني أم لا.
كُلُّ مَا كُنتُ أعْلَمُه هُي أنّها حَافِلة بَيضاء تَحْمِلُ فِي جُعبتَها أولاد مُعافُون " مُعاقين ".

.
.
.
.
وَغاَبتْ بَعدها الحافِلة ، ورحَل السَلامُ الذيِ تَجاهَلتُهُ مِراراً ..
أصبحتُ فِي كُل يَوم عِند الساعَةِ الواحِدة وجُزءٌ مِن ظهره ، يَشْرِدُ ذِهنِي طُوال الحُصة الأخيرة مُستَفسِرة مَا إذا ستأتِي الحَافِلة البيضاء اليَوم أم لا ، وأسبُرُ فِي التخيّل طويلاً ، ويَرنّ الجَرسُ كَعادَتِه ، أذهبُ للحمام ، وأمضِي مُودعة يوماً دراسياً مُمل إلاّ إنّ خُطواتِي أصبحت بَطيئة .. شِبه مَيّتة ،أتعَثر بالحجارة الصَغيرة ، يُبَعثِرُنِي الهَواء فأتمَايَلُ هُنا وهُناك .

وأصِلُ إلى مَكانِي بعد انقِضاءِ وقتٍ كثير وأقبَعُ بالقُرب مِن محل بيعِ الحلوى الذِي يأسَ حُضورِي اليوميّ ،أُراقِبُ الحافِلات فِي شَوقٍ كَبير ، علّنِي أراهُ اليَوم ..
وأعاهِدُ نَفْسِي أن أرمِقَهُ اليَوم إذا أتى !

وجَاءت الحافِلة البيضاء ،

وَ أصبحَ نَبّضِي مُتسارِعاً بوتيرةٍ لا اعتيادِية ، ففتَحتُ عيني جيداً حتّى أراه كما وَعدتُ نَفسي ومَرّت كَما مَرّت كُلّ يَوم ، وها هُو الصَبِيُّ يُخرجُ كلتا كفيّه مُلوّحاً للجَميع ..

ومِن شِدّةِ الصدّمة ، لَمْ تَوصَد عيني بأهداِبِهُما ..
فقد كَان أعمى !





ع ـبق ذكرى .!

27 / دِيسمبر 2008




أل هنـد , 31-12-2008 13:54

رد: وَ أبَصرتُه !
 
الرائعة ع ـبق ,,
راقني كثيرًا هذا الطرح ,,
لبساطة أسلوبك جمآل يصل للقلب مباشرة ,
ويزيد من متعة قراءتك ,
اعدتني لسنين طوال مضت,,
وتمنيت لو اعود لحالة الطلق ذاتها : )
جميلة انت وجميلة اقصوصتك,,
لكن هناك ملاحظة أزعجتني ولم استطع تجاوزها , علّك تستفيدي منها في ابداعاتك التالية,!!
,
((ألعَنُ القَدَر الذِي جَعلنِي آخِذُ صِفاتَ جدّي الوِراثِية))
ورد في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يقول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار))

كثيرا ماتأخذنا الكتابة والخيال للإسراف حد التجاوز دون قصد منا,
فنصل دون دراية لحدود الكفر ,
جميلتي ع ـبق ,
ينبغي أن نضع نصب انظارنا حدود ديننا حتى لاتُوقع كتابتنا بنا ,

وملاحظة بسيطة اخرى :
((بِطريقةِ مُبهدلة))
لو كانت طريقة عشوائية أو غير منظمة لكانت أبلغ,
ف مبهدلة فنظري عاميّة لدرجة تشويه مادررتيه هنا ,!!

وفي النهاية أقسم بجمالك هنا,,!
و انك هنا كنت أجمل ,!!
فـ تقبلي ملاحظاتي من باب الحرص على الجمال ,
لا من باب التقليل منه ,!!

اتمنى أن تتقبليني:2:
دمتٍ بـ إبداع ,

الطُهر 31-12-2008 14:39

رد: وَ أبَصرتُه !
 
وكما وَعَدت / سأكُون هنا :10:

هديل . 31-12-2008 18:48

رد: وَ أبَصرتُه !
 

..
.
{
:2:






يُغلّفُ طرحكِ الجمآلْ رُغمَ بساطةْ المفرده

وعُمقِ المعنىآ الذي تحملهـ بين خفاياها , :2:

عَبقْ ,

جميلهـ وربّك , :10:












:2: }
.
.
.

الطُهر 01-01-2009 13:13

رد: وَ أبَصرتُه !
 

عِبق ذِكرَى /
سلامٌ عليكِ أولاً ,
أدهشتِنِي ثَانِياً ,
سعِيدَةٌ بـِ نصّكِ هذا كثِيراً كثِيراً : )

(1)
الوقت هو المخاض الذي يأتِي تراجيدياً ,
التشبيه فِي الفقرَة الأُولىَ جاءَ مُناسِباً جِداً لـِ لحالة التِي نَعِيشُها فِي اللحظَات الأَخِيرَة ,
فبلَ دق الجرَس ,
الفَقرَة الأُولى والمجاز المَوجُود راقنِي كثِيراً ,


(2)
الوَصف فِي الفقرَة الثَانِيَة - يعنِي تمّكُن ,
أتهاوَى وأسقُط , [حركات مُفتعلة] .
الترابط موجود .

(3)
الترابط بين الأفكار - سلاسَتها - عُمق المعانِي ,
جمِيل !

(4)
تصطدِمُ عينايّ بتلك المرآة الكَبيرة التِي دَائِماً تُذكرُنِي بِقُبحِي ، بِطُولِي الذِي يَلفِتُ لدرجةِ الاشمِئزاز. أخْرجِ ثائِرة من الحمام ألعَنُ القَدَر الذِي جَعلنِي آخِذُ صِفاتَ جدّي الوِراثِية .
أخرِجُ مِن بابِ المَدرسَة مُحافِظة على سُرعَةِ خُطواتِي التِي أورثتني إياهما ساقاي الطويلتان

بـِ النسبَة للطُول , غَرِيبٌ أن تصفِيه بهذا الشكل !!
فهِي صِفَة تجعلُ عِبق أجمَل بـِ كثِير , / : )
لـِ لمُلاحظَة فقَط - بعدَ لِقائِي بِك- عُدتُ لـِ لمنزِل - كانت تعلِيقاتِي المُعتادَة حِينَ ألتقِي بـِ
شخص لِـ لمرّة الأُولى وكانَت ثَرثَرتِي التِي لا تَنتَهِي ,
تطرّقتُ وأُختِي لـِ طُولك!!
فكَانَ بـِ النسبَةِ لي وهِيَ - شيءٌ مُميّز - تُحسدِين عليه !
لِلعِلم / لديّ صدِيقَة لا تزالُ تندبُ حظّها لـِ قُصرِها / مَعَ أنّهُ يُناسِبُ قسماتهَا وملامِها كثِيراً
رُبما الإختلاف في الذُوق / ولكن على أيّة حال [حمداً لله] تكفِي ,


(5)
لا يزالُ الترابط في الأسلُوب - وإن دلّ فَعلى البراعَة ,


(6)
- فقَد كانَ أعمَى -
نِهايَة غِير مُتوَقّعَة , تُنبِاُ بـِ تمّكُنِ هذه الـ عِبق كثِيراً ,




عِبق - هُنا كُنتِ أجمَل ,
القصّة مُشوِقَة والاسلُوب جمِيل جِداً ,
أدهشتنِي كثِيراً :2:,
دُمتِ بـِ هذا الجمَال .

ع ـبق ذكرى.! 03-02-2009 19:35

رد: وَ أبَصرتُه !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أل هنـد (المشاركة 36898)
الرائعة ع ـبق ,,
راقني كثيرًا هذا الطرح ,,
لبساطة أسلوبك جمآل يصل للقلب مباشرة ,
ويزيد من متعة قراءتك ,
اعدتني لسنين طوال مضت,,
وتمنيت لو اعود لحالة الطلق ذاتها : )
جميلة انت وجميلة اقصوصتك,,
لكن هناك ملاحظة أزعجتني ولم استطع تجاوزها , علّك تستفيدي منها في ابداعاتك التالية,!!
,
((ألعَنُ القَدَر الذِي جَعلنِي آخِذُ صِفاتَ جدّي الوِراثِية))
ورد في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يقول الله تعالى: يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار))

كثيرا ماتأخذنا الكتابة والخيال للإسراف حد التجاوز دون قصد منا,
فنصل دون دراية لحدود الكفر ,
جميلتي ع ـبق ,
ينبغي أن نضع نصب انظارنا حدود ديننا حتى لاتُوقع كتابتنا بنا ,

وملاحظة بسيطة اخرى :
((بِطريقةِ مُبهدلة))
لو كانت طريقة عشوائية أو غير منظمة لكانت أبلغ,
ف مبهدلة فنظري عاميّة لدرجة تشويه مادررتيه هنا ,!!

وفي النهاية أقسم بجمالك هنا,,!
و انك هنا كنت أجمل ,!!
فـ تقبلي ملاحظاتي من باب الحرص على الجمال ,
لا من باب التقليل منه ,!!

اتمنى أن تتقبليني:2:
دمتٍ بـ إبداع ,

آل هِند ،

لكَم يعنِي لِي هَذا المُرور العَبِق ،

وأشكركِ كثيراً عَلى مُلاحَظاتِك التِي لن تُبارِحَ ذاكِرَتِي ،

أقبَلُ بكِ وَ بِكُلِّ شَيءٍ مِنْكِ ،

:14:

ع ـبق ذكرى.! 03-02-2009 19:36

رد: وَ أبَصرتُه !
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سَارَة العُوَينَاتِي (المشاركة 36906)
وكما وَعَدت / سأكُون هنا :10:

وَأنَا أعْشَقُ عَوْدَاتِكِ

سَما . 08-02-2009 20:16

رد: وَ أبَصرتُه !
 
,


آنتيْ جَميلهْ وإن كنتيْ لآ تَرينْ هَذآ الجمآلْ ,
ولجمآلكْ حَتماً لَيْ عَودهْ ,


الساعة الآن 00:31.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1