مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ

مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ (http://www.booo7.org/vb/index.php)
-   مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !! (http://www.booo7.org/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   طبق لشخصين (http://www.booo7.org/vb/showthread.php?t=2532)

سَما . 04-08-2009 16:15

رد: طبق لشخصين
 
أكمل ، :13:

ليس بعد .. 24-08-2009 04:55

رد: طبق لشخصين
 
** 3 **




تلاشت تفاصيل المكان ! , بدا وكأنه غير مأهول لوهلة , عادت الأصوات لمنابعها , وخجلت الحركة عن الظهور .. في هذه الأثناء , لاذ إدريس لصمتٍ مختلف , صمت أطلق دويّه في زوايا الوجود ؛ لكن هذا الدويّ الفارق , لم يؤذ أحداً .. كان بمثابة جرعة زائدة من المخدر , الذي أحال النفوس , للحظة سلام مع الذات , لموتٍ بطيء , لوخزة خفية ! في حقيقة الأمر لم يتنبه أحد !! .


في مكان غير بعيد عن طاولة إدريس , دب القلق في طاولة الرجل ذو البشرة السوداء , التي ضمت عائلته ؛ بالإضافة لزوجته الصارمة ذات الملامح الحادة , تجلس فتاتين بريئتين , تفجّر الفضول لدى إحداهن , فأطلقت نظرة باتجاه والدها تحمل صيغة سؤال !! , احتفظت الفتاة بفترة صمت مناسبة .. ثم قالت :


- ما بال أبي ؟؟ ... أمي !

أطلقت الأم انفعال الانتباه , كما لو أن ابنتها الحائرة أيقظتها من سبات ؛ لم تنظر الأم لزوجها التائه .. أشارت للفتاة بأن تصمت , واكتفت بذلك ..

كانت الأحداث في الصالة تسير على هذا النحو !!

من بين أنقاض الصمت المطبق , انطلقت النغمة الموسيقية , تعلن انبعاث الحياة في المكان من جديد , أخذت أمواج اللحن الفرح , توقظ المتواجدين من غيبوبتهم واحداً تلو الآخر , دب النشاط في المكان , سُمع دوي الأطباق مرة أخرى , وسُمح للضحكات بأن تسافر في أرجاء الصالة , وشعر البعض برغبة في الرقص .. البعض الآخر أراد لو أنه يقفز , يهلل , يتمايل ؛ ولم يمض وقت طويل حتى تجرأ أحدهم ! ؛ هذه المرة كان الحاضر الجديد , أحد الجالسين على تلك الطاولة المميزة في المكان البارز والمؤثر ..
وقف الرجل الطويل حليق اللحية , والذي كان يرتدي حلة رمادية باذخة وخطب في الجميع :

- أيها السيدات والسادة .. هنيئاً لكم هذه اللحظات النادرة والثمينة , التي تقضونها في هذا المطعم الساحر ..
إنكم يا سادة جديرون بهذه المتعة .. والامتياز .. تستحقون هذه الحفاوة , والاهتمام .. أريد في هذه اللحظة أن أحيي مضيفنا , وصاحب هذا المكان المدهش .

صمت الرجل قليلاً وهو ينظر للرجل الممتلئ الذي أمامه على الطاولة , بالشعر المفروق على الجانب وأكمل :

- أريد أن أحيي بحفاوة بالغة, السيد نجيب منصور مالك هذا المطعم , والسبب في متعتكم هذه الليلة .

صفق الجميع , ووقف البعض . تعالت المدائح واشتعل المكان ؛ كان إدريس مثبتاً نظره في مكان بعيد ومجهول !! ؛ لم يكن غائباً عن هذه الضجة , ولكن كان بعيداً وينصت من بعيد .
الرجل ذو البشرة السوداء في مكان غير بعيد , كان يتنقل بنظراته في الوجوه بشفقة ودهشة . الفتاتان البريئتان ارتسمت على شفاههن بسمة .. الأم الصارمة كانت تجامل بثقل . وحده علاّم كان يتكئ على باب المطبخ مائلاً بجسده على حافته .. ويفرك ذقنه وهو ينظر بتمعن , وسخرية ! , ظل على هذه الهيئة يرقب المكان والوجوه , حتى لمعت عيناه وانتصب من ميله . أسرع لوسط الصالة وسحب كرسياً في غمرة الجو العاصف , وجلس بالقرب من إدريس ؛ الذي اعتدل في جلسته , وشبك كفيه ببعضهما على الطاولة ونظر لعلاّم يسأله بعينيه , وكأنه يقول : ( مالذي خطر ببالك الآن يا علاّم ؟؟؟ ) ؛ تحرر إدريس من غيابه القصير , وسأل باهتمام وفكاهة :

- ماذا يا علاّم ؟؟ أخبرني بسرعة .

تأهب علاّم وقضى وقتاً يمهد لِما سيقوله .. اقترب من أذن إدريس وهو ينظر باتجاه الصالة , وهمس :

- هل تحب الكمان يا سيدي ؟

أجاب إدريس بلهفة .. :

- نعم أحبه .. أعشق أوتاره , وجنون موسيقاه ..

انتفض علاّم وكأن أفعى لدغته .. وانسرق نحو المطبخ كثعلب رشيق .. كان الهدوء النسبي قد عاد للصالة , نجيب منصور – صاحب المطعم والمُحتفى به قبل دقائق – بدا منتشياً وفي قمة زهوه , كان ذلك جلياً من الابتسامات الذي راح يمنحها بسخاء في أركان المطعم , بل لم يكتف بذلك , فقد قام من مكانه وتنقل بين الطاولات يلقي تحية هنا , وأمنيةً بسهرة رائعة هناك ؛
مدير الصالة تطوع بدوره ورافق نجيب لبعض الطاولات , وهو يلقي ضحكات بلا معنى , ممسكاً إحدى يديه بالأخرى خلف ظهره , تابع الاثنان هذا التنقل بين الطاولات حتى أفضى بهم لطاولة الرجل الأسود وعائلته , تلبست نجيب حالة هدوء ووقار , وأبدى المزيد من الاحترام .. ثم انثنى بقامته قليلاً , هم بالحديث ولكن الرجل الوقور سبقه :

- كل شيء جميل في هذه الليلة يا سيد نجيب .. كل شيء على ما يرام .. هذه الليلة زاهية وتعد بالكثير .

نظر نجيب إلى العائلة بتعبير الخجل والتقدير , ابتسمت الزوجة وأطلقت الفتاتان مشاعر السرور , كان مدير الصالة يتنقل ببصره في العائلة , وفي نجيب الذي مد يده للرجل يصافحه , الذي بدوره وقف , فشد نجيب على قبضته بكفه الأخرى .. وقال :

- يسعدنا تواجدك معنا هنا يا سيد بكري .

غادر في حينها نجيب مسرعاً نحو طاولته . جلس السيد بكري على مقعده , وأخذ نفساً عميقاً . مدير الصالة تاه بين هذه المشاعر الخاصة , شعر بوحدته في زحمة المكان , ثم غادر نحو الفراغ ....




يتبع

سَما . 10-09-2009 05:57

رد: طبق لشخصين
 


وإلى اين سار به الفراغ يا ترى ،


متشوقه للنهايه

لا تتوقف أكمل ...


إنكسـآر روح 20-04-2010 03:53

رد: طبق لشخصين
 
ويطووول الإنتظـآر ..!!

وَنَّـة خَفوقْ، 25-10-2010 09:38

,
 
24-08-2009,

ليس بَعد :
مذ ذاك التاريخ ما أنفك الأنتظار يسأل عن فصول نهايتها .
لَ حيث أنت :2:

البيان 10-11-2010 11:19

رد: طبق لشخصين
 
هنا شخصيات تعبت من الوقوف في منتصف الطريق , الأمر الذي أخشى معه أن تتمرد عليك يوما ما !

وهنا قرّاء يسألون بحسرة الفنان الذي في داخلك : هل نستحق منك عذاب الانتظار هذا ؟

حتماً لن ترضيهم أي إجابات سوى عودتك هنا لإكمال هذا الجمال .



ليس بعد .. 18-11-2010 05:55

رد: طبق لشخصين
 
كل عام وأنتم بخير ..

اتركوا لي قليلاً من الوقت حولي .. أنفض دفاتري القديمة .. وأفض أغلفة الزمان
الحكاية لم تنتهي ؛ ليس بعد !!



انكسار روح
ونة خفوق
البيان

لكم مني جزيل الشكر على مشاعركم الدافئة ,, فحقاً , قد غمرتموني بجميل التطلع .


الساعة الآن 13:21.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1