,


تذكرت شخصاً تعرفت عليه كان يقول لي كلما وصلنا في الكلام إلى منطقة حرجة ( وش أخبارك.؟ )
وكنت أعرف بها أنه لا يريد الحديث أكثر..


ذلك الشخص كان غبياً مجنوناً ثقيل الدم فعلاً ..
إلا أنني كنت أسابق الوقت لأجلس معه ..
أحادثه وأحكي له عن تفاصيلي أكثر من الكثير الذي تعرفه أمي..
عدا أنه لم يعرف من أنا وإن كان يدرك أن بين بيتي وبيته مسافة عشرة كيلو مترات فقط ..

كان قد إحتل تفكيري.. لم أحبه قط.. لكن شعرت به جزءاً يجب عليه إدخاله في مذكراتي كالملح على الغداء..
لا طعم ليومي دون أن أمر به وأستفزّه ويستفزّني..
كثيراً ما كنا نختصم ثم نعود لنخبر بعضنا أن لا أحد منا له الحق بالتدخل في حياة الآخر..
لأننا لا نعرف بعضنا ولا نتصل برابط...!!!!
ثمانية أشهر قرابة نصف اليوم نمضيه معاً ولا نتصل برابط بعد..!!


وحين إنفصلنا بإنتهاء الشرط الذي يجمعنا معاً.. إنفصلنا بإتفاق..
وكنت أشك كثيراً في تحمل حياتي دون أن أسارع لجهازي لتفقده..
مضى الشهر الأول سيئاً .. وقد ألفت العزلة التي ساعدني على تكوينها من أجله... وحين رحل ترك مكانه فارغاً..


كلما مررنا بمنزله أو محلّه أجد عنقي يؤلمني لطول الإنحناء..
والآن..
يبدو لي باهتاً كالحلم نفسه..



يا نادل , خبر صمت ان الاي سكريم يرفع حرارتي