مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ

مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ (http://www.booo7.org/vb/index.php)
-   مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !! (http://www.booo7.org/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   بٌحَةْ (http://www.booo7.org/vb/showthread.php?t=3264)

ريانة العود 28-10-2010 04:21

بٌحَةْ
 
،



مدخل |

للشوق بٌحَةْ تميّز نبرة أشعآري ..



.

ريانة العود 28-10-2010 06:28

رد: بٌحَةْ
 
،


مذّ طفولتي وانا تلك الطفلة الوحيدة لوالدين لم ينجبا سواي بعد عناء ومشقة طويلة ..
لذا لاعجب في أن يحضر لي أبي " اورج " وانا في العاشرة مني عمري بناء على طلبي حيث كنت " ذات الصوت الطربي الرخيم " بشهادة الجميع ..!

كنت الطفلة ريانة التي يشار لها بالبنان حين تحلّ مناسبة مدرسية تستلزم بإن ينُشد فيها أحدى الطالبات ، كنت أتقدم طالبات صفي في مجالس الأمهات ، والإذاعات الصباحية ، وحفلات التخرج .. كان صوتي مصدر فخراً لي دائماً ..

ولم أفتأ بإن أطوّر نفسي وصوتي ، كنت أغوص في حضن جديّ وهو يستمع للراديو واصغي جيداً ثم أختلي بنفسي واصف دماي كجمهور وابدأ بالغناء ..

كنت فيروز أبي وكلثوميته ، وحليم أمي وفريدها .. ورغم وحدتي في منزلي ووحدتي لأمي وأبي إلا أني لم أحسسهم بذلك مطلقاً بسبب حيويتي وصوتي الذي لم يهدأ مطلقاً ..

لطالما مددت يدي إلى تلفاز أبي على حين غفلة منه وطرب مع أم كلثوم ووقفت أمامه ورددت أمامه { أنا في إنتظارك مليييت } ورغم إمتعاضه بسبب قطعي لحبل إفكاره إلا أنه سرعان مايندمج مع صوتي وحالما أنتهي يبدأ بالتصفيق وانحني أمام جمهوري تحية له ..

وبادرت أمي وهي تُعد الطعام بقبلة سريعة وجلست على الطاولة أغني لها { أهواك وبتمنى لو انساك } لتردد معي { وانسى روحي وياك } وهي تحرك الطعام على الموقد ، أو تقطع السلطة ..

ولطالما شبكت سلك " المايكروفون " بالسماعات في الحفلات التي كنا ننظمها في صبانا وأبدأ بالغناء وفق لجمهوري حتى مطلع الفجر دون كلل او ملل ..

ومرّت الأيام ، وكبُرت وأصبحت بعداد الإناث وأضفت هذه الأنوثه لصوتي مزيجاً مركباً من القوة والدلال الذيّن أعطيا صوتي طابعاً خاصاً به ..

وبعد عدة محاولات خطبة لم تتم ، أتى النصيب - كما أعتادوا على تسميته - :)
كانت خطوبتي تقليدية جداً ، فلم يكن هنالك حباً من اول نظرة ، ولا مكاتيب غرامية سابقة ..

وتم الزواج ، ورغم تقليدية الزواج البحته إلا أنني نافست ليلى العامرية بعشقي لزوجي في نفس الوقت الذي نافس زوجي قيس بن الملوّح بجنونه لـ ليلاه ..

كان رجلاً بكل ماتعنيه الكلمة ، توافرت فيه كل صفات الرجولة التي تتمناها أي أنثى في رجُلها المنتظر ..

ورغم أنه أخذني من يبتنا الصغير وغربني إلى خارج وطني ، إلا أنه أحاطني بدفء وألفة لم يشعرني بها وطني مطلقاً ..

كنت " وردته " التي تحتضنه حين تحكم علينا الغربة أصابع الضيق وتغني له { بتوونس بيك وأنتا معايا }
وَ " ميادته " التي تدلله وتدفئه بحرارة عشقها له في تلك الليالي الباردة وتصدح بـ { أنا بعشقك ، أنا كلي لك }

كنت بمثابة الوطن له ، ولطفله الذي فاجأنا بوجوده بعد مرور 10 أشهر من زواجنا ..
لطالما هدهدت طفلنا بأغاني فيروز ، في الوقت الذي كان يمازحني بأن لاتقتلي طفلنا بعتاقة ذوقك ، فأجابهه بأن أتركني وطفلي شأننا سأظلل اردد له الطرب الأصيل حتى يصبح ذا أذن موسيقية كأبيه وحنجرة ذهبية كأمه ، لتضحك وتقرب فمك من بطني لتهمس .. صبراً يابنيّ ان فرج الله قريب ، حينها ستستمع لما يحلو لك ..
لننفجر ضاحكين سوية ..!

ظللنا " عصافير غرام " كما اطلقت علينا أمي بزيارتها الأخيرة لنا حين رأت مدى الألفة والحب والدفء الذي يسودنا ، وظلت الحياة جميلة ومبتسمة حتى اولى ساعات صباح الحادي عشر من نوفمبر الأسود ، حيث كنت في أسبوعي الأول من الشهر الثامن ، أفقنا على طرق شديد مفزع للباب ..

تبادلنا النظرات ، قلت لك بخوف ، من ياترى الذي سيطرق بابنا في هذا الوقت المتـاخر ..؟!

حاولت عبثاً تهدئتي وقلت لي بإن ألزم غرفتي وستخرج لترى من هنالك ..؟

سمعت جلبة أصوات واستفسارات لم تكن واضحة ، خفت عليك وخرجت لأراهم وهم يقتادونك أمامي ..
ركضت إليك خائفة .. فأحتضنتني وبادرتني أن أهدأي ، مجرد إجراءات أمنية وسأعود بعدها ..
قبلتني وأوصيتني خيراً وأمرتني بأن أتصل بأختك التي كانت تسكن في مدينة أخرى لتأتي واستحلفتني بأن لا أبقى وحدي ..!

أتت أختك ، وخرجنا سوية للحاق بك ولنعلم الأمر ..!
عرفت حينها بإن ذاك الأحتضان كان هو الأخير .. وتلك الوصية هي الأخيرة .. وتلك القبلة أيضاً كانت الأخيرة ..

حينها صرخت ، فـ بٌحَ صوتي للأبد ..!


كان هذا مجمل الحكاية ، وإليكم التفاصيل لاحقاً

ريانة العود 30-10-2010 03:28

رد: بٌحَةْ
 
،



من أين أبدأ ..؟!
تخونني البدايات ، وتخونني الجمل ، وهكذا القلم .. فـ الحياة التي سأسطرها بترت من منتصفها لا بل من أولها حيث لم يمضي على إرتباطي سوى سنة وستة اشهر فقط .. حتى أني لم ألد بعد ..!

البداية كانت في غرفتي ، أمام مرآتي حيث أتوشح البيآض ، وصديقتي تلبسني إسورتي وتعنف عصبيتي الزائدة .. " كفاك ارتجافاً فلن تساقي إلى حتفك مطلقاً " ..!

تفكرت قليلا بقولها ، هل أنا خائفة منك ، ام خائفة من الحياة الجديدة التي سأخوضها معك ، أم خائفة عليك من إخفاقي بإسعادك ..!

لم أخف منك مطلقاً ولا حتى في يوم " النظرة الشرعية " حيث كنت أغني حين أن ندهني أبي من أعلى الدرج ولكزني بيده وضحك قائلاً حتى في هذا اليوم ياكوكب الشرق ..!

اخجلني جداً ، ألم يكن يعلم بإن هذه هي طريقتي الوحيده في التنفيس عما يعتريني من مشاعر متأججه تكاد تعصف بداخلي ..

سبقني ابي إليك ، وقال أحسبي ثلاث دقائق وادخلي ، وعاد ابي مره اخرى ووجدني على وقفتي ، بادرني ، قلت ثلاث دقائق ليس عشراً ، ادخلي برفقتي افضل .. فمسك بيدي ودهش من كمية تعرقي
ضحك كثيراً وقال اين هي كوكب الشرق الآن ..!

دخلت برفقته وسرعان ماتركني واسرع ليتخذ مكاناً وجعلني امشي وحدي ، اذكر بإني وقفت وسط المجلس وعيني تنظر أرضاً ..! فبادرني أبي أن اجلسي هنا

أطعت أمره كطفلة معاقبة ، اذكر انك سلمت وسألتني عن الحال ، وانا اهز لك برأسي ولم أرفع عيني عن حذائك الذي حفظت ادق تفاصيله ، ثم نقلت نظري إلى حزام الرخام الاسود الذي تحت رجليك
وبدأت بالعد ..!!

وانت تسأل وانا اهزّ برأسي ، حتى أستأذن أبي وقال يبدو بإن وجودي يعكر صفو الجو هنا ، دقائق معدوده وسأعود ، خذوا راحتكم

وقفت انا مع ابي ، فبادرني بإن اجلس ، وسرعان ماجلست لكني رفعت نظري اتوسل ابي أن يجلس فأبتسم لي وخرج ، ثم التفت إلي وهو في الممر وغمز لي .. وأشر لي بعينيه أن أنظر إليك واحادثك ..

ثم ضحك ضحكة كتومه وأشر لي بأن أغني وكاد ينفجر ضاحكاً ، أذكر بإني كدت انفجر ضاحكة ناسية اللحظة ومن فيها لكن سرعان ما أعادني صوتك إلى الواقع

فأشحت بنظري للأسفل ، إلى حزام الرخام مجدداً ، أذكر أنك ضحكت ساخرا وقلت بأنك تجلس على الكنب لا على الارض ..

ولا حياة لمن تنادي .. اتى أبي وعبثاً باءت محاولتك بإستدراجي لأرى وجهك ، فأضطر أبي بإن يجلس بجانبك .. وقال بصوت حاد : ريانه
مماجعلني ارفع رأسي خائفه ، وبذلك ضحك هو وقال اظن بإن لامزيد من الأسئله ولا مزيد من الرؤية ..
وسرعان مااخذت نفسي بنفسي وخرجت ..

لم اخافك مطلقاً ، حتى في اول لقاء لنا بعد عقد القران ، أذكر بإني كنت طبيعية جدا حينها ، رغم أني لم اتكلم معك بكثرة وكنت انت الممسك بزمام الامور إلا اني صمتي لم يكن خوفاً جل ماكان يراودني هيبة القدر لا أكثر ..

اذن مما أنا خائفة الآن .. لا شيء انه لا شيء ، ضحكت ضحكة صغيرة ، ثم تمتمت : أنا فقط سأتزوج !،

مماجعل صديقتي تعيد علي ماقلته وضحكت بعد أن قالت مابالك ..!
قلت لا شيء فقط سأتزوج ولا شيء آخر .. فضحكت ضحكه عصبيه ، كل هذه الهيبة وانا التي تعمدت أن تلغي كل مراسم الزفاف من حفل عرس كبير وبهرجه وغيرها ، رغم إصرار والديّ على ذلك إلا أني رفضت رفضا قاطعاً
واكتفيت بحفل صغير في بيتنا ، ومشاركة المقربين الفرح

كان شعور مركباً تركيباً غريب ، ان اراك وارى أبي بجانبك فهذا كان قمة الشعور ، هل ستكون كـ أبي .. بحنوه وابوته وحبه ؟

اقر واعترف بإنك فقت توقعاتي ، أذهلتني بسمو حبك ونبل خلقك ودماثة طبعك وحنانك المطلق ..

وبعد ان امسك بيدي ابي وناولك إياها ، وقبلت جبيني على استحياء مني ووقفت بجانبك ..
اذكر بإني ضحكت كثيراً ليس لشيء سوى ان ابي فاجأني بعرض سينمائي لي حين كنت طفلة صغيرة متنكرة بلباس عروس ومعي كمية لا بأس بها من الورد وبجانبي مسندة البستها غترة ابي وعبائة امي ..

وابي يسألني وهو يضحك من انتِ ؟
فأجيبه ضاحكه : انا ريانه العروسه
ليضحك بدوره ويستأنف : ومن اللي بجنبك ؟
فألتفت على المسنده وقلت : هذا زوجي ، حلو يابابا زوجي ؟ لابس بشت وغتره
فضحك ابي كثيراً واردف بقوله : غني له اشوف وش تغنين ؟
فقلت ضاحكه : اغني اغنية العرس اغني ابدأ ؟
قال ابي : ابدي
وبدأت اغني " مباركين عرس الاثنين " واصفق وازغرت وارقص وابي يضحك ملئ قلبه ..

اذكر بإني ضحكت حتى كدت أبكي ، وحقدت على أبي وامي اللذان نفذا المخطط لكني وقعت في براثن خجلي حتى شعرت بإذناي تصدر حرارة عجيبة .. دمعت عيناي خجلا وضحكاً بت لا أعلم ما افعل ..

كنت اخشى رد فعلك ، لكنك كنت متفهماً جداً ، محباً جداً ، حنوناً جداً ، وهمست بإذني : ماودك تغنين مباركين عرس الاثنين ، وابغني معك .. ضحكت كثيرا حينها حتى بكيت لكن تحايلت على دمعتي وقلبتها ضحكاً ..

ورغم أني خرجت من بيتي ، دفئي وملاذي معك ، ودعتني امي ، واوصلني ابي وقبلني واوصاك بي خيراً واختليت بك في جناح لوحدنا إلا أني لم اختبر شعور الخوف معك مطلقاً فقط هيبة اللحظة لا أكثر ..

اذكر بإني مسكت جوالي وفتحت الرسائل ووجدت العديد منها ، كتبت رسالة لأبي الذي كان بدوره اخي وصديقي ومؤتمن اسراري قلت فيها ..

ابي الحبيب ..
اطمئن فلست خائفة أنا ، كل مافي الأمر بإني خرجت من مملكتك الدافئة برفقة رجل آخر لم يسبق لي معرفته مطلقاً ، وها أنا مستلقية بجانبه ..

اصدقك القول بإني حين اراه تلتبسني الدهشة ، من اين اتى هذا فأذكر بإن السرير ليس السرير ، والمكان ليس المكان ، والزمان ليس الزمان فأهدأ من روعي وابتسم :)

أبي الغالي ..
لست خائفة انا ، كل مافي الأمر أني اصبحت زوجة بين ليلة وضحاها لا أكثر ..

قبلاتي لك ، ولأمي الغاليه ..
ولاتنسى كوب حليب جولييت الدافئ ياروميو ..

ارسلت الرسالة ، ووضعت هاتفي بجانبي وخلدت الى النوم ..



.

الطُهر 30-10-2010 15:43

.

ريانة , قرَأتُ ما قرَأتُ على عُجالَة .. شدَّتْنِي الحِكايَة ..
سأعُودُ بِنَبْضِي لاحقاً .. لكي لا أبخسَ حرفكِ حقَّهُ ,
ودٌّ يليقُ ..

.

صَمتْ الرمَـال } 30-10-2010 18:58

رد: بٌحَةْ
 







ريانة ..
هنا شيئاً يشدني ربما تلك البحة ..!
حرفك عذب يا ريانة .
بإنتظار باقي التفاصيل :13:






بذخ 31-10-2010 01:47

رد: بٌحَةْ
 
\\

اصمُت لكِ افاديكِ حقِك ..
مقام جُملك ارفع من آن [آنقد .!

ريانة العود 31-10-2010 04:11

رد: بٌحَةْ
 
،


بالكآد تركت حضن أمي بعد أن أنتشلني أبي قسراً مردداً : الطائرة يآريآنة ، لم يتبقى على موعد الإقلاع سوى ساعتين ونصف ..

قبلت رأسها ، يديهآ وخديهآ وجثوت على ركبتي لأقبل قدميها ، كنت في حآلة إنهيآر لايعلم مداها إلا الله ..

رفعني أبي واحتضنني بقوة واخذني للسيارة ، كنت غارقة بدموعي وانا ارى السيارة تبتلع شوارع الريآض ..

يآآه يآطريق المطآر ، كم صيفاً كنت أنت بالأخص مصدراً لسعادتي وبهجتي ، لطالما رددت " أجمل مافيكِ ياالرياض مطارك اللي يطلعني منك "
اليوم مثل لي هذا الطريق جرح كبير ، وكيف لا وانا التي لم تتعود على فراق والديها مطلقاً ..

23 سنة مرت وانا لم أنم خارج بيتنا ، لا بيت عم ولا خال ولا جد ..!
كان ابي يسهر حتى مطلع الفجر واحياناً كان يمرني قبل أن يذهب إلى عمله ليعيدني إلى منزلي ..
انا التي لم أقدم على النوم خارج بيتها الصغير سأهجر ليس بيتي فقط سأهجر بلدي بكاملها .. إلى بلد آخر ، سأحيا بعيداً عن حضن أمي وحنان أبي ..!

مرت بي حياتي كشريط سينمائي .. منذ الطفولة وحتى الآن ، كانت حياة رغده كنت الطفلة المدللة حتى الترف ، ترى مالذي تخبئه الأقدار لي هناك ؟

هل سأحيا براحة ونعمة أم ستكلفني الغربة مشقة البعد ولوعة الحياة هناك ..؟!

وبالرغم من ذلك لم أكن خائفة منك مطلقاً ، انا فقط سأفارق أهلي ، أمي وأبي وغرفتي وبيتي وأهلي واقاربي وصحبي وصخب الحياة التي كنت أحياها ..!

وصلنا للمطآر ، وبعد أن تمت الاجراءات وانا التي كنت انظر لابي مذ ان خرجنا من البيت ولم تسقط عيني عنه مطلقاً ، امسكت بيده وقبلتها بقوة ، ثم احتضنته بعنف بالغ وبكيت .. بكيت حد أني شعرت بإن قلبي ودعني وعاد معه ..!

ابعدني عنه ، ثم ابتسم ابتسامة عذبه وقال : الحق علي انا كيف لا وانا الذي لم اكن أسمح لكِ بإن تنامي خارج البيت ، لو كنت أعلم لتركتكِ تسافري وحدك .

ودعني ، وودعك واوصاك بي خيراً والح بالوصايا وأطال ، ثم رحل ..

دخلنا صالات الانتظار ، كنت اتوشح الصمت لا بل أن الصمت توشحني .. ادركت أنت بفطنتك وعلو إحساسك بإني أكابد صراعاً داخلياً بين القرار والحنين ..

فوضعت يدك على يدي وقلت بصوتك الأجش : هذه الصالة تذكرني برحلتي الأولى ، كان يرافقني صديق لي ، اذكر أن حماس السفر غيّب كل شعور سواء خوف أو حنين مسبق او مخافة فقد او غيره .. حتى وصلنا إلى مدينتنا .. وبعد أن دخلنا غرف الفندق واستلقى كل منا على سريره وادركنا عظم الوضع وهيبته بكينا حد أننا امسكنا هواتفنا واتصلنا على اباءنا الذين صدموا من بكائنا وكأننا اطفالاً صغار ..
حتى أن ابي بعد أن هدأ من روعي قال لي ممازحاً " توّه يوصلك الكهرب ياوليدي " ..!

نظرت إليك ثم ضحكت بعد ان تخيلت المنظر الذي كنت تعيشه ، فقلت لك ثم ماذا بعد ..؟

استئنفت حواراك : لاشيء اكملنا المسير ، كانت الأيام الأولى صعبة بسبب جهلنا بالبلاد وسرعان مانخرطنا بالغربة ، وعجنتنا وشكلت مشاعرنا جيداً ..!

قطع نداء الرحلة حوارنا ، اتجهنا إلى البوابة وصعدنا الطائرة وكلاً اتخذ مقعدة ..
خلال الرحلة قررت أنت ان نتناسى كل شيء بما فيها من نحن كي نتغلب على طول الرحلة والمشاعر المختلطة التي ستعترينا خلالها ..

كانت رحلة جميلة ، حكيت لي خلالها مشاق السفر ومقالبه ، والكثير من الاشياء التي لم تسعفك فترة " الملكه " لقولها ..
وحكيت لك انا بدوري عما اعرفه عن البلاد الذي سنتوجه إليه ، وكيف كان صيفي جميلا هناك واني تمنيت ذات ليله ماطرة هناك بإن يرزقني الله العيش اياماً طويلة فيها ، واردفت ضاحكة بإني لم أتوقع أن تستجاب امنيتي وإلا لما تمنيتها اصلاً ..
لأرى رد فعلك الذي سرعان مارميتني به قائلاً : حتى أنا سبق أن مررت بشارعكم الذي ابهرني بفن عمارة البيوت المترامية على جانبيه فجزمت لأخواتي بإن زوجتي ستكون إحدى سكان هذا الشارع الفاخر ولو كنت أعلم أن الساكنات " بكائات " لهذا الحد لما تمنيت ذلك مطلقاً ..

مماجعلني اضحك كثيراً على أمنيتك العجيبة ، واستحلفتك بالله إن كانت حقيقة ام انها مجاراة لقولي ونكاية بي فقط .؟

فضحكت انت واحمرّ وجهك خجلا بعد أن قلت لا بل هي حقيقة واقعة حتى إني حين أتيت لبيتكم مع أبي لنطلبك صُدمت من ان بيتكم يقع في نفس الشارع ..!

كانت الرحلة سلسة جداً ومريحة لولا طول بقائي بالطائرة الذي جعلك تدلك قدماي بين الفينة والاخرى ملقبني بـ " العجوز " ، وكنت بدوري سعيدة بتدليكك لي وكيف لا وانا التي اشعر بالدم يسري بين عروقي واشعر بنشاط الدورة الدموية جراء تدليكك لساقي وقدمي ، بالوقت الذي اردت تنغيصي وتحريك مشاعري فقلت لي بـ " هااا ياخالة بشري وشلون رجيلاتس الحين عساهن احسن " ..!

كنت كريماً معي .. كريماً حد الإسراف ، فلم تبخل عليّ قط بنكته تضحكني ، ولا بتعليق يرسم الإبتسامة على وجهي ، ولا دفء يكسي مشاعري المتجمدة من البرد ، ولا ألفة تكسر بها شعور الإغتراب ، ولا حباً ينسيني الدنيا بأجمع ولايذكرني إلا بك ..!

أعلن كابتن الطائرة أن اربطوا الأحزمة فقد شارفنا على الوصول ..!
رفعت عيني نحوك مذعورة ، لا أعلم لما أصابني الهلع تلك اللحظة .. لكنك امسكت بيدي وهدأت من روعي واحتويت خوفي .. حتى توقفت الطائرة ..

رفعت غطاء النافذة لأطل على مدينتنا الجديدة ، كان الوقت صباحاً ، والضباب يكتسي المكان .. فقلت بعد ان امسكت بكتفي كي تجبرني أن اراك وكان بيدك شالا أحمر من الصوف بدأت تلفه حول عنقي : يبدو أن الجو بارداً فدرجة الحرارة 2 تحت الصفر ، حسناً هكذا أفضل ياحرمي المصون ، وأوثقت رباط معطفي وسمحت لي بالتقدم قائلاً : Ladies First

لم تبخل عليّ بالدلال ، ولم تشعرني مطلقاً بإني أصبحت زوجة لآبل نهجت نهج أبي وعاملتني كطفلتك الصغيرة .. كنت تخشى عليّ من لفحة الهواء الباردة ..

نزلنا من الطائرة ، وتذكرت جيداً بإني سأقيم هنا خمس سنوات ابتداء من اليوم ..!
فأنقبض قلبي ، إلا أني سرعان ماشعرت ببعض من الطمأنينة حين أحتضنت كتفي وقلت : المدينة ترحب بك على طريقتها هاهو الثلج بدأ بالتساقط ياسنووايت ..!



:2:

منيرة الإبراهيم 31-10-2010 21:07

رد: بٌحَةْ
 



كلٌ منّا يقبُض على قصةِ حياة معقودةً من حوله يسعى للنّيلِ منها قبل أنْ تستنزفَه
ازفريها برفقٍ و رفقاً بريانة :13:

ريانة العود 01-11-2010 03:22

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطُهر (المشاركة 60104)
.

ريانة , قرَأتُ ما قرَأتُ على عُجالَة .. شدَّتْنِي الحِكايَة ..
سأعُودُ بِنَبْضِي لاحقاً .. لكي لا أبخسَ حرفكِ حقَّهُ ,
ودٌّ يليقُ ..

.

الطهر .. سآرة

يقول العرب ، لكل امرئ ٍ من أسمه نصيب ..

وإنت وإن أتينا لإسمك فـ أنتِ مثال لـ الانثى الباعثة للفرح والبهجة ، وإن أتينا للقبك فـ أنتِ مثال للأنثى التي يكتسي قلبها الطهر والنقاء ..

سررت جداً بتواجدك وتشجيعك لبسيط كلمي :2: :10:



.

ريانة العود 01-11-2010 03:28

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صَمتْ الرمَـال } (المشاركة 60122)






ريانة ..
هنا شيئاً يشدني ربما تلك البحة ..!
حرفك عذب يا ريانة .
بإنتظار باقي التفاصيل :13:





العذبة أنتِ ياصمت ..

وليت بحتي تشد كمآ كآن صوتي سآبقاً ..

ممتنة لمرورك :10: :2:


.

ريانة العود 01-11-2010 03:34

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بذخ (المشاركة 60162)
\\

اصمُت لكِ افاديكِ حقِك ..
مقام جُملك ارفع من آن [آنقد .!

الباذخة حضوراً ..

اشكر لكِ إطرائك ، وإن كان كلمي بسيط وحرفي متواضع وأتقبل النقد برحابة صدر :2:

ريانة العود 01-11-2010 03:39

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نَفسي ، (المشاركة 60186)



كلٌ منّا يقبُض على قصةِ حياة معقودةً من حوله يسعى للنّيلِ منها قبل أنْ تستنزفَه
ازفريها برفقٍ و رفقاً بريانة :13:

الأقرب إلى نفسي .. نفسي

أكاد أجزم أنها أستنزفتي حد الدفن ..!
لكن الله رحيم .

شهقت فرحاً حين تلمست كلماتك من بين ثنايا الموضوع :2: :10:


.

ريانة العود 02-11-2010 04:32

رد: بٌحَةْ
 
،





كان الجو بارداً الثلج يتساقط من حولي ، اكتسى البياض ملامح المدينة ، نظرت إليك مطولاً ثم إبتسمت إبتسامة لم أعلم حتى هذه اللحظة ماالشعور المنطوي بين ثناياها ..

دخلنا المطار ، وبدأنا بإنهاء إجراءات الدخول ، ورغم بعض النظرات المرتابة بنا إلا أننا استطعنا أن ننهيها بسلام نسبيّ ..
توجهنا بعد ذلك إلى صالات الإنتظار حيث كانت الخطة بإن نقضي شهر العسل في إحدى المدن هناك ، ثم نعود لمقر دراستك ..

بقي على رحلتنا مايقارب الست ساعات ، بادرتك قائله : من الجنون أن نجلس ست ساعات هنا نتفرج على مختلف المسافرين ..! حاول أن تسلي عروسك الجديدة من فضلك وإلا وجدتني في إحدى الطائرات المقلعه خلال ساعتين ..!

ضحكت كثيراً وقلت : تنوين الهرب ..؟
قاطعتك : في حال نويت أن تبقيني ست ساعات أخرى اجلس على مقاعد الانتظار ..!
أي جنون هذا اريد أن امشي ، اريد بعضا من الشوكولاته ، اريد مشروباً ساخناً وقطعة كروسان ،واريد ايضاً ......

كنت أتمايل امامك كطفلة تتمايل على ابيها واشير بأصابعي واعدد عليها ما أريد .. فأمسكت أصابعي ولممتها بيديك والإبتسامة تعلو شفتيك وأستئنفت : حسناا حسنااا سنذهب لكل ما أردتي .. أنا فقط كانت نيتي تتلخص بإن تأخذي قسطاً من الراحه هنا بعد مشقة السفر ..

خرجنا من المطار ، وذهبنا لإقرب مجمع تجاري ..

قلت لك بإني لم أتوقع ان تكون العاصمة بهذا الشكل الجميل ، فرغم أشجارها العاليه المخيفه بعض الشيء إلا أنها جميلة امام الصورة الجامدة التي رسمتها بمخيلتي

ضحكت على وصفي لأشجارها وقلت بلهجتك العامية الثقيلة : " اجل وش تبين تشوفين شجر مقرضين كل معالمه مب مبقين الا غصون وكم ورقه .."

رفعت يدي وقلت : رجااء الا البلد ، فنحن لم نخرج من حدود المنطقة المحيطة بالمطار بعد ، اذن هناك احتمال كبير بعودتي للشجر " المقرض " واتركك وحدك هنا مع اشجارهم التي تشابه ناطحتهم إلى حد كبير ..!"

ضحكت أنت وبادرتني : وكأنك حديثة عهد على البلاد ، ولم تقضي صيفين متباعدين فيها ، وصوائف عديدة في بلدان أخرى ، هممم قولي بربك مالبلد الذي لم تزوريه .؟"

اخذتنا الدردشه حتى شعرت ببعض الجوع واشرت عليك بإن نجلس لنأكل ..

كان الاكل عبارة عن قهوة وكرواسان وشوكولاته لي ، اما أنت ففضلت الكيك على الكروسان مع قدح من القهوة ..

رأينا طفلاً تائهاً يبكي اماماً ، فلفتُّ إنتباهك نحوه وحين أردت القيام إليه لأرى إن كانت امه هنا ، أمسكت بيدي ومنعتني من فعل ذلك ..
دهشت من رد فعلك الملح والصارم ، ويدك الممسكه بيدي بحزم ، فنظرت إليك غاضبة وقلت : انظر إليه انه يبكي ، انا فقط سأهدئ من روعه بماء وقطعة شوكولاته وستأتي والدته لا محالة باحثة عنه ..!

إلا أنك زممت شفتيك ورفضت ذلك قائلاً : دعيه ولاتنظري نحوه ، هم سيقومون باللازم ، لايوجد مكان للإنسانية هنا .!!

اذكر أني استشظت غضباً من قسوتك وقلت : لا أكون إنسانة إن خليت من الإنسانية ، كيف تريديني ان اتجاهل صراخات طفل تائه ومن أجل ماذا من أجل ترهات لا أصل لها ..!

رميت بنظرك بعيداً عني ولزمت الصمت ، في الوقت الذي كنت فيه اشتاط غضباً ..

توتر الموقف بيننا كثيراً ، تمنيت لو أن ابي علمك بعض الطرق التي تجدي في امتصاص غضبي وحنقي .. او الاسلوب المتبع معي حين يريد ان يثنيني عن فعل امر ما ..

وضعت يدك على يدي وثملتها واعتذرت ..
تفاجأت من مبادرتك تلك وانا التي كدت أبكي بسبب مااجتاحني من شعور تلك اللحظة مابين احتياجي لأبي وقسوتك المفاجئة ونقيضها مبادرتك بالإعتذار ..

ارتبكت وفضحت ملامحي ارتباكي وحاولت أن اغطي كل تلك المشاعر بإبتسامة صغيرة مرددة : لآبأس .. حصل خير .

طوقنا الصمت بيديه، بعد أن كنا نتحدث ونضحك .. لكنك قطعته بإن قلت : لم أمنعك إلا لمصلحتك .. فكونك مسلمة عربية كل هذه اسباب لربما تقودك نحو حتفك الذي كان ظاهرة وباطنة انساني بحت ، دعي كل مبادئ الانسانية جانباً ، ابتعدي عن مبادئ الصداقة ، ابتعدي عن المشاعر مع الاخرين هنا ..

هنا تعاملي بعملية بحته اقصي المشاعر بعيداً ، في الغربة يظل الغريب غريباً مهما حاول ان يتقرب من الاخرين ، لا بل ان التقرب من الآخرين هو مايقود بنا إلى النهاية ، لايثمر التقرب بشيء سوى النميمه او الحقد او الوشاية او غيرها ..!

هنا تعلمت ان ابقى وحيداً ، انام وحيداً اكل وحيداً ، ادرس وحيداً ، اعمل كل شيء وحدي ولا الجأ للاخرين ..!
يوجد زمالات عديدة لكننها لاتتعدى مفهوم الزمالة ليس اكثر ..

القريب هنا يوقع بكِ حين الأمر يتعلق بالمصلحة الشخصية ، فكيف الغريب الذي تم حشو عقله بأفكار سوداء عن ديننا ، هويتنا ، بلدنا ، كل تلك الأشياء تمثل عقبة لك امام الغريب والقريب ..

فالأول ينفر منكِ مخافة أن توقعيه بمكروه او تريدي به سوءً ـ والاخر يفر إليك مخافة أن تتفوقي عليه فيوقعك بمكروه ويريد بك السوء ..!

كنت منصته إليك .. وصوت داخلي يردد : مالجنون الذي اتى بي لهنا .. ترى هل سننجو بجلدتنا وستمر هذه السنوات بسلام ..!

تعوذت من وساوس افكاري ورجوت الله كثيراً ان لاتتعدى مرحلة الوساوس ..

لا أنكر انقباض قلبي جراء ماسمعته منك .. حاولت أن اعود لطبيعتي وضحكي لكني لم أستطع ذلك .. لزمت الصمت طوال الوقت .. حاولت عبثاً ان اشد انتباهي بالمحلات التجارية لكني فشلت ..

امسكت بهاتفي .. عاودت الاتصال بأبي الذي اتى إلي صوته هادئاً مريحاً ، وكعادته
اوجس بحس ابوّته بإن طفلته يشوبها شيئاً .. حاول أن يتقصى عن الأمر بطريقته لكنه اخفق بسبب تحفظي على الأمر

شعرت بخوف أبي فصدحت : قالت لي أبعد أبعد .. ففهم أبي الشفرة واكمل ترى في الجو غيم وضحك كثيراً على جنوني وتملصي منك بالغناء ايضاً ..

التفت نحوي مبتسماً واردفت بعاميتك .. " أجل لا قالوا كوكب الشرق ماكذبوا ، والله منتب هينه ياابونوره ..! كملي كملي " ، وكنت واقفاً مبتسماً مشجعاً لي بإن أكمل متشوقاً بإن تسمع المزيد

لكني اردت أن اشعرك بالخيبة كما فعلت أنت فقلت " تعاملي بعملية بحته وابعدي المشاعر جانباً ، اخشى ما أخشاه أن يظنوا بغنائي سوءً وأنا اريد السلامة !.."

صدمت حينها وقلت : اجادة أنتِ !!

فأجبت : لا هزلاً !، نعم جادة ثم تأخرنا على موعد الطائرة لنذهب الآن ..

رمقتك خلسة ورأيت الحاجبين عُقدا والشفتان زُمتا والنظرات احتدت فشعرت بنشوة الإنتصار تعتريني ..

وصلنا المطار ، وشرعنا بإنهاء اجراءات الدخول لقاعة المغادرين ..
وحين جلسنا على المقاعد كنت ذا مزاج عكر سيء جداً ، لا أعلم لما ؟ لربما كان يراودك شعور داخلياً بإنك ارتكبت ضرباً من الجنون حين أتيت ومعك طفلة مدلله عنيدة بهذا الشكل ..!

كنت اضع رأسي على كتفك واحاول ان اتكهن بمزاجك الذي جزمت بسوئه المفرط بسبب تصلب جسدك .. تنحنحت ثم بدأت بالغناء بصوت منخفض :

كلمه حلوة وكلمتين حلوة يا بلدي غنوه حلوه وغنوتين حلوة يا بلدي
املي دايما كان اني ارجعلك يابلدي وافضل دايما جنبك علي طول
وذكريات كل اللي فات فكره يا بلدي قلبي مليان بحكايات فكره يا بلدي


كنت اغني بشجنٍ صادق لبلدي الذي تركت .. حضن أمي .. حنان أبي .. دفء ارضي .. بكل نبض بي شعر ببرودة الغربة وقسوتها لأول وهلة ..

رفعت رأسي نحوك لأرى تقاطيع وجهك التي لانت ، لكنها مالت إلى الحزن .. امسكت بيدي واحتضنتها وقلت : كل ما أخافه أني استأثمت بك حين أتيت بك إلى هنا ..!

فضحكت رغم دمعاتي المخفيه وقلت : لا تخاف أنا بخير ، وطالما أنت معي فإني منساقة إلى الخير حتى لو كنت تسوقني لحتفي فهو خير ..!

قطع حديثنا النداء لرحلتنا .. فتوجهنا نحو البوابة واتخذنا مقاعدنا في طريقنا إلى أول أيام شهر العسل ..!!



:2:

أميرة الخالدي 02-11-2010 23:29

رد: بٌحَةْ
 
,




طاب لي المساء هُنا بنكهة الحزن ..
ولكن أتعلمين ؟!
أن نكهة الحزن الفاخر في هذا القصة أعطى ما هو منتظر منه ..
وعنونة الموضوع بهذه الكلمة هو ينمّ عن ذكاءك يا ريانة ..
تُجيدين الجذب , ولفت الانتباه ..


أنا أقرأ حكاية , ليست ككل الحكايا ..
حكاية تؤلمني جداً , والله ..


أكملي يا ريانة ..:)

ديمه 03-11-2010 10:57

رد: بٌحَةْ
 
ريانه...عذبة انتي ,,

اعدك بأن لا احرفي هنا مكان...
القاك بخير في وقت اجمل من عجالتي هذة!
(اواه ياريانه قلبتي المواجع)

صَمتْ الرمَـال } 10-11-2010 01:14

رد: بٌحَةْ
 





:13:


تلك التفاصيل شهيه ، ومشوقه للبقيه .







ريانة العود 04-12-2010 03:05

رد: بٌحَةْ
 
،



مدخل ..
تقول ام كلثوم في اطلالها " وحنيني لك يكوي اضلعي .. والثواني جمرات في دمي "

انا والحنين اليك في صراع دائم ، مابين كرّ وفر .. يثور علي فينه ويخمد فينة اخرى ..

يناوشيني حتى يصرعني بقبضته ثم يخلفني طريحه في صراع اخر من اجل استرداد الحياه .. وما ان يشعر بإن انفاسي عادت لي وعافيتي عانقتني ، حتى يعود بهجمة اقوى من التي سبقتها .. وهكذا دواليك .. لايكلّ ولا يمل .. لم يعد قلبي صالحاً لشيء ابداً .. لم ترحمه ضربات الحنين التي لم تهدأ مطلقاً ، دمرت اجزائه الثلاث وهاهي تعيث بالقسم الرابع فساداً ..!





اجواء مدينتي اليوم تذكرني بأجواء مدينتنا التي قضينا شهر العسل بين ربوعها .. بعد رحلة متعبه بعض الشيء من العاصمه وحتى المدينه المقرر ان نقضي شهر العسل فيها وصلنا اخيراً ، ابتسمت نحوي وقلت بنبره حانيه : الجو هنا ألطف نسبياً مقارنة بالعاصمة .
علت وجهي ابتسامة صغيرة وبادرتك : اياً كان الجوو ، انا فقط اريد ان اناام ولا شيء اخر .

وبعد ان تمت الاجراءات واستلمنا الشنط توجهنا الى الفندق ، وحالما دخلنا الى الجناح حتى ركضت لاجرب السرير بينما انت تهتم بالشنط ، حتى تفأجات بي اغط في النووم بلا وعيّ ..

تنبهت من نومي لأجدك نائماً بجانبي ، لكنك كنت ترتدي البيجاما وانا بملابسي ، نظرت الى ساعتي لاكتشف بإنه مرّ على بقائي نائمه 7 ساعات ، حنقت عليك فكيف تتركني نائمه هكذا بملابسي وانت ترتاح بنومك ببجامتك ..!

بدأت الملم نفسي كي أنزل من السرير واغتسل وارتدي ملابساً اكثر اريحيه لأسمع صوتك النائم يقول : 3 ساعات مرّت على محاولاتي الفاشله لإيقاظك من سباتك العميق لكن يبدو انك لم تشعري بأي شيء ، فاخذتني الشفقه عليك وتركتك نائمه ..!

شعرت بالخجل من نفسي ، من فقدي لإحساسي في نومي فرددت : انه ضريبة مشقة الطيران من عاصمه لعاصمه لمدينه اخرى لا اكثر ..

فسمعت ضحكتك من بين الأغطيه : لربما كان اهل الكهف من قرابتك ..!

حنقت كثيراً ورميت المخده عليك وقلت : نعم فهم من اهل زوجي ..

ضحكت مطولاً وقلت : لستِ فريسه سهله ياهانم على راسي انتِ واهل زوجك

اغتسلت وارتديت ملابس ملائمه للنوم وذلفت الى السرير وسرعان مااحتضنني النوم لساعات طويله ..

فتحت عينيّ فزعه لم ادرك اين انا لوهله ، نظرت حولي ورأيتك تغط في سبات عميق .. كان شكلك مثيراً للضحك ، كنت نائماً على بطنك يدك اليمنى تسبح في الفضاء خارج حدود السرير ورجلك اليسرى مرفوعه .. ضحكت كثيراً شعرت انك متعمق بنومك الى حد بعيد .. سارعت بتصويرك لإغيظك بالصوره حالما تصحو ..

كان الوقت صباحاً ، وجدت رسالة نصية من صديقتي ترجوني ان احادثها حالما ارى الرسالة ، خرجت الى الصالة واغلقت الباب وهممت بالاتصال عليها ، تحدثنا قليلاً واستئذنها من اجل محادثة اهلي .

بادرت بالاتصال باامي ، واتاني صوتها الحاني مشبوباً ببعض العبرات تحدثنا مطولاً حاولت ان اروي عطش شوقها وحنينها وأمومتها ، اطمئنت حين التمست الراحه من صوتي والامان ..

سمعت صوتك يناديني فأستئذنت من أمي وذهبت اليك .. كنت تتمطى على السرير فسألتني عن موعد صحوتي ، اجبتك بني سبقتك بساعة ونصف تقريباً ..

بادرتني بقولك وانت تتوجه نحو دورة المياه : " مارأيك بإن نخرج قليلاً " ؟

اجبتك بن لامانع لدي ..

تجهزنا بشكل سريع ، نزلنا لتناول الافطار ، وكان الحظ كريماً معنا حيث انه لم يكن متبقي على اغلاق البوفيه سوى نصف الساعة

بعدها خرجنا في رحله لإستكشاف المدينة التي اعترفت لي بإنك لم تزرها من قبل ، كانت رائعه في اطلالتها الصباحيه ، مكتظه بالسكان ، الكل هنا في لُجه .. الكثير من المناظر الغريبه / الرائعه / المثيره والضحكات الـ لاتنتهي ..

وبعد 4 ساعات من المشي والاستكشاف فضحت عن جوعي .. وحين سألني أي الاماكن ارغب اجبت باستحياء بسبب رومنسية المكان المفرطه : احم اممم ماكدونالدز :d

ضحك كثيراً على شهيتي المفاجئه وبادرني ضاحكاً بعاميته الثقيله : ترى مافيه فوال هنا فـ لاتحاولين يالحبيبه تشهوين لي فول وتميس ولا مقلوبه على الصبح ..!

ضحكت كثيراً حاولت الدفاع عن نفسي لكن لادفاع معك ، فلا احد يفوقك في السخريه .. ذهبنا الى ماكدونالدز اذكر اني اكلت بنهم وكاني اتناوله للمره الاولى ، كنا نتبادل الحوار الحوار حول مانراه ... وبعد ان اتممنا الوجبه استئنفنا المشي مجدداً .. بلا هدف فقط استكشاف للمدينه .. مشينا حتى اهلكنا ارجلنا ، عدنا الى الفندق بالتاكسي حيث قررنا تناول عشاءنا هناك ..

تناولنا الوجبه .. وصعدنا نحو الغرفه ، وفي اثناء استعدادنا للنوم كنا نتبادل الحديث فقلت لك : اليوم حين صحوت باكراً استوقفني منظر مشوق جدا وغريب ، حتى اني تمنيتك ان تكون صاحياً لتراه ..
فأجبتني : لما لم تفيقيني .؟

بادرتك بأني لا احب ان افوّق احددهم من نومه ، لكني صورت المشهد كي تشاركني به ..

كنت متحمسا جدا معي ، وحثثتني لان اسرع واريك الصوره .. فتحت جوالي على صورتك وانت نائم ومددته لك وان مبتسمه ملء فمي ..

بدأت بالتدقيق ثم نظرت نحوي فضحكت بصوت عالي وبادلتني الضحك والسخريه وشننت علي حرباً شعواء كان سلاحي فيها المخدات وسلاحك فيها يديك التي اعجزت حركتي ودغتغتني وتوعدتني بأنك ستردها لي ..






مخرج ..
{ ليه احس اني وانا اشوفك حزين .. قلبي الليله بهمّي ممتلي ..!



:2:

هديل . 04-12-2010 13:39

رد: بٌحَةْ
 






هاتِ لحظة الفرقا يا ريّانه ,
محتاجه شي أتعذّر به عن دموعي !






ريانة العود 06-12-2010 02:13

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تفآصيل ..! (المشاركة 60271)
,




طاب لي المساء هُنا بنكهة الحزن ..
ولكن أتعلمين ؟!
أن نكهة الحزن الفاخر في هذا القصة أعطى ما هو منتظر منه ..
وعنونة الموضوع بهذه الكلمة هو ينمّ عن ذكاءك يا ريانة ..
تُجيدين الجذب , ولفت الانتباه ..


أنا أقرأ حكاية , ليست ككل الحكايا ..
حكاية تؤلمني جداً , والله ..


أكملي يا ريانة ..:)



لست انا من يجيد لفت الانتباه ، انما هو الحزن الذي يجيده بحذافيره ..

ممتنه بحجم بيآضك ياتفاصيل :10:

ريانة العود 06-12-2010 02:21

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ديمه (المشاركة 60296)
ريانه...عذبة انتي ,,

اعدك بأن لا احرفي هنا مكان...
القاك بخير في وقت اجمل من عجالتي هذة!
(اواه ياريانه قلبتي المواجع)



ديمه ..

امطرتني شرفاً بوجودك :2:

ريانة العود 06-12-2010 02:24

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صَمتْ الرمَـال } (المشاركة 60476)




:13:


تلك التفاصيل شهيه ، ومشوقه للبقيه .







صمت ..

ليست هي الشهيه وانما حزنها المعتق اضفى عليها نكهه قويه .. لا اذاقك اياها ياطيبه

:2:

ريانة العود 06-12-2010 02:29

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الجرح . (المشاركة 60980)






هاتِ لحظة الفرقا يا ريّانه ,
محتاجه شي أتعذّر به عن دموعي !







هديل ..

كوني قريبه فقط ، واعدك بإني سأقدم لك العذر القويّ لـ دموعك حالما تشتهين ، في كل ذكرى في كل تفصيل في كل لحظه .. هناك قدر من الدموع الـ لاينتهي ..

:2: :10:

ريانة العود 19-12-2010 04:51

رد: بٌحَةْ
 
،



مدخل ..

مادريت وش صار فيني يوم غاب صوتك .. رحت اضمك صوره عندي ع الاقل اسمع سكوتك ..


من الاشياء الجميله التي يمكن للمرء ان يقوم بها ، هو ان يسافر مع شخص مجهول له ، ليتعرف عليه من خلال ذاك السفر ..!

رغم حداثه عمر حبي لك ، اذ يحق لي ان اعتبره طفلا صغيرا ، الا ان متعه السفر تكمن مع الحبيب غريب الطباع عنك ..!

اذكر أني رددت على مسامعك كثيرا بأنك غريب الاطوار ..!

في ماكدونالدز ، طلبت ساندويتش الهامبرغر بدون مايونيز ولا جبن ولا اي شيء ، نظرت اليك مستغربه وقلت ماذا ستأكل اذاً ، لقد عريت الساندويتش بالكامل لم يتبقى منها شيئا سوى الخبز والدجاج !!

ضحكت انت وقلت سأكل الاصل واترك لك بقيه الاشياء لتستمتعي بها ..!

وحين جلسنا على الطاوله وشرعنا بالاكل ، لاحظت بأن عيناي لم تفارق وجهك ، حينها ضحكت طويلا وقلت بلهجتك العاميه ..

" وشبتس انتي تناظرين كذا ، اول مره تشوفين واحد ياكل برغر ساده " ، حينها ضحكت انا وقلت " اي والله اول مره اشوف واحد ياكل ريحه برغر مب برغر "

بدأنا نأكل وحاولنا ان ننهي الامر وبدأنا بالحديث عن اشياء مختلفه حتى بدأت بخلط الجبن السائله مع بعضا من الشطه ثم قمت بصبها على البطاطا المقليه وبدأت بالأكل ..!

حينها ضحكت وقلت " لاااا يارجال وضعك عجيب ورب البيت " ، ضحكت انت مطولا وقلت " انا انسان مميز ، خارق للعاده مو بطاطا وكاتشب ، لا بطاطا وجبن "

كنت انتظرك تطل مشروبك ، لم تشرب شيئاً مع الاكل ، وكنت اقول كيف تأكل بلا شراب ، وكنت انت تضحك وتقول لي اشعر بأني الرجل الاخضر ’’ بسبب استغرابك مني ودهشتك

اردفت بأن هذه الطباع ليست بطباع الرجال لا اكثر ، خرجنا من ماكدونالدز وعرجنا على ستار بوكس لتشرب مشروبك ، الاسبريسو ، حينها قلت لك
ترى متى ستنام بعد هذا الكوب ..؟ ، قلت لي بلطف وتودد ، قبلك ياحبيبتي وسترين ذلك .."

اذكر ليلتها انك سبقتني بنومك بوقت طوويل ..!


كنت بالفعل شخص غريب الاطوار .. بالنسبه لي ربما ..!

نومك قليل ، نشاطك عالي ، اذكر بأني اطلت نظري فيك حين رأيتك تفارق سريرك سرعان ماتصحو ..!

كنت اقف امامك احضر بعض الاغراض حين فارقت السرير حال ماصحوت وتوجهت الى دوره المياه بعد ان القيت تحيه الصباح عليّ ، وحين خرجت بادرتك بقولي : الم اقل لك بانك غريب الطباع ..!

فضحكت بهدوء وقلت : اين الغرابه في هذا الصباح ؟؟

قلت : ان تصحو تفارق فراشك خلال دقائق معدوده انا اعتبره شيئا اممم غريبا ربما .. على الاقل بعضا من التقلبات قبل الصحوه كي يستوعب عقلك بانك صحوت ياعزيزي ..

ضحكت حينها وقلت : بعضا من التقلبات وبحلقه في السماء والتمطي قليلا وفرد اليدين والرجلين ، والنظر الى الجوال ثم تمارين للرقبه ثم تعديل الوضع للجلوس والبقاء جالسا لمده لاتقل عن ربع ساعه ثم الوقوف
والتمطي مره اخرى وسحب الارجل والذهاب الى الشباك ورؤيه شكل الصباح والتمطي امام الشباك مره اخرى والتثاؤب ثم اخيرا التوجه الى الحمام ..!!!

ضحكت كثيرا وانت تحكي لانك كنت تحكي عن طريقه صحوتي من النوم بشكل مفصل ودقيق .. قلت لك على الاقل اصحو وعقلي وجسدي قد استوعب اني صحوت ..!

انهينا النقاش بدفعك لي نحو الدولاب كي اخرج ملابس لي كي البس .. من اجل الخروج



فوجئت بك ذات حديث بأنك لا تأكل الـ " مكرونه " ولا تفضل اي نوع منها ، اذكر يومها بأني شعرت بالتحطيم بسبب ادماني للاكل الايطالي ، قلت لك حينها : ولا حتى مكرونه امك ؟ "

ضحكت مطولا علي وقلت " وش معنى مكرونه امي ، شايفتها طليانيه الاصل ..! ولا مكرونه امي ياامي .."


حين نخرج ، كنت تفضل ان تسير على الجانب الايسر دائماً ، وحين تدخل اي مكان كنت تصمت وتتجاهل الباعه ولا تتحدث بأي كلمه ولا حتى تكلف عينيك عناء النظر لهم ..!

حين تبدا بالاكل ، كنت تبتدء بالسلطه ثم الطبق الرئيسي ثم الحلوى ، ولم تكن تجمع شيئين مع بعض ، تأكل الارز لوحده والدجاج لوحده والسلطه او الايدام لوحده ..!

تلبس ساعتك باليمين ، وتكتب بيدك اليسار ، عكسي تماماً ، تكره المشروبات الغازيه ، لكنك مدمن على مشروبات الطاقه ، والقهوه بأنواعها ..!

تشرب القهوه لوحدها ، وتشرب الشاي مع قطعه من الحلوى ، وكلاهما مفضل لديك بلا سكر ..!

تفضل المشي على الركوب ، والوقوف على الجلوس ، تقطع اوقات انتظارك باابتسامه تعلو محياك ومراقبه للماره .. تفضل اللباس الرسمي على غيره ..!
حين تقرأ الجريده يرافقك قلم الفلومستر دوماً حيث تبدأ بالتخطيط على المواضيع التي تهمك ، كانت هوايتك جمع الصحف بعد ذلك ، اذكر بأني بدأت بترتيب غرفه المنزل ذات يوم ورأيت اوراق صحف مكومه فجمعتها ووضعت فوقها بعض من الاوراق التي اريد ان ارميها وحالما شرعت بالخروج لارميها في سله المهملات الخارجيه حتى سارعت انت خلفي وسحبت الصحف وانت تضحك وتقول بلهجتك العاميه : " ووووين ياعمتي بتودين حبايبي ، ذولي مايجدعن ذوي يكرتنن ويحفظن " ..!

بعد مرور شهر على زواجنا وبعد سقوط الكلفه ، فاجئتني باارتدائك لبيجاما قديمه ، وحين سأتك مابال بيجاماتك اجبتني بأن لا كلفه بيننا ، وانك لاتطيق البيجامات الجديده لانك تشعر بغرابتها عنك ..!
لم استغرب ذلك كثيرا من رجل ينقل بطانيته من مطار لاخر ، بحجه انه لايستطيع ان ينام بدونها ، ولا اخفيك سرا تطبعت بطبعك انا ايضا ..!

اذكر اني سألتك ذات مره ايهما تحب اكثر انا أم البطانيه ، اذكر انك ضحكت مرارا حينها عى غيرتي ، وقلت اتغارين من قطعه بطانيه ..!!!
قلت لك لا اغار من قطعه بطانيه بل اغار من شيء لاتنام الا به ..!!!


كنت بالنسبه لي رجل جميل غريب الاطوار تلذذت بااكتشاف غرابه اطواره ، وتلذذت بالغربه برفقه غرابته .. ورغم غرابتك بالنسبه لي الا اني لم استهجنها او اكرهها ابدا ، كانت تضفي علي نوعا من المتعه معك ..!


مخرج ..

وش اسوي مالي حيله غير بروازك اشيله ، واشكي همي واشتكي له ..


الطُهر 19-12-2010 06:02

أجمَل دقائق قضَيتها في هذا اللّيلِ الطّوِيل ..
هي الّتي قرأتُ فيها هذا النصّ


لِي عودَة أخرَى كما وعدت | :2:



ريانة العود 19-12-2010 18:05

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطُهر (المشاركة 61798)
أجمَل دقائق قضَيتها في هذا اللّيلِ الطّوِيل ..
هي الّتي قرأتُ فيها هذا النصّ


لِي عودَة أخرَى كما وعدت | :2:




شرف لي ياجميله بأن حرفي البسيط يجمّل دقائق ليلك ..

ممتنه انا ياطهر ، ولتكوني كما وعدتي قريبه :10:


:2:

ريانة العود 26-12-2010 04:59

قلّت الحيله يَ 26 ديسمبر ..
 
،




مدخل | ..

سلملي عليه روح و سلملي عليه
قلّو مشتاقه ليه
هوِّي المافي متلو حدا
حبيـــــبي ع طول المدى
روح و سلملي عليه



وَ 26 ديسمبر .. كانت اول ذكرى ميلاد لي اقضيها معك ..،


لم انسَ ، لكن ربما غاب عن بالي هذا اليوم بسبب ازدحام جدولنا ذاك الاسبوع ، حيث كنت منشغل انت في جامعتك في الوقت الذي كنت انا منشغله فيه بالمذاكره من اجل اجتياز اختبار التوفل ..

كنت جالسه على الارض متلحفة " فروتي " وقابعة على كتاب بين يدي في اشد حالات تركيزي ، في الوقت الذي كنت تجول بين انحاء المنزل ..
اذكر اني رأيت ساقيك امامي كوني متربعة على الارض وانت واقف مماجعلني ارفع رأسي نحوك وابتسم لك بأجتهاد وحماس مفرط

لتبادرني القول : يتعبني المجتهدين ، مااقدر عليهم انا خصوصا اذا لبسوا فروه ولموا الشعر ذيل حصان ، وشخصوا بنظاره اطارها اسود .. نهائيا مااقدر عليهم ..

ضربتك بالكتاب وضحكت : واجبتك باللغه الاخرى : I do not care beby

تناولت الكتاب مني وقلت بأستاذية مضحكه : ?Time of testing Are you ready

اجبتك بنشوة وفرح : yeees

رمقتني بنظره ضاحكه خبيثه واستئنفت بلهجتك الاستاذيه :
First question: Do you like your husband

ضحكت عالياً حينها وقلت : لاااا لوسمحت بكرا الاختبار وضروري اجتاز التوفل ، ماابغى اعيده مره ثانيه ..

فقلت جاداً : ايه هذا السؤال الأول جاوبي جاوبي ، وان شاءالله رايتك بيضاء ومنصوره يامصر منصور

ضحكت حينها : اي منصوره واي مستوره ، هات الكتاب لوسمحت واذهب حيث كتبك ولاتتطفل على كتب الاخرين ، .

رميت الكتاب بعيداً ورفعتني من يدي وقلت لي .. تعالي معي ابوريك شي .. مشيت معك نحو غرفه صغيره كنت قد استوليت عليها مسبقاً وحولتها مكتباً لك .. اجبرتني للوقوف امام مرآة .. مددت يديك الى شعري واسدلته .. نزعتَ النظاره من بين عيني ووضعتها على طاوله قريبه ..

ثم نزعت فروتي من عليّ وقلت : وشرايك نخلي مضارب الباديه بعيد شوي .. عشان البرستيج الله يحفظك ..!

ثم امسكت بيدي واقتربت من الباب لتفتحه .. كانت الغرفه مظلمه لا ينيرها سوى ضوء الشموع صغيره ، وصوت موسيقى خافته منبعثه من الغرفه ..

سحبتني لأكون امامك .. وقدمتني نحو طاوله صغيره ، ذات كرسيين ، اجلستني على احدها واكتفيت انت بالوقوف امامي ، ونظرت الى ساعتك ثم ابتسمت نحوي قائلاً :

احممم .. صباح الخير .. صباح حبيبتي الجميلة .. صباح حبيبتي المجتهدة التي انساها اجتهادها اهم مناسبه لها ولي وللجميع .. وهي يوم ميلادها ..

تشير الساعه الى تمام الساعه الثانية عشرة ودقيقتين من صباح يوم السادس والعشرين من شهر ديسمبر ، في مثل هذا اليوم ولدت اجمل وأرق والطف انثى على وجه هذه الارض ..!

في مثل هذا اليوم ولدت طفله ، كتبها الله لي زوجة ، وانا لا اعلم مالذي كنت افعله بالتحديد تلك اللحظه ، لكن اغلب الظن بأني كنت العب كورة بالحارة ..

ولو كنت اعلم بأن زوجتي المصون ولدت في مثل هذا اليوم ، لكلفت على نفسي وعلى والدي بأقامة زفه محترمه من بيتنا للمستشفى ..!



كنت تتكلم بتلقائيه تامه غلفتها بنبض حبك لي ، لم تفارقك تلك الابتسامه التي احب ، ابتسامتك التي اشعر من خلالها ان كل جزيء من جسمك يبتسم ..

كنت في اشد حالات انبهاري ، كيف لم تنسى ، وكيف جهزت كل هذا من دون ان اشعر ، ومتى حصل ، اين كنت انا .. الهذه الدرجه اخذ الكتاب تركيزي .. بالفعل كيف لم استنكر اناقتك المفرطه ، اذكر اني قلت لك هل انت مرتبط في هذا الوقت المتأخر ..!
اجبتني بأنه لا ارتباط فقط تجرب لباساً من اجل الغد ..!


واستطيع القول بأن 26 ديسمبر هو من أجمل الأيام على الأطلاق ..!
كل 26 ديسمبر وأنتِ بخير ..،
كل 26 ديسمبر وأنتِ زوجتي ..،
كل 26 ديسمبر وانتِ لي اقرب من حبل الوريد ..،



انهيت حديثك وانا لازلت مندهشه مما اراه امامي وتعلو شفتي ابتسامة تعبيريه شعرت خلالها بأن قلبي هو الذي رسمها بطريقه ما ..!

اخذتني من يدي ، ورفعت صوت موسيقى الميلاد ، وحين انتهت اطفئنا الشموع .. بعد ذلك اشعلت المصابيح .. لأرى على يساري مجموعه كبيره من الهدايا ..

صرخت بطفولتي الداخليه : وااااو هذي كلها ليي !!

ضحكت كثيراً علي وقلت بأنها من اهلي واهلك ، بدأت بفتحها ، ابي وامي وجدي وجدتي ، اخوالي واعمامي ، وصديقتي ..
ايضا امك وابيك واخواتك .. كان كمّ لابأس به ..

اذكر بأني بادرتك : متى ارسلوها ؟..

فقلت : ببساطه نحن في عصر الانترنت ياحبيبتي .. لاصعوبه برفقته ومعه ..!

سحبتك لاجلسك معي كي تساعدني بفتحها ، كانت مدهشه الكثير منها اسعدني وافرحني ، رغم ان لاجديد فيها ، لكن كنت سعيده للغايه فرحه ، وكأني ملكت العالم كله بين يديّ .. مسكت ذقني وابتسمت لتشاور بأصبعك نحو الامام وتقول : say hii ..!

جلست انظر مطولا لأكتشف ان الكاميرا تعمل طوال ذلك الوقت ’.. ضحكت كثيرا واخفيت وجهي بكفي الصغير وصرخت : مستحيييل لااا ، ليش ماقلت لي ان البث مباشر ..!

ضحكت علي وقلت ، ميزه البث المباشر التلقائيه فيه .. تفضلي سيدتي الأميره نقص الكيكه ..

امسكت بيدي واخذتني نحو الطاوله ، رفعت سكينا ربطتها بشريط اصفر ، وقلت لي .. شريط اصفر مثلما تحبين .. وكريمه صفراء ، بس الصحن ابيض لزوم كسر اللون مايصر الدنيا اصفر بااصفر ، نقلب فريق الاتحاد السعودي بعدين ..!

قطعت الكيكه ، التي كتبت عليها بالكريمه ، بخطك كما قلت لي ، حيث استأذنت البائع بالكتابه عليها انت ، لانك تراه امر شخصي بحت يخص مشاعرك لامشاعره وعباره صادره منك لا منه كتبت عليها برقه خطك المعهوده


in 26 dec
my princess was born


وجلسنا على الطاوله نأكل وبدأت تشبع فضولي انت بسرد احداث ترتيب هذا الحفل الصغير ..!

رفعت عيني نحو الغرفه كانت مليئه بالبالونات الصفراء وبالونات حفلات الميلاد ، يفصل بيننا باقه صغيره من ورد الطاوله ، طاوله مكتبك اصبحت مكانا للهدايا وعلى كرسيك يقبع مهرج البالونات محتضنا الهدايا بيديه الصفراء الطوليه ، كل شيء كان مرتب بدقه متناهيه ،

كنت سعيده ، وجداً .. ممتنه ، وبقوه ، التمست يومها حبك لي ، حرصك علي ، حنانك المفرط نحوي ، وكيف كرست وقتك المزدحم من اجل اسعادي والاحتفال بمناسبتي الصغيره ، وكأني بين اهلي ووسطهم ..!

جعلتني اقضي ليله من اجمل الليالي ، ليله ميلاد لاتنسى ولن تنسى .. كنت ادعو بسريرتي ان اراك امامي في ميلادي القادم .. لكن دعواتي ضلت طريقها وضاعت في السماء فلم تكن بجانبي بعدها في اي ميلاد اخر ..!

لازلت محتفظه بشريط الفديو ذاك .. وفي كل 26 ديسمبر اقوم بتشغيله ، لاحتفل معك بدموعي ، ونوحي وبكائي .. بعد ذلك الميلاد اكتفت روحي من احتفالات الميلاد وتوقفت حيث هناك .. حيث اخر الحفلات والتي لن تتكرر الا بوجودك انت ..!

واليوم ، قمت بتشغيله .. اكاد احفظ تفاصيله بحذافيرها ، الا ان تأثيره على قلبي لايزال .. لازلت ابكي بحرقه حين اراك .. اراك ماثلا امامي
لايفصلني عنك سوى شاشه لعينه ، انا بحاجتك اليوم اكثر مما مضى ..
انا عطشى لحبك هذه الليله اكثر مما مضى ..
انا فقيره وجودك هذه الليله اكثر مما ضى ..
وتسولتك الليله اكثر مما مضى ..

فما الحل معك .. ومالجدوى من تسولي ، وما الحيله اليك ..!!



مخرج | ..


مشتاقه كتير
نرجع نتلاقى يوم
ننسى العتب واللوم
نحكي سوى
نضحك سوى
نتمشى ع دروب الهوى
نام و اصحى ع ايدايه



:2:

هديل . 26-12-2010 17:55

رد: بٌحَةْ
 




قلبي يصيح ,
مفجوعُ الحنين و الحزن يا ريّانة .









الطُهر 26-12-2010 23:57

رد: بٌحَةْ
 
هي الدقائق الأخيرَة ,
أحبّ أن أخلّد بها حرفِي وإحساسِي هُنا ,
قبلَ أن تدقّ الثانية عشَر من اليوم الجديد ,
لذلك أكتُبُ على عُجالة , واعذُري لي ذلِك ..

كُل عام وأنتِ أنتِ يا ريّانَة ..
دائما أكرّر على مسامع الجمِيع ..
الكلام الّذِي يخرُج من القَلْب تستقرّ في القلب ..
وكُلّ هذا النصّ يا رُوح قريبٌ من قلبِي ,
حتّى أنّي أستعشِرُ كُلّ اختلاجاتكِ ..
وربّ بوحٍ يخفّفُ عن حُزنٍ لو تُركَ في القلبِ لكانَ عقيماً ,
فما أجمَلَ المشاعِرَ حينما ينطِقُها الإنسان بطُهرٍ ومصداقِيّة ,

ستزدَهِرُ أعوامكِ القادِمَة بلا شَك ما دُمتِ بهذه القُوّة
وما دُمتِ بهذا الصَبْرِ .. وهذا الإيمان ,
كُلّ الودّ
26 - 12 - 2010

ســـاره . 27-12-2010 00:28

رد: بٌحَةْ
 




يالله يآ ريآنه ....
مافيني أقول : ولاشيء !





حتى بحزنك فآتنه ’
ريآنه :10:




وش بعد يآ بحتهآ !


صَمتْ الرمَـال } 27-12-2010 03:06

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

in 26 dec
my princess was born


فاتني يا ريانة
بس ما فاتني الوجع وفرحة 26dec
الأخيره !
ويارب ماتكون الأخيره

كل عام ولقاء أقرب :10:




ريانة العود 28-12-2010 22:20

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هديل الجرح . (المشاركة 62312)




قلبي يصيح ,
مفجوعُ الحنين و الحزن يا ريّانة .







للحزن كيّ ، وللحنين لهيب ..!

لآيدرك احد حجم هذا الحريق الداخلي سوى شخص عاقر نعيم الفرح / الحب / الأمآن برفقة شخص مآ
- ليس دائماً مايكون الحبيب - ثم خطفه الزمن على حين غفلة منه ..!

حينها فقط يكتوي بالحزن في كل صباح ، ويحترق بلهيب الحنين كل مساء ..!

الفرح / هديل
كفاك الرحيم شرّ الكيّ واللهيب ، وجعل ايامك عامره بالمسره

لكِ جنائن :2:

ريانة العود 28-12-2010 22:26

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطُهر (المشاركة 62345)
هي الدقائق الأخيرَة ,
أحبّ أن أخلّد بها حرفِي وإحساسِي هُنا ,
قبلَ أن تدقّ الثانية عشَر من اليوم الجديد ,
لذلك أكتُبُ على عُجالة , واعذُري لي ذلِك ..

كُل عام وأنتِ أنتِ يا ريّانَة ..
دائما أكرّر على مسامع الجمِيع ..
الكلام الّذِي يخرُج من القَلْب تستقرّ في القلب ..
وكُلّ هذا النصّ يا رُوح قريبٌ من قلبِي ,
حتّى أنّي أستعشِرُ كُلّ اختلاجاتكِ ..
وربّ بوحٍ يخفّفُ عن حُزنٍ لو تُركَ في القلبِ لكانَ عقيماً ,
فما أجمَلَ المشاعِرَ حينما ينطِقُها الإنسان بطُهرٍ ومصداقِيّة ,

ستزدَهِرُ أعوامكِ القادِمَة بلا شَك ما دُمتِ بهذه القُوّة
وما دُمتِ بهذا الصَبْرِ .. وهذا الإيمان ,
كُلّ الودّ
26 - 12 - 2010


القلب الأطهر / ساره

وأنا رددتها دوماً ولازلت ارددها ياطهر ، لـ حرفك علي تأثير من نوع خاص ، وكأنه يضفي علي نوعاً من السكينة والطمأنينة .. والسلام الداخلي ..

ولكم يسعدني ويسعد أيامي ان نتلقى منكِ التهنئة :10:

لكِ يا طُهر كل الأمنيات بأن تعانق روحكِ البيضاء ايادي السعادة والسكينة :2:

ريانة العود 28-12-2010 22:30

رد: بٌحَةْ
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عِـزْ البَـدوْ (المشاركة 62353)




يالله يآ ريآنه ....
مافيني أقول : ولاشيء !





حتى بحزنك فآتنه ’
ريآنه :10:




وش بعد يآ بحتهآ !



ذات الحضور الطآغي / عزّ

يكفيني من حضورك قرائتك حتى لو كانت بصمت ، فكيف لي بشرف الرد عليّ ..!!

ممتنة انا ، لقرائتك / حضورك / تواجدك ..

لكِ من القلب اصدق الحب :10:



:2:

مَلْيكـَة 29-12-2010 21:09

رد: بٌحَةْ
 
( ريانه )


بحتكـ أسجنتني بين أسطركـ ..

ولن أوكل لي محامي ليخرجني من سجن حنينكـ ..


مستمتعه في سجنـــــكـ ..


:13:

ريانة العود 01-01-2011 04:41

يامصبر الموعود
 
،



مدخل ..
صوتك يناديني .. تذّكر
تذكر الحُلم الصغير .. وجدار من طين وحصير
وقمرا ورا الليل الضرير
عند الغدير .. وان هبّت النسمه
تكسّر .. تدكّر ..!


صوتك اليوم يشاغبني ، يثير سكون حنيني الخامد نسبياً ، يتحداني بطريقه او بأخرى ، كل الاشياء اليوم بصفك لاصفي .. كل الاشياء ، الاجواء ، الوجوه ، الضحكات ، الكلمات ، حتى روحي تمردت عليّ واصبحت بصفك
وتحدتني معك ..!

تجبر اصابع يدي للبحث بين طيات ذاك الصندوق العتيق ، ويشاغبني صوتك الحاني
" اشتقت لك كثييير ، كثر مابهالدنيا عيون ..! " فأضحك على تشبيهك واسألك لما عدد العيون بالذات
ليدغدغ مسامعي صوتك الضاحك " لأن كل انسان له عينين ، واذا كان عدد العالم 5 مليار ، انا مشتاق لك 10 مليار مره ..!"

وتجبرني انفرادية طبعك على فتح ذاك الصندوق العتيق ، الكثير من الاشياء بداخله ، اوراق احاسيسك الصغيرة التي اعتدت على دسها لي ، صورك ، بطاقات هداياك ، وبعضا من زهورك ، بقايا من عطورك
وكل شيء محرض للحنين لـ أنت ..!

حتى يداهمني هجوم خارجي من الخلف ، ويحتضن رقبتي .. وكعادته يصرخ بأذني ضاحكاً " تعبت اناديك يامينا* ليه ماتردين عليّ ..!"

ابتسمت له وقلت له : : ماانتبهت لك ياعيون مينا ، اسفه حبيبي .."

وبعد ان جلس امامي ، وانا التي احاول تخبئة دمعي المتناثر ، وصورتك قال " لا كنتِ تشوفين بابا ، وريني اشوفه .. "

بدرت منه ضحكه صغيرة ثم استأنف : شوفي مينا عندو حفرات بخدودو زيي "

هذي اسمها غمزات حبيبي ، مو حفرات ، غمزات تطلع عند الناس اللي وجههم حلووو زيك .."

* وزي بابا ، متى يجي عشان يشوف حفراتي ،؟. "

بيجي ان شاءالله ويشوف غمزاتك قل يارب يخلص ويجي "

اختطف الصوره وركض نحو الباب ، وقال " ابروح اوري ماما وبابا غمزات بابا زي غمزاتي .."

هكذا هو في كل مره ، يختطف الصوره ويريهم شيئاً ما ، ورغم ان تلك الاشياء مكرره الا انه لايكلّ ولا يملّ

وينتظر اللحظة التي اسلمه صورتك ، كي يحتفظ بها ، قال لي ذات يوم : : مينا جيبي زي هذا المربع وحطي صورة بابا زي صورتنا ، نحطها بالغرفه عندنا "

لكني رفضت ذلك ، وعللت رفضي بحجة واهيه وهي انك ترفض ان اضع صورك في اية براويز ..!!

سكت على مضض ثم قال ، هو مو هنا مايدري اننا حطيناها ، اذا جاء نشيلها ومايدري عشان نشوفو كل يوم ..!"

لكني اصررت على رفضي .. اتعلم لماذا ..!!
لأني اضعف من ان اراك كل يوم ، انا اضعف من ان ارى تقاسيمك يوميا ، واتذكر مكانك ومكاني ، والاحداث التي اودت بك الى هناك وصيرتني الى هنا ،

اضعف من ان اواجه دمعي حين اراك ، وانا اجابه شوقي لك ، واباري قلقي عليك ، وخوفي الذي حرمني من نعيم العيش ، ولذيذ النوم ..!

انا اضعف من ان ارى عينيك العميقه كل يوم ، عينيك التي كنت ارى فيها مكاني في قلبك ، عينيك التي كانت تحكي مالاتستطيع قوله حين يتعذر عليك التعبير ، عينيك التي طالما احتضنتي في لحظات صمت مفاجئه ،عينيك التي كنت ارى فيها موطني وانا في عزّ غربتي ..

واضعف من ان ارى ابتسامتك التي كانت تلاحقني في كل مكان ، وترافقني في كل حوار معك ، وتنهي بها كل حديث يخص احاسيسك تجاهي ، واتفاجئ بها حين ارفع رأسي اليك بعد طول مذاكره .
ابتسامتك التي كانت تمثل لي مصدر دفء في برود تلك الغربه وصقيعها ..

انا اضعف من ان ارى شعرك المشبوب بالقليل من البياض ، وقولي لك ضاحكه وانا اشاغبك وافليّ شعرك الغزير الناعم " يالشاااايب ، حتى ابوي مافيه شيب ، اببدأ اناديك جدوو ..، كم شيبه عندك ..؟"
لتمسك بيدي وتسحبني بأحضانك ، " انا شااايب !! ، ايييه مقيووله ، عيرتني بالشيب وهو وقارُ ، ليتها عيرتني بما هو عارُ .."

انا أضعف من أرى عنقك المشرأب ، ومنكبيك العريضين ، وجسمك المفتول ،
انا اضعف من ان ارى كل تفصيل يتعلق بك كل يوم .. اضعف بكثير من ذلك ..

يكفي عليّ دعواتي في كل صلاة التي اختمها بنوبة بكاء مجنونة ، يكفي عليّ ذلك ..

صدقني روحي ضعيفه جداً ، اضعف من طفل خديج ، وأكثر هشاشة من بيت عنكبوت .. ضعيفة جداً نحوك ، وتجاه اي شيء يخصك .. عدا تلك الدعوات ، فقط هي دائي وهي سلاحي ، وهي كل شيء ..!

لك أبن كـ أنت تماماً ، قلباً وقالباً ، سبحان الخالق الذي خلقك وخلقه .. ذات الخلقه والخُلق ..!
كنت ارفضه في ايامه الأولى ، ليس قسوة مني ولاكراهيه ولاجبروت قلب ، لكن هي الفجيعة التي اعملت اثارها في قلبي وروحي ، حتى اتى ذاك اليوم الذي احتضنته وبكيييت ملء حرقتي وفجيعتي ووجعي ..

محُبّ للاستكشاف كـ انت ، لم يبقي على لعبة صالحة ، كل العابه فككها وقام بااعادة تركيبها ... البعض منها يصلح والبعض اخر كان مصيره سلة المهملات ، وحين اوبخه يقول ببراءه : ابعرف شلون تسوي كذا "

له ذات الوجه والشعر والتشابيه ، الا ان لون شعره مختلف عنك ، هو الشيء الوحيد الذي ورثه مني ..!

اتعلم .. انه رغم مرور السنين الا ان والدتك كلما رأت ابنك تبكي ، لازالت تحتضنه وتبكي .. مسكين هو .. يحتمل اكثر مماينبغي ..

قال لي ذات ليله .. " ليه ميمتي تصيح كل ماتشوفني وتقول ياريحة الغالي؟"
لم اجد اجابة تليق لأني بكيت بدوري ، ثم استأنف حديثه قائلاً ، " وشو ريحة الغالي ، بي ريحة انا ..!!؟"

اكثر مايكسرني من اسئلته وفضوله هي برائته المطلقه ..!
يقتلني حين اراه امامي يتحدث عني وعن امي وابي وامك وابيك وعن الجميع عداك انت الذي يسمع عنك ولايعرفك ..!

تكسرني ذاكرته الجوفاء منك ، تذبحني صورتك التي حفرها بمخيلته الصغيره والتي هي بالأصل نتاج مجموع من صورك الفوتوغرافيه فقط ..

كيف لطفلٍ لايجمعه مع ابيه اي ذكريات رغم ان اباه لايزال على قيد الحياه ..!
كيف لطفل لم يحظى بحمل ابيه له بعد ولادته مباشره ، ولم ينعم بهمس ابيه مكبراً بأذنيه ، ولم يهنأ برقة شفتيّ ابيه وهي تقبل خديه وجبينه
كيف لطفل لم يجمعه مع ابيه ذكرى نزهه ، او ذهاب الى البقاله ، ولم يتلقى من ابيه عيديه في العيد ، لم يتمتع حتى بتوبيخ من ابيه ، او ارشاد ، او اي شيء صغير ..!

فقط يعرف منك اسمك ، وماذا تحب وتكره ، ويحفظ صورتك ، وانك مسافر بعيداً وستعود حالما تنهي عملك ..!

حين يغضب مني ، يصرخ بي ويهددني بأنه سيتركني ويسافر اليك ، وباني سأبقى وحيده هنا ،

مسكين هو ، نظرته طفوليه ، فهو لايعلم بأني وحيده مذّ اقتادوك معهم ..!
مذّ ذلك اليوم وانا وحيدة ، وحيدة ، وحيدة ، رغم امتلاء كوني ..
وخاوية ، خاوية ، خاوية ، من كل شيء انا خاويه ، حتى من الأنفاس ،.!
فأذا كانت الأنفاس تبعث بالحياة فأنا خاوية منها .. خاوية من كل شيء حقيقي ،
خاوية من كل شعورصادق ، خاوية من كل احساس عدا المُتصنع منها ..!!

هو الذي اجدته وبرعت به ، واعانني على مجابهة الحياة برفقة بشر اكاد القول عنهم ، خاوين من اي معنى من معاني التقدير للنفس والشعور ..
بشر يدسون انوفهم فيما يعنيهم ومالايعنيهم ، يسائلون عن كل شيء
كل شيء ، ولايهم السؤال ، جارح ام غير جارح ، موجع ، ام لا ، في محله ام لا ، لايهم ، الأهم يشبعون فضولهم فقط لا أكثر ..!
ثم ماذا ، لاشيء ، يذهبون بعيداً ، يمضون في شئونهم .! :)

سالتني احداهن : كيف تطيقين العيش ياريانة في ظلّ هالظروف ..؟!
نظرت اليها مطولاً باسمه ومسائله نفسي ، ترى بماذا اجيبها .!!
ماذا اقول ، لاجواب لديّ !!
لزمت الصمت ، فعادت عليّ بالسؤال ، تحسبني لم اسمعها جيداً ، لكني لم اعرها انتباهاً ..!
عادت علي بسؤالها ماسكةٌ كتفي ، لكني تركتها وسؤالها السخيف وذهبت عنها ..!

كيف اطيق ! ومن يطيق ، هل تبصرت بطريقةٌ عيشي كي تعرف كيف اطيق ..!
هلاّ نظرت الى مقدار السواد تحت عينيّ ، الى هُزالي ، الى عللي الـ لا تنتهي ، الى سلةٌ الأدويةٌ الـ لم تنفع بشيء ، هل نظرت الى مقدار نومي ..!

هلاّ حملت قلبي عني لساعةٌ واحدةٌ فقط ، ساعةٌ واحدةٌ فقط واقسم بالله انها لن تطيق حمله بين ذراعيها وستعيده أليّ قبل انتهاء الستون دقيقةٌ !!

لو أمعنت نظرها فيّ لدقيقةٌ ستعرف جيداً كيف اطيق ..!
لو وضعت نفسها في مكاني لدقيقةٌ لعرفت كيف أطيق ..!
لو كانت تحمل بين طياتها معنى انسانيه لعرفت كيف اطيق ..!

لاشيء ياحبيبي يصبرني ، سوى دعواتي ، وقوتك وتجلدك ، ورسائلك المتباعدةٌ ، لاشيء يصبرني سوى وجودك بقلبي ،
لاشيء يصبرني سوى ذكرياتي معك ..
لاشيء يصبرني سوى ايماني بالله ثم بك ..!
لاشيء يصبرني سوى ما اقتاته بشكل اسبوعي من رائحتك ، وقراءةٌ اوراقك ، واعادةٌ ملء روحي بعاطفةٌ قديمةٌ لم يُكتب لها ان تُكمل نمّوها وتنضج ..!

لاشيء يصبرني والله ، سوى انت وقولك لي ذات أسر ، افتحي اوراقنا القديمةٌ وانبشي ذكرياتنا وصورنا ، وانظري لمقدار حبي لك ، ومقدار تعلقي وتمسكي بك ، وضاعفيه مليار مره
سينتج معكِ مقداره في قلبي لكِ الآن ..!

لكني اشعر بصبري يتلاشي مني شيئاً فـ شيئاً ، ويغافلني ليهرب وينفذ من بين يديّ ، فعجّل بك .. واغثني .. وزد من صبري وتجلدي ، ومدني بقوه من قوتك ، وروحاً من روحك ، ونفساً من انفاسك

لأستطيع اكمال مسيره الحياه بأنتظار عودتك .. التي اشعر انها طالت ، ومن حولي يشعرون انه لم يتبقى منها سوى القليل ..!


مخرج
وَ ريانةٌ العود .. نادي الليالي تعود ..
بشوق الهوى بوعوود ..
بوجهي اللي ضيعته زمان .. في عيونك السود ..
يا البسمة العذبه .. عنك الصبر .. كذبه ..
وفيك العمر موعود




* مينا هي مفرده جامعه لـ ماما ، وريانه :)
تقال اوقات الرضا ، لأن في غالب الوقت يرفع الكُلفه :10: !
:2:

بيآض .، 02-01-2011 00:32

رد: بٌحَةْ
 









يااااااه ريون


و
ياحزنها ارفق شوي








. . . . . . .:7:

تاج 10-01-2011 00:31

رد: بٌحَةْ
 
ريانه

ياحياتي أنتِ، دموعي ماوقفت :(

اقتباس:

يقتلني حين اراه امامي يتحدث عني وعن امي وابي وامك وابيك وعن الجميع عداك انت الذي يسمع عنك ولايعرفك ..!
وقتلتني أنا، قلبي كأنه يتقلب على نار لما قريتها، توجع القلب

الله يرد لك غاليك

ريانة العود 14-01-2011 07:43

فوضى بٌحَةْ
 
،


انا لست بصدد كتابة ذكرى جمعتنا ، ولست بصدد نثر دوزنة احرف كلماتي مسطرة يوم سبق ان جمعنا سوية ..

انا هنا متجردة من كل حرف منمق ، من كل قناع صلب ، من كل شيء ، انا هنا على طبيعتي وبكامل قوى مشاعر حنيني الثائرة ..

انا .. انا لا اعلم مالذي اريده ، او مالذي سأكتبه ، او مالذي اشعر به حتى ..!

احتاج ان اكتبك ، اكاد اختنق بك ، رائحتك ، كلماتك ، صوتك ، تفاصيلك ، بكل شيء يتعلق بك .. احتاج ان انزفك حرفاً ، ازفر بعضاً منك علٍّ استطيع ان أمارس حياتي هنا واهنأ بالإجازة التي حظيت بها فجأة وبلا سابق إنذار ..!

انا احاول جاهدة انا اتمتع او بالأصح أظهر متعتي ، وارسم على وجهي ابتسامة سخيفة في هذا البلد المستضيف ، وانا اظهر مدى دهشتي بالذي سبق وان رأيته ، والذي جدّ الآن ورأيته ، وأقول ملء فمي وااااو ، وان اضحك ، واستمتع ، على الأقل ان ابين الراحة لوالديّ الذين اكاد احلف انهما يعلمان بأني لست مرتاحة وهم ليسوا مرتاحين لعدم ارتياحي ..!

انا احاول ان أجيب على أسئلة ابنك المتتالية ، ان اجاري ذكائه السابق لأوانه ، وأن امارس دور الأمومة الذي احياناً كثيرة اسأم منها ، لتحتضننا أمي وتمارس امومتها علينا كلانا ، وان اشبع فضوله حول كل شيء في هذا العالم ، أن العب معه في الملاهي ، ان اشاركه اكل الحلوى التي يحبها ، ان اثير دهشتي المزيفة امام كل مايدهش طفل صغير كـ هو ..!

ان اشاركه تركيب اللعبة التي تأتي مع وجبة ماكدونالدز الُمفرحة ، ان اتفرج على برنامجه الكرتوني المفضل ، وان اشتري له كافة الدُمى التي تحكي عن ذاك البرنامج ، وان اقوم بدوري ودورك ودور الأخ والأخت في كل آن ..!
كي لااسمع منه لما ليس لدي اخ صغير أو اخت ، ولا أسمع منه متى يأتي أبي ..!

حين اشرح له ان قدره ان يكون وحيد مثلي ، لايعجبه الأمر ابداً ، ويبين لي مهارات عقله في الأستغباء الأستغفال ، وانه لايفهم لما انا وحيده ولما هو وحيد ..!!

انا احاول ان اتجاوب معه واصوره في كل مكان وزمان كي لايقول لي : مينا صوريني عشان بابا اذا رجع يشوفني من انا نونو ..!!

انا احاول ان ابتسم امام كل هذا وابدي صلابتي وقوتي ولامبآلاتي ، احاول ان استمتع بالحياة متعه مزيفه كي لايشعر ابي الحبيب وامي الغالية انهما جنوا على وحيدتهم حين انجبوها الى هذه الدنيا قبل ان يجنوا على انفسهم ..!!

انا احاول ان استمتع بكل ماهو جديد ، بكل تكنولوجيا ، بكل موضه ، بكل رحلة ، بكل متعة ، بكل شيء سخيف وفارغ واجوف وعديم الفائدة ومضيّع للوقت والعمر ومشتت للشعور ، بكل شيء يستهوي فتيات هذه الأيام ..!

انا احاول جاهدة ، بكل مااوتيت ، ان اقوم بدور الطبيب المنعش لروحي الميته ، وان اشحنها ب 300 شحنة من الصبر ، العزم ، الأمل ، 300 شحنة من انفاس الحياة الفارغه ..!

انا احاول جاهدة ان اتعامل مع الأمر بطبيعية ، رغم ماحصل لي قبل 6 ايام بالضبط من الآن ، إلا أني لازلت اتنفس حتى الآن ..!

كانت صدمة ، ان اراك ولا اراك .، تعلم مدى حساسية هذا الأمر بالنسبة لي ..!
ربما لاتعلم ، لأنه لم يكن كذلك حين كنت اشاركك العيش ، بل كان طبيعي جداً ، او بالأصح لم يكن يذكر ..!

لكن ليس بعد ان اصبحت مستقله ..، ربما الكلمة ليست بمحلها ..! ، لأن الأستقلالية قرار شخصي ، واستقلاليتي لم تكن بيدي ..، بل من المضحك ان يقرر استقلاليتك اشخاص ليس لاتربطك بهم قرابة او معرفة ، اشخاص غرباء عنك تماماً ..!

ليس هنا مربط الفرس ، فأستقلاليتي التي قرروها ، سيعيدون النظر فيها بعد سنوات ويسلبونها مني ويعيدون لي تبعيتك ..، مربط الفرس اننا - انا والأصابع الناقره على الطاولة - قطبان متنافران ..!

حين سافرت عن الرياض معك بقت هي ، وحين عُدت بدونك سافرت ، وان كان الأمر مريحاً بالنسبة لي لكن فاجئتني الحياة كعادتها ، لكن ليس بعودة الأصابع هذه المره ، لآ بل انها جمعتني مع الأصابع في صدفة لاتخطر على عقل بشر ..!

لم اكن بحاجة هذه الصدفة نهائياً ، ولم اكن متشوقة لها ، ولم اكن حتى ارغب فقط بالتفكير ولو لمجرد فكرة بكونها صدفة ..!
فكيف وهي تحصل واقعاً امامي ..!!!

حتى هذا الحرف اصدقك القول بأني لا أعلم مالذي اكتبه أو اخطه ، وسأعتمد المشاركة دون مراجعة املائية او كتابية او ادبية او اياً كانت ..!
واتمنى لو انك واحداً من ازواج العيون تلك التي تقرأ حرفي .. كي يصلك مدى خراب روحي التي سبق وان قلت بأنها لم تعد صالحه لشيء ..!

اتعلم يابعيد .. ، اني امارس الحياة وانا بعداد الموتى ..! ، أسبق ان اصدقتك هذا القول ، أسبق ان صارحتك بمدى ضعفي ، بمدى حاجتي ،..؟

لآ ..؟ ، دائماً ما أبثك قوتي وصبري وعزمي بإيماني بالله ثم بك ثم بالأيام الجميلة ..؟!

الم يسبق ان جردت لك نفسي من كل قناع وصارحتك ، وقلت لك انا ضعيفة ، أضعف من أنثى خسرت كل شيء فجأه فـ قوّني بك ..!

الم يسبق أن قلت لك أنا هشّه ، أهشّ من بيت عنكبوت ..! ، فـ امددني ببعضٍ من عزمك ..

ألم يسبق أن جردت لك الحقيقة وعريتها ..؟! ، حقيقتي من بعدك ..!

لم أقل لك ذات يوم بأني حزينه ، وحيده ، تائهة ، فضمني إليك ، اشعرني بحنان صدرك ، آنسني بأنفاسك الرتيبه ، أجمعني بكلماتك الصآرمة ..!!

الم يسبق أن قلت لك كل هذا ..؟!!

يالـ قوتي امامك ..! ، أتصدق ذلك انت ..!!

انا لا أصدق أني كذلك ، تُرى انطلت عليك قوتي المزيفة ، وصبري الكاذب ، أغرر بك هذا البُهرج الخداع ..!

تُراك تعلم بأني أزيف امامك حقائق روحي ، هل تعلم بأني اصبحت " مُقنعه " ..!
ادمنت الأقنعه ، أكاد أنسى ذاتي الحقيقة سبب ادماني لها ، واعتيادي لتقمصها ..!

كان طفلك هو الوحيد الذي اتجرد معه من كل قناع ، حين كان طفل صغير لايفهم شيء ، ذات يوم حضنته وبكيت ، فبكى معي .. وحاول بيديه الصغيرتين ان يمسح دمعي ..!
بعد تلك الحادثه ، حرمت التجرد معه ، وأصبحت اقنعتي لاتفارقني حتى تنام عينيه الصغيرتين ..!


انا فقط بحاجتك .. انا فقط بحاجة ان استحضر معك كل تعب ، كل ضعف ، كل هشاشة ، كل دمع وازفره بحضرتك ..!
انا بحاجتك .. احتاج اماناً منك ، احتاج صوتك ، صوتك الذي اسمعه بشكل يومي ولا أسمعه ، احتاج ملامحك وغرابة اطوارك التي اراهما في ابنك ،..

انا فقط لم اعد قادره على إكمال المسير ، لم أعد قادرة على أكمال التقوّي ، لم أعد قادرة على أستمرارية التجلد ، لم أعد قادرة ..!

كل مافي الأمر أني بحاجة ذاتي وروحي ، ولآ حيلة لي بها لأنها اقترنت بك .!

اشعر بأني انهآر .. كالسنةِ الأولى من بعدك ، أشعر بأني أنتكس وأعود كما كنت ..!

انا اشعر بأني أُفارق .. اشعر اني لن اقوى على الأستبسال والأستماته من اجل هذه الحياة ..!

اشعر بأن الأيام ستأخذني منك مثلما اخذتك مني ،..!

اتعلم ماهو المميت ، ان تكون مُقيد وبيدك حريتك ولاتستطيع ..! ، انا اخترتك انت ، على غيرك فضلتك ، والحزن أختارني انا ، على غيري فضلني ..!

لا أستطيع ان العن النصيب ، لأني وببساطة احب نصيبي الذي جمعني بك ، واحب الحزن اذا كان تلبسني من اجلك ..! ، واحب الرباط الذي قيدني بك ..!

انا فقط بحاجتك ، على الأقل بحاجة وجودك كي اتجرد من كل شيء ، كي ارتمي بحضنك ، وافتق كل جرح خاطه الزمن بشكل خاطئ ، وتعيد خياطته انت ..!

انا بحاجة كل دمعة مسحتها اصابع الوقت غصباً ، كي تمسحها يديك حنواً ودلالاً ..!

انا بحاجة كل خوف دفنته احداث رحيلك المروعه بأن لاحدث اكثر ترويعاً من رحيله ، كي تدفنه انت بأمان حبك وإقناعك ..!

انا بحاجة حياة .. فقط هذا مااريده ، اريد حياة معك ..!

أكثير أن تطلب الحبيبة حياتها المسلوبة مع حبيبها " الحلال " ..! ، ان تطالب بالعيش كبيق البشر تحت ظل سقف بيت صغير مصابيحه اطفالهم ..!

أكثير علي ماأطلبه ..!!!

................................................. عفواً فـ الشعور اكبر من حفنة أحرف :)



:2:

الطُهر 27-02-2011 14:49

أمَا آنَ للحُزْنِ أن يَنْجَلِي !
 
.



وَحْدَهَا هذِهِ الزاوِيَة تستَوْعِبُ الدَمْع !
وَحْدَهَا تُربِكُنِي وتجعَلُنِي أهذِي بينِي وبينَ الرُوحِ أن / ما قِيمَةُ أحزانِنَا أمَامَ جبالِ أحزانِهِم .. فَأجِدُ نفسي أعُودُ إليهَا بينَ الحينِ والآخَر لأصِلَ لنفسِي من خلالِ حُزنكِ بالرّغْمِ من أنّي أكرّرُ قراءَةَ ذَات النصُوص ولعلّي أبحثُ فيها عَن تلكَ الحكمة الّتي هي بينَ دهاليزِ العقْلِ تحتاجُ لتأمّلٍ في رفُوفِ الآخَرِين المُغبرّة بذِكرياتِهِم العتيقَة المُؤلِمَة وانتِظاراتِهِم المريرَة لتُصاغَ أخيراً .. [ إنَّنَا نُعِيدُ الأمُورَ لنِصَابها حينما نُريد كَيفَما نُريد وقتَمَا نُريد .. كُلّ العوامِلِ الّتي قَد تُخضِعُ الأنَا .. الأنَا هيَ الَّتِي تُخضِعُها بالإرَادَة .. فحِينمَا تُعرِضُ الحياة وتسحَبُ بسَاطَهَا لنتعثَّرَ بهِ ونسقُط إنّما تختبرُ قُدرتنا على النهُوضِ مُجدَّدَا .. ! وحينمَا تُخفي كُلّ الأشيَاء الجميلة عن أنظارِنا وتُحاوِلُ أن تفتننا بالمُوت فنُعرضُ عنهُ استكبارا وننحني للعزّةِ إجلالاً ونصنعُ جمالَ الأشيَاءِ البَسِيطَةِ تزوّداً بها في رحلَةِ الحياة غير مُكتفينَ طامِحين .. هنالكَ تُجهِشُ الحياة بالبُكاء وتُعيدُ إلينا بساطها وأشيائنا الجميلة ! ] ..

أشتاقُ لريّانة كثِيراً .. والحقِيقَة أنّ ما جاءَ بِي أكبَرُ من الشوقِ نفسِهِ .. هُوَ الخَوْفُ من تسلّطِ الحيَاةِ علَيْها وسلبِها تلكَ القُوّة الّتي ما برحتُ أنظُرُ إليهَا بعينِ الأمَل .. كُلّ الرجاء أن تتركِي أيّةَ كلمة يا صدِيقَةَ لتُطمْئِنِي أروَاحَنا .. وشُعُورِي أيْضَاً أَكْبَرُ مِن حُفْنَةِ أحْرُف !




.


الساعة الآن 03:12.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1