العودة   مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ > سَـيُحـذفْ المنـقـولْ > مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !!

مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !! مسَاحـةْ مِنْ الحُريَـةْ لِرِوَايَـتُـكُمْ .. و يَومِياتِكُمْ

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1 (permalink)  
قديم 28-10-2010, 04:21
الصورة الرمزية ريانة العود
ما للنجوم اوطان ..
 
بداياتي : Oct 2010
الـ وطن : بين الاقنعة
المشاركات: 450
تقييم المستوى: 14
ريانة العود is on a distinguished road
Arrow بٌحَةْ

،



مدخل |

للشوق بٌحَةْ تميّز نبرة أشعآري ..



.
____________________________________

،

عنك الصبر { كذبة ..!



http://www.formspring.me/ryanah84
رد مع اقتباس
  #2 (permalink)  
قديم 28-10-2010, 06:28
الصورة الرمزية ريانة العود
ما للنجوم اوطان ..
 
بداياتي : Oct 2010
الـ وطن : بين الاقنعة
المشاركات: 450
تقييم المستوى: 14
ريانة العود is on a distinguished road
افتراضي رد: بٌحَةْ

،


مذّ طفولتي وانا تلك الطفلة الوحيدة لوالدين لم ينجبا سواي بعد عناء ومشقة طويلة ..
لذا لاعجب في أن يحضر لي أبي " اورج " وانا في العاشرة مني عمري بناء على طلبي حيث كنت " ذات الصوت الطربي الرخيم " بشهادة الجميع ..!

كنت الطفلة ريانة التي يشار لها بالبنان حين تحلّ مناسبة مدرسية تستلزم بإن ينُشد فيها أحدى الطالبات ، كنت أتقدم طالبات صفي في مجالس الأمهات ، والإذاعات الصباحية ، وحفلات التخرج .. كان صوتي مصدر فخراً لي دائماً ..

ولم أفتأ بإن أطوّر نفسي وصوتي ، كنت أغوص في حضن جديّ وهو يستمع للراديو واصغي جيداً ثم أختلي بنفسي واصف دماي كجمهور وابدأ بالغناء ..

كنت فيروز أبي وكلثوميته ، وحليم أمي وفريدها .. ورغم وحدتي في منزلي ووحدتي لأمي وأبي إلا أني لم أحسسهم بذلك مطلقاً بسبب حيويتي وصوتي الذي لم يهدأ مطلقاً ..

لطالما مددت يدي إلى تلفاز أبي على حين غفلة منه وطرب مع أم كلثوم ووقفت أمامه ورددت أمامه { أنا في إنتظارك مليييت } ورغم إمتعاضه بسبب قطعي لحبل إفكاره إلا أنه سرعان مايندمج مع صوتي وحالما أنتهي يبدأ بالتصفيق وانحني أمام جمهوري تحية له ..

وبادرت أمي وهي تُعد الطعام بقبلة سريعة وجلست على الطاولة أغني لها { أهواك وبتمنى لو انساك } لتردد معي { وانسى روحي وياك } وهي تحرك الطعام على الموقد ، أو تقطع السلطة ..

ولطالما شبكت سلك " المايكروفون " بالسماعات في الحفلات التي كنا ننظمها في صبانا وأبدأ بالغناء وفق لجمهوري حتى مطلع الفجر دون كلل او ملل ..

ومرّت الأيام ، وكبُرت وأصبحت بعداد الإناث وأضفت هذه الأنوثه لصوتي مزيجاً مركباً من القوة والدلال الذيّن أعطيا صوتي طابعاً خاصاً به ..

وبعد عدة محاولات خطبة لم تتم ، أتى النصيب - كما أعتادوا على تسميته -
كانت خطوبتي تقليدية جداً ، فلم يكن هنالك حباً من اول نظرة ، ولا مكاتيب غرامية سابقة ..

وتم الزواج ، ورغم تقليدية الزواج البحته إلا أنني نافست ليلى العامرية بعشقي لزوجي في نفس الوقت الذي نافس زوجي قيس بن الملوّح بجنونه لـ ليلاه ..

كان رجلاً بكل ماتعنيه الكلمة ، توافرت فيه كل صفات الرجولة التي تتمناها أي أنثى في رجُلها المنتظر ..

ورغم أنه أخذني من يبتنا الصغير وغربني إلى خارج وطني ، إلا أنه أحاطني بدفء وألفة لم يشعرني بها وطني مطلقاً ..

كنت " وردته " التي تحتضنه حين تحكم علينا الغربة أصابع الضيق وتغني له { بتوونس بيك وأنتا معايا }
وَ " ميادته " التي تدلله وتدفئه بحرارة عشقها له في تلك الليالي الباردة وتصدح بـ { أنا بعشقك ، أنا كلي لك }

كنت بمثابة الوطن له ، ولطفله الذي فاجأنا بوجوده بعد مرور 10 أشهر من زواجنا ..
لطالما هدهدت طفلنا بأغاني فيروز ، في الوقت الذي كان يمازحني بأن لاتقتلي طفلنا بعتاقة ذوقك ، فأجابهه بأن أتركني وطفلي شأننا سأظلل اردد له الطرب الأصيل حتى يصبح ذا أذن موسيقية كأبيه وحنجرة ذهبية كأمه ، لتضحك وتقرب فمك من بطني لتهمس .. صبراً يابنيّ ان فرج الله قريب ، حينها ستستمع لما يحلو لك ..
لننفجر ضاحكين سوية ..!

ظللنا " عصافير غرام " كما اطلقت علينا أمي بزيارتها الأخيرة لنا حين رأت مدى الألفة والحب والدفء الذي يسودنا ، وظلت الحياة جميلة ومبتسمة حتى اولى ساعات صباح الحادي عشر من نوفمبر الأسود ، حيث كنت في أسبوعي الأول من الشهر الثامن ، أفقنا على طرق شديد مفزع للباب ..

تبادلنا النظرات ، قلت لك بخوف ، من ياترى الذي سيطرق بابنا في هذا الوقت المتـاخر ..؟!

حاولت عبثاً تهدئتي وقلت لي بإن ألزم غرفتي وستخرج لترى من هنالك ..؟

سمعت جلبة أصوات واستفسارات لم تكن واضحة ، خفت عليك وخرجت لأراهم وهم يقتادونك أمامي ..
ركضت إليك خائفة .. فأحتضنتني وبادرتني أن أهدأي ، مجرد إجراءات أمنية وسأعود بعدها ..
قبلتني وأوصيتني خيراً وأمرتني بأن أتصل بأختك التي كانت تسكن في مدينة أخرى لتأتي واستحلفتني بأن لا أبقى وحدي ..!

أتت أختك ، وخرجنا سوية للحاق بك ولنعلم الأمر ..!
عرفت حينها بإن ذاك الأحتضان كان هو الأخير .. وتلك الوصية هي الأخيرة .. وتلك القبلة أيضاً كانت الأخيرة ..

حينها صرخت ، فـ بٌحَ صوتي للأبد ..!


كان هذا مجمل الحكاية ، وإليكم التفاصيل لاحقاً
____________________________________

،

عنك الصبر { كذبة ..!



http://www.formspring.me/ryanah84
رد مع اقتباس
  #3 (permalink)  
قديم 30-10-2010, 03:28
الصورة الرمزية ريانة العود
ما للنجوم اوطان ..
 
بداياتي : Oct 2010
الـ وطن : بين الاقنعة
المشاركات: 450
تقييم المستوى: 14
ريانة العود is on a distinguished road
افتراضي رد: بٌحَةْ

،



من أين أبدأ ..؟!
تخونني البدايات ، وتخونني الجمل ، وهكذا القلم .. فـ الحياة التي سأسطرها بترت من منتصفها لا بل من أولها حيث لم يمضي على إرتباطي سوى سنة وستة اشهر فقط .. حتى أني لم ألد بعد ..!

البداية كانت في غرفتي ، أمام مرآتي حيث أتوشح البيآض ، وصديقتي تلبسني إسورتي وتعنف عصبيتي الزائدة .. " كفاك ارتجافاً فلن تساقي إلى حتفك مطلقاً " ..!

تفكرت قليلا بقولها ، هل أنا خائفة منك ، ام خائفة من الحياة الجديدة التي سأخوضها معك ، أم خائفة عليك من إخفاقي بإسعادك ..!

لم أخف منك مطلقاً ولا حتى في يوم " النظرة الشرعية " حيث كنت أغني حين أن ندهني أبي من أعلى الدرج ولكزني بيده وضحك قائلاً حتى في هذا اليوم ياكوكب الشرق ..!

اخجلني جداً ، ألم يكن يعلم بإن هذه هي طريقتي الوحيده في التنفيس عما يعتريني من مشاعر متأججه تكاد تعصف بداخلي ..

سبقني ابي إليك ، وقال أحسبي ثلاث دقائق وادخلي ، وعاد ابي مره اخرى ووجدني على وقفتي ، بادرني ، قلت ثلاث دقائق ليس عشراً ، ادخلي برفقتي افضل .. فمسك بيدي ودهش من كمية تعرقي
ضحك كثيراً وقال اين هي كوكب الشرق الآن ..!

دخلت برفقته وسرعان ماتركني واسرع ليتخذ مكاناً وجعلني امشي وحدي ، اذكر بإني وقفت وسط المجلس وعيني تنظر أرضاً ..! فبادرني أبي أن اجلسي هنا

أطعت أمره كطفلة معاقبة ، اذكر انك سلمت وسألتني عن الحال ، وانا اهز لك برأسي ولم أرفع عيني عن حذائك الذي حفظت ادق تفاصيله ، ثم نقلت نظري إلى حزام الرخام الاسود الذي تحت رجليك
وبدأت بالعد ..!!

وانت تسأل وانا اهزّ برأسي ، حتى أستأذن أبي وقال يبدو بإن وجودي يعكر صفو الجو هنا ، دقائق معدوده وسأعود ، خذوا راحتكم

وقفت انا مع ابي ، فبادرني بإن اجلس ، وسرعان ماجلست لكني رفعت نظري اتوسل ابي أن يجلس فأبتسم لي وخرج ، ثم التفت إلي وهو في الممر وغمز لي .. وأشر لي بعينيه أن أنظر إليك واحادثك ..

ثم ضحك ضحكة كتومه وأشر لي بأن أغني وكاد ينفجر ضاحكاً ، أذكر بإني كدت انفجر ضاحكة ناسية اللحظة ومن فيها لكن سرعان ما أعادني صوتك إلى الواقع

فأشحت بنظري للأسفل ، إلى حزام الرخام مجدداً ، أذكر أنك ضحكت ساخرا وقلت بأنك تجلس على الكنب لا على الارض ..

ولا حياة لمن تنادي .. اتى أبي وعبثاً باءت محاولتك بإستدراجي لأرى وجهك ، فأضطر أبي بإن يجلس بجانبك .. وقال بصوت حاد : ريانه
مماجعلني ارفع رأسي خائفه ، وبذلك ضحك هو وقال اظن بإن لامزيد من الأسئله ولا مزيد من الرؤية ..
وسرعان مااخذت نفسي بنفسي وخرجت ..

لم اخافك مطلقاً ، حتى في اول لقاء لنا بعد عقد القران ، أذكر بإني كنت طبيعية جدا حينها ، رغم أني لم اتكلم معك بكثرة وكنت انت الممسك بزمام الامور إلا اني صمتي لم يكن خوفاً جل ماكان يراودني هيبة القدر لا أكثر ..

اذن مما أنا خائفة الآن .. لا شيء انه لا شيء ، ضحكت ضحكة صغيرة ، ثم تمتمت : أنا فقط سأتزوج !،

مماجعل صديقتي تعيد علي ماقلته وضحكت بعد أن قالت مابالك ..!
قلت لا شيء فقط سأتزوج ولا شيء آخر .. فضحكت ضحكه عصبيه ، كل هذه الهيبة وانا التي تعمدت أن تلغي كل مراسم الزفاف من حفل عرس كبير وبهرجه وغيرها ، رغم إصرار والديّ على ذلك إلا أني رفضت رفضا قاطعاً
واكتفيت بحفل صغير في بيتنا ، ومشاركة المقربين الفرح

كان شعور مركباً تركيباً غريب ، ان اراك وارى أبي بجانبك فهذا كان قمة الشعور ، هل ستكون كـ أبي .. بحنوه وابوته وحبه ؟

اقر واعترف بإنك فقت توقعاتي ، أذهلتني بسمو حبك ونبل خلقك ودماثة طبعك وحنانك المطلق ..

وبعد ان امسك بيدي ابي وناولك إياها ، وقبلت جبيني على استحياء مني ووقفت بجانبك ..
اذكر بإني ضحكت كثيراً ليس لشيء سوى ان ابي فاجأني بعرض سينمائي لي حين كنت طفلة صغيرة متنكرة بلباس عروس ومعي كمية لا بأس بها من الورد وبجانبي مسندة البستها غترة ابي وعبائة امي ..

وابي يسألني وهو يضحك من انتِ ؟
فأجيبه ضاحكه : انا ريانه العروسه
ليضحك بدوره ويستأنف : ومن اللي بجنبك ؟
فألتفت على المسنده وقلت : هذا زوجي ، حلو يابابا زوجي ؟ لابس بشت وغتره
فضحك ابي كثيراً واردف بقوله : غني له اشوف وش تغنين ؟
فقلت ضاحكه : اغني اغنية العرس اغني ابدأ ؟
قال ابي : ابدي
وبدأت اغني " مباركين عرس الاثنين " واصفق وازغرت وارقص وابي يضحك ملئ قلبه ..

اذكر بإني ضحكت حتى كدت أبكي ، وحقدت على أبي وامي اللذان نفذا المخطط لكني وقعت في براثن خجلي حتى شعرت بإذناي تصدر حرارة عجيبة .. دمعت عيناي خجلا وضحكاً بت لا أعلم ما افعل ..

كنت اخشى رد فعلك ، لكنك كنت متفهماً جداً ، محباً جداً ، حنوناً جداً ، وهمست بإذني : ماودك تغنين مباركين عرس الاثنين ، وابغني معك .. ضحكت كثيرا حينها حتى بكيت لكن تحايلت على دمعتي وقلبتها ضحكاً ..

ورغم أني خرجت من بيتي ، دفئي وملاذي معك ، ودعتني امي ، واوصلني ابي وقبلني واوصاك بي خيراً واختليت بك في جناح لوحدنا إلا أني لم اختبر شعور الخوف معك مطلقاً فقط هيبة اللحظة لا أكثر ..

اذكر بإني مسكت جوالي وفتحت الرسائل ووجدت العديد منها ، كتبت رسالة لأبي الذي كان بدوره اخي وصديقي ومؤتمن اسراري قلت فيها ..

ابي الحبيب ..
اطمئن فلست خائفة أنا ، كل مافي الأمر بإني خرجت من مملكتك الدافئة برفقة رجل آخر لم يسبق لي معرفته مطلقاً ، وها أنا مستلقية بجانبه ..

اصدقك القول بإني حين اراه تلتبسني الدهشة ، من اين اتى هذا فأذكر بإن السرير ليس السرير ، والمكان ليس المكان ، والزمان ليس الزمان فأهدأ من روعي وابتسم

أبي الغالي ..
لست خائفة انا ، كل مافي الأمر أني اصبحت زوجة بين ليلة وضحاها لا أكثر ..

قبلاتي لك ، ولأمي الغاليه ..
ولاتنسى كوب حليب جولييت الدافئ ياروميو ..

ارسلت الرسالة ، ووضعت هاتفي بجانبي وخلدت الى النوم ..



.
____________________________________

،

عنك الصبر { كذبة ..!



http://www.formspring.me/ryanah84
رد مع اقتباس
  #4 (permalink)  
قديم 30-10-2010, 15:43
الصورة الرمزية الطُهر
.... نَوْرَسَة !
 
بداياتي : Jun 2008
الـ وطن : البحرين
المشاركات: 954
تقييم المستوى: 16
الطُهر is on a distinguished road
افتراضي

.

ريانة , قرَأتُ ما قرَأتُ على عُجالَة .. شدَّتْنِي الحِكايَة ..
سأعُودُ بِنَبْضِي لاحقاً .. لكي لا أبخسَ حرفكِ حقَّهُ ,
ودٌّ يليقُ ..

.
____________________________________

نجدُ الإجابة.. حين ننسى الأسئلة*
رد مع اقتباس
  #5 (permalink)  
قديم 30-10-2010, 18:58
الصورة الرمزية صَمتْ الرمَـال }
بكيتك وشاب رمشي !
 
بداياتي : Sep 2007
المشاركات: 2,167
تقييم المستوى: 19
صَمتْ الرمَـال } is on a distinguished road
افتراضي رد: بٌحَةْ








ريانة ..
هنا شيئاً يشدني ربما تلك البحة ..!
حرفك عذب يا ريانة .
بإنتظار باقي التفاصيل





____________________________________

إذا بالغتُ في الماضي بِحُبّي ... فلستُ عليه أندَمُ رغمَ
بؤسي ... و لِي ندمٌ وحيدٌ : ليت أنّي ... كما أحبَبتُكمْ ..
أحبَبتُ نفسي
ميسون سويدان
رد مع اقتباس
  #6 (permalink)  
قديم 31-10-2010, 01:47
الصورة الرمزية بذخ
وأنكسسرت!
 
بداياتي : Oct 2010
الـ وطن : حيثُ يًقِيم الحبِيب .!
المشاركات: 5
تقييم المستوى: 0
بذخ is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: بٌحَةْ

\\

اصمُت لكِ افاديكِ حقِك ..
مقام جُملك ارفع من آن [آنقد .!
____________________________________

*



يتلونون بِ الطُهَر و النقاء
وذواتَهُم نجس وسُمَ !
رد مع اقتباس
  #7 (permalink)  
قديم 31-10-2010, 04:11
الصورة الرمزية ريانة العود
ما للنجوم اوطان ..
 
بداياتي : Oct 2010
الـ وطن : بين الاقنعة
المشاركات: 450
تقييم المستوى: 14
ريانة العود is on a distinguished road
افتراضي رد: بٌحَةْ

،


بالكآد تركت حضن أمي بعد أن أنتشلني أبي قسراً مردداً : الطائرة يآريآنة ، لم يتبقى على موعد الإقلاع سوى ساعتين ونصف ..

قبلت رأسها ، يديهآ وخديهآ وجثوت على ركبتي لأقبل قدميها ، كنت في حآلة إنهيآر لايعلم مداها إلا الله ..

رفعني أبي واحتضنني بقوة واخذني للسيارة ، كنت غارقة بدموعي وانا ارى السيارة تبتلع شوارع الريآض ..

يآآه يآطريق المطآر ، كم صيفاً كنت أنت بالأخص مصدراً لسعادتي وبهجتي ، لطالما رددت " أجمل مافيكِ ياالرياض مطارك اللي يطلعني منك "
اليوم مثل لي هذا الطريق جرح كبير ، وكيف لا وانا التي لم تتعود على فراق والديها مطلقاً ..

23 سنة مرت وانا لم أنم خارج بيتنا ، لا بيت عم ولا خال ولا جد ..!
كان ابي يسهر حتى مطلع الفجر واحياناً كان يمرني قبل أن يذهب إلى عمله ليعيدني إلى منزلي ..
انا التي لم أقدم على النوم خارج بيتها الصغير سأهجر ليس بيتي فقط سأهجر بلدي بكاملها .. إلى بلد آخر ، سأحيا بعيداً عن حضن أمي وحنان أبي ..!

مرت بي حياتي كشريط سينمائي .. منذ الطفولة وحتى الآن ، كانت حياة رغده كنت الطفلة المدللة حتى الترف ، ترى مالذي تخبئه الأقدار لي هناك ؟

هل سأحيا براحة ونعمة أم ستكلفني الغربة مشقة البعد ولوعة الحياة هناك ..؟!

وبالرغم من ذلك لم أكن خائفة منك مطلقاً ، انا فقط سأفارق أهلي ، أمي وأبي وغرفتي وبيتي وأهلي واقاربي وصحبي وصخب الحياة التي كنت أحياها ..!

وصلنا للمطآر ، وبعد أن تمت الاجراءات وانا التي كنت انظر لابي مذ ان خرجنا من البيت ولم تسقط عيني عنه مطلقاً ، امسكت بيده وقبلتها بقوة ، ثم احتضنته بعنف بالغ وبكيت .. بكيت حد أني شعرت بإن قلبي ودعني وعاد معه ..!

ابعدني عنه ، ثم ابتسم ابتسامة عذبه وقال : الحق علي انا كيف لا وانا الذي لم اكن أسمح لكِ بإن تنامي خارج البيت ، لو كنت أعلم لتركتكِ تسافري وحدك .

ودعني ، وودعك واوصاك بي خيراً والح بالوصايا وأطال ، ثم رحل ..

دخلنا صالات الانتظار ، كنت اتوشح الصمت لا بل أن الصمت توشحني .. ادركت أنت بفطنتك وعلو إحساسك بإني أكابد صراعاً داخلياً بين القرار والحنين ..

فوضعت يدك على يدي وقلت بصوتك الأجش : هذه الصالة تذكرني برحلتي الأولى ، كان يرافقني صديق لي ، اذكر أن حماس السفر غيّب كل شعور سواء خوف أو حنين مسبق او مخافة فقد او غيره .. حتى وصلنا إلى مدينتنا .. وبعد أن دخلنا غرف الفندق واستلقى كل منا على سريره وادركنا عظم الوضع وهيبته بكينا حد أننا امسكنا هواتفنا واتصلنا على اباءنا الذين صدموا من بكائنا وكأننا اطفالاً صغار ..
حتى أن ابي بعد أن هدأ من روعي قال لي ممازحاً " توّه يوصلك الكهرب ياوليدي " ..!

نظرت إليك ثم ضحكت بعد ان تخيلت المنظر الذي كنت تعيشه ، فقلت لك ثم ماذا بعد ..؟

استئنفت حواراك : لاشيء اكملنا المسير ، كانت الأيام الأولى صعبة بسبب جهلنا بالبلاد وسرعان مانخرطنا بالغربة ، وعجنتنا وشكلت مشاعرنا جيداً ..!

قطع نداء الرحلة حوارنا ، اتجهنا إلى البوابة وصعدنا الطائرة وكلاً اتخذ مقعدة ..
خلال الرحلة قررت أنت ان نتناسى كل شيء بما فيها من نحن كي نتغلب على طول الرحلة والمشاعر المختلطة التي ستعترينا خلالها ..

كانت رحلة جميلة ، حكيت لي خلالها مشاق السفر ومقالبه ، والكثير من الاشياء التي لم تسعفك فترة " الملكه " لقولها ..
وحكيت لك انا بدوري عما اعرفه عن البلاد الذي سنتوجه إليه ، وكيف كان صيفي جميلا هناك واني تمنيت ذات ليله ماطرة هناك بإن يرزقني الله العيش اياماً طويلة فيها ، واردفت ضاحكة بإني لم أتوقع أن تستجاب امنيتي وإلا لما تمنيتها اصلاً ..
لأرى رد فعلك الذي سرعان مارميتني به قائلاً : حتى أنا سبق أن مررت بشارعكم الذي ابهرني بفن عمارة البيوت المترامية على جانبيه فجزمت لأخواتي بإن زوجتي ستكون إحدى سكان هذا الشارع الفاخر ولو كنت أعلم أن الساكنات " بكائات " لهذا الحد لما تمنيت ذلك مطلقاً ..

مماجعلني اضحك كثيراً على أمنيتك العجيبة ، واستحلفتك بالله إن كانت حقيقة ام انها مجاراة لقولي ونكاية بي فقط .؟

فضحكت انت واحمرّ وجهك خجلا بعد أن قلت لا بل هي حقيقة واقعة حتى إني حين أتيت لبيتكم مع أبي لنطلبك صُدمت من ان بيتكم يقع في نفس الشارع ..!

كانت الرحلة سلسة جداً ومريحة لولا طول بقائي بالطائرة الذي جعلك تدلك قدماي بين الفينة والاخرى ملقبني بـ " العجوز " ، وكنت بدوري سعيدة بتدليكك لي وكيف لا وانا التي اشعر بالدم يسري بين عروقي واشعر بنشاط الدورة الدموية جراء تدليكك لساقي وقدمي ، بالوقت الذي اردت تنغيصي وتحريك مشاعري فقلت لي بـ " هااا ياخالة بشري وشلون رجيلاتس الحين عساهن احسن " ..!

كنت كريماً معي .. كريماً حد الإسراف ، فلم تبخل عليّ قط بنكته تضحكني ، ولا بتعليق يرسم الإبتسامة على وجهي ، ولا دفء يكسي مشاعري المتجمدة من البرد ، ولا ألفة تكسر بها شعور الإغتراب ، ولا حباً ينسيني الدنيا بأجمع ولايذكرني إلا بك ..!

أعلن كابتن الطائرة أن اربطوا الأحزمة فقد شارفنا على الوصول ..!
رفعت عيني نحوك مذعورة ، لا أعلم لما أصابني الهلع تلك اللحظة .. لكنك امسكت بيدي وهدأت من روعي واحتويت خوفي .. حتى توقفت الطائرة ..

رفعت غطاء النافذة لأطل على مدينتنا الجديدة ، كان الوقت صباحاً ، والضباب يكتسي المكان .. فقلت بعد ان امسكت بكتفي كي تجبرني أن اراك وكان بيدك شالا أحمر من الصوف بدأت تلفه حول عنقي : يبدو أن الجو بارداً فدرجة الحرارة 2 تحت الصفر ، حسناً هكذا أفضل ياحرمي المصون ، وأوثقت رباط معطفي وسمحت لي بالتقدم قائلاً : Ladies First

لم تبخل عليّ بالدلال ، ولم تشعرني مطلقاً بإني أصبحت زوجة لآبل نهجت نهج أبي وعاملتني كطفلتك الصغيرة .. كنت تخشى عليّ من لفحة الهواء الباردة ..

نزلنا من الطائرة ، وتذكرت جيداً بإني سأقيم هنا خمس سنوات ابتداء من اليوم ..!
فأنقبض قلبي ، إلا أني سرعان ماشعرت ببعض من الطمأنينة حين أحتضنت كتفي وقلت : المدينة ترحب بك على طريقتها هاهو الثلج بدأ بالتساقط ياسنووايت ..!



____________________________________

،

عنك الصبر { كذبة ..!



http://www.formspring.me/ryanah84
رد مع اقتباس
  #8 (permalink)  
قديم 31-10-2010, 21:07
الصورة الرمزية منيرة الإبراهيم
نَفسي الأبديّة
 
بداياتي : Sep 2008
المشاركات: 893
تقييم المستوى: 17
منيرة الإبراهيم will become famous soon enough منيرة الإبراهيم will become famous soon enough
افتراضي رد: بٌحَةْ




كلٌ منّا يقبُض على قصةِ حياة معقودةً من حوله يسعى للنّيلِ منها قبل أنْ تستنزفَه
ازفريها برفقٍ و رفقاً بريانة
____________________________________


مهما تعارفنا يبقى المزيد ممّا نخفيه عن الجميع .

لساني حصاني
رد مع اقتباس
  #9 (permalink)  
قديم 01-11-2010, 03:22
الصورة الرمزية ريانة العود
ما للنجوم اوطان ..
 
بداياتي : Oct 2010
الـ وطن : بين الاقنعة
المشاركات: 450
تقييم المستوى: 14
ريانة العود is on a distinguished road
افتراضي رد: بٌحَةْ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطُهر مشاهدة المشاركة
.

ريانة , قرَأتُ ما قرَأتُ على عُجالَة .. شدَّتْنِي الحِكايَة ..
سأعُودُ بِنَبْضِي لاحقاً .. لكي لا أبخسَ حرفكِ حقَّهُ ,
ودٌّ يليقُ ..

.
الطهر .. سآرة

يقول العرب ، لكل امرئ ٍ من أسمه نصيب ..

وإنت وإن أتينا لإسمك فـ أنتِ مثال لـ الانثى الباعثة للفرح والبهجة ، وإن أتينا للقبك فـ أنتِ مثال للأنثى التي يكتسي قلبها الطهر والنقاء ..

سررت جداً بتواجدك وتشجيعك لبسيط كلمي



.
____________________________________

،

عنك الصبر { كذبة ..!



http://www.formspring.me/ryanah84
رد مع اقتباس
  #10 (permalink)  
قديم 01-11-2010, 03:28
الصورة الرمزية ريانة العود
ما للنجوم اوطان ..
 
بداياتي : Oct 2010
الـ وطن : بين الاقنعة
المشاركات: 450
تقييم المستوى: 14
ريانة العود is on a distinguished road
افتراضي رد: بٌحَةْ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صَمتْ الرمَـال } مشاهدة المشاركة






ريانة ..
هنا شيئاً يشدني ربما تلك البحة ..!
حرفك عذب يا ريانة .
بإنتظار باقي التفاصيل




العذبة أنتِ ياصمت ..

وليت بحتي تشد كمآ كآن صوتي سآبقاً ..

ممتنة لمرورك


.
____________________________________

،

عنك الصبر { كذبة ..!



http://www.formspring.me/ryanah84
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 19:37.


Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1