وللأماكن حكايات حبلى بالدهشة..
احاول الآن أن احث ذاكرتي علّها تستنزف تفاصيل الاماكن..
يخُيّل لي ان الاماكن تأخذ انطباع عّنا..كما نحن نأخذ انطباع عنها..!
الاماكن التي لانرتاح بها هي اماكن لاتستسيغنا بالطبع!
كما أن الأماكن التي لاتترك بنا اي إنطباع تجاهها هي اماكن لم ترانا حينما مررنا بها!
بعض الاماكن “تنثرك” تماماً ..كالبطحاء مثلاً!
وهناك اماكن مدججة بالفتنة والتمنّع..كفتاة من دهشة..كالخبر !
وغير بعيد عن الخبر..”الثقبة” مدينة فوضوية , ليس جميلة ولا بشعة, تُشبه كثيراً اصدقاءك السيئين!
وهناك..قرية حائلية اسمها “فيد” هذه القرية “حزينة” دوماً..رغم انها مصدر “فرح”!..ربما حزنها بفعل كتل الأسمنت التي اغتصبت بساطتها..!
في آخر زيارة شاركتها حزنها ..وذلك عندما أكتشفت ان مؤذن “الجامع” لم يعد هو ابو عبدالله..!
حتى “الآذان” اصبح “حديثاً”!
كما أن “جارتنا” العجوز البسيطة العظيمة لم تعد هناك..فراغها كبير, نكتتها اللاسعة التي نتحاشاها افتقدها آخر مرة, هي الأخرى اسلمت عينيها لمشارط التقنية واختارت المدينة /العاصمة الأكثر ضجيجاً..رغم ألمها تسخر من كل شيء : (اذا مُت لاتدفنوني بالرياض ..الرياض ازعاج)!

وتظل الاماكن كالبشر..
اماكن فوضوية..لامبالية!
واماكن..كالامهات..
واماكن كالعشيقات!
واماكن..كالشيوخ هيبة ووقار!
وماكن كالاطفال تتعلق بها ولاتشعر -هي-بغصة حزنك وأنت تفارقها..
أماكن ثرثارة,وأًخرى صامتة..
اماكن تجيد الفرح والغناء,وأُخرى تجيد صنع الكوابيس والخوف..