الموضوع: دَسِمَة .
عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 18-10-2008, 23:51
الصورة الرمزية دلال
دلال دلال غير متصل
أيها النسيان هبني قبلتك .
 
بداياتي : Oct 2008
الـ وطن : مدينة أهل الصمت
المشاركات: 65
تقييم المستوى: 0
دلال is an unknown quantity at this point
افتراضي دَسِمَة .




5.34صباحا

يرن المنبه مصراً على أن أفيق في هذا الصباح. بينما أحاول تجاهله لأكمل حلمي ذو الكلمات السحرية. و لخبرتي في تفسير الأحلام . أجد حلمي هذا يعني اليوم و أحداثه، رغم صغر سني لكني أحترف تلك القوى الربانيه دون جهد كما الحواس و الفلك الذي يدور في مساره داخل روحي، ذاك الذي يجعلني أشك احيانا كثيرة بأني ابتلعت الفضاء دون قصد و أن الفلكيين حين يتابعون دورة المجموعة الشمسيه و ولادة القمر وغيره من النجوم فإنهم يتطفلون على أحشائي و يفضحوني.
لا أنهض من سريري كعادة البشر. أملك فكراً لا ينام. يثرثر دائما بأحلامي و يقظتي وحتى انشغالي، يسبق الأحداث أحيانا و أحيانا يتراجع لينبش الماضي كفقير يمزقه الجوع.
أنا أنثى مغموسه بالدسم. دَسِمة بأفكاري و حزني و وجعي و تمردي. أرتدي هدوء يتحلى بدسامة سميكة.

كعادتي اليومية. أركن سيارتي في ذات المكان الذي نقش عليه إسمي بلون من الوهم، أخطو خطواتي المنغرسه بالرمل البارد باتجاه شاطئ البحر، أعلم بأني و البحر لا نمزج معاً مادمت دَسِمة، لكني أفضل تأمل حركة أمواجه وهي تحاول في كل مرة الاقتراب مني، مايقارب ثلاثون دقيقه أقضيها أمامه كاشفه ملفات من الماضي و الحاضر لا تنتهي. أمد يدي في جيبي، أشعل سيجارة، لا لأدخنها و لا أقربها من شفاهي، لكني أتركها على صخره بجانبي لتحترق و يعيد لي دخانها نور ذكراه التي انقضت، كان مجنوناً بي و كنت أكرهها، كان يضحك سعيداً و هو يقول " أنتِ تغارين منها " بينما أبتسم قائله " و أنت غبي كفاية ليقتلك سمّها. " ، كان غبياً للأسف و في كل مره كان علي تذكيره بأني لا أغير من نساء الأرض لأني الأنثى الوحيده. فكيف أغير من ورقه كاذبة تدّعي بأنها امرأة ؟ ، و الآن. اكتشفت حمقي حين احتجت إلى كذبتها لتحترق و تملأ الهواء من عطره الذي يعيده لي. كلانا نفذ صبره، هو. لم يعد يحتمل كونه غبي و لم يحتمل فراقنا داخل حدود تحيطنا، فقرر تجاوز الحدود و انشغل بسفارة البلاد في الخارج، بينما أن عدت لتلك السيجارة لأختار نوعه المفضل و أحرقها كل صباح أمام البحر لتعيده لي بدخان يكسر الحدود. رغم إني أشعر بالخجل أمامها كوني أكرهها وذات الوقت أحتاجها. لكن، الغاية تبرر الوسيلة أليس كذلك ؟.

في مكتبي، لا يكفيني الهدوء أحياناً ، فأظل أطرق برأس القلم حتى يتأفف مني أحد الزملاء، أو أقلب الأوراق. رغم إنه حين يتفضل أحد العملاء أكون ساكنة بينما يحتاج المسكين لضعف طاقه سمعه ليسمعني، صمت الجنون هذا لا يفيد. لابد من رادع له حتى لو مجرد شغب بسيط لكني أفضله دون ازعاج، كمن يرغب بإضحاكك لكنه يشترط بكلمه " لا تضحك كثيرا " . أشعر مرات بأن تفاهه العالم ابتلعتني أو ربما أنا من ابتلعتها حتى بدوت تافهه و بجدارة.

هناك من يرمقني و يتابعني أقسم بذلك. و لماذا أقسم لكم؟ ألا يصدق أحدكم بأن الظل أبيض أحيانا؟، أنا أيضا لم أكن أصدق ذلك، كيف يكون لظلي لون أبيض و كأنه اغتسل بالطحين يوماً؟، أو كأنه سرق البياض مني و وهبني السواد بخفّه منه. يحدث ذلك. يحدث أن تسرقنا ظلالنا أيضا،


ثرثرتي لا تنتهي، وتلك كانت مجرد أفكاري حين أفقت من نومي تشير الآن الساعة إلى 5.48 دقيقه. لذا لأسكب بعضاً من الدسم على فرشاة شعري و حقيبتي و مقود السيارة .......




:
____________________________________

غير قابلة للاحتكاك البشري
رد مع اقتباس