عرض مشاركة واحدة
  #1 (permalink)  
قديم 08-02-2010, 02:13
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كاتب عمومي كاتب عمومي غير متصل
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي مليحان ومرعى الخرابيط

.

كيف سيعود ( مليحان) اليوم إلى قبيلته ، بعد أن حصل ما حصل ، وبعد أن أضاع نصف القطيع والفحل ( مطارد ) في مراعي القبائل المجاورة ؟
كيف سيفسر كل الأحداث التي توالت عليه ؟ بماذا يمكنه أنه يقنع الشيخ ( هزاع ) الذي كان يحط من قدره لأتفه الأسباب ؟ لايتخيل منظره وهو يسمع خبر ضياع ( مطارد) ..

تحت ظل صخرة صغيره ، جلس مليحان متأبطا راسه بيديه ، وجهه شديد السواد إثر عناء هذا اليوم الحافل بالمتاعب .
قذف بعصا رقيقه على الأرض . و بحركة وكأنها لا إرادية مدد ساقيه للأمام . ثم أغمض عينيه ..
بقدر ماكان منهكا ، بقدر ماكان مهموما أيضا. إنها المرة الأولى التي يسمح له الشيخ أن يخرج بقطيعه كاملا دون رفقة معلم الرعيان . لقد أكد مليحان للجميع قبل ذلك اليوم ، أنه لم يعد بحاجة لمن يرشده على الرعي . وكان يردد في اجاباته الحاسمة أمام الشيخ " لو تبون أرعى حلال القبيلة كله ماعندي مشكله " . بدوره الشيخ كان يبرطم بشفتيه حين يسمع هذه اللغة الحاسمة من ( مليحان ) في اشارة للسخرية وايحاء بعدم الثقة !

رعاة البادية ، كانوا يعتقدون أن مليحان يمكن أن يفيد في أي شيء عدا رعي الحلال . الرعي كما يذكر أحدهم " يحتاج لوليد فطين ونبيه ، ومليحان ماش " أما آخر فكان يصف مليحان بزكاة الرعيان والوحيد الذي أثبت فشله في هذه المهمة . أما في الليالي التي كان الرعاة يجتمعون فيها للسمر ، ويلتفون حول النار على شكل دائرة ، وحين يصخبون وترتفع أصواتهم ، يقوم ( عمير ) بعد الحاح من الحضور ، بتقليد حركات ( مليحان ) وهو يطارد الأغنام من جهة والإبل من جهة أخرى ، ينتهي المشهد بضحك هيستيري و ( عمير ) يقول بصوت يقطعه الضحك " هذا الوليد حمار ناقصه ذيل "!

الذين شاهدوا ( مليحان ) فجر ذلك اليوم وهو يحرك القطعان أمامه في زهو ، أكدوا للشيخ ( هزاع ) أن ( مليحان ) كان في حاله غريبه لم تلاحظ عليه من قبل ، حيث رأوه يضحك مع نفسه بشكل ملفت للنظر ، يؤكد ( وضاح ) أنه رأى ضروسه الكبار تلمع مع بريق الفجر ، ولم يرى معه غير كلبه نباح الذي كان يسير بمسافه قريبه منه ؟!
أما الشيخ ( مشيط ) والذي كان يجلس بجوار الشيخ هزاع ، ويسمع ما يقوله الرعيان عن آخر مشاهداتهم لمليحان ، قال وهو يقبض لحيته القصيرة بأصابعه " وكاد الوليد ممسوس ، ومحدن درى بعلته " .. التفت الشيخ هزاع ، وقبل أن يرد نظر للسماء قليلا ثم قال " الولد تأخر ، وقلبي على الحلال ، أما مليحان فعزالله إن علومه خريط سريط "!!

.
____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس