رد: مليحان ومرعى الخرابيط
" وهبه " كما كان يسميها مليحان .تقدمت بخطوات سريعة حتى وصلت عند رأسه . ثم بدأت تلعق كتفه الأيمن هذه المرة . على أنفاسها الدافئة بدأ مليحان يفتح عينيه ، وأخذ يجول ببصره هنا وهناك . كان يشعر بفتور كبير ، وباحباط يكاد يجعله لا يكترث لأي أمر . نظر من جديد لـ (وهبه ) ثم صرخ : " وش تبين يالملعونة ؟؟"
لم ترد ( وهبه ) بأي تصرف ، كانت كما جرت العادة ، تبعبع أكثر من مرة ، وربما تقفز في اشارة للتحدي والعناد المستمر بينها وبينه . هذه المرة ؛ لعلها شعرت أن الموقف لا يحتمل أي اساءة أو مزاح طائش .
بصوت فاتر ، بدأ مليحان يتجلى ، وينثر همومه لوهبه وللصخور والمراعي من حوله " هالمسعور صاحبك بسوي الزيط والزمبليط ، وش أقوله الحين ؟ الفحل ( مطارد ) اللي ماينام الشيخ الين يتأكد ان علومه كلها زاهبه ، انحاش الماخوذ ورى ناقة جازتله بالمرعى اللي حولنا !! ، قولي ياوهبه ، وانا شسوي إذا كان ( مطارد ) مثل صاحبه ما يفكر إلا بخصاويه ؟؟.."
الآن جلست وهبه ، وكأنها تود أن تصغي أكثر ، فالحديث الذي يدور مختلف ، ومليحان يبدو أيضا مختلف هذا اليوم عن الأيام السابقة ..
أكمل مليحان بصوت محتقن " لا وبعد نصف الحلال من خوياتك مادري وين سرحن ؟ ياويلك يامليحان ويلاه. عز الله غدوبك الرياجيل ، الماخوذ هزاع بحملك كل المشكلة ، لزوم انه شيخ قبيله وانت راعي مخيس .. آآخ ياوهبه ، الشيوخ اليوم ، مايعرفون من الشيخه إلا لبس البشوت المذهبه ، وسراويلهم من داخل مليانه طقاع .. كل الل يحكونه خرطي في خرطي ، يطلبون من الناس الأمانه وهم أكبر خونه "
اتكأ على حجر عريض بجانبه ، وبعد أن استكمل وقوفه ، صفر بطريقه متقطعه ، ثم التقط عصاه من الأرض وبدأ يشير لما تبقى من القطعان بالتحرك أمامه . قال وهو يسير بخطوات ثقيله ، ووهبه تسير حوله و تستجر بعض من الأعشاب في فمها " تدرين ياوهبه ..انا بانصاه على طول ، باروحله واللي يصير يصير .. هزاع المهايط هذا شيخك ياوهبه وشيخ اللي مثلك ، أما مليحان اليوم خاربها خاربها .
يتبع بإذن الله ____________________________________ عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !
(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها )) |