عرض مشاركة واحدة
  #8 (permalink)  
قديم 18-02-2010, 04:11
الصورة الرمزية كاتب عمومي
كاتب عمومي كاتب عمومي غير متصل
كلما فهمت تعبت !
 
بداياتي : Aug 2009
الـ وطن : الرياض
المشاركات: 197
تقييم المستوى: 0
كاتب عمومي is an unknown quantity at this point
افتراضي رد: مليحان ومرعى الخرابيط



مرعى الخرابيط يعد أكبر المراعي في واحة ( المريخه ) ، هذا جعل من أصحاب المراعي الأخرى يؤكدون أكثر من مرة للشيخ هزاع أن الحلال الذي يخرج من مرعى الخرابيط إلى المراعي المجاورة لن يعود مرة أخرى ، ويصبح على حد وصف شيخ شمل ( الشلافيت ) " حلالا بلالا لمن جاهم ، ورزقن من الله أرسله لهم " !!
لذا كان الشيخ هزاع حريص كل الحرص على هذه النقطة من الإتفاقيات الشفهية ، والتي تربط المراعي بعضها ببعض . فبالرغم من حصول مرعى الخرابيط على مساحة أكبر إلا أن تهديد خروج الحلال للمراعي المجاورة يجعل المعادلة صعبة . لذلك كان الرعاة في المراعي المجاورة ، وبايعاز من مشايخهم يقفون بالمرصاد لأي بهيمة شاردة تدخل ضمن حدودهم . وفي الوقت نفسه لا يلقون بالا لو دخلت قطعانهم بالخطأ لمرعى الخرابيط . إذ أن القليل من التدخل والمفاهمات يحل المسألة دون ضياع قطعانهم !

هكذا كانت تسير الأمور ، وهكذا كان الجميع يحترمون هذه " الملازيم " كما كان يطلق عليها المشايخ . أما ماحصل مع مليحان في ذلك اليوم . فهو سلسلة من الأحداث المفاجئة المتتالية والتي عقدت الأمور وجعلتها متشابكة ومتشعبة ، ويصعب على عقل مليحان التفكير في حلها .

فمنذ اشراقة الصباح ، وبعد ن أعدت له ( أمي وطفه ) " الدوح الساخن " ولفته في خرقه بيضاء ، ثم أكدت عليه أن يربطها في " دسماله " قبل مليحان يدي والدته وهو يقول :" إن شاء الله يايمه إذا صار عمري مثل عمر ( صنيتان ) إني أشريلك ناقة يسمع فيها القاصي والداني ، بس ادعيلي يايمه " .
قالت وهي تضع يدها على البرقع في علامة للدهشة " ويه يامليحان ، خلك من الناقة الحين ياوليدي . حلال النشامى وأنا أمك لا يروح من بين عيونك " . وفي حركة بهلوانية معروفة عند البدو . قفز مليحان وهو يصيح " آآ بك . أفا يالعلم ، النشامى ما يلاقون أطلق من مليحان على حلالهم ".
ردت ( أمي وطفه ) بنبرة مشجعه " كفو ياوليدي . توكل على الله الدنيا سفرت "

انطلق ذاك الصباح ، وهو يتبختر ويغني بأهازيج وشيلات طويلة . من يرى مليحان في تلك اللحظات ، وخطواته الطويلة التي يتخللها بعض الوثب ، وتلك القطعان التي تتموج أمامه من الأغنام والإبل . يتصور أنه يتحرك بجيش عرمرم من الجنود والألوية . ولولا صرخات ( وهبه ) المتقطعة ، ومطاردة ( نباح )- الكلب الأسود النحيل - لها . لكان المشهد أكثر إثارة وعظمة !
في ظل هذا الزخم . توقف فجأة وأشار ( لنباح ) بإشارة يعرف المراد منها . هنا لم يكن من ( نباح ) إلا أن استسلم وبرك على الأرض مطأطأ الرأس . وكأنه ينتظر من مليحان أن يوبخه .
قال له مليحان وهو يلوح عصا رقيقه بيده " أنت يانباح كلب شيطان . تارك النياق اللي عليها الكلام تسرح وتمرح ، وماوراك إلا وهبه ، هالعصا والله لأشمخك بها ، عود جاي على الحلال . بسرعه !"
عندما انطلق ( نباح ) بسرعة لتنفيذ أمر الراعي . شعر مليحان بنشوة عارمة . لم يتمالك حينها نفسه فوجد أن شفتيه تتباعد وضروسه الصفراء تبرز للخارج !
قال وهو يضرب الأرض بطرف عصاه " اليوم يومك يامليحان ، ومعلم الرعيان خله يشرب حليب أمه إذا مالقاله شغل !"


يتبع بإذن الله
____________________________________



عندما رأيت زهور " الدافاديل "
في منتصف يناير
ادركت انك ابتسمت
هذا الصباح !

(( يغيب عن ذاكرتي صاحبها ))
رد مع اقتباس