إذا تجاوزنا التعريفات المعروفة عن الفلسفة , ورمينا التنظيرات التي تحيط بماهية الفلسفة نستطيع أن نجيبك يا حضرة الفليسوف نعيم !
فنقول أن الفلسفة لم تكن في يوما من الأيام حكراً على الفلاسفة . إذ أن كل واحدٍ منا يحمل في أعماقه فلسفته الخاصة النابعة من معتقده , وثقافته , ووعيه , وعاداته وتقاليده , ومن هنا يجب علينا تصحيح الخطأ التاريخي الذي يقول أن الفلسفة اقتصرت على النماذج التي تحدثت عنها , والأخرى التي لم تذكرها .
والدليل هومئات النظريات التي جاءت واختفت , ومئات النظريات التي قوّضت بعضها البعض ! وهذا المعنى ينقلنا للإجابة على سؤالك الثاني الذي تساءلت فيه عن كيفية تلاشى ثقة بعض الفلاسفة الذين جاءوا بنظريات دحرها فلاسفة آخرون بعدهم وذلك لسبب بسيط ألا وهو قانون الثابت والمتحول الكونى , وليس الثابت والمتحول بتاع " أدونيس "! فبخلاف كل ما أثبته القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة , والقوانين الفيزيائية التي أكدتها التجارب المرة بعد المرة يبقى كله يدور في فلك السنن الكونية المتغيرة .
وأخيراً يا حضرة الفليسوف نعيم أرجو أن تسمح لنا بمعاتبتك من جهة , وشكرك من جهة أخرى فأما عتبنا فهو يكمن في عدم إطالة " المحاضرة الأخيرة " إذ أن هذه المحاضرة الجميلة التي أحتوت على أفكار كبيرة جداً وقيمة جداً كانت تحتاج فقط إلى شيء من الإطناب حتى تأخذ الفكرة حقها , وأنت بكل تأكيد تعرف الفارق اللغوي بين الإسهاب والإطناب ! وأما الشكر فهو بسبب نصيحتك الذهبية للعقول المتعطشة للعلم والمعرفة والتي حذرتهم فيها بأن لا يسلموا رقابهم لمعشر الفلاسفة وأن كنت أعتبرهم أرحم وأهون من المشعوذين والدجالين وأرباب الإيحاء الذين عاثوا في العالم العربي فساداً !
وأخيراً لديّ سؤال لا أريد حقيقة الإجابة عليه يكفينى يا حضرة الفليسوف أن تتأمل ويتأمل معك معشر الجمهور الكريم فيه ألا وهو : هل هناك سبب آخر غير الحيرة والتشتت اللتين ذكرتهما عن ظاهرة النهاية المأساوية لمعشر الفلاسفة الغربيين طبعاً ؟
حسناً يا معشر القرّاء ..
هل يحق لنا أن نتساءل بعد هذا الطرح الذي حرّك المياه الراكدة , والذي اتحفنا به " الأخ خليل " أنه هناك " غذّامي " جديد يظهر في مشهدنا الثقافي ؟