ربيعًا باريسيًا يتوشحْ حُزني وينزع عُروقةُ المُتأصلة بقلبيْ
ليحمل نكهة مُختلفة كَ الربيعْ .. تُسمىَ اللقاءْ بعدْ شوقْ !
هكذا يُعبرون عنهْ
لكنهُ سيختلفْ التعبيرْ كثيرًا لدىَ أُنثى مُتيمّة جنونًا بكْ
لاأدريْ هلْ يُرضيْ قلبيْ أنْ أطلقْ عليه
عودة الروح للجسدْ ,
أو , بغروب الحُزنْ وبزوغ فرحْ ,
أو ميلادْ سعادتنا
أو بربكْ ماذا ؟

لوهلةٍ بعدْ اللقاءْ
لاتهمسْ بعباراتْ شوقكْ لقلبيْ
مهمَا تمكنكْ الشوقْ صدقنيْ لنْ يُعطيكْ شعورْ الفقدْ الذيْ غلفْ ملامحيْ بغيابكْ
وجعلنيْ أموتُ رُعبًا بكوابيسيْ , جعلنيْ أموتُ شرودًا بكْ , جعلنيْ أموتُ وكفى!

بربكْ
هلْ سيسمحْ قلبكْ الذيْ أعشقه أنْ تفكرْ مُجردْ تفكيرْ بتكرارْ قصة الغيابْ ؟
وحتىَ لوكانْ الغيابْ دقيقة , أنهُ كَ عُمر بل أكثرْ!

انكَ لنْ تشعرْ بطعمْ الحُزنْ الذيْ أرتويتْ منْ تفاصيله
لنْ تشعرْ بمعنىَ الفقدْ الذيْ سكنْ قلبيْ وحيّيتْ بهْ حتىَ طفحْت ملامحةُ على عينيّ لتفضحْ شوقيْ
وتصبحْ الحكايةْ واضحة جدًا كَ فلمْ مُمتعْ يُشاهدة الجميعْ !
لنْ تشعرْ بهذا كُلّه
عزيزيْ لاتقل أنكَ شعرتْ , أنا أصدقتْ أصدقتْ وربيْ أصدقْ شوقكْ وفقدتكْ وندمكْ
لكنهُ لايُشبهُ الفقدْ الذيْ صاحبنيْ بغيابكْ .. لايُعادلْ إلا القليلْ منهْ , القليلْ فقط!
وتأتيْ لتودعنيْ بأخر اللقاءْ وتقولْ أنكَ مُسافرْ ؟
بربكْ سيديّ لماذا جعلتنيْ أخافُ البُعدْ بهذا الحجمْ؟

حسنًا
لتُسافرْ
ولتبتعدْ شهرْ كاملْ أو سنه
خُذ حُريتك منيْ وأبتعدْ

فيْ كُلْ الأحوالْ ياعزيزيْ لنْ تشعرْ بحجم الفقدْ الذيْ رويتنيْ منهْ
ستشعرْ ..
لكنهُ لايُشبة فقديْ !

لاشيءْ يشعرني بمراسم الموتْ سوىَ غيابكْ
وحدةُ منْ يجعلْ فنجانْ قهوتيْ باردْ لاأحتسيةِ لأجدنيْ غارقةٌ بالشرودْ بكْ
وحدةُ منْ يُثيرْ براكينْ الوجعْ التي لمْ تخمد يومًا إلا بحُبكْ
جعلتْ برحيلكْ ,
طقوسْ الفقدْ بتفاصيلها تعودْ لترويّ حكايةْ اليُتمْ بميلادهَا الجديدْ

سيدي ,
سأكونْ تِلكْ التيْ تراقبُ طيفكْ بشوقْ وتنتظرُكْ حتىَ الموتْ ,

أحترمت رغبتي الطفولية وجعلت هذا الحُلُمْ ينموّ كَ نبته أعتني بهَا بحديقتي ..
خُلق منذُ طفولتي , وتخالط مع أنفاسي الأولى بهذا العالم
ومضحكٌ حين أقول لم يستطع أيَّ فِكر من هؤلاء في مُحيطي أن يُغيروا مساره أو أن يُخالفوا رغبتي الشديدة به , بإختصار لأنه أول حُلُمْ بقلبْ طفلة حالمة حدّ الجنون
حسنًا , ربمَا ليسَ حُلُمْ بقدر ماهو الأن حقيقة
مرحى لي وللحُلُمْ الذي عاشَ بيْ طويلًا ..
بقدر بساطتك إلا أنكَ جزء كبير تهمني جدًا , ليسَ لأنك حُلُمْ طفولي عاش بيْ , بلْ لأنني رغبت أن أحققْ أجزاءك الصغيرة والصغيرة جدًا بعالمي .