مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ

مُنتدياتْ بوُووح الأدبيهّ (http://www.booo7.org/vb/index.php)
-   مِتَى صَارْ الوفَاءْ كِذبَهْ !! (http://www.booo7.org/vb/forumdisplay.php?f=22)
-   -   - يَومِيّات - (http://www.booo7.org/vb/showthread.php?t=2292)

الطُهر 31-01-2009 02:43

- يَومِيّات -
 
مُنْذُ الـ رَابعَةَ عشَرَ مِن عُمرِي وَ أنَا أتَمنّى لَو كَانَ بـِ استِطَاعتِي كِتابَة يومِيّاتِي , وفِي كُلّ لَيلَة أحمِلُ دفتَرِي وَ قلمِي الوَردِي ,
وكُنتُ أفكّرُ دائِمَاً مِن أيّ نُقطَة عليّ أن أبْدَأ , وتسائَلتُ مِراراً عَن كَيفِيّةِ البِدَايَة , واحتَرتُ بينَ الكِتَابَة بـِ العَربِيّة الفُصحَى أو العَامِيّة الدارِجَة , وتوقّفتُ عِندَ ما إذا كانَ لديّ مِنَ الأمرِ المُهمّ ما يستحِقّ الكِتَابَة عَنه,
وفِي كُلّ لَيلَة كُنتُ أزَاوِلُ ذاتَ العمَل وكَان يجُولُ فِي فِكرِي ذاتَ التَفكِير وَ أنتَهِي بـِ التَيهِ , وَ الإِحسَاس بـِ قُبحِ ذاتِي الشَدِيد, لا أعلَمُ لماذا كُنتُ أتصَرّفُ بـِ هذهِ الطَرِيقَة العَجِيبَة !
لازِلتُ أتذّكَرُ جيّدَاً كَيفَ كُنتُ أضعُ اللّومَ عَلَى الأَوراقِ وخشُونَتهَا , وكَيفَ أنّ ملمسَهَا لا يتلائَمُ مَعَ ما يجُولُ فِي خاطِرِي, وَعلَى الحِبرِ المَوضُوعِ فِي أنبُوبَة غرِيبَة [القَلَم] !
لا زِلتُ أتذّكَر أنّي تمنّيتُ لو كَانَ معَ الحِبرِ رِيشَة بدلاً مِن الآلِيّة الغَرِيبَة المَاثِلَةِ أمَامِي ,
وبعدَ أَن ألُوم أوراقِي وأقلامِي أُمارِسُ الحُلمَ يقِظَةً حتّى أغفُو وَ أمَارِسُ حُلمَاً آخَر , وَ الفَرقُ بَينَ الحُلمَين, أنّ أحدَهُمَا بـِ إرادَتِي والآخَرُ بـِ دُونِهَا ,
وفِي الصبَاح أُعِيدُ التفكِيرَ فِي الحُلمِ الإرادِي ولا ألبِثُ أن أتذّكَرُ أنّي لَم أكتُب يوميّاتَ الأمس , وأنّي ضيّعتُ يومَا مِن حيّاتِي مِنَ المُمكِنِ أن يُنسَى فِي متَاهَاتِ ودهالِيزِ الحيَاة , وألُومُ نفسِي فِي نِسيَانِ ذِكرياتِي الجمِيلَة دائِماً ,
ولازِلتُ أشعُر بـِ أنّهُ يجِب عليّ وعلى كُلّ إنسَان أن يلتَزِمَ بـِ كِتابَةِ يومِيّاتِه ,!
لا لـِ شيء سِوَىَ لـِ يُحَافِظَ عَلى ذِكريَاتِه , ولـِ يتعلّمَ مِن قِصَصِه , ولـِ يعتَبِرُ مِنهَا !!
فَنحنُ نَفعَلُ وَ نَنسَى , وَ نُتَألّمُ وَ نَنسَىَ , وَ نبكِي وَ ننسَى , وَ نضحَكُ وَ نَنسَى ,
وَ نُجرَحُ وَ لا نَنسَى,
قَد يظنّ بعضُنَا أنّهُ بـِ إمكَانِهِم تذّكُر الكَثِير ونِسيَانَ القَلِيل, ومَعَ ذلِكَ لا يكتُبُون هذا القلِيل معَ أنّهُ قلِيل,وبـِ كِتَابَتِه , ستكُونُ فصُول حيَاتهم حيّة أمَامهُم دائِمَاً ,
ويظّنُ آخرُون أنّهُ بـِ إمكانِهِم نِسيَان الكَثِير وتذّكُرَ القَلِيل, ومَعَ ذلِكَ لا يكتبُون هذا الكَثِير مَعّ أنّهُ كَثِيرُ وَ سَيُنسَىَ!
أمّا عَنّي فـَ لا أعلَمُ ما هُوَ سِرُّ تِلكَ الحَالَةِ التِي كَانَت تُصِيبُنِي , لِلعِلم بـِ أنّنِي حاوَلتُ كَثِيراً كِتَابَة يوميّاتِي ,!
أظُنّ السبَب يكمُن فِي كَون لا إرادَة قويّة كَانَت تسكُنُنِي ولا عزِيمَة ,
قبلَ عِدّةِ أيّام دخَلتُ عَامِي السَابِع عشَر , ولـِ توّي خلَقتُ هذِهِ الإرادَة لـِ البَدئِ الآن ,
.
.
.

سابِقَاً كُنتُ لـَ أقُول [ثلاث سنِين كَانَت لـِ تُوشم عَلَى بيَاضِ الوَرَق فإن حاصَرَت دهَالِيز الأيّام أوشِحَةَ الذَاكِرَة سيبقَىَ ما فِي الصفَحَات لَا يُمحِيهِ شيء ]
أمّا بعدَ أن نصَحَنِي أحدَهُم بـِ عدَمِ التحسّرِ علَى ما فَات والنظَرِ لـِ القَادِم ,
سـَ أقُول [ العُمرُ بـِ أكمَلِه ينتَظِرُنِي , سَأكتُبُهُ حتّى النَفَسِ/الرُمقِ الأَخِير] ,
.
.
.

شُكراً لـِ الصدِيق,
شُكراً لـِ الإرادَة,
شُكراً لـِ العزِيمَة ,
شُكراً لـِ عامِي السابِع عشَر ,
شُكراً لـِ 2009 ,
شُكراً لـِ الأنَا ,
شُكراً لـِ الأمَل .









أنَا الآن سَـ أفكّر , ولَن أختَارَ أقلامَاً ولَن أُلتَمِسَ أوراقَاً ,سَأكتُبُ وَحَسب!

أل هنـد , 31-01-2009 04:02

رد: - يَومِيّات -
 
نحمل الأماني ولا نعلم متى علينا طرحها , ؟؟!
وف الحقيقة , سآرة هي من تحملنا إلى حيث موسمها ,,,!
حملت ذات أمنيتك في عمر مضى ,
ليس رغبةً في حمل تفاصيل , قد تسقط مع ضجة العمر , !
ولا رغبةً في الاحتفاظ بـ العمر , !!
بل لأني لا أجد العمر بين الحرف والسطر ,
لا أجد إلا مساحات للتحليق و التحليق وال تفكير لهناك ,,
كنت لأجدني الآن أحتضن بياض الكلمة بدل احتضاني لل حسرة ,!
ذات طيش استمعت لأصواتهم , استمعت لهمسهم , للمزهم , لباطل ماتفوهو به عن عالم التحليق ,
فـ خنت رباطي مع القلم , وهجرته دونما اساءة منه , و عدت بدوني لهم , علّي أنال راحتي منهم وبعضا من رضاهم عني , !!
وخسرته , خسرته , خسرته ,
ولم أنل منهم سوآ استبصاري بحقيقة ذواتهم الفارغة ,,
و حقيقة أن الأعلى لا يبدل بما هو دون ,,!!
وعدت بعدما شق حنين الكتابة صدري ,
عدت بعدما عزّ الرفيق للروح ,
عدت لا أملك ما حملته ذات امنية ,!
عدت لا أملك ذات القلم ,!
عدت ولم أجد لدي سوى ماكسرته منه ومني ,!!

سآرة لذا أحب ماهو أنتِ ,
وأفخر بك حيثما وجدتكِ
و أتشوّق لغد يريني اسمك عاليًا ,,


شُكراً لـِ الصدِيق,
شُكراً لـِ الإرادَة,
شُكراً لـِ العزِيمَة ,
شُكراً لـِ عامِك السابِع عشَر ,
شُكراً لـِ 2009 ,
شُكراً لـِ أنَاها ,
شُكراً لـِ الأمَل

شكرًا لك .. سآرة العويناتي ,,
وشكرًا لك .. بوووح ,,
:10:

البيان 31-01-2009 09:41

رد: - يَومِيّات -
 
العزيزة / سارة

التقيت ذات يوم " بوالد " صديق عزيز كان قد ناهز السبعين من عمره المديد بإذن الله تعالى . حيث أطلعني ذلك " الوالد العجوز "! على مذكراته اليومية إذ أنه كان يكتب تلك المذكرات منذ خمسين سنة .! يا الله .! يعنى منذ أن كان عمره عشرين سنة , وهو يكتب مذكراته بشكل يومي .! وكانت تلك المذكرات مدعومة بالصور والوثائق الرسمية الأمر الذي أضفي عليها الكثير من المصداقية .
حقيقة الأمر ذهُلت وأنا أقلب ذلك التاريخ المليء بالأحداث والوقائع , والصور . مما جعلني أسأل ذلك " الشيخ " كيف استطعت القيام بذلك .؟
فرد علىّ بهدوء تام وباختصار : بتخصيصي الوقت لذلك , وبالصبر التام .
ثم أردف قائلاَ :" أن أعظم , وأجمل إرث يتركه الإنسان للآخرين هو كتب السيرة الذاتية أو السيرة الشخصية الحقيقية والتي هي في نظري أروع وأفضل بكثير من القصص الخيالية .!"

لكِ أن تتخيلي حجم النشوة التي اجتاحتني إن جاز لي التعبير .!وأنا اقلب صفحات الذكريات الموثقة , حيث أصبحت تلك المذكرات مرآة أمينة تعكس كل مرحلة من مراحل عمره .!
فرحت " لا شعورياَ " أطبع قبلة على جبينه الأغر..تحية وإكبار على عمله التاريخي .

حسناَ .! ما أود قوله يا سارة هو أنني أشدّ على يدكِ , وأبارك لكِ تلك الخطوة الرائعة , وأوصيكِ بأخذ خبرة " الشيخ " من حيث تخصيص الوقت , والصبر التام , والمصداقية .

ولكِ خالص الدعاء بالتوفيق والنجاح في مشروعكِ الرائع .

:
:
:

الطُهر 01-02-2009 01:15

َ
 

25-1-2009
أحسَستُ بـِ سعَادَةٍ تَسكُنُنِي رغمَ كُلّ العَوامِلِ الحيّوِيّة والإنقِسامَات الميتُوزِيّة وَ الأحماض العضوِيّة -DNA- وَ -RNA- الذِينَ شارَكُوني احتِفَالِي الصَغِير جِداً ,
المَادّة العلمِيّة سَهلَة جِداً , ومُسلّيَة جِداً , ولكِن بـِ مُجرّدِ إحسَاسِي بـِ أنّهَا ستُأكَلُ وَ حَلوَىَ عِيدِ مِيلادِي التِي أهدَيتُهَا لـِ نفسِي, شعرتُ بـِ ثقلٍ على عاتِقِي ,
تنّفستُ الصَعدَاءَ لـِ وهلَة , وأغمَضتُ عَينَاي , وأنصتُّ لـِ هدُوءِ اللّيلَةِ وسكُونِهَا , وَ لـِ دقّاتِ عقارِبِ السَاعَةِ تُنبِؤُ بـِ أنّ اللَحظَةَ حَانَت ,!
الثَانِيَةَ عشَرَ دقّت , ابتَسَمت , فتَحتُ عينَاي , وهَمستُ فِي أذُنِ الحيَاة "أنَا قويّة" !
وكرّرتُهَا "أنَا قويّة" "أنَا قويّة" !!
ومَعَ كُلّ مرّة كُنتُ أكرّرُ فِيهَا هذا القَول , كُنتُ أشعُرُ بـِ قُوّتِي ,:10: !
إحسَاسٌ مُفعَم بـِ الحمَاس ابتَدأتُ بِهِ اللّحظَةَ الأُولَى مِن عامِي الجَدِيد ,
صَوتُ الهَاتِفِ يُنبِئ بـِ رسَائِل جدِيدَة , سعَادَة أُخرَى لـِ أنّهُنّ تذَكّرنَنِي , (1)
وسعَادَة كبِيرَة لـِ أنّنِي صدِيقَةٌ لـ كثِيرات , ومَا أجمَلَنِي بِهنّ حقَاً ,
ألتَهَمتُ قِطَعَ الحَلوَى اللّاتِي أهدَيتُنِي إيّاهَا بـِ شراهَة , واحتَضَنتُ ذَلِكَ الدُبّ المَحشُو بـِ الحنَان وَ الدِفء, وأغمَضتُ عينِي مرّة أُخرَى , وأَفَقتُ بعدَ دقِيقَتَينِ وَ انتَهَى حفْلِي الصَغِير وَ عُدتُ لـِ "الخليّة وَ الوِراثَة" .
وَاصَلتُ دِراسَتِي حتَى الحادِيَةَ عَشَر مِن ظُهرِ اليومِ الثَانِي وَ ذَهبتُ بعدَهَا لـِ تقدِيمِ الإمتِحَانِ الذِي كَان غَرِيبَاً بـِ النِسبَةِ لِي , الحَمدُ لِلّهِ فَـ التَوفِيقُ مِنهُ كانَ جمِيلاً رَغمَ غرابَة الإمتِحان ,
عُدتُ لـِ البيت , وبـِ مُناسبَةِ يوم مِيلادِي أهدَيتُنِي سَاعَةً مِنَ الرَاحَةِ ورُحتُ فِي سُبات !
استَيقَظتُ عَلَى صوتِ أُختِي تَصرُخُ بِي بـِ أعلَى صَوتِهَا "سَارة عندج امتِحان" !!
أُضَعُ يدِي عَلَى قلبِي لا إرادِياً وأسمَعُ خفَقَاته !
يا اللّه ما هَذَا , ما الّذِي فعلتِهِ بِي يا مَجنُونَة , هَكَذا صَرَخْتُ بَعدَ أن لامَسَت وسَادتِي جسَدَهَا المُنهَك بـِ رميَةٍ مِنّي ,
غَسَلتُ وَجهِي والدمُوعُ تُخالِطُ المِيَاه لا لـِ شيء سِوَىَ لـِ أنّهَا جَعَلت نبضِي يتسَارعُ بـِ صُورةٍ كبِيرَة وَ لـِ أنّهُ يومُ مِيلادِي الذِي سأُجبَرُ فِيهِ على دِراسَةِ مَادَة الجيُولُوجيَا !
بـِ اختِصَار كَانَ هذا يَوم عِيد مِيلادِي :10: ,
.
.

شُكرَاً لِلّه.















[line]
(1)تذّكُر أعيَاد المِيلاد كتذّكُر اسم صدِيق قدِيم , وحفظ أعيَاد مِيلاد الإصدِقاء يعنِي علاقَات قويّة وَ روابط وثيقَة , قد يظُن كثِيرُون أنّهُ لا داعِي لـِ هذهِ الأشيَاء ويُطلِق عليهَا آخرُون مُجمّلات لـِ العلاقة ,
فِي حِين يعتَبِرُها آخرُون مُكمّلات لـِ العلاقات , فهِيَ لا تُجمّل العلاقَة فَحَسب بَل تجعَلُهَا مُتكَامِلَة
وَ تُشعِرُكَ بـِ أنّ الطرَف الآخر شخص مُتميّز مُتكَامِل , لِذلِك هِي مِن الأشياء المُهّمَة الـ يجِب الإهتِمام بِها في حال تكوِين أيّة علاقَة.

الطُهر 01-02-2009 01:31

رد: - يَومِيّات -
 

26-1-2009
27-1-2009
28-1-2009
29-1-2009
30-1-2009


امتِحَانَات - مرَض - مُستَشفَى !

الطُهر 01-02-2009 03:30

رد: - يَومِيّات -
 

31-1-2009

الفجر- كَانَ مُميّزَاً جِدَاً ,
رُوح حنُونَة وَ قَلب كَبِير وَ أُخت لـِ الجمِيع, هكَذَا وَجدتُ هِند,!
طَالَ الحَدِيث, وبـِ عُمقِ تفكِيرِ الأَنَا وَصَلتُ لـِ اختِلاجَاتِ تِلكَ الـ هِند لـِ تَهمِسَ لـِي بـِ هدُوء ,
"انتي طفلة كبيرة" :10: !
فـَ أُجِيبُهَا "التجّارُب"
ومِن تِلكَ النُقطَةِ وُلِدَ جمَالُ المُحادَثَة ,
هند: الحياة ماترحم العمر ,
أنا: كذا أحلى , وأفضل ,
هند: كذا نقوى ونكبر
أنا: وما ننحني قدام الريح الخفيفة ,ولا ننكسر قدام الريح القويـّة , !
هند: على حساب ضحكاتنا ,و حساب براءتنا ,بس ما أحب اشوف الصور تتكرر
أنا: ما في شي على حساب شي , صدقيني يا هند , لما نكبر واحنا صغار نقدر نضحك واحنا كبار ,
وبرائتنا ممزوجة بملامحنا ,
لو شاب فينا الحزن , تبقى برائتنا !!
ما أجمَلنِي بِهَا البَارِحَة , تحدّثنَا كَثِيرَاً وَ مُطوّلاً , حتَىَ تسلّلَ النُورُ شيئَاً فَـ شيئَاً وانبَلَج,
الهُدُوءُ يسكُنُ أرجَاءَ المَدِينَة , استَأذَنتُ ولُذتُ بـِ غُرفَتِي - وطنِي الدافِئ - , وغَرَقتُ فِي أحلامِي ,
.
أفَقتُ صبَاحَاً عَلَى صوتِ فَوضَىَ فِي الخَارِج, -شهَد وَ رغَد- ابنتي خالي,
رغَد الـ أقرَبُ لـِ قلبِي , عَينيهَا البَرِيئَتينِ وَ برِقَهُمَا الّؤلُؤِي يُرغِمُنِي على تَقبِيلِهَا واحتِضَانِهَا ,
نظَراتُهَا وابتِسَامَتُهَا تجعَلُهَا أجمل بـِ كثِير ,
شهَد لا شيءَ فِيهَا يُغْرِينِي سِوَى مزَاحَهَا وضحكتهَا الغَرِيبَة ,
وَ الخَادِمَة , "فاطمَة"
أتسَائَلُ والنَومُ قَد طغَى عَلَى ملامِحِي ما السبَبُ فِي كَونِكُم هُنَا اليُوم ,!
تجمَعُ فَاطمَة الحقائِبَ مِن حولِهَا وتُمسِكُ بـِ شهَد وتحمِلُ رغَد وتَهمِسُ بـِ عربيّتنَا مُخفِقَةً فِي نطقِ كُلّ الأحرُفِ بـِ لهجَةٍ صحِيحَة
"يالله قوموا نروه بيت " فِي مُحَاولَةٍ ناجِحَة مِنهَا فِي تبدِيدِ النُعَاس,
ضَحَكتُ بـِ سعَادَة , واتجّهتُ صوبَ رغَد وقبّلتُهَا بـِ جنُون .
مرّ اليَومُ عادِيّاً جِداً في الواحِدَةِ ظُهرَاً تصّفحتُ كِتَاب "كُن مُبدِعَا" وقرَأت ما يُقارِب الست صفَحَات ,
وفَورَ انتِهَائِي مِنَ القِراءَة حيْثُ خصّصتُ وقتَا لـِ القِراءَةِ فِي كُلّ يوم , رِحتُ لـِ غُرفَة اخوتِي "مَنبَعُ الإزعَاج" لـِ أسمَعَ فوضَىَ , وَ فرحَة ,
ومَا أسعَدَنِي ,
حِينَ رأيتُ علامَات الفَرحَة تَملأُ قسمَات وجه مُحمّد , وهُو يُحَاوِلُ جاهِداً تركِيبَ سِكّةِ القِطَار ,
الهَدِيّةُ التِي اشترَيتُهَا لهُ بـِ مُناسبَةِ عِيدِ مَولِدِه !
حقَاً أن ترسُمَ بسمَةً على شفَةِ طِفل لـَ أمرٌ جمِيلٌ بـِ الفِعل ,
نِداءاتُ وَالِدَتِي أن رتّبِي صحُونَ المَائِدَة , فأبتَسِمُ مُلبِيّةً النِداء.
وأتحدّثُ وَ والدتِي في أمورٍ شتّى , تزِيدُنِي نَضجَاً وتُحسسُنِي بـِ قُربِي مِن والدتِي .
,
فِي السَاعَةِ الثالِثَةِ إلاّ رُبع يرّنُ الهَاتِفُ , إنّهَا صدِيقَتِي حَوراء ,
حَورَاء الأَقرَبُ إلَى قَلبِي , مِثالٌ مُمتَاز لـِ الصدِيقِ الحسَن الذِي ندُرَ فِي زمَانِنا , وأحمِدُ اللّه لـِ وجُودِها
إلى قُربِي دائِمَاً, اتَصَلت مِن أجلِ طلبِ زِيارَةِ صدِيقَة الإعداديّة - زينب -

,
هدُوءٌ وَ جمَال , وَ أنَادِي فاطِمَة بـِ صوتِي المَبحُوح مِن أثرِ المَرض طَالِبَةً مِنهَا تجهِيزَ ملابِسِي ,
وكـ أيّ أُنثَى , تَهوَى التجّمُل , والنظَر لـِ المِرآة , وَ الإِمعَان فِي التفاصِيلِ الدقِيقَة لـِ ملامِحِ الأنَا ,
حسنَاً أنَا مُستعِدّة الآن , و لا شئَ يجِب فِعله الآن سِوىَ الإنتِظار,!
ولـِ أنّنِي لا أهوَى الإنتِظار , اطّلعتُ على مجّلَةِ الحِكمَة الإسبُوعِيّة , وقرأتُ بعضَاً مِن تفاصِيلِها,
,
بعدَ فترة وجِيزَة قدِمت حوراء , وكلّها سعَادَة , ورحتُ وهِيَ وكُلّي إرهاق,
حاوَلتُ إخفاءَ ملامِحِ الإرهاقِ وأجدتُ فِعلَ ذلِك,
وفِي الهُنَاك كَانَت لنَا جلسَةٌ وحَدِيثٌ شيّق لَن يُنسَى ,
حَورَاء وكَعَادَتِهَا تصمُتُ كثِيراً لا لـِ شيء سِوى لـِ كَونِهَا خجولة رُبمَا ,ورُبمَا لـٍ أنّها تُفضّلُ الإنصَات ,
أنَا , كَعَادَتِي أفتَحَ أبْوَابَ المَواضِيع ,
زَينَب , تُعبّرُ عَن رأيِهَا بـِ حُريّة , دُونَ التقيُّدِ بـِ شيء,
وبَينَ الصَراحَةِ والرأي كانَ النّقَاش,
ما يُثِير دَهشَتِي فِي زِينَب هُوَ عدَم مَعرِفتَهَا لـِ الكَم الهَائِل مِن الطَاقَةِ المُختَزَنَة فِي ذاتِهَا والتِي مِنَ
المُفترَض أن تتحَوّل إلى إبداع , ولكِنّها تكتَفِي دائِمَا بـِ قول "من سينظُرُ لـِ أنَاتِي " " أناتِي فاشِلَة جِداً" "لا أستطِيعُ فِعل شيء" "أنَا مُحبطَة" ,
ونَاقشتُ أنَاتهَا معهَا , وَ وجدتُ الكثِيرَ بـِ داخِلها , بـِ الرغم أنّ حُلمهَا الأوّل هُوَ الطِب , إلا أنّها
استبدلتهُ بـِ خيارين إمّا الأشِعّة أو الأسنَان !
لا أحِبُّ أن أرَى أحلامَاً لـِ أنَاسِ تمُوت , ولا أحِبّ أن يُجبرَ أحدهُم عَلَى استِبدالِ حُلمِه ,
قَرَأتُ فِي كتَابِ (عشر خطوات للنجاح) ,
أنّهُ مِنَ المُهِم أن يكُون للإنسانِ حُلمَاً ,يسكُنُه , والحُلمُ سيتحقّقُ يومَا ما بـِ الإرادة ,
ويُشِير الكِتاب لـِ أهمِيّة اختِيار حلم كبير لـِ الوصُُول إليه , وَ أنّ تحقيق الأحلام يأتِي بالتدرّج ,
والكَثِير مِنَ النُقاط المُهِمّة للنجاح ,
من وجهَة نظرِي لو ابتدأت زينب بـِ الأسنَان وَ واصلَت الدِراسَة حتى الدبلُوم , ومن ثمّ خطوة خطوة ,
حتى تصِل لـِ هدفِها الأكبر , بدلاً مِنَ الأشِعّة / ولكّنهَا أجَابتنِي بـِ يأس , ستدرسُ الأشعّة لتستكمِلَ
مسِيرتها الدراسيّة بـِ سُرعَة وتعمَل تحَاشيَاً لـِ وقُوعِ أيّةِ ظرُوف !
سألتنِي زينب عن أحلامِي فأجبتُها يبدُو لِي أنّي أحتَضِنُ الكَثِيرَ من الأحلام , وسأحقّقُ جمِيعهَا
بـِ إذنِه , الإخفاق فِي مرحلَة ما , يجعلكَ أقوَى وأشدّ , وإن أخفقتُ الآن , فأمامِي المَزِيد ,
والأحلامُ لَن تمُوت .
تحدّثنَا كثِيراً - ومُطوّلاً ,
وعُدتُ وَ حوراء في الساعَة الثامِنَة لـِ المنزِل ,
شَغَلتُ نَفسِي بـِ كتابَةِ تقرِير , أنهيتهُ فِي التاسِعَة والنصف ,
وبعدهَا استَمعتُ لـِ مُحاضرَةٍ دينيّة تربويّة تحدّثَت عَنَ -الشُعراء- !
زادَت مِن مُحصّلتِي الدينية والثقافيّة الشيء الكَثِير , هذهِ المُحاضرات لهَا مِنَ الفَائِدَة الشيء الكَثِير
وإنّهَا لـَ تُربّي أجيالاً , وتُنبِتُ زهرةً فِي قلُوبِ البَاحثينَ تَروِيهَا بـِ منهَلِ العِلم , ومَا أجمَلَ هذا العِلم !
وما أجمَلَ دِراسَتَه , وإنّي لأجِدُ ذاتِي تستلّذَ دِراسَتَه على عكسِ العلم المَأخُوذ من أيّةِ مصادر أخرى.
وأنهَيتُ يومِي بـِ قُبلَةٍ عَلَى جبينِ والدِتِي , وَ إشعَالِ شمعَة , وقِطعَةِ حلوىَ , وَ التحلِيقِ فِي سمَاءِ
الـ بُوووح :10:.



هديل . 01-02-2009 17:29

رد: - يَومِيّات -
 








أنَا هُنـــاَ , :2:










الطُهر 02-02-2009 04:28

رد: - يَومِيّات -
 
1-2-2009

أُفِيقُ فِي السَاعَةِ الثأمِنَةِ إلا رُبع لـِ مَوعدٍ ضَرُورِي ,
أتَمَلمَلُ فِي مَشيَتِي ,أقصد الحمّام
أنظُرُ لـِ آثَارِ النّومِ عَلىَ وجهِي ,
أفتَحُ عَينِي بـِ أشدّ اتَِساعٍ وَ أعُودُ لـِ أُغلِقَهََا مِن جَدِيد
وأكرّرُ الحَركَةَ ما يُقَارِبُ الخَمسَ مرّات ,
لـِ أضحكَ بـِ صوتٍ يتعَالَى شيئَاً فَشَيئَاً,
يَا لهذَا الجنُون منذً الصبَاح
أضَعُ المَعجُونَ عَلَى فُرشَاتِي ,
وأفتَحُ فَمِي وَ أُخرِجُ لسَانِي وَ أنظُرِ لـِ تصرُّفَاتِي الغَرِيبَة فِي المِرآة,
أمَرّرُ الفُرشَاَةَ عَلَى -القَواطِعِ أولاً- وَ أحرّكُهَا بـِ خِفّة,
وأزِيدُ مِن سُرعَتِهَا شيئَاً فَشَيئَاً
أفكّرُ في الأُمٌور التِي يجِبُ عليّ فِعلُهَا بعدَ عَودتِي مِنَ المَوعِد ,
وَ أرُوحُ بـِ فِكرِي بعِيدَاً , لديّ الكَثِيرَ لـِ أقُومَ بِه ,
أفكّرُ فِي المقَال الذِي يجِبُ إرسَالُه لـِ إحدَى الجرَائِد ,
وفِي برنَامج فن الخِطَابَة الذِي فكّرتُ فِي الإشتِراكِ فِيه ,
وفِي الكَثِير ,
أحِسّ بـِ طَعمِ المَعجُونِ الغَرِيب ,
أنظُرُ لـِ ذاتِي فِي المِرآة ,
ولكِن لا أرانِي , فـَ الضَبَابٌ يَعلُوهَا ,
الحمَامُ بـِ أكمَلِهِ مُمتلِئٌ بـِ بُخارِ المَاء ,
يَا لـِ جنُونِي , نسِيتُ المَاءَ مفتُوحَاً !
أكمِلُ مَا بدَأتُ بِه , وأُعُودُ لـِ غُرفَتِي ,
ألقِي نظرَةً عَلَى دفتَرِي الصَغِير , وَ أكتُبُ جَدوَلَ اليَوم ,
أذهَبُ لـِ المَوعِدِ الذِي أخذتنِي إليهِ وَالِدَتِي ,
لـِ أعُودَ بعدَ ما يُقَارِبُ السَاعتَين ,
أشعُرُ بـِ الأَلَمِ يتخلّلُ عِظَامِي , صُدَاعٌ , وَحُنجرَة مُلتهِبَة جِدَا ,
أرَىَ المُربّعَات علَى الطَاوِلَةِ تتمَايَلُ قَلِيلاً,
والجُدرَانَ فِي حركَةٍ مُستمِرّةٍ بطِيبئَة جِداً ,
تتسَارَعُ حركَتهُا ,



,

أرمِي بـِ ثُقلِي عَلَى السَرِيرِ فلا أحِسّ إلاّ بـِ النَبضِ المُتسَارِع,
كُنتُ لـَ أنَادِي أمّي لَولاََ إحسَاسِي بـِ أنّ الصَبرَ أفضَل ,
رحتُ فِي سبَاتٍ عَمِيق ,
لَم أفِق إلاّ فِي الخامسَةِ والنِصف مسَاءً ,
وجَسَدِي يذُوبُ ألماً وحرَارَة !
شرِبتُ كأسَاً مِنَ المَاء , واكتَفَيت ,
عُدتُ لـِ غُرفَتِي ,
أحسَستُ بـِ ذاتِ الدُوار , وعُدتُ لـِ تِكرارِ ذاتِ العَمل !
رَنِينُ الهَاتِفِ المُتكرّر يُرغِمُنِي عَلَى التِقَاطِهِ مِن جَانِبِي
وَ تَمرِيرِهِ بـِ حركَةٍ سَرِيعَة لـِ أذُنِي ,
أسمَعُ صَوتَاً مَألُوفَاً , وهُم يُردّدُونَ "ألو - ألوو " !
ولا أجِيبُ بـِ شيء, أُغلِقُ السمّاعَةَ وألقِي بِهِ مرّةً أُخرَى ,!
أغمِضُ عَينِي , لـِ يَرّنَ الهَاتِف مِن جَدِيد ,!
أجِيب ,
فاطمَة : أهلاً ,
سارة : هلا ,
فاطمَة : أزعجتش.؟
سارة : لا عَادِي , خير ان شاء اللّه ,
فاطمة : وش فيه صُوتِش .؟ مريضَة .؟
سارة : لا عادِي ,
فاطمَة : باجر النتايج ,
سارة : انزين ؟
فاطمة : لا أبد.
سارة :اممم ,
فاطمة : وش فيش مو طبيعية ,
سارة : أبغَى أنَام , بلييييز ,
فاطمة : ضحكة طويلة , اوكي مع السلامة ,


وَ أعُودُ لـِ النَومِ ,!
أفِيقُ أخِيراً عَلَى صوت وَالِدَتِي , تَضَعُ يدَيهَا عَلَى رَأسِي بـِ رِفق ,
تتَفقّدُ حرَارتِي , أحِسّ بـِ بُرُودَةِ كُلّ شيء,!

,


وَلا زِلتُ علَى هذهِ الحَال,
يُصِرُّ وَالدِي علَى ذهَابِي لـِ المُستِشفَى ,
وَ أصِرّ عَلَى البقَاء ,


,

السَاعَة التَاسِعَة ,
أحمِلُ وسَادتِي , وأستَمِعُ لـِ المُحَاضَرَة اليَومِيَّة ,
يتنّهَدُ أخِي , تَبتَسِمُ والِدَتِي , ولا أحِسّ بـِ شيء,
أنا أنصُتُ وَحَسب , تعلّمتُ الكَثِير مِن هذهِ المُحاضَرَة ,
وَ أجمَلُ مَا تعلّمتُه , هُوَ أنّ " المكَان بـِ المكِين "

,

ومِن إثرِ مَا تعلّمتُه ,
أحّبُ أن أقُول أنّ المكَانَ هُنَا بـِ مكِينِه ,
وإن تَوَاجَدَ الجَمِيع لا يُغنِي عن تواجُدهُم ,
فـَ المكَانُ لا يكُونُ جمِيلاً إلا بِهِم , فهُم زِينَةً المكَان !
تحِيّةٌ لهُم .


,

وأَخِيراً عُدتُ لـِ تصفُحّ كِتَابِي , الّلذِيذ ,
وتذّكَرتُ أمرَ فَاطِمَة ,!
اتّصَلتُ بِهَا ,وَ اعتَذَرت , أجَابتنِي فَورَاً لـِ تسخَرَ مِنّي , ومِن نَومِي الذِي لا ينتَهي ,
أخبِرُهَا بـِ مرَضِي , لـِ تُفَاجَأ ,
وَتعُودُ لـِ تُذّكِرَنِي بـِ أمرِ النتَائِج ,
اعتذَرتُ مِنهَا مرّةً أُخرَى ,
وهَا أنَا أخِيراً هُنا , أتنّفَسُ بـِ عُمق ,!



,
أنَا الآن أفكّرُ :
كَيفَ ابتدَأتُ اليَومَ بـِ مَلَل ,
وأبدَلتُ المَلَلَ بـِ سعَادَةٍ وحركَاتِ جنُونيّة مُفتعَلَة ,
فقَط مِن أجلِ أن يكُونَ يومِي جمِيلاً وَكَيفَ أنّ كُلّ المُحَاولات باءَت بـِ الفشَل ,
وكَيفَ أنّ المَرَض قَد ألغَى كُلّ مُخطّطاتِي الجمِيلَة لـِ هذا اليَوم !
,

اليَومُ مُرهِقٌ جِدَاً ,
المَرَض, وَ انتِظَارُ النتَائِج !
والقَلَق - رُحمَاكَ يَا الله -

الطُهر 03-02-2009 03:17

رد: - يَومِيّات -
 
2-2-2009

أن تحلُمَ بـِ مادّةَ الكِيميَاء , فهذَا يعنِي كَابُوسٌ قَاتِل !
وما حلمتُ بهِ إلا لـِ فرطِ تفكِيرِي بـِ النتَائِج ,
استيقَظتُ صبَاحَ هذا اليَوم ,
وعَلَى غيرِ عادتِي توجّهتُ مُبَاشرَةً لـِ - الكمبيوتر -
وآثَارُ النَومِ عالِقَةٌ عَلَى وجهِي ,
تنظُرُ إليَّ والِدَتِي بـِ اشمِئزاز , ولا أكتَرِث ,
قـَ الخَوفُ هِيَ المُفرَدَة الوحِيدَة التِي بِإمكانِهَا وصفُ أنَاتِي الآن !
يالله , يالله , يالله , يالله , أُتَمتِمُ بـِ صوتٍ لا يكَادُ يُسمَع ,
أحرّكُ أصابِعِي بشكلٍ مُتسارِع على الطَاوِلَة ,
أرَاقِبُ المَنظُومَة الإلِكترُونِيّة ,
ولـِ أوّلِ مرّة لـِ سنتين ونِصف يفتَحُ المَوقِع بِشكلٍ طبيعِي ,
بِلا أيّةِ مُعوّقَات ,
أكتُبُ رقمِي الشَخصِي ,
وأكرّرُهُ مرّتَين ,
أقتَرِبُ مِنَ الجِهَازِ , أكَادُ أن ألتَصِقَ بِه ,
النتَائِجُ , ها هِيَ أمَامِي ,
أحرّكُ ناظِرَيّ على جمِيعِ المَواد ,
نبضِي يتسَارَع ,
الخَوفُ ,
الإرتِبَاك ,
الأرقَام ,
حُنجرتِي المُلتَهِبَة ,
ابتِسَامَةُ تَرتَسِمُ بـِ , بـِ , بـِ , بـِ بُطئٍ شدِيد !
أنَا أشعُرُ بـِ السعَادَة ,
أنَا رَاِضِيَةٌ عَن ذاتِي كثِيراً ,
أنَا أحبّنِي ,
ألتَفِتُ لـِ الورَاء,
أمّاااااااه , وابتِسَامَةٌ كَبِيرَة ارتَسَمَت ,
فَرحَةٌ لَم أستطِع إخفَاءَهَا ,
" يُمّه بس ضمّينّي "
أتحرّكُ باتجَاهِهَا , احتَضِنُهَا ,
"يِمّة شوفِينِي , أنَا راضيَة عن نفسِي "
تَنهِيدَةٌ مُلتَهِبَة بـِ الــ "....." ,
وكَأنّ ثقلاً كَبِيراً قَد أزِيحَ عَن عاتِقِي ,
,
قَد تكُونُ الفَرحَة الوَاضِحَة أعلاه تُشِيرُ لـِ تفوّقٍ , أو , لـِ تميّزٍ , أو , لـِ تفرّد !
حسنَاً , أنَا لَم أتفَوق ,
ولَم أتميّز , ولَم أتفرّد , ولكِنّنِي وصلتُ لـِ درجَةِ الرِضَا عنِ النَفس ,
وهذا ما يُهمُّنِي حقَاً ,

,
فشِلتُ كثِيراً , فِي العَامِ المَاضِي , لا , لـِ عدمِ قُدرَتِي على النجَاخ !
ولا لـِ عدَم قدرتِي على الوصُول لـِ مراتِبَ اعتدتُهَا في مراحِلَ سابِقَة !
بَل لـِ أمرٍ مُختلِف كُليّاً , ودَعنَا مِنهُ الآن .

,
قَد لا يتخيّل أيّ مِنَ القَارِئِين مِقدار الراحَة النفسِيّة التِي أحسّهَا الآن ,
ولا بـِ مِقدارِ سعَادتِي ,
ولا بـِ مِقدار الرِضا عنِ النفس ,
والسَبَب في هذا كُلّه ,
هُوَ أنّي بذَلتُ طاقة مُعيّنَة,
وجُهد مُعيّن وَ وقت مُعيّن مِن أجلِ الوصُولِ لـِ أمرٍ مُعيّن .
وَ وصلتُ إلى ما أردتُه , لا أكثَرَ ولا أقَل !

,

إن كَانَ بـِ إمكَانِ أيّ فَردٍ مَنّا ,كِتابَة أمر ما على ورقة بيضَاء ,
كـَ " أنَا أرِيدُ أن أنجَح " مثلاً ,
وَ وصَلَ لـِ النجَاح , فـَ إنّ بـِ استِطاعتِه الوصُولَ لـِ الكثِير بذاتِ الطَرِيقَة ,
[:2:]
,

وفِي أوجِ فرحَتِي يرّنُ الهَاتِف ,
أمَل : هلا سارة ,
سارة : هلا ,
أمل : شخبارش
سارة : بخير - انتين شخبارش
أمل : أحاتِي النتايج , سارة تقدرين تطلعين نتيجيتي , جهازي خربان !
سارة : من عيُوني , بس عطيني الرقم الشخصي ,
أمل : ---------
سارة : امممم , !!
أمل : قُولي !
سارة : عندش مادتين !! , الريضين !!
أمل : متأكدة !
سارة : اي ,
أمل : شخبار نتيجتش ,
سارة : الحمدلله , تماام !
أمَل : يالله اشوفش على خير .
سارة : سلام .


أمَل , وَ الحُزنُ قَد غطّى نَبَرَةَ صَوتِهَا , أمَل , التِي ما اعتَدتُ مِنهَا إلا الأمَل , والضحكَة ,
والجمَال - اكتَسَى صَوتُهَا بـِ رِداءِ الحُزن !
لا أعلَمُ - ليسَ بـِ إمكَانِي فِعلَ شيء ,

,

قطَعَ حبلُ تفكِيرِي اتّصَالٌ آخَر ,
آلاء : هلا سارة
سارة : أهلين , هلا وغلا ,
آلاء : وش سالفة تلفونش كلة مشغُول , أمس المغرب مشغُول , والحين مشغُول , وش عندش
سارة : هههه , ما عندِي الا كل خير , بس تدرين النتَايج , أمَل كلّمتني من شوي .
آلاء : شخبار النتيجة.
سارة : أوكِي , النتيجة حلوَة ,
آلاء : أبغى تطلعِين نتيجتي , علشان النت ما يشتغل ,
سارة : من عنُوني , بس لحظات , وعطيني الرقم .
آلاء : ----------
سارة : درجاتِش حلوة , كل شي تمام .
آلاء : مشكُووورة ,
سارة : على بالكم ببلاش كل شوي اطلع نتيجة وحدة , الحلاوة عليكُم ,
آلاء : هههههه انزين , تقدرين تطلعين نتيجة اختي ,
سارة : ضحكة طويلة , عطيني الرقم وش ورانا ,

,

وعَقُبَ اتصّال آلاء ,
اتصَال حَوراء , لـِ تُخبِرَنِي أنّ المَنظُومَة لا تَفتَح ,
وانقضَى الصَبَاح , بينَ أرقَام , ودرجَات , وأسمَاء , وأرقَام شخصيّة .,

,

أستَلقِي , أتنّهدُ بـِ عُمق !
أبتَسِمُ , ويرّنُ الهَاتِفُ مِن جَدِيد !!

,
لَيلَى ,
نَبرَةُ صوتِهَا حزِينَةٌ بعض الشيء, تُحدّثُنِي بـِ غرابَة ,
تُنَادِينِي بـِ صوتٍ يكَادُ لا يُسمَع !
أهمِسُ بـِ تعجّب , ليلَى ما بِكِ , وجرَى الحِوَار !
ليلَى: سارة عندي خبر غريب , وحزِين ,
سارة :اممم, قُولي كلي آذان صاغية !
ليلى : بس توعديني لا تخافين , ولا ترتبكين ولا شي,
سارة :امممم, مطولَة الإخت , يالله قولي !
ليلى : اليُوم النتايج
سارة :ضحكَة طويلة , هههههههه !!!
ليلَى : وش فيش ,!؟
سارة : أبغَى أسالش , ليش أخبارش دائما متأخرة , صحصحي شوي !
ليلى : ههههههههه ,
سارة : وربّي ضحكتيني ليلوو ,
ليلى : شخبار النتايج ,
سارة : امممممممم , كل شي تمام .
ليلى : متأكدة؟
سارة : أكيدين , يا دُوبة , الا أقول عطيني رقمش خليني اشوف نتيجتش ,
ليلى : لا الرقم فيه شغلة غلط , ووووو ,
سارة : يا حرام بتنطرين لين الكورس الجاي , يا صبر أيّوب !!
ليلى : وش نسوي بعد ,


,
وتحدّثنَا كثِيراً !

,
حسنَاً اليَوم , هَاتفِي مُتعَب جِداً !
وأنَا مُرهقَة جِداً ,

,

السَاعَة الثَانِيَة ظُهرَاً ,
لا رَغبَةَ لِي في الطعَام ,
حُنجُرتِي !!
يالله ,

,
إحِسّ بـِ رغبَة فِي قِراءَةِ القُرآن ,
أحِسّ باشتِيَاقٍ لله ,
أحِسُّ بـ الكثِير .

,
ولكِن , أجلِسُ على الكنَبَة ,
لـٍ أغفُو ,
أفتَحُ عَينِي , وأتحرّكُ باتجاهِ سرِيرِي ,
ألقِي بـِ جسدِي المُنهَك ,
وأنَام !

,

[أم علِي ,], صدِيقَةُ والِدَتِي المُقرّبَة , امرَأة حنُونَة طيّبَة جِداً ,
قلبُهَا كبِيرٌ ويتّسِعُ للعالمِ أجمَع , هِيَ أمّ حوراء , صدِيقَتِي المُقرّبَة ,
أن ترتَاحَ لـِ شخصٍ في هذا العالمِ الضَخم لهُوَ أمرٌ جمِيل ,
وأن تُحسّ بـِ قُربِكَ مِنه , واستِطَاعتِكَ على إسعَادَه , لهُوَ أجمَل .
شُكراً للّهِ , لـِ أنّهُ منَحنِي حوراء ,
وعرّفنِي بـِ أسرَتِهَا الهادِئَة .

,

خالتِي - أم علِي - سَتُسَافِرُ غدَاً لـِ العِراق ,
حَيثُ البُقعَةُ الطَاهِرَة ,
جيثُ الجمَال,
حيثُ كُل شيء جمِيل,

,

واللهِ أنّي أتضّورُ شوقَاً للذهَابِ للهُنَاك,
ومعَ كُلّ صلاةٍ أتمنّى لو كَان باستِطَاعتِي الذهَاب!

,

تين تين , تين تين , تين تين ,
اهلا حوراء, فِي الساعَةِ الثَامَنَة سأكُونُ عِندَكُم ,


,

ما يُزعِجُنِي حقَاً , أنّ المرَض واضِح جِداً على قسماتي ,
ما يُزعِجُنِي أكثَر , أنّي أحَاوِلُ كثِيراً فِي اخفائِه , وبِلا جَدوَى !


,

السَاعَة الثامِنَة ,
أنَا والمِرآة , حِكَايَة جمِيلَة .


,

السَاعَة الثَامِنَة وعشرُون دقِيقَة ,
أتصَفّحُ كِتَابَاً ,

,

السَاعَة الثَامِنَة والنِصف ,
ألَمٌ !
ألمٌ !
ألمٌ !


,

أفكّرُ فِي البقَاء ,
أفكّرُ في الاتصال وَ الاعتِذار !
ولكِن ,


,
يَجِبُ أن أذهَب ,
أجمِلُ ثِقلِي , وأسِيرُ ,
,

يفصلنَا عنهُم , بيتينِ فقَط ,
خطواتِي بطِيئَة جِداَ ,

,

أطرُقُ الجَرَس ,
أفَاجَئُ بـِ امرأةِ غرِيبَة ,
تُحدّثُنِي ,
أنتِ سارة أليسَ كذلِك .؟
فأجِيبُ , نعَم أنَا هِي .!

,

أدخُلُ فِي عجلَة , الوجَعُ يتحكّمُ فِي تصَرُفَاتِي ,
وهذا ما أمقتُهُ فِعلاً ,

,

لازِلتُ أرِيدُ معرِفَة تِلكَ المرأة , ومَن تكُون ,!

,

تستَقْبِلُنِي حورَاء ,
تشعُرُ بـِ ألمِي ,
تُقدّمُ لِي الدواء,
نضحكُ كثِيراً ,
تُنسِينِي الأَلم ,
تُداوِينِي بِـ طريقتِهَا الخاصّة ,

,
ما أجمَلَنِي بِهَا ,
وما أسعدهَا بِي .,


,
أحِسّ بـِ الشِفَاء .


,
أتبَادَلُ وهِي أطرَافَ الحدِيث ,
نَأكُلُ الحلوَى ,
أزِنُ جسدِي ,
أضحَكُ ,
أمزَحُ ,
أحدّثُهَا عَنِ الجمَال ,
تُحدّثُنِي عنهَا ,

,

أسلّمُ على أمّهَا ,
التِي توصِيني خيراً بـِ أمّي ,
أن أطِيعِيهَا ,
أوصِيهَا بـِ نفسِهَا ,
وَ تُوصِينِي بـِ حوراء .

,

أقبّلُهَا ,
وأستَأذِِنُ بـِ الخرُوج ,


,

أتوّجَهُ مُبَاشرَةً , لـِ أحيَاءِ ,
"ذِكرَى استِشهَادِ الإمامِ الحسن ابن علي (ع) "


,

وأَعُودُ لـِ المَنزِل ,
وقَد فَاتَتنِي المُحَاضَرَة الدِينيّة ,


,

أتفّقَدُ الإيميل !
لا رسَائِل!


,


أقرَأُ كِتَابَاً ,


,


يأتِي إبراهِيمُ, أخِي , لـِ يُحدّثَنِي عنِ ما فَاتَنِي اليَوم !
أتسَائَلُ بـِ دهشَة , وما الذِي فاتَنِي حقاً !
لـِ يُجِيب, ركُوب الحِصَان !
أفتَحُ عَينِي وبـِ أشدّ اتّسَاع !!
أتسَائَل عن الوَقتِ الذِي ذهبُوا فِيه ,
لـِ يُجِيبَنِي "الظهر وانتي كنتي نايمة وتعبانة ومريضة " !!
حقاً فاتَنِي الكَثِير ,
وَ الحمدُ للهِ على كُلّ حال ,

,

ها أنا ذَا هُنَا ,
أكتُبُ وكُلّي أمَل بـِ أن يكُون الغَدُ أجمَل ,
ويكُون صبَاحِي أجمَل .

الطُهر 06-02-2009 02:35

رد: - يَومِيّات -
 
3-2-2009

أفِيقُ
بِلا أصوَاتَ تُوقِظُنِي ,
بِلا أشّعَة تُداعِبُ جفنَاي ,
بِلا مُنبّه ,
بِلا حنَاجِرَ مُتحَشرِجَة,
بِلا إزعَاج ,
بِلا حرَكَة ,!
فَقَط أفَقتُ - وأطّلَ هذا الصَباحُ علَى غَير عَادَتِه ,
.
حِينَ يتخلّلُ الهدُوء جُدرَانَ مَنزلِي , أيقِنُ أنّ شيئَاً مُختلِفَاً كَان - أو - سيَكُون .
أسِيرُ فِي خُطَىً سَرِيعَة , يغمُرُنِي الإحسَاسُ بـِ الخَوف ,
أبحثُ عَنهُم , ولا أحَد ,
كُل الزَوَايا خَالِيَةٌ مِن أخْيِلَتهِم .
لِمَ كُل شيء يُشْعِرُنِي بـِ العُتمَة وَ الظلاَم وَ الفَقد , لِمَ. ؟!
مُواء القطّة في الخَارِج هُوَ الصَوتُ الوَحِيد الذِي يكَادُ يَتسّرَبُ لـِ أذنِي ,
,
"يُمّة ...., يُمّة......., وينكُم"
ولا مُجِيب ,!
لا أحِبُّ الاختِلاجَات التِي يُنجِبُهَا الخَوفُ فِيّ , فِي دواخِلِي .
صَوتُ خرِيرِ المَاءِ يَرسُمُ البَسمَة ,!
أطرُقُ باب الحمّام , يُمّة ؟ .. ابراهِيم ..؟
أطمَئِنُّ حِينَ أسمَعُ صَوتَ والِدَتِي , أسْألُهَا بـِ دهشَة عَن مكَانِهِم , تُجِيبُنِي أنِ اصبِرِي , لـِ أخرُج ,
لا أعلَمُ لماذَا أنَا خائِفَة مِن فقدِهِم دائِمَا , لا أحِبّ إلاّ صَوت إزعَاجهِم في بيتِي , بـِ الرّغمِ مِن أنّي ,
أكثَر أفرَاد الأُسرَة تمرّدَا وغضَبَاً مِن الضَجِيجِ الـ يملأ المَنزِل دائِمَاً .
,
تخرُجُ والِدَتِي , لـِ ابتَسِمَ بـِ غبَاء , "يُمّة وين راحوا" ,
تُجِيبُنِي بـِ سُخرِيَة ,"راحَوا عند الجيرَان "
,
أبتَسِم , أعُودُ لـِ أستَلقِي , أفكّرُ , وَ أفكّر , وَ , القَلقُ يُغطّي محيَاي ,
اليَومُ مُربِك , شيءٌ مَا سيَحدُث , الحاسّة السَادِسَة تُنبِئُنِي ,
شيءٌ فِي الداخِل يَمنَعُ جسَدِي عنِ القِيَامِ بـِ أيّ فِعل ,
أخطُوا خطواتِي باتّجاهِ المطبَخ , أفتَحُ الثلاجّة , أغلِقُهَا دُونَ النظَرِ لـِ ما بداخِلهَا ,
وكَانّي أمارِسُ فعل أمُورٍ اعتدتُها بلا رغبَة , فقَط لـِ أحِسّ بـِ أنّ كُل شيء طبيعِي ,
أفتَحُ جهازَ الحاسُوب , أعبَثُ بـِ أزرارِه ,
أقرأ , بِلا تفكُّر ,
وأكتُبُ , بِلا شهيّة ,
أحمِلُ كأسَ المَاءِ , أقرّبُهُ مِن شفتَاي , أنظرُ إليه , أنَا لا أرِيدُ ماءً !
أعِيدُهُ لـِ موضِعِه . لـِيستَقّرُ بعدَ انْفِعالٍ أحدَثتُهُ فيه ,
أنظُرُ إلى الكأس , أنَا جعَلتُ المَاء يتحرّك بـِ ثورَةِ غضَب ,؟
ولكِن غضَب مِن ماذا , لا أعلَمُ والله لا أعلَم ,
أتذّكرُ ما قرأتَهُ في كتابٍ ما ,
بـِ أنّنَا نحنُ مَن نتحكّمُ في حالاتِنَا النَفسِيّة ,
نراها تتغلّبُ علينَا ويطغِي علينَا شعُورٌ مَا ,
وذلِكَ يدلّ على حدث فِي القُوى الباطنيّة للعقل ,
أحَاوِلُ أن أضبُطَ عقلِي , وأضبُطَ تحرّكَاتِي لـِ أنّي الآن ,
لَن أستطِيعَ مواصلَة يومِي بهذِهِ الطَرِيقَة ,
,
حسنَاً ,!
العصْرُ , وَ الفَوضَى , وكُل شيء حَولِي طَبِيعِي , وَ بـِ الرغمِ مِن أنّي فعَلتُ الكَثير ,
لـِ أتنَاسَى ذلِكَ الشعُور المُصاحِب لـِ القلَق ,
الحاسَة السَادِسَة تُشقِينِي اليوم, ويُرافِقُنِي الشعُور , بـِ الرغمِ مِن كُلّ شيء.
,
ويَاتِي المسَاء ,
وتَغرَقُ الدُنيَا بـِ سوادِهَا ,
ألَن ينتَهِي هذا اليَوم , وينتَهِي هذا الإحسَاس ,
أستَمِعُ لـِ المُحاضَرَة اليَوميّة , الـ تكُونُ هِيَ المُنقِذَة الوحِيدَة ,
حيثُ استطَاعَ المُحاضِر بـِ براعَة تامّة ,
أن يَأخُذنِي وقِصَصِه الهَادِفَة وكلامِه الجمِيل وأسلوبه المُبهِر لـ عوالِمَ أجمَل ,
وما أنِ انتهَت المُحاضرَة حتَى عادَ ذاتُ الإحساس !
وكَأنّها كانَت دواءً لـِ اللّحظَةِ فقَط ,
,
لَم يَخِب ظنّي , ومَا خابَ أبدَاً , ولَم تخُنّي الحاسّة السَادِسَة كمَا لَم تفعَل أبدَاً ,
تمُوتُ الكَلِمَات علَى شِفَاهِي , أستَنجِدُ بـِ اللّه , فهُوَ الوَحِيدُ الـ يَسمَعُنِي ,
أنَا , ومَا أنَا .!
أنَا ضُعف ,
أنَا بُكاء ,
أنا صرخات مُتتاليات ,
,
وجنّ اللَيلُ , كمَا لَم يسبِق أن يحِلّ بـِ هذهِ الطَرِيقَة , الـ أنَا تتألّم , وتُفكّر , وَ تضعُف , وَ تتيه ,
وتئِنُّ , فهِيَ , هِيَ وحدَهَا واللّه يُحِسّ بـِ ألَمِهَا !
لَن تَمُرّ لَيلَةٌ فِي حيَاتِي أصعَبُ عليّ مِن هذهِ اللّيلَة , فـَ أنَا الآن,لا أرانِي ,
أينَ أنَا وكُل هذا السَوادِ والعُتمَة ,
تعِبتُ وربّ الكَعبَة
تعِبتُ وربّ الكَعبَة
تعِبتُ وربّ الكَعبَة
تعِبتُ وربّ الكَعبَة
تعِبتُ وربّ الكَعبَة
تعِبتُ وربّ الكَعبَة
,



أغفُو .
لـِ أحلُمَ بـِ ذاتِ الكابُوسِ الذِي عشتُهُ اليَوم ,
ألا يكفِي مِقدارُ الألَمِ , لـِ يَقتُلَ ذاتِي ,
أيتَضاعَفُ لـِ يَقوَى مَفعُولَه .
أنَا ميتّة الآن . أنَا ميتّة , فقَط هِيَ أحلامِي الـ تَشتَعِلُ حيَاةً بـِ داخِلِي .
علّهَا يومَاً تُحيِينِي إن تحقّقَت :10: .

الطُهر 06-02-2009 03:29

رد: - يَومِيّات -
 
4-2-2009


أن تنَامَ وأنتَ تبكِي ,
وتحلُم بـِ كابُوسٍ مرّتَين ,
فهذا يعنِي بـِ أنّهُ مِنَ المُؤكَدِ أن تَستَيقِظَ وَ أنتَ تبكِي .
أنظُرُ لـِ المِرآة فِي مُحاوَلةٍ جيّدَة لـِ تغيِير حالتِي النَفسِيّة ,
أرضِي ذاتِي بـِ قولِ " ما أجمَلَكِ يا سَارَة وأنتِ تبكِين " !
ما أسعدَنِي بـِ نفسِي يُرضِينِي القلِيلُ فِعلاً .
أتّجِهُ لـِ الحمَام, وأرانِي في المِرآة مرّةً أخرَى , " ما أجمَلَنِي , ما أجمَلَنِي "
أحَاوِلُ إعادََة المُحاوَلة ,
ولكِنّنِي ما لَبِثتُ أن أجهَشتُ بـِ البُكاء, فكانَ بُكائِي هذهِ المرّة مَسمُوعَاً ,
أتّكِئُ علَى البيَاضِ هذاَ ,
أحِسّنِي لا شيء,
أحِسّنِي لا شيء,
أحِسّنِي لا شيء,
أحِسّنِي لا شيء,
لِماذا لا أحَدَ حَولِي الآن , أنَا فِي أمسّ الحاجَةِ إليهُم !
.
عينَايَ مُحمرّتَان ,
أسقُطُ ,
.
لا أحَدَ يسمَعُ صُراخ الأنَا وضجِيجَهَا ,
فللصَمتِ ضَجُيجٌ لا يُسمَع !
.
أخرُجُ والمَاءُ يُثقِلُنِي ,
أنزَوِي في زاوِيَةٍ في الغُرفَة ,وأضعُ رجهِي بينَ رُجلاي ,
وأبكِي , !
أوّاهُ مِن هذا الصبَاح .
,
صَبرٌ جمِيل . هذا النِداءُ مِن عقلِي جاءَ لـِ يُسكِتَ فِيّ كُلّ ضجِيج ,
ويُهدِئنِي ,
أبدّلُ ملابِسِي , أرتدِي الأحمَر,
المُفعَم بـِ الحيَاة ,
لـِ أبدُو أسعَدَ وَ لَو بـِ قلِيل,
أتذّكَرُ مَوعِد مَا ,
.
أجرِي اتّصالاً تَأكِيدَاً لـِ المَوعِد ,
- أنَا وَ حوراء وَ زينب -
سنكُونُ فِي الهُنَاك اليَوم , لـِ نتنّفَس ,
أذهَبُ ظُهراً ,
لـِ أخبِرَ حوراء بـِ اختِناقِي ,
تسأَلُنِي عنِ السبَب , فأجِيبُ بـِ شيء مَا , سَأُخبِرُكِ حالمَا استَطت!
,
تَمسحُ أدمُعِي , ألمَحُ دمعَةً فِي عَينَيهَا ,
تُشَاطِرُنِي حُزنِي ,
تُمسِكُ بــِ يدِي , تحتَضِنُ آلامِي لـِ تُذِيبَ ثِقلاً مِنَ الحُزن !
حوراء , شُكراً لـِ القدَر الذِي جعَلكِ هُنا معِي ,
حوراء , شُكراً لـِ الصداقَةِ النَادِرَة .
,
سأفضِي بـِ سِرٍ مَا , حِينمَا أكُونُ وَ أنَاس مُقرّبِينَ جِدَا, لا أستطِيع اخفَاء الحُزن ,
ولا أستطِيع إرغام نفسي على تغيِيرِ ما فِيّ ,
ولكِن ,
يُدقّ الجرَس, زَينَب قادِمَة ,
وتبدّلَ كُل شيء, رسَمتُ ابتِسَامَة كبِيرَة فورَ دُخُولهَا ,
وَ تغيّرَ الوضعُ تمَاماً ,
ضحِكتُ ملءَ فَاهِي , مزَحنَا , لعبنَا , وكُنّا صِغارَاً جِدَا,
أرواحُنا الجَمِيلَة , رقصَت نشوَةً ,
حَاولنَا تجربَة أمُور جمِيلَة , كـَ الطبخ ,
وبدا لِي أنّي أقلّهُم خبرَةً فِي الطبخ ,
وأكثرهم مقدرَةُ على الضحك والكلام :10: ,
ما أجمَلَنِي , نسيتُ كُلّ الحُزن إلا مِن نوباتٍ سرِيعَة.
يخطِفُنِي فيها الزمَن , فأتذّكَرُ , لـِ أغرَق , وأَعُودُ لـِ أضحك ,
نَحنُ نَلعَب ونُمارِسُ هِوايَة التصوِير ,
نَحنُ نركُض , ونقفِز , ونُحلّق ,
نحنُ نحلُمُ معاً .,
.
ويحِينُ الوَقت لـِ أعُود , بعدَ جلسَة طوِيلَة جِداً جِداً ,
وجمِيلَة بـِ مقدارِ جمال الوفيّتَين حوراء , وَ زينب .
قَبلَ أن أخرُج , تهمِسُ حوراء فِي أذُنِي ,
أنا قرِيبَة فِي حال احتَجتنِي , أبتَسِمُ , وأعُود
.
أعُود , لـِ أتنّهد ,
أتنّهدُ , لـِ أبكِي ,
أبكِي , لـِ أصرُخ ,
وأنَام فِي الواحِدَة !
هَل أهرُبُ منّي بالنَوم !
نعَم أنَا أفعلُ ذلِكَ فِعلاً !
سأكتفِي الآن بـِ وضعِ نُقطَة آخر السطَر , لـِ أنّ تدوِين الألَم مُؤلِم .

الطُهر 06-02-2009 03:45

رد: - يَومِيّات -
 
5-2-2009

اليَوم هُوَ مُسانَدَة مِن قرِيبٍ ,
اليَوم هُوَ تراتِيلُ دُعاء ,
اليَوم هُوَ حاجَةٌ , واستِجابَة ,
اليَومُ هُوَ الشُعُور والإتجّاه نحوَ الصوَاب .
ولـِ أنّ اليَوم هُو لحظَة مُصالحَة معَ الذات من جهَة , ومَعَ الأعلَى مِن جِهَةٍ أُخرَى !
سـَ أكتُبُه وَ الغَد الـ " سيكُونُ أجمَل " :10: .

الطُهر 08-02-2009 03:19

رد: - يَومِيّات -
 

5-2-2009
صبَاحٌ مُربِكٌ بـَعضَ الشيء, أفِيقُ أو لا أفِيق , طِبَاقٌ يتنَاسبُ وحَالتِي ,
وأقرّرُ أن لا أفِيق ,
ويَأتِي العصر , وأشّمُ رائحَةَ العصرِ اللّذِيذَة ,
فـَ أفِيق ,
أنعِشُ الأنَا بـِ حمّامٍ دافِئ,
أخرُجُ وكُلّي استِعداد لـِ فعلِ الكَثِير,
أصلّي ,
وَ أهربُ بي نحوَ عوالمَ جمِيلَة جداً,
ولا أعُودُ إلا بعدَ السَادِسَة ,
أصلّي , وَ أرتّلُ شيئَاً مِنَ الذِكر,
اللّيلَةُ جُمعَة ,
وأنا في كامِلِ استعدَادِي لـِ الذهابِ لـِ إحياءِ هذهِ اللّيلَة ,
أن تقرأ " دعاء كميل" ليلة الجُمعَة لـِ هُو أمرٌ جمِيل بـٍ الفعل
هذا الدُعاء يَحمِلُنِي مِن أزِقّةِ الدُنيَا الضيّقَة لـِ جنانِ الآخِرَةِ الواسِعَة ,
هذا الدُعاء , يُعلّمُنِي معنَى الـ خشُوع , ويعلّمُنِي معنَىَ التذَلُلّ لله ,
ويُعلّمُنِي معنَى الطُهر , ومعنَى جِهاد النَفس,
أنَا الآن فِي لحظَةِ مُصالحَةَ معَ ذاتِي ,
أضعُ نُقطَةَ البِدايَة لـِ جِهادِ النفس, والخطوِ خطواتٍ تِجاهَ هذا الهدَف ,
النَفسُ الـ تَأمرُ بـِ الكَثِير والـ تُوصِلُ لـِ الـ هلاك !
سـَ أبدَأُ تهذِيبَهَا , مِن هذهِ اللّحظَة ,
أحِسُّ بـِ طُهرِي يتخلّلَهُ شيءٌ مِنَ الدنَس , والخطَايَا ,
وكلّنَا بـِ التَأكِيدِ نَشعُرُ بـِ ذلِك ,
ولكِنّ الجمِيلَ أن نبدَأ في تطهِيرِ النفسِ من دنَسِهَا ,
أعُودُ فِي العاشِرَة والنِصف , أحِسُّ بـِ شيءٍ مِنَ الـ ..... !
لا أعلَمُ ماهِيّةَ الشعُور , ولكِن لديّ رغبَة كبِيرة في البُكاء!
أفرِشُ سجّادَتِي , وَ أضَعُ وجهِي بينَ رُجلايَ وَ أبكِي ,
أبكِي لـِ حدّ الراحَة ,
أفِيقُ مِن شيءٍ مَا ,
أشرَبُ كَأسَاُ مِنَ المَاءِ ,
وأخطُو خطواتِي تِجاهَ جِهازِ الحاسُوب ,
أقرأً الكثِير , وَ أكتُبُ الكثِيرَ الكثِير ,!
حتّى الرابِعَة فجرَاً ,
أتجّهِ لـِ غُرفَتِي وأبدأُ رسمَ شيءٍ مَا ,
أصلّي وَ أنََام :10: ,

الطُهر 08-02-2009 04:18

رد: - يَومِيّات -
 

6-2-2009

أن يُوقظكَ صوتُ صراخ !
لهُوَ أمرٌ غير مَعقُول بـِ الفعل ,حتّىَ بـِ تجاهُلِ المَصدَر وَ الأسبَاب
أن يحِلّ صوتُ الصراخ محِلّ زقزَقةِ العصافِير أمرٌ يُكدِرُ النَفس,
أنَا استَيقَظتُ وهذا الأهّم ,
اليَومُ جُمعَة , أحِنّ لـِ رائِحَةِ قريَتِنَا , أحِنّ لـِ صوتِ جدّتِي ,
لـِ بسمَةِ جدّي , لـِ فرحَةِ خالِي , لـِ قسمَاتِ خالتِي .
عندَ الواحِدَة , خرجتُ وهُم لـِ الذهابِ لـِ "قرية بلاد القدِيم " حيثُ تقطنُ جدّتِي ,
أدخُلُ والبَسمَةُ تطغِي على محيَايَ , ألقِي السلامَ على كُلّ مَن فِي الهُنَاك ,
وكَـ عادةِ كُلّ اسبُوع , يقرأُ خالي الأكبَر المقَالات من جهازهِ المَحمُول , فِيمَا تنبَعِثُ رائِحَةُ الطعامِ الشهيّة الـ تطهُوهُ جدّتِي وَ خالتِي , وتغطّ "حوراء" خالتِي الـ تقربُنِي فِي السِن في نومٍ عمِيق ,
وَ يعلُو صوتُ الرِجَالِ مِنَ المَجلِس , وَ أقبِلُ بـِ دلالٍ لـِ أقبّلَ جدّي حيثُ ألقَى ترحِيبَاً خاصَاً فَأنا الحَفِيدَةُ الأولَىَ :10: ,
أبحَثُ عَن "مجلّةِ الحكمَة " الاسبُوعِيّة , فِيمَا يُخبِرُنِي أحمَد ابنُ خالتِي , بـِ أنّ المجلّة لم تصِل بعد ,
أنتظِرُ محمّد , خالِيَ الـ أقرَبُ لـِ قلبِي , وأسلّي نفسِي بـِ قراءَةِ "جرِيدَة الوِفَاق "
يجذِبُنِي مقال لـِ إحدَى الجمِيلات , التِي كانت مُتواجِدَة في مُؤتمَر الإبداع لـِ هذا العام ,
تتحدّثُ فيه عن قضيّة التجنيس , القضيّة الأكثَر دسَامَة الآن فِي البَحرِين ,
القضيّة التِي تُرهِق كُل بحريني مُحِب لـِ البحرين , القضيّة التِي أنهكَت قلُوبنَا !
لَم يكُن المقَال يَحوِي أرقامَاً ولا حقائِق , إنّما , عبّرت فيهِ الكاتِبَة عن مشاعِرهَا لـِ موقف أصابهَا
صُدفَة , في احدى مدارس البحرين , حيثُ اضطرّت لانتِظارِ احدى المُدرسات لـِ تعُودَ والأخرى للمنزلِ معاً ,
حيثُ وعَدَت أن تعُودَ بـِ رفقتهَا ,
عبّرَت في المقال عن دهشتها حينَ رأت الجنسيات الغريبة التِي جائت لـِ تأخذ ابنائها من المدرسة !
وأنّ أعدادهُم صار يفوق أعداد البحرينين , وتتعجّب من ذلِك ,
ودَدتُ لو ربَتُّ على كتِفِهَا وأخبرتُهَا , لا تعجبِي يا أخيّة , فهذا هُوَ الواقع المُر ,
وما وراء هذا الواقع حقائِق كبيرَة , وأهداف حقِيرَة , فـَ ويلٌ لـِ أيدٍ ساهمَت في قيامِ هذا المشرُوع !
يعِيدُنِي لـِ ذلك الحيّز , صوتُ خالِي محمّد , الـ أقبلَ وخطِيبَته , أنظرُ إليهُما,
ما أسعدنِي حقاً , أبتسِمُ ويَبتَسِم,
حِينَ تكُونُ الـ بِكر , فـَ الأمنيَة التِي ترافقك دائِمَا , هُوَ أن يكُونَ لكَ أخٌ أكبَر , يحِنّ عليك دائِمَا ,
ويسألُ عَنكَ , ويكُون رفِيقَا قرِيباً جِداً ,
بـِ النسبَةِ لِي , أخوالي , هُم لِي الأخَ الأكبَر , فليحفظهُمُ الله لِي ,
أردِفُ قائِلَة : محمّد , هَلاّ خرَجنَا اليَوم , فيُجِيب : بِكُلّ تَأكِيد ,
وَ يأتِي العصر, رائِحَةُ البحرِ , السيَارات, البُنايَات , المُجمّعَات , وَ الغيم , الأرجوحَة في الهُناك ,
المطَار , الوَرد , "نرجس- حوراء- زهراء" و "سويرة" ,
وَكُلّ شيء جمِيل ,
يكفِينِي أن أكُونَ معَهُم لـِ أكُونَ سعِيدَة ,
نـ عُودُ , واتجّهُ وَ نرجِس وَ زهراء لـِ الصلاة , رائِحَةُ المسجِدِ عبِقَة ,
صَوتُ المُؤذّن , القْرآن وَ الأدعِيَة كُلّ شيء مُثِير لِلعبادَة ,
نُصلّي , وَ نَخرُج , لـِ نعُود .
السَاعَة الثامِنَة , أفتَقِدُ زينب ابنَةَ خالتِي الـ غرِيبَة جِداً , وعَدَتنِي بـِ الذهَابِ لـِ أحدِ المُجمَعات اليَوم ,
وسَافَرت !
أسمَعُ نِداءً لـِ أنَاتِي , قَد يكُونُ صوتُ " حوراء" نعَم إنّهَا هِي ,
تُحدّثُنِي عنِ الكثِير , لـِ أضحَك وَ أفكّر , وَ يقطَعُ لذّةَ الحدِيث صَوت والدتِي ,
أنِ اطبخِي العشاء !
أضحَك , مَن,؟ أنَا ,؟ أتُحدّثُنِي فِعلاً , تُخبِرُنِي بـِ أنّهُ لا أحدَ الآن سِواي ,!
أطهُو , !
أنَا فِعلاً أطهُو الآن :10: !
النَارُ ورائِحَةٌ غرِيبَة , وَ لاشيء,
يلتَهِمُونَ العشَاء بـِ لذّة , يبدُو أنّنِي فعلتُ ذلكَ ,
وَ أعُودُ لِلمَنزِل , لـِ أجلِسَ وَ والدِي ,
أنتهِي , فـَ أشاهِدُ "عقاب" ويتبعَهُ "فيلم" , وأنتهِي بـِ كِتابَاتِي , لـِ أغفُو بعدَ يومٍ طوِيل.

الطُهر 08-02-2009 04:59

رد: - يَومِيّات -
 

7-2-2009
السّبت ,

أستَيقِظُ , فـَ لا ألاحِظُ أيّةَ أشِعّة تتسلّلُ لـِ عينَاي!
, أتسَائَل هَلِ الجَوُّ مُمطِر . , أم أنّنِي تأخرتُ كثِيراً !
أبَحَثُ عَن سَاعَتِي - عَن هاتِفِي المَحمُول ,
أدعَكُ عَينِي بإحدَى يدَاي , أفتَحُ الأًخرَى , أنتَبِهُ لـِ عشر مكالمات
أزِيلُ يدِي عن عينِي , "يا الله " أتسَائَلُ بـِ شدَه ,
مَن اتصّلَ فِي هذا الوقت , ما هاتين الرسالتِين ,
أنظرُ للسَاعَة , إنّها الخامسَة مساءً , " يا إلهِي " أينَ المُنبّه , وأينَ اخوانِي !
المكالمات مِن خالِي وَ إحدَى صدِيقاتِي ,
أتصّلُ في خالي , أسألَهُ عَنِ السبَب
لـِ يُجِيب , بـِ " بيننا موعد " أضحكُ بـِ صوتٍ عالٍ أحقَاً , ومنذُ متَى هكذاَ قُلت !
يُجِيبُنِي بـِ سُخرِيَة " نامِي نامِي " ويُغلِقُ السمَاعَة ,
أضحكُ بـِ صوتٍ عالٍ جداً , لا أعلَمُ لماذا حِينَ يتظاهَرُ أحدهُم بـِ "الزعَل" أضحكُ بـِ فرَح !
اتصّلُ في صدِيقتِي , أستفسِرُ عَن سبِبِ اتصالِها, فتُجيب ,
"بيننَا موعد" أسألُها بـِ غباءٍ هل اليُوم هُو السَبت فِعلاً .؟!
تُجِيبُنِي بـِ سُخرِيَة "ليش ما تردّي على التلفون " فـَأعتذِر ,
تضحكُ هِيَ الأخرَى لـِ تُؤجّلَ الموعِد لـِ الاثنينِ القادِم ,
وقُبيلَ أن تُغلِقَ سمّاعَةَ الهاتِف تهمِس "نامي,نامي,"!
أعُودُ لـِ أضحَك , فـَ أنَا نسيتُ موعدِين !
أصلّي , ولَن أنسَى أن أذكُر بـِ أنّي صليتُ الظُهرَ والعَصر , وبعدَ خمسِ دقائِق أذّنَ المغرِب ,
فصلّيت, ما أغرَبَني اليَوم , حقاً ,
تُخبِرُنِي والِدَتِي بـِ أنّ الغذاء قَد ملّ انتِظارِي ,
أجِيبُهَا , بـِ أنّه لا رغبَةَ لديّ في الأكل ,
أقرأً فِي كِتاب بضعَ صفحَات , انتَهَيتُ فَـ فتحتُ جهازَ الحاسُوب ,
اشقتُ لـِ كثِيرات فِعلاً , أحدّثُهُن , ومِن بينهن الغاليتين على قلبِي , هند , والأخرى فاطِمَة .!
تتصّلُ فِيّ إحدَى صدِيقَاتِي تطلبُنِي, ولا أستطِيعُ إلا أن ألبّي نداءَهَا ,
نِصفُ ساعَة , يرِنّ هاتِفِي وإذا بهِ أخِي يُخبِرُنِي بـِ قدُومِ خالِي وَ خالتي وجدّتِي , أعتَذِرُ مِن حوراء ,
وَ أعُود ,
في بيتِي , الإضاءَةُ باهِتَةٌ بعض الشيء, الفوضَى ,
ونكهَة الفوضَى اللّذِيذَة , جدّتِي , ما أجملَنِي بِها, تُرحِبُّ بي خالتِي ,
تسألُنِي , أحدّثُهَا عنِ الكثِير, أسألهُم عن خالتِي "حوراء" فتجيبُ خالتِي ,
بـِ سُخريَة : هِي لا تعلمُ بـِ قدومنا حتّى ,
وبعدَ هُنيهَة تتصِلّ حوراء , لـِ تُخبِرهَا خالتِي , بـِ أنّها في بيتنَا ,
لـِ تُغلِقَ السمَاعَة دونَ أن تنبُسَ بـِ بنتِ شفة , يُضحِكُنِي اسلُوب خالتِي حوراء كثِيراً ,
وأعجبُ من علاقتهَا بـِ خالتِي الأكبَر , حيثُ لاشيء يجمعهما !
في التاسِعَة والنِصف , تنتهِي الزِيارَة اللّطِيفَة وَ التِي أسعَدتنِي بـِ قدرِ ما تمنّيتُ أن تطُول ,
وفَورَ خرُوجهُمَا بدَأتُ بـِ الكِتَابَة !
المُدوِنّة أخذَت من وقتِي بعضَ الشيء,
والحدِيث معَ صدِيقات قدِيمات أشعرنِي بالسعادة ,
القِراءَة تُشبِعُ فضُولِي ,
والهدُوء في بوووح لا يُُعجبُنِي البتّة ,
دُعائِي لـِ الجمِيع بالتوفيق في الامتحانات :10: ,

أل هنـد , 08-02-2009 12:38

رد: - يَومِيّات -
 
سآرّة الجمآل ..
احترآمًا ل يومياتك , وأوراقك البيضآء , عدّيني متابعة لك ف كل الأماكن دون خدش ل براءة جمآلك ,

ما أجملنا بك .. :13:

سَما . 08-02-2009 20:23

رد: - يَومِيّات -
 
,


آسمحيْ لَيْ آن أتوسدْ زآويهْ وأتأملْ ,
فآلجمآل هُنا يتنفسْ ,

الطُهر 19-02-2009 17:04

رد: - يَومِيّات -
 

8-2-2009
http://www.up-00.com/xbfiles/F8d02572.jpg
شَمسٌ تَغرَقُ فِي قصعَةِ أفُق - بـِ عدَسَتِي.

حِينَ ألتقِي بـِ العفرِيتَة , أعنِي حورَاء , صدِيقَة أخرَى غيرَ التِي اعتدتُ الحدِيثَ عنهَا ,
فـَ أنَا حقَاً سعِيدَة ,
حِينَ أكُونُ معَهَا أتذّكَرُ الكثِير مِنَ الجنُون , فحورَاء "العفرِيتَة" هِيَ شيءٌ لَن يتكرّر ,
جنُونٌ لا تخلُقُهُ إلاّ هِيَ ,
التَقَيتُ بِهَا بعدَ سنَة ونصف تقرِيباً, وهذهِ المرّة الثَانِيَة التِي أراهَا فيِهَا ,
تعرّفتُ وهِي مِن خلال أحدِ المُنتديَات , وصارت بينِنا علاقَة جمِيلَة !
ولكِن لَن أنسَى أبدَاً وَ رَغمَ كُلّ شيء , كذبتهَا الـ لا أعلَمُ كيفَ أصِفُهَا , ولكنّي أحبّهَا جِدَاً ,
التَقَينَا اليَوم, وفاطِمَة , الـ تدرسُ في ذاتِ المدرسة معِي والصدفَة ,
أنّهَا وحوراء قرِيبتَان ,
استَيقَظتُ في 3:44 دقِيقَة , لـِ أفَاجَأ بـِ "رسَالَة" في بريد الوارِد وَ "مُكالمَة لم يُرد عليها" !
إنّهَا مِن حوراء , كان نص الرسالة ,
"ساروووه , ترى اليوم الساعة أربع بجيش , قومي من الخمدة وجهزي بسرعة " !
فتحتُ عينِي بـِ أشدّ اتسَاع , حقاً مَجنُونَة هذهِ الفتَاة !
كانَ لديّ 15 دقِيقَة فقَط , غسلتُ وجهِي , واتّصلتُ لـِ تُجيبَ بـِ ضحكتِهَا ,
"سارووه عندش بعد ربع ساعة بمر فطوم وبجي "
أجِيبُهَا بـِ عفويّة " انتين مجنونة يالله باي " ,
اختِيَار الملابِس , والمرآة , أمرٌ لا بُدّ مِنه ,
بعدَ نصف ساعَة ,
يطرق البَاب أخِي لـِ يُخبِرُنِي بـِ أنّهَا بـِ الخارجِ تنتَظِرُنِي ,
أفتَحُ بابَ السيّارَة , ألقِي التحيّة ,
وَ ....,

اتجّهنَا صَوبَ "برّادَة" , وَ كانَ لـِ الحلاو معنَا حِكَايَة ,
البَحر كانَ المكَان الـ اختارتهُ حوراء ,
وكانَ خيارَاً هادِئَاً ,
الغرُوب , الشَمس , الهدُوء , وضجِيجُنَا ,!
ضحكَاتُنَا ,
وعقبَ الجمال , طريقُ العودَة , وتهوّر حوراء في السيَاقَة ,
وصُراخ فاطمَة "الخوّافَة" :10:

,

عدتُ لـِ أجرِي اتصالاً مُهمَاً , وَ أكتُبُ حدّ الانغمَاس , أنتهِي لـِ أندمِجَ لوحَة رسمتُهَا بـِ اتقَان ,
أفكّر في الجامِعَة ,
حوراء تكبُرُنِي بـِ أربع سنِين , تتمنّى وَ أتمنّى لَو ندرسُ سويّة , و لا أعلَم .

,

تتصّلُ فَاطِمَة , صدِيقَة أخرَى لِي
لـِ نُثرثِرَ حدّ النُعَاس , !
السَاعَة الوَاحِدَة إلا رُبع ,
أكتُبُ يوميّاتِي ,
أفكّرُ في الـ "تُوستامسترز" ,

,

الساعة الثانيَة بعدَ مُنتصف اللّيل,
أقرأ كتابَاً , حتّى يطلّ الفجر وأنَام !


.

الطُهر 20-02-2009 09:10

رد: - يَومِيّات -
 
9-2-2009

تَخرجُ مِن حُنجرتِي صرخَاتٌ تَائِهَة ,
كُلّ ما فيّ حَزِين,
أغلِقُ هاتِفِي المَحمُول ,
لا أودّ حقَاً أن أسمَعَ أيّ شيء,
أرِيدُ أن أكُونَ لـِ وحدِي .
.
كانَت السَاعة الثانِيَة والنصف ظُهرَاً حِينَ رنّ هاتِف المَنزِل ,
ترُدّ والدتِي , فتسألُهَا فاطِمَة عنّي , تُحاوِلُ أن تطمَئِن,
تُخبِرهَا والدَتِي بـِ أنّي على خيرِ ما يُرام .
صَوتُ نِداءُ والدتِي يتكرّر , ويتكرّر ,
والتنَهُدات تَزدادُ شيئَاً فـَ شيء !
.
أقبِلُ مُسرِعَة , والغضَبُ يرسمُ ملامحِي,
: أهلاً فاطمَة.
: أهلاً , ليش تلفونش مقفّل.
:بس , مو بخاطري اكلم حد .
:حتَى اني ؟
: اي, مو بخاطري أكلّم ولا مخلوق,
:اممم , عسى ما شر.
: ما شر , أكلمك وقت ثاني .
: اوك براحتك .
: أكيد براحتي , سلام.
: سلام.

هذَا الوجهُ الآخر لـِ الأنَا , لا أحبّنِي حينَ أتصرّفُ هكذا ,
لا أحبّنِي حِينَ أفقِدُ صوابِي ,
لا أحبّ أن يتصّلَ أيّ أحَد على هاتفِ المنزِل حينَ أغلِقُ هاتفِي المحمُول ,
لا أحبّ أن يجبرنِي أحد على افتِعالٍ أمر لا أودّ فيعله,
لا أحِبّ النِداءات التِي تربِكُنِي حقاً , أعنِي النداءات الـ تتكرّر حتَى أجِيب,

.

فاطمَة صدِيقَة صدُوق بالنسبَة لِي ,
لا أحِبّ أن أجعلها تتحمّل سوء تصرفاتِي ,
ولا أحبّ أن أكلّمها بـِ طريقَة لا تليقُ بها ,

.

عُدتُ لـِ غُرفتِي والصَمت ,
وفكّرتُ , وأصَابنِي بـِ ما يُسمّى بـِ "تأنِيب الضَمِير"

.

فتحتُ هاتفِي لـِ أفَاجئ , بـِ خمسَةِ اتصالات منها , ورسالتِين ,
اتّصلتُ بها على الفَور ,
:السلام عليكُم,
:عليكم السلام,
:آسفة ما كان قصدي أكلمش بهالطريقة ,
:لا عادي , !!
: عادي وانتين مبرطمة : )
: سارة قلت لش عادي ,
: خلاص أصكه واني زعلانة لأنّش ما رضيتي,
: "ضحكَت ضحكَة طويلة" ,
: حتَى ما تعرفين تراضين يا سويرة ,
: محد علَمنِي أراضي ,
:شفيش متضايقة .؟
: وقت ثاني اقول لش اوكي , الحين بس متصلة اراضيش,
: خلاص رضيت ,
: يالله عجل دبدوبة اكلمش وقت ثاني
:اوكي سلام.


الأَمر الـ جعَلنِي في هذه الحالة من الحُزن , هُوَ ,
"منع أحد الخُطباء , الـ أحبُّ خطابتهُم كثِيراً مِنَ الخطابة في البحرين" !
حِينَ تجلِس معَ أحدهم لـِ ساعَة , وتلحظ بـِ أنّ هذهِ الساعَة , قد أغرقَتكَ حِكمَة وعِلم,
وجمَال, وحِينَ تشعُر بـِ أنّ لـِ مُجرّد وجُودكَ لـِ الإنصاتِ لهُم تنتشِي فرحَاً ,
وحِينَ تسمعُ لـِ عذبِ كلامهِم , الـ يُذكّرُكَ بـِ الكثِير..
فـَ أنتَ تتمنّى لَو بـِ إمكانك تقبيل جبينهُم,شُكراً واحتراماً
ولكِن حينَ تنتظِرهُم لـِ فترة من الزمَن ,
وتكون لهُم أشدّ المُنتظرين ,
وحينَ تُجهّزُ قلمك وَ أوراقك , لتكتبَ من علمهم ,
وتكتُب في "رُوزنامتِك" أوقات قدُومهم , وتكتبَ عنهُم في جدولِك ,
وحِينَ تُفاجَأ بـِ أنّهُم مُنعُِوا مِن هذا الأمر الـ يُسعدك !
ويُفيدُ كُلّ من حَولك,

.

حِينَ يُمنَع رجُل دِين , وفِي المُقابل ,
تُستقبَل , "هيفاء وهبي" العاهِرَة , ويُسمَح لها بـِ الدخُول لبحريننا الطَاهِر !

.

فـِ أنّهُ حقٌ عليكَ أن تغضب .!

- نمتُ في الرابعَة عصراً -


لَو نظرَ أحدكُم لـِ قسمَات وجهِي الآن لـ استبشَر,
أوقظَتنِي أختِي "زهراء" بـِ بُشرَى جمِيلَة ,
لا لـِ شيء, سِوَى لـِ أنّها قَادِرَة على تفسِير غضَبِي وأسبَابِه ,
ولـِ أنّهَا عرفَت , لِمَ كُنتُ غاضِبَة ,

.

أخبَرتنِي بـِ أنّ أحد الخُطبَاء ,
سيكُون مُتواجِداً في اللّيلَة المُقبِلَة !
شُدِهتُ فـَ ابتسَمتُ فـ ضحكَتُ فـَ صحَوتُ ,
فـَ أخبرتُهَا أخيراً بـِ " أنّهُ خيرُ بدِيلٍ "

.

غسَلتُ وجهِي في عجَلَةٍ مِن أمرِي ,
صلّيتُ , وَ اتجّهتُ مباشرَة لـِ " الروزنامَة " وجدولِي ,
و أعدتُ كِتَابَة ما مسحتُه ,

,


لديّ الكثِير لـِ أنجزهُ , تحمّستُ بعضَ الشيء,
,
اتفّقتُ معَ أحد الخطباء مُسبقَاً أن أكتُبَ كُلّ محاضراته ,
الأمر الـ أسعدهُ وأسعدنِي حقاً ,
فبدأتُ الآن في عملِ هذا ,
كانَ الأمر بالنسبةِ إليّ مُسليّاً جِدَاً ,
لديّ دفتر صغِير , كتبتُ فيهِ المحاضرات ,
ولديّ كُل الوقت لـِ أعيد الصياغَة , وأكتُب رأيي الشخصِي ,
وأضيف الكثِير على المحاضرات ,
وبدأتُ الكتابَة .


,


الساعة الرابعة والنصف عصراً ,
تذّكرتُ أمرَ "الصدقات"
في حديث مُسبَق مَعَ "حسين" أحد الأعضاء في جمعية مدينة عيسى الخيريّة ,
لجمع الصدقات , واليَوم تذّكرتُ الأمر ,
اتصّلتُ مرّتين ولا مُجيب !


,
الساعَة السابعة مساءً , اتصّلَ و أخبرنِي بـِأنّهُ كانَ مُنشغِلاً بعضَ الشيء,
أعلمَنِي بـِ أنّه لا زالَ يُرِيدُ مِنّي جمع الصدقات ,
وأخبرتُه بـِ أنّي أيضاً لا زلتُ أريدُ فعل ذلِك .


,

مرّ الوقتُ سريعاً ,
أحسَستُ بـِ رغبة في الخروج ,
والتنّفُس ,


,


الغَيمُ مُتلبّدٌ في السمَاء,
الهدُوء يخيّمُ على الأرجاء,


,

تذّكرتُ أمر "التُوستماسترز"
اتصّلت في "ليلى حُسين" رئيسة أحد نوادي التوستماسترز في البحرين ,
أعلَمتُها بـِ أنّي أود الإنضمام ,
وتحدّثنا لـِ ما يقارب النصف ساعَة ,
مع انّها كانت المكالمَة الأولَى ,
وعدتنِي بـِ أنّها ستتصل حينَ عودتها للمنزِل,

,

.
في العاشِرَة , اتصّلت زهراء , صدِيقتِي في الثَانويّة ,
لـِ تدعُونِي لـِ تناول وجبة الغذاء ,
أغلَقتُ الهاتِف بعدَ أن وعَدتُ بـِ الذهَاب.
.
تتصّلُ حوراء في الحادية عشر ,
لـِ تطلُبَ منّي الذهَاب في العاشِرَة لـِ منزِلَهُم ,
لا لـِ شيء , سِوَى لـِ وحدَتِهَا !
يرّقُ قلبِي فـَ أجيبُ بـِ الإيجاب ,

.
الليلُ يطُولُ ويطُول !
واللوحَة بينَ يديّ تتجمّلُ أكثَرَ فــَ أكثَر ,
أسمَعُ صوتَ أذان الفجر, فأشمُّ ريح الفجر ,
أخرجُ لـِ أرَى الغيمَ في الصبَاح ,
كُلّ ما حولِي يمنحنِي النشاط والتَفاؤل !

.




الطُهر 20-02-2009 09:45

رد: - يَومِيّات -
 
10-2-2009
كانَ للفجرِ معِي في هذا اليَوم حِكَايَة جمِيلَة !
استَمتَعتُ بـِ هدُوءِه حدّ التأمّلِ في الطيُور , والغيُوم , والهدُوء , والسمَاء !
الكائِناتُ تغرَقُ في النوم ,
أتسَائَل لِمَ نحرِمُ أعيننَا مِنَ النظرِ لـِ هكذا جمَال !
,
قرأتُ "دعاءَ الصبَاح" ,
وعُدتُ لـِ إكمَال لَوحَتِي ,
,
صَوت والِدتِي , وضجيجٌ يدَأَ يُخلَقُ وَ صحوَتهُم ,
أستَأذِنُهَا في الذهَابِ لـِ حوراء ,
ساعة ونصف و أنَا اختَار الملابِس , والشَال , والحقِيبَة ,
احترت بين "سكيني أسود " و "سكيني أبيض"
واحترت بين "حقيبة سودة" و "حقيبة بيضة"
وبين اكسسوارات فضّي , أو بلا اكسسوارات نهائِيّاً !
اخترتُ أخيراً "الـ سكيني الأزرق , وبلا حقيبة , واكسسورات فضيّة " !

,

في العاشرَة أطرُقُ بابَ منزِلهَا كمَا طلَبَت ,
ولا مُجيب,!

,
أتصّلُ بهَا !
وبعدَ الوَعد , تغرقُ في نومِهَا "أم المواعيد" ,
:ليش فتحتي الباب بعد جان كملتي نومج.
:ما قعدّوني وهُم طالعين ,

وقضَينَا اليَوم في الطَهو ,

,
الساعَة الثانِيَة عشَر ونصف ,
أعُودُ لـِ منزلِي , فتتصّلُ آلاء مُخبِرَة بـِ أنها في الخارِج ,
وأروح وهِيَ وإيمَان مُلبّينَ لـِ دعوةِ زهراء !
زهراء وأنَا وآلاء , صدِيقات في الثَانويّة ,
وإيمان ابنَة عمَة آلاء , وهِيَ صدِيقَة لَناَ منذُ زمَن ,

,
كُل شيء كانَ جمِيلاً جِداً ,
انتِظارنَا لـِ زهراء وهِي تذُوبُ في التجمّلِ في غرفَتِهَا , ونحنُ نتظرهَا في المجلس !
انتظارنا لـِ أمَل , وحضُورها ومزحتهَا الخفِيفَة ,
النظر لـِ صور زفاف أخ زهراء , وَ التعلِيق على هذي وتِلك ,
مُتابعة إيمان وزهراء لـِ أحدِ المُسلسلات ,
والفوضَى الـ أخلقهَا وأمَل في مُحاولات ناجِحَة لـِ اغضابهم,
تناول الطعام , وسرِقَة إيمان لـِ دجاجِ الأنَا ,
والسلطَة واللّيمُون , وَ الجالكسي, و الكيتكات
والسرِقات المُتتاليَة ,
غادرتنا أمَل أولاً , وفي السَابِعَة عُدتُ لـِ المنزِل,
استلقيتُ على السرِيرِ , في مُحاولَةٍ لـِ إرضاءِ جسدِي المُنهَك !
خمسُ دقائِق و ذهَبتُ لـِ الإستمَاعِ لـِ مُحاضرَةِ الخطِيب الـ انتظِرُه ,
لَم أعُد إلا في العاشِرَة ,
وكُلّي يَحتاجُ لـِ النَوم !
رحتُ في نومٍ لَم أستيقِظ منهُ إلا في السَابِعَةِ مسَاءً مِنَ اليومِ الثَانِي !

الطُهر 21-02-2009 11:54

رد: - يَومِيّات -
 
11-2-2009
كانَ يومُ الأَربِعَاء, لَم أفِق إلا في السابِعَة والنصف تقرِيباً ,
جهّزتُ نفسِي ورِحتُ للمُحاضرَة اليوميّة , الـ انتهت في التاسِعَة والنٍصف,
عُدتُ للمنزِل بعدَ ما يُقارِب العاشِرَة ,
اليَوم صدِيقتِي شهَد "الفلسطِينيّة" تشغَلُ تفكِيري جِداً ,
اليَوم بـِ الذّات , أودّ لَو أستطِيع سمَاع صوتهَا لـِ أطمَئِن ,
اتصّلُ لـِ يرِنّ الهاتِف , وّ " تين تين تين " !
أغلَقَت الهاتِف , وأرسَلَت لِي رسالَة كانَ نصّها,
"أهلاً بالسهرانين لو أنِي ببيتنا كنت ردّيت , بس الكل نايم عندي الحين "
وتحدّثنَا بـِ الرسائِل طوالَ اللّيل , اتضّحَ لِي أنّ بيتُهُم قَد هُدِم , !
وأنّها وَ أهلُهَا , يعِيشُونَ مِن ما يُتصدّق بهِ عليهِم ,
والله رقّ قلبِي لـِ الحال التِي هُم فيها ,
تمنّيتُ لو بـِ إمكانِي احتِضانهَا في اللحظَةِ تِلك ,
شهَد - في قلبِي دائِمَاً والله :10:
.

الطُهر 21-02-2009 16:15

رد: - يَومِيّات -
 
12-2-2009

يَومٌ ماتَ قبلَ أن يُولَد .
وانتَهَىَ قبلَ أن يبدَأ .

عشبة 23-02-2009 13:39

رد: - يَومِيّات -
 
ونقرأ معك الأيــام ,

تدفقك دوما مختلف :10:

عشبة

الطُهر 23-02-2009 15:30

رد: - يَومِيّات -
 
13-2-2009

النَومِ المُريع/المريح:10:
"مَامَا" تصرُخُ بِي "سارة لين متى ناوية تنامين ؟"
فَأجِيبُ بـِ لا إدراك "مَامَا بعد شويّة , بعَد شويّة !"
أرمِي الوسَادَةَ وَ أركُضُ لـِ الحمَام , بعدَ أن أعلَمَتنِي بـِ أنّ السَاعَة الثَالِثَة ظُهراً ,.
وبـِ أنّ والِدِي وإخوَتِي غادرُوا جمِيعَاً وبقِيتُ وهِيَ , وبـِ أنّها تنتَظِرُنِي في السيّارَة !
أبدّلُ ملابِسِي, وأرتَدِي الأسوَدَ , أركُضُ بـِ عجلَة , أرتدِي الكعَبَ الأسوَد , وأركُضُ بـِ اتجَاهِ السيّارَة ,
تسقُطُ حقِيبَتِي , أحمِلُهَا فتسقُطُ النظّارَة !
"أوووووه " هكذَا أصرُخُ بـِ النَومِ المُريع/المريح:10: !
كُل شيء اليَوم سرِيع - سرِيعٌ جِداً ,
لا اعلَمُ لـِ ماذا أفكّرُ في بدأ "الكورس الجديد" , معّ أنّه لا زال لديّ مُتسّع مِنَ الوقتِ
لـِ أفكّر في أمُور تُسعِدُنِي / تُرِيحُنِي !
كُلّما حاولتُ التفكِير في أمرٍ آخر وجَدتُنِي أعُودُ لـِ ذاتِ الـ نُقطَة !
السيّارات من حولِي , والازدِحام , أنظُرُ لـِ الأنَا في مِرآةِ السيّارَة ,
وَ أعُودُ لـِ النظرِ للسيّارات مِن حولِي والضجِيبجُ وَ كُلّ شي !
,
بِلاد القَدِيم , وخالتِي مريَم , أشتَاقُ لها كثِيراً ,
وأشتاقُ لـِ "خالِي رِضَا " , فـَ زوايَا منزِلُ جدّتِي يحِنّ إليه ,!
وإلى مزاحه اللّطِيف , وإلى رائِحتِه , :10:
الـ عِراق - كربلاء , هُوَ اتجّاهُه , "خالِي رِضاَ ," أحِنُّ إليك .
,
حوراء مرِيضَة , وَ لـِ كُلّ ما حَولِي قُبحٌ لا يُطاق ,!
- وَ انتَهَى-

الطُهر 23-02-2009 15:44

رد: - يَومِيّات -
 
14-2-2009
يَومٌ مُختلِف بـِ وجُودهم حولِي
سَعِيدَةٌ جِدَاً بـِ الوَقتِ الَذِي قضَيتهُ مَعَ إخوَتِي ,
سعِيدَةٌ أكثَر لـٍ صوتِ ضحكَاتهم الـ تعالت شيئَاً فـَ شيئَاً ,
سعِيدَةٌ بـِ حجمِ السمَاء لـِ "تُوتَة" وهِي تُكرّر بعد مرّة نلعب, بعد مرّة ,!
,
حِينَ أكُون معَهُم أشعُرُ بـِ مِقدَارِ البَراءَة الـ تمتَزِجُ ومَلامِحهُم!
بـِ الرغمِ مِن أنّي قاسِيَة جِداً في التعامُل معَهُم , إلاّ أنهُم يُطِيعُون ,
,
دائِمَاً أتخيّلُ الـ "هُم" كِبارَاً , وأتخيّلُ الـ "مُستَقبَل"
واضحَكُ كثِيراً !
,
يَومٌ مُختلِف بـِ وجُودهم حولِي !

الطُهر 23-02-2009 16:16

رد: - يَومِيّات -
 
15-2-2009
فكانَت ليلَةُ الأربعِين , مَوشُومَةً فِي الذَاكِرَة .
سهرتُ طوال اللّيل , أعِيد كتابَة إحدَى القصص, وأكتُبُ مقالاً ,
السَاعَة الخامِسَة فجراً ,
قرّرتُ أن أنَام !!
السَاعَة السَادِسَة صباحاً ,
استَيقَظتُ لـِ المدرسَة - إنّهُ أوّل يُوم دِراسِي !
اتّفَقت وَ صدِيقَاتِي علَى أن لا نذهَبَ لـِ "المدرسَة" أوَل يُوم ,
لـِ أنّهُ لا جَدوَىَ مِن ذهابنَا !
مُحتَارَةٌ أنَا بينَ الذَهابِ أو مُواصلَة نومِي , فَـ أنَا مُرهَقَة جِداً !
تذَكرتُ أنّي سهرتُ حتّى الصبَاح في الكِتابَة ,
وفكّرتُ في المَجهُود الـ بذَلتُه ومُعلّمَة العربِي , وقرّرتُ الذهاب !
,
ارتَدَيتُ ملابِسَ المدرسَة ,
نادَيتُ بـِ أعلَى صوتِي " يُمّة وين الفلااااااااش"
تُجِيبُ بـِ بُرود " وأني وش دراني ! "
,
جُلّ ما أفكّر فيه , هُو مواصلتِي للكتابة من الساعة الثانية عشر حتَى الخامِسَة فجراً ,
ولم أنَم إلا ساعَة واحِدَة , والآن لا أجِدُ "الفلاش" !
,
"خلاص مو رايحة المدرسة " , أفكّرُ في الساعَات الـ كُنتُ أكتُبُ فيهَا !,
فـَ أخاطِبُ نفسِي بـِ جنُون "سأجِدُ الفلاش , وسأذهَبُ لـِ المدرسَة",
,
السَاعَة الثامِنَة الآن ,
"دوام المدرسَة يبدأ في السابِعَة" !
يا إلهِي ماذا أفعَل , أذهَبُ لـِ حوراء, فـَ تُخبِرُنِي أختهَا فاطِمَة بـِ أنّها ذهبَت للمدرسَة ,
أطلُبُ "الفلاش الخاص بِها" , وما فكرتُ بهِ في لحظَةِ ذهابِهَا لـِ أحضار الفلاش , هُوَ
أنّ حظِي تعيس جِداً
أنَا مُتأكِدَة بـِ أنّي وضعتُهَا بـِ القُربِ من جهازِي , أينَ ذهبَت الآن !
ويُعِيدُنِي لـِ ذلِك الحيّز " سارة , تفضلِي الفلاش" ,
أجِيبُ بـِ " سأعِيدُهَا نهايَة الدوام" !
أعُودُ لـِ المنزِل ,أطلُبُ مِن والِدتِي أن تُوصِلَنِي لـِ المدرسَة , لـِ تتعذّر لـِ سببٍ ما !,
أيْقِنُ بـِ أنّ هذا اليَوم , تافِه بـِ كُلّ معنَى الكَلِمَة ,!!
أتصّلُ في "راعِي الباص" ,
:ألو السلام عليكم,
:عليكم السلام.
:أبو علي تقدر توصلني المدرسة , كنت متأخرة ,
: اي أنَا جيت لش بس محد طلع لي , اطلعي الحين انا جاي .
,
التاسِعَة إلا رُبع ,
شعُورٌ تافِه جِداً هُو الذِي يُراوِدُنِي الآن !!
أصِلُ للمدرسَة , أخطُو خطوات سرِيعَة باتّجاه الصَف , أفتحُ باب الصَف,
كثِيرات يصرُخن : "توها الناس , ليش جايّة بعد"
أتفاجَأ بـِ حُضُورٍ زميلاتِي ,إلا مِنِ اثنتين , : )
أضحكُ بـِ عفويّة , ونبدأُ ثرثرَتنَا ,
لا دِراسَة , ولا كُتُب , ولا مُعلّمات ,
كانَ اليوم تافِه بـِ كُلّ معنَى الكَلِمَة , إلا مِن ساعات لقائِي بـِ مُعلّمَة "الفَن"
الـ اشتقتُ إليها كثِيراً وكانَ الشعُور مُتبادَل بيننَا ,
ومِن الوقت الـ قضيته وَ زميلاتِي بدايَةَ "الدوام",
,
عُدتُ لـِ الصَف ,
واتّفقْنَ جمِيع الطالِبات علَى الغِياب في الغَد !
فـِ الغَد هُوَ يومُ "الأربعِين" !!
,
لا أحدَ في "مدارس البحرين " لا ثانويّة ولا اعدادية ولا ابتدائِيَة ,
يحضُرُ في يوم الأربعِين , هكذا اعتدنا ,
والجمِيل في الأمر , أنّ المُعلّمات هُنَّ مَن يُبادِرنُ بـِ سُؤالنَا " هَل ستحضُرنَ غداً "
وَ معلمات أخريَات,, يسألن " طبعا باجر محد بيجي صح؟ "
فتجبن الطالبات بــِ الإيجاب.
,
و المَقصُود بـِ الأربعِين هُنَا هُوَ " مرُور أربعِين يوم على استشهاد الإمام الحسين(ع)"
.
انتهَى اليُوم الدِراسِي الأوّل , والتعَبُ يُحِيطُنِي ,
أعُودُ لـِ أنَام ,لـِ استطِيع السهَر في اللّيل
وتَاتِي ليلَة الأربعِين ,
والسوادُ يلتفّ العَالم , والحُزنُ يسكُنُ الأرجاء!
فكانَت ليلَةُ الأربعِين , مَوشُومَةً فِي الذَاكِرَة .
.

الطُهر 23-02-2009 16:40

رد: - يَومِيّات -
 
16-2-2009
يَومُ الأَربِعِين!
كُلّمَا رأيتُ الحشُودَ , تتجّهُ صوبَ كربَلاء, تمنّيتُ لَو كُنتُ معَهُم ,
وكَانَ يومَ الأربعِين .

الطُهر 23-02-2009 17:34

رد: - يَومِيّات -
 
17-2-2009


الساعَة الوَاحِدَة وَتِسع وَ عشرُون دقِيقَة ,
اختلاجَات تستوطِنُ قلبِي , لا أعلَمُ ماهيّتها ,
شيء يشبهُ الإرتباك , ولكنّهُ ليسَ ارتباكَاً ,
يُشبِهُ الخَوف ولكنّهُ ليسَ خوفَاً ,
يشبهُ الإندِفَاع, ولكنّه يختلِفُ عنهُ قليلاً.!
لا أعلَم,!
بـِ براءَة تتقدّمُ بضعَ خطوات , تُشِيرُ للوحَة "مالتكُم لو مالتنَا.؟"
أجِيبُ بـِ سُخرِيَة "مالتنَا"!
شمعَة وَ خطوات وَ براءَة عينيهَا ,
تنظُرُ إليَّ, وتتلفَظُ إسمِي , "سارَة " , "العُـ وَ ...ينَا..تِي"!
"سارة تكتِب" , "سارَة أبغَى ريّوق" , "سارة أبغَى حلاو"
أدِيرُ وجهِي ناحِيتهَا , بعدَ محاولات كَثِيرة,
كانَت تُحاوِلُ من خلالها اجتذابِي, أبتسِمُ فتُخفِي وجهها,
أبتَسِمُ , فتُخفِي , وجهها أسفَلَ الطاوشلَة ,
إلا من عينيها اللّتان ترقبان ملامحِي بـِ لُطف!
إنّهَا أختِي الـ تُشبِهُنِي حدّ الجمَال,
كانَت تودّ تمضيَة الليلِ بـِ رفقتِي , ولكِن , .. لا اعلَمُ أينَ ذهبَت ,
جُلّ ما أتذَكَرُه ,هُوَ أنّها عبثَت بـِ كُلّ شيء حَولِي , وَ ذهبَت .
السَاعَة الواحِدَة وَ خمسُونَ دقيقَة ,
فكرتُ في أن أخلُدَ لـِ النوم , لـِ أنّ الصبَاح يحمِلُ الكثِيرَ مِن الـ...!
والإستِيقَاظُ مُبكِراً , أمرٌ لا يرُوقنِي , وهُوَ الأمر الأكثَر صعُوبَة ,
ولكِن لديّ الكثِير لـِ أكتُب عنه ومِنه !
قالَ أحد الخُطبَاء "اكتُبوا فَإنّ القَلم لـَ سِلاحٌ اليَوم في المعرَكَة"
متَى ما كَانت اللّغَة قويّة , استطعنَا ترسيخَهَا في كُل شيء,
ولكِن إن رُسّّخَت في عصيان الخالق فَويلٌ مِن سخطِه ,!
أليسَت اللغة موهبة من الخالق؟!
فـَ أيّنَا يجرُؤ على استِخدام هذه الهبَة في معصيَتِه .؟
أنَا أريد ترسيخ لغتي في أمُور أكثر أهميّة بالنسبة لي , قضايا المجتمع من حولنا كثِيرة ,
وأنَا أرِيدُ الكتابَة وحَسب.
قد يكُون فكري غريب بعض الشيء , ولكنّي أجِدُه جمِيل, ويتناسب مع فلسَفَة ,
"القلَم سلاحٌ اليَوم في المعركَة"
السَاعَة الثانيَة وَ ستَة وعشرين دقيقة,
قرّرتُ أن أنَام ,
عانقتُ الوسادَة بعدَ أن فكّرتُ في أمور كثِيرَة ,
وآخر مرّة نظرتُ فيها للساعَةِ كانت الثالثَة وأربعون دقيقة ,
استيقَظتُ صبَاحَاً في السادِسَة ,
بـِ الرغمِ من أنّ جسدِي لا زالَ مُنهَكَاً
إلاّ أنَ رُوحِي مشتعلَة يقظَة ,
انعشتُ صبَاحِي بحمّام دافِئ, أنظرُ للصورة المعلقة على جدارِ حائِطِي,
أبتسِم وأحسّ بالحياةِ تدّبُ من حولي,
أسألُ (زهراء) أختِي ,عَن ما اذا كانت قد جُهزّت لي الدفاتر,
الـ وعدتنِي البَارِحَة بـِ تجهِيزهَم, فتُجيب بـِ الإيجَاب!
أنظُرُ لـِ انعكاسِ الأنَا في المرآة ,
أبتسِمُ ابتسَامَة عرِيضَة ,
يخرجُونَ جمِيعَاً , هُدوءٌ يغوُو المَنزِل ,
إلاّ مِن صوتِ "رغَد" وهِيَ تضحكُ بـِ جمال!,
أحمِلُ الحقِيبَة البُنيّة , وأسمَعُ صوتَ "حافِلَة المدرسَة",
أفتحُ البَابَ, "حوراااء" وابتسَامَة كبِيرَة تطغِي علىَ وجهِي , بـِ فرَح "شخبارش"؟!
تُجِيب والشعُور متبادَل "زينة , وانتين شمسويّة.؟!"
تبدأ ثرثرة الصباح المُمتزجَة بـِ صفاء هذا اليُوم
أصمُت , أتأمّل, وأرَى الأَشياء , مِن حولِي
السيّارات وضجِيج الأشياء الذِي لا يُسمَع ,
ضحكات الأولاد , ثرثَرة الفتيَات , والصغارُ "براءة".
الحقائِب الورديّة , تُغريبهِن ,
يُعجبنِي الصبَاح , كُل شيء فيه هادِئ ولَطِيف,
كل القلوب طاهِرَة في الصباح, كنسَمَات الفجْر,!
كالندَى, كالحُلم, كَضحكَات الأطفَال,!
أنزِلُ وَ حوراء لـِ المدرسَة "مدينة حمد الثَانويَة"
أنَاقَة تطغِي على الملامِح بـِ جمال,
وأخريات يُحاوِلنَ رسمَ الجمال على أجسادهنَّ النحِيلَة ,
فـَ يأبَى الجمَال أن يقتَرِنَ بـِ هِن ,!
الأحمَر والفيرُوزِي , كثِيرات لا يُجِدنُ اتّشاحَه , وأخيرات يُبدِعن,
أستَأنِسُ بـِ النظَر لـِ غرابَة الكثِيرات,!
أفتحُ باب الصَف, أرفَعُ حاجبِي , أشدَه "زهراء وآلاء" ليش قاعدِين هنِي .؟!
يُجِيبُون بـِ سُخرِيَة "الناس تسلّم" !
أجلِسُ وهُنّ مِ، حولِي , -اختِناق- هِيَ الحالَة الموجُودَة في الصَف,
نغرَقُ في ثرثرتنَا ,"ثلاث ساعات متتاليات , ونحن متافعلات في الحديث"!
تحدّثنَا عن " أخ ريم" , والله حينَ أخبرتني عن حكايته,شعرتُ بـِ الأسى عليه ,
,
فـَ الرجُل الفطن في نظري يجب أن يطلق جناحيه نحو العلم ,
,
هكذا حّثتني عنه , مُحبّاً للعلم ,
قسوة الأيَام أخذته نحو زنزانَة وظلام , فانجلَى النُور,
وأصبَحَ باهتَاً , مُمتلِئ بالألَم !
في التاسع والعشرين من عُمره تقريباً ,
كانت بعثته قريبَة , لولا التُهمَة الـ باطلة الـ هدمَت أحلامه ,!
جُلّ ما نسيتطِيع فعله هُوَ الدُعاء له ,.!
,
نحدّثنَا أيضاً عن,عن قضيّة التجنيس,
عن العرض الزائف الـ عرض في قناة -العربيّة- ,
- تشويه الحقائق أمر حقير- !
,
كانَ يوماً طوِيلاً ,
تعرّفنَا بعدَ هذه الثرثرةَ الطوِيلَة إلا بعض من معلماتنَا ,
وتعرّفنا على المناهج الجدِيدَة لـِ "الكورس الأخِير" في الثانويّة !
عُدتُ لـِ المنزِل في الثانِيَة ظُهراً ,!
في الرابِعَة ألقَيتُ بـِ ثقلِي على السرِيرِ ,
لَم أستَيقِظ إلا في الثانيَة فجراً , وَ بدأتُ دِراسَة واطّلعتُ على الكتُب ,
وتذّكرتُ أمرَ الطعام الـ سيجضُرونَه البنات ,
"اتفّقنَا مُسبَقَاً على تحضِير طعام " , لـِ يومِ الغَد !
وفِي الرابعة فجرً بدأتُ الطهو,
- وانتهَى-

الطُهر 23-02-2009 17:54

رد: - يَومِيّات -
 
18-2-2009



البقيّة تَأتِي,


الطُهر 28-02-2009 17:09

رد: - يَومِيّات -
 

كَانَ يومَاً مُميّزاً ,
وَ مُمتِعاً
بدأتُهُ بـِ دراسَة , وَ طهو,
"البَاستَا" لذِيذَة جِداً ,
و"أيسكرِيمي" لذِيذ أيضاً ,
و بلاليط فطُوم , سُكّر ,

ضحكَاتنَا , والحصّة الأولَى في الفيزياء, والأستَاذَة , الــ أُحِبُّهَا جِداً :10: !
كُلّ شيء جمِيل,
أمُولَة - ريمو - آلآء - زهراء - ليلَى , أحبكُم:10:

الطُهر 28-02-2009 17:27

رد: - يَومِيّات -
 
19-2-2009
انتهَى الإسبُوع بـِ سُرعَة كبِيرَة ,!
وكانَ الخمِيس, !
بدَأنَا دِراسَة التكَامُل , والفيزيَاء , والكيميَاء,
يَومٌ دِراِسي , لا جَدِيدَ فِيه !
نتسَلّى بـِ حلّ التَمَارِين ,
ونَنظُرُ لـِ السَاعَةِ كُلّ حِين !
لحظَة دق الجرَس , هِيَ اللحظَة الـ ترسُم البسمَة على شِفاهِ الجمِيع !
- وانتهَى اليوم الدِراسي- ,
لـِ أعُودَ مُنهَكَة ,

,

لا شيء سِوَىَ ضحكَاتِي الـ تملأُ غُرفتِي حياة ,
أنَامُ علَى خدّي دَمعَة .

ألم ..! 15-03-2009 07:01

رد: - يَومِيّات -
 






ل نحترم كل تفاصيل حياتنا
علينا ان نكون كـ انتِ

ساره ،،

أبقي القآ ..

،،
http://u.tgareed.com/uploads/17f908e5e4.gif

الطُهر 29-05-2009 02:24

آيَات الصبر
 
بعضُ الأشيَاء لا نَخَتَارُ فِعلهَا , وإنّمَا نُجبَرَ علَىَ افتِعَالِهَا ,
لا رَغبَةً مِنّا , وإنّمَا اضِطرارَاً ,
,

عُدتُ اليَوم , وكُلّي إدراكٌ لـِ النَقصِ الذِي يعتَرِي بعضَ النَاس ,
فيَجعَلُهُم وباءً فتّاكَا , وألمَا مُزعِجَا !

,
المُشكِلَة / هُوَ أنهُم مُتواجِدُونَ معنَا على نفسِ الكُرَة الأرضيّة !
والمُشكِلَة الأكثَر تعقِيدَاً ,أنّهُم مُنطَلِقُونَ بِلا حُدُود تحدّهُم !
عمِيَت أعيُنهُم التِي لا ترَىَ الله رقِيبَاً عليهَا , و نسُوا الخالِقَ فَأنسَاهُم أنفَسَهُم ,
,

لا نَملِكُ سِوَىَ
ترتِيلِ آياتِ الصبر .!
المُهكّرِين / أتعَاطَفُ معَ نقصكُم

الطُهر 29-05-2009 02:27

رد: - يَومِيّات -
 
كُنتُ لـ أبدَأُ بـِ كتابةِ ما بعد الصبر ,
ولكنّي عُدتُ أدراجِي ,!

,

فـَ القلبُ يحتَاجُ لـِ أن يبُوحَ بـِ تأجّجِ النَبض لـِ الوطَن .!


اشتِيَاق!

الطُهر 29-05-2009 02:32

رد: - يَومِيّات -
 
افتَقَدتُ البيَاض:10:

الطُهر 02-06-2009 00:30

1-6-2009
 
نَرَىَ الكَثِير من الأشيَاء بـِ امتِدادٍ بسيط , لا يُرِينَا حتّى ظَواهِرَها !
فِيمَا نظُنُّ بـِ أنَنَا وصَلنَا لـِ العُمق ,



نلُفّ مَدارَات كُثُر , ونَعُودُ لـِ ذاتِ النُقطَة - نُقطَة البِدايَة -


نُرهِقُ أقدَامنَا بـِ عناءِ المسِير .
فقط لــِ أنّنَا لَم نُفكّر جيّداً لحظَةَ البَدْء .



أنتُنّ ,
(الثانويَات) قاصِرات العُقُول ,
أنَا الآن أنعَى دقَائِقَ التِي منّي ضيّعتُهَا معكُن ,
وحدِيثَاً لوّثَ أذنَاي حَيثُ أنصَتَتَا لـِ ترهَاتِكُن ,
وعُمرا مرّ بـِ صُحبَتِكُنّ ,





هِيَ الدُنيَا * محطّات / تجارُب.
وَ لولاها , لكَبُر حجمُنَا وبَقِيَت عقُولُنَا جامِدَة.

الطُهر 02-06-2009 00:50

1-6-2009
 
بـِ التَأكِيد , كَثِيرات ,
سـَ يكُونُنّ قَابِعَات في ذَاكِرَاتِي ,


(1)
فِئَةٌ ,
عَرَفنَنِي بـِ حق !
فـَ أدرَكُوا صِفَاتِي .
وَ أدركتُ ذواتَهُنّ,
فامتَزَجَ الطُهرُ بـِ النقاء.


(2)
فِئَةٌ ,
أغرَتهُم شَيَاطِينُهُم ,
فتُهنَ حدّ الضيَاع .
إنّمَا,
استَمَالُوا القلُوب الطَاهِرَة, لـِ تحقِيقِ مَآرِبِهِنّ .
وبـِ تحقّقِهَا انكشَفَت حقَائِقُ الأمُور.
ورحلُوا ,
وغرِقُوا ,
وكانُوا دنسَاً .


(3)
فِئَةٌ ,
يتعالَى حَرفِي عَن وصفِ ماهِيّتهِم ,






وجمِيعهُنّ قابِعَاتٌ فِي الذَاكِرَة
.

الطُهر 03-06-2009 22:23

2-6-2009
 
نحنُ لا نَفقَهُ إلاّ القَلِيلَ / القَلِيل.
شُكراً لـِ كُلّ التجَارب ..
شُكراً لـِ كُلّ الصداقَات ..


ماذَا بَعد كُلّ شيء ,
وأيّ صَمت سَـ يلتَحِفُ أرضِي !



يا صَدِيقَة /
أوتعلَمِينَ , أنّي التَقَيتُكِ امرأةً أخرَى
معّ أنّنَا ذاتنَا ..
وذاتُ المكانِ ..
وذاتُ الحدِيث ..
إلاّ أنّي رَأيتُكِ أخرَىَ
غيرَ التِي حدّثتها مراراً ,
وعيرَ التِي بُحتُ لهَا بـِ الكثِيرِ مِراراً ,
وغيرَ التِي شاركَتنِي الكَثِير مِراراً ,



أنَا لا أتمرّدُ /
ولكِنّهَا امرأةٌ أخرَى !





الطُهر 03-06-2009 22:44

2-6-2009
 
يا صدِيقَة / كُل عاَم وأنتِ إلى الله أقرَب ..
كَانَ عِيدُ مَولدٍ مُميّز ..
حتَىَ الضحكَات كَانَت مُبلَلَة بـِ عطرِ المحبّة / والإخلاص النَادِر
أنَا حَاوَلتُ مِراراً أن أصِفَ كُلّ ما كَان ,
ولكِنّي / سأكتَفِي بهذا القدر .


تنّفستُ أوكسجِينَاً مُمتلِئاً بـِ السعَادَة / ولهذا الحدِيث معنَىً عمِيق ,


حوراء / في قلبِي
:10:

الطُهر 03-06-2009 22:50

2-6-2009
 
لِي مَع كِتَاب "الإستِعَاذَة" لـِ الكاتِب شهِيد المِحرَاب آيَةُ الله دستتَغِيب / وقفـَة طوِيلَة ..
إذ يأُخذُنِي نحوَ عوالِم أطهَر / وأنقَى ,
أنَا أدمِنُ كِتَابَات هذا الرجُل الحق ..
وأؤمِنُ بـِ فِكرِه .
,
وصَلتُ إلى- الرُكن الثانِي - التَذَكُر .


الساعة الآن 21:32.

Powered by vBulletin Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
Translation by Support-ar
جَميِع الحقُوق مَحفُوظه لمنتديَاتْ بُـوووح الأدبيةْ

Security byi.s.s.w

 


Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1