الجمعة 10-4-2009م

طول اليوم نصَرخ ونضحك و نتريّق و نحزن ونتألم و نسولف و ناخذ ونعطي و بعد هذا كله ندخل لِـ واحدنا غُرفة مافيهَا غيرنا و بقايا ذكرى اليوم و يبدأ تأنيب الضمير .. تأنيب الضَمير اللي يغيّر ضحتك تفكير و يخليّك سَارح باللي حولك من الأشياء الجامده .. الصامته .. الأشياء اللي حتى لو حاولة تحنيطها بفكرك .. بتقعد تطالعك بِـ استحقار .. تبيّ تهرب وترتاح تقفل الضوء وتتمدد على السَرير .. تَطالع السَقف و اللي بداخلك يَفكر بِـ الرب اللي فوق وفوق كل شيء .. تلف على وحدهـ من جهاتك و تحاول تفتح " الأبجورهـ " يمكن من خلالهَا تقدر تنور قلبك .. مع ذلك بدون فايدة .. تقعد على طرف السرير ورأسك تحت و يديك تمسك الحواف وتحاول تضغط بقوة عل هالحركة تنسيك مع ذلك مافيهِ فايدة ..


تقوم و تروح قدام المراية .. مافيه أحد غيرك يطالعك بذاك الوقت غير ذاتك .. تحسّك شيطان .. وحش .. انسان بِـ الإسم و اللي داخله كله شَر .. و تحاول تطرد هذي الفكرة وتركز بملامحك الإيجابيّة يجوز تلقى إنسانيّتك .. تزعل من نفسك وتتركها هناك معلقة وراء ظهرك .. وتبدأ تدور أي شيء حولك .. ينسيك همك .. تلاقي للأسف مزاجك تعكّر .. ونفسيتك مو زي قبل .. وكل شيء كان يُوسعك صَار ضَيّق .. تبدأ تغير ألوان لبسك .. وتحاول تلبس شيء فضفاض علّ وعسى تحس بالأريحيّة و تبدأ ترتب ملابسك و تقفل أبواب الدولاب و تنظم كُتبك و تحاول تفتش بينها عن شيء يشدك .. بمعنى تحاول للمرة الثانية تنسى .. بس للأسف كل شيء كنت تسويه بدون نفس .. وكل شيء كنت تفكر فيه غير اللي أنت سويته طول اليوم لعب على نفسك ..


و يرجع الهم ..
و تدور من أول و جديد بغرفتك .. لكن هالمرّه عقدت العزم و بتحاول تنَام .. وهالمرهـ مافيها تراجع .. هالمرهـ بتحاول تغمض عيونك .. و تاخذ نفس عميق .. و تهدى .. و تتذكر أن بكرهـ عندك أشغال وتحتاح لِـ كل دقيقة نوم ..
قررتّ .. لكن ماتقدّر تنام مازال ضميّرك يأنبك ..



تلاقي فكرة و تتصل على أقرب صديق .. اللي يسمعك ويحس فيك .. و اللي أحيان تقوله عن مُشكلتك ويوافقك عليها مو لأنه ما يحبك أو مايتمنى لك الخير .. لكن لأنه يصير يشوف كل اللي تسويه صح و لأن التوافق أحيان بالتفكير و التصرف هو الدافع الرئيسي اللي يخليّه يوافقك على أيّ كلمه تقولها .. وتبدأ تقوله كل شيء صار معك و ردة فعلك وردة فعل الآخرين ونفسيتك ونفسيتهم .. ربما لو كان من النوع الي ذكرته راح يكون بجنبك وراح تحس مع كلامه بِـ الأريحيّة .. عواطفك تعودت أنها ماتنجرح حتى لو كانت غلطانه .. لكن بعد ماتنتهي المُكالمه و يقفل ..يبدأ يحسسك عقلك ..قد أيش مسكين يا أنت .. وقد أيش تلعب على نفسك بالكلام اللي قلته .. وقد أيش الكلام اللي قلته قبل شوي ..كنت تطلع الإيجابيات و زاويتك الملائكيّة فقط .. وقد أيش كنت تحاول تخليّ الآخر بشكل بشع .. وتحاول توصل كلام ببعض .. وتصرفات سابقة له كانت بقصد أو بدون قصد .. وتحلل و تستنتج لوحدك يامسكين ..بس لوحدك ..



يروح يومك .. و أنت ماوصلت لنتيجة .. و أنت ماتعرف أيّ طريق تسلكه .. التفكير مُرهق .. وكرامتك اللي أنت تشوفها راح تروح مع الإعتذار .. و تفضّل تمر الأيام ومايعرفك غيرك .. ومايحمل همك غيرك .. و الكل ينسى الأمر .. و الآخر يتعدى الحدث .. و أنت تظلّ و تظلّ و تظلّ .. بكل حديث عنه .. و بكل مكان جمعك فيه .. وبكل سالفة فيها طاريّ أسمه .. تتذكرهـ و تتذكر اللي صار بشريط سريع .. وتتغير ملامحك .. ويرجع همّك .. تضيق الدنيا فيك .. و ياكُبر همه تأنيب الضمير ..







الجُمعة 24-04-2009م

بِـ هالأشخاص اللي حولنَا و هالأشخَاص اللي نتعامل معاهم و نقعد معاهم و نفرح بوجودهم و نشوفهم أفضل ناس و أروع ناس و أخطائنَا معاهم تُغتفَر و أخطائنَا بجهتهم ماننساها بِـ سهولة .. نكون معاهم مثل أنفسنا بِـ كل حالتنا .. بِـ فرحنا و حزننَا و بِـ ضحكنا و دموعَنا .. نَاس نشوفهم ملائِكة بِـ تعاملهم و أخلاقهم و يمكن هالشيء يخلينا نشُوفنَا الخطأ بِـ حقُهم كبير .. بِـ وقت الضيق أو الزعل و خصوصاً إذا كان من ناحيتهم ماعاد نميّز الحقَائق و تختلط عندنَا المفاهيم .. نشوف كل الأخطاء تمتلكهُم و أحيان نبي ننهيّ الموضوع عشان مانتاقش أكثر ونفقدهم .. يبقى الألم بداخلنا و يبقى ألمهم و مع ذلك نرجع و لا كأن شيء صاير لكن يكون هناك فراغ كبير سويناه بينا وماراح نُشوفه بِـ حقيقته إلاّ إذا فقدناهم ..



الأشخاص الملائكة يا يكونون .. من أهلنَا و دايم قبالنَا يشعُرون فينَا و يتألمون معَانا يحسون بِـ تغيرنَا و يحاولون يعرفون أسرارنا و أهم الأقوى تأثير في حالة الوجع أو في حالة السَعادة لأنهم فهموا تصرفاتنَا و أساليبنَا و يكفيّ الإحسَاس اللي يتمتعون فيه و اللي الله أختصهم دون غيرهُم .. و من أصدقَائنا اللي يِعيشون صَرَحتنَا و صدْقَنا معهُم و مع العِشرة يبدأون يعانون من أطبَاعنَا و يتأقلمون معَاهَا حتى يكونون الأقرب من الرُوح و الأعمق في الإخلاص .. و أصدقائنا اللي جمعنَا معاهُم فكر و قلم أو جهة ماتختص بِـ المقَابلة اليومية من خلال حاجز فصلنَا بينهم -مثل اللي نعرفهم من خلال النت-بعضهُم يكونون قريبين جداً جداً حتى أن غُموضَنا اللي نحاول نختفيّ وراهـ يفضحَنَا و نبدأ نرتاح لِـ هالحال و نفضفض أكثر و أكثر و يمكن نرتَاح لأن بِـ قرارتنَا نشوف إننا مهمَا كان الوضوح يخيم علينَا نظل نوهم أنفسنَا إنَّا مازلنا غامضين و نقدر ننسحب بأي وقت و لأي سبب و لا نتسبب بِـ جرح بسيط لكن هالجرح نعرف بقرارتنا أن شخص آخر بيتعرفون عليه ويداويه .. لكن فيه حالة خاصة زي مايقولون " تنحط على الجرح تبرى " .. هالأشخاص ماهم من أهلنَا ولا من صدقاتنا المجبورة في مكَان واحد و لا صَداقَة نهَايتها وداع بِـ كلمة و أحيَان نتقصد الخطأ عشان نتركُهم ..لا لا.. هالأشَخاص يمكن نعتبرهُم معرفة سَطحيّة لَكن بِـ داخنَا نعترف أنهُم مو مجرد ملائِكة و لا مجرد أصدقَاء ولا حتَى أهل نخبيّ عليهم ألمنَا عشان ماينتبهون لِـ اللي فينا و يتألمون معَانا رُغم إننَا مفضحين قداهُم .. هالأشَخاص نادر تتعرف عليهم و نَادر تلقَاهم بين هالكم الهَائل من النَاس وبين الكم الهَائل من المعَارف .. هالأشخَاص لو تبيّ تعطيهم روحك بِـ لحظة ماتقصر معَاهم و لو تبيّ تفديهم بكل كلمَات الدنيا و تكون لهم وحدهم هَمْ ماتحس إنهَا تكفيهم .. هالأشَخاص يجون على الألم ويعانون من الألم و يتصنعون الرَاحة لِـ أجلك و أنت شنو أنت .. ولا شَيء تقدمه لهم يكفيهم .. ولا شَيء .. ولا شيء نهائياً .. كم من الاشخاص خارج مدارك حيَاتنَا و يعيشون حذاريف حياتنا* .. و كم من الأشخاص يعيشون مدارك حياتنا و أهم في فقاعة بداخل هالحيَاة مايبون يفقعونهَا عشان مايعيشونَّا بحذاريفنَا و يستانسون بِـ شوفتنَا من بعيد لِـ بعيد و هَم حنَا راضين باللي أهم فيهِ عشان مايتذمرون بلحظه أو حتى يختقون بِـ أكسجينَا.. مُعَادلة رُبَما اللي يعيشَهَا و يتأملَها صَح يلقى أنهَا شيء صَعب وسَهل .. واضح و غَامض .. و بِـ الأخير يلقَها قمة الراحة له و للي حوله.. يعني يعيش معاهُم بجسد و تكون الروح مع اللي يستحق أنهَا تكون معَاه .. بِـ هالعَلاقَات لقيت أن مو فرض اجتماع الأجساد بِـ مكان واحد عشان نعرف الشخص وكامل مزاجياته .. يكفيّ إنَّا نشَاركه الحديث حتى لو كَان شيء غير موجود بِـ الحيَاة أو غير محسوس من الأصل ..



الكَماليَّات و الملائِكية في التصَرفَات و مُحاولة إنَّا نكون صح حتى قدام اللي يقتديّ فينَا شيء غلط .. و مُعالجة أخطاء الملائِكة في حيَاتنا بِـ أننَا نقوم بِـ الكبَائِر لِـ نُحسسهم بِـ أنهم خطأ أعظم ذنب و أقسى مراره .. مهمَا كان الغلط و مهمَا كان حجمه و مهمَا بغلت عظمته و مهمَا غيّر نظرتنَا لِـ نَاس شَاركوا أرواحنَا بِـ كلمة أو فعل و تمردوا في إحدى المرات بِـ غلط ولو كان مُتعمد ما تصل إلى درجة تُهينُهم إلى مستوى يشعرون أنهُم خُذلوا أمَامنَا أو أن مكَانتةم تلاشت بعض الشَيء أو حتى فُقدت ..




الملائِكيّة لا تكون الأسَاس في علاقَتنا لِـ أن بهالشيء نغيّر المنطق و نجعله فقط جُزء بسيط نعود إليهَ كُلمَا أحتجناا أن نشعر بِـ عظمة ما أهدَانَا الله .. وما قدمه لِـ أرواحنَا بدون ما نشعر أو بدون ما نُدرك ..
واللي خلانيّ أكتب لهَذا الصبَاح و أغيّر نظرة لِـ طالمَا تحكمت في علاقاتي و مُشاركاتيّ مع النَاس أن إحدى المقربات ليّ وقعت في مُشكلة كَان بطلُهَا مَلَك في نَظرهَا و سَقط في أحد هفوات الـ لآ كمَال ..حاولت أن تُجيب على اتصَالتيّ لهَا لِـ أشَاركها ماتمر بهِ ولم تُجيب .. و لا إراديّا داعنيّ الـ لآوعيّ إلى الإتصَال بِـ أحدى من تعرفتُ عليهن "هُنا " و أجزم بِـ أنهَا كانت القلب و الروح و العقَل و الإستَماع و المعرفة و التحكم و القَدر و الملجأ و الآمان و الحديث .. حتى أنيّ رافقتُها سَاعات من الحديث المتواصل دون أن أشعر .. كانت هيّ فقط من الأشخاص الذين يعيشون خارج مدارك حيَاتنا و ينتمون إليَّها روحيَّا دون أن نشعر .. شُكراً ياقلبَها..شكراً ..

*كانتْ لِـ صديقة ..

الجُمعة 8-5-2009م

.




كثير الطرق اللي تكون مسدودة بوجهنَا وتخلينا نروح ندور على طرق جديدهـ ومنَافذ غير .. بحد ذاته هالتفكير يخليك تحلل وتستنتج و تحاول ترسم الخُطط الصحيحة عشان تعزم وتتوكل .. لكن أحيَان تجي حالات حتى التفكير ماودك فيك .. يعني لقيت الطريق مسدودة معناهـ تفقد الأمل بكل شيء و ترضى بالأمر الواقع .. تدهور الحالة النفسيه و عدم وجود أحد بقربك يعطيك الدافع بالكلمه أو بالوقفة بحد ذاته يخليك واقف قدام الباب المقفل و ترجع لِـ أدراجك ولا كأن شيء صَار ..




هالحالة أصبت فيهَا .. على أن مافيه أيّ شيء يستدعي أنها تتراكم عليّ بهالوضع ولا فيه أمر تستند عليهِ أو حتى نقطة معينه تبدأ من خلالها البحث عن المشكلة و معالجتهَا .. توصل مرحلة تكره فيها نفسك واللي حولك وتنعزل عن العالم الخارجي و أسلوبك يتغير مع اللي تحبه واللي ماتحبه و اللي أنت رسميّ معهم و اللي أنت تتبيثر عليهم ..تبدأ الموازين تختل و التعامل مع الكل يكون بنفس المستوى .. حتى اللي قبالك يستغرب اللي قاعد تسويه .. و أنت مو حاس بهالشيء .. أهو يتألم منك و أنت تتألم من شيء مجهول ..شيء ماتعرف شنو بيوصلك له أو شنو آخر احتمال راح يضعه الشخص الآخر عشان يعطيك حريتك ..


بجد الحين وديّ أغير رقم جواليّ وكل أرقام العائلة .. أبي أغير إيميلي و أغير أسميّ و أحاول أبدأ من جديد .. بمشاعر جديدهـ وصداقات جديدهـ .. أبي هالحياه اللي مخليّه كل اللي حولي يعانون منها ......... {مبتور , و البقيّة تَسكُن دفتر مٌذكراتي خوفاً من فهم الآخرين ليّ بِـ طريقة خاطئة } ....






السبت 23-05-2-2009 م